في رثـــــــــــــــــاء اخي
( الكاتب و المناضل عبد الهادي الشروف )رحمه الله
يا منْ توارى بالرَّدى عن ناظِــري---تَحيــا بِوجداني وتغزو خاطري
ينتابُني شـــوقٌ ويعلوني الأسـى---والقلبُ يدمى من فِراقٍ آخِــرِ
والأمسُ يحضُــــرُني بكلِّ مرارةٍ---و أحنُّ للماضي بكلِّ تَحسُّــرِ
لوَّعتَ نفســي إذْ أتتني حســرةٌ---عن كلِّ يومٍ في زمانٍ غابـــرِ
من يا شــقيقَ الرُّوحِ مِثلُكَ مُلهِمي---من يا أخي من بَعدِ موتِك آزِري
يا خيرَ أصحـابي وأغلى رِفقـــةٍ---يا طيَّبَ الملقى وســـيمَ المظهرِ
أدركت بين الناس أســـمى منزِلٍ---في الجودِ و العَطوى كغيمٍ مُمطِـرِ
لم تعرفِ البغضـــاءُ فيك بمَطرحٍ---في حسـنِ لُقيا او بطيبِ المحضَـرِ
الحبُّ عندَكَ غايـةٌ لا منفــــعٌ---إذ لم تكن تسـعى لخيرٍ مُؤجَـرِ
كم جئتَ من صفح و لو نِلتَ الأذى---كم دُسـتَ من غدرٍ بعفوِ القادرِ
عفَّفْتَ نفسَـــكَ كي تعيشَ بِعزَّةٍ---من كِبريــاءٍ كان فيكَ ومَفْخَرِ
فارقتَ عيشــــا راغداً إذْ تبتغي---إيفــاءَ عهدٍ منكَ دونَ تَذَمّـِرِ
لم تبتغي مالاً بمنفى غُربــــــةٍ---لو شـئتَ أموالاً لَعُدْتَ بِوافـرِ
كم من أُنـاسٍ آثرواغـــايـاتَهم---أمَّا و إن لك غايــةٌ، لم تُؤثِـرِ
قد كنتَ ذا عَقلٍ سَــــديدٍ مُقنعٍ---دومــاً بليغَ القولِ فوقَ المِنبَـرِ
كانت فلســـطينُ الحبيبَ المفتدى---في أرضِها سُـكناكَ أو في المهجرِ
في الحِـلِّ و الترحــالِ في كلِّ المدن---في القلب ترعاهـا بحبِّ غامـرِ
في أيِّ ســاحٍ رُحْتَ كنتَ مُناضِلا---مُسـتبسِلاً في الحقِّ لستَ بِمُدبرِ
بيروتُ كانت فيك اغنى تجربـــة---فيهـــا ثقافـاتٌ بفكرٍ نيِّـرِ
عمان بعد الشــــام منها تنطلق---للعود من بعـد اغتراب جائــرِ
في عاصمات الارض كم لك جولـةٌ---في كشــف ظلم من عدوٍّ غادرِ
كم قُلتَ فيهــا من ثنــاءٍ للوطن---للأرضِ مدحاً فيه حسُّ الشـاعرِ
عن تلكَ ليَّـامُ التي أبدعتهــــا---في قصـةٍ نَصَّـاً بوصفٍ مُبهـرِ
ثم انطوى حلُمٌ أبى ان يكتمــــل---من عِلَّـــةٍ حَلَّتْ و داءٍ مُكدِرِ
كي يختفي قلمٌ رفيــقٌ مبـــدعٌ---شعرا و نثرا معْكَ من عُمرٍ طري
الموتُ حَقُّ والمنايـا قادِمـــــة---والكلُّ ماضٍ للمصيرِ القاهــرِ
لكَ رحمةُ اللهِ ومنـهُ المغفِــــرة---فارقدْ قريراً في ثراكَ الطَّاهـــرِ
يادارَ هادِيَ سوف يرعـــاكِ الإله---قد كنتِ مَلقى كلِّ أهلِ المعشَـرِ
( الكاتب و المناضل عبد الهادي الشروف )رحمه الله
يا منْ توارى بالرَّدى عن ناظِــري---تَحيــا بِوجداني وتغزو خاطري
ينتابُني شـــوقٌ ويعلوني الأسـى---والقلبُ يدمى من فِراقٍ آخِــرِ
والأمسُ يحضُــــرُني بكلِّ مرارةٍ---و أحنُّ للماضي بكلِّ تَحسُّــرِ
لوَّعتَ نفســي إذْ أتتني حســرةٌ---عن كلِّ يومٍ في زمانٍ غابـــرِ
من يا شــقيقَ الرُّوحِ مِثلُكَ مُلهِمي---من يا أخي من بَعدِ موتِك آزِري
يا خيرَ أصحـابي وأغلى رِفقـــةٍ---يا طيَّبَ الملقى وســـيمَ المظهرِ
أدركت بين الناس أســـمى منزِلٍ---في الجودِ و العَطوى كغيمٍ مُمطِـرِ
لم تعرفِ البغضـــاءُ فيك بمَطرحٍ---في حسـنِ لُقيا او بطيبِ المحضَـرِ
الحبُّ عندَكَ غايـةٌ لا منفــــعٌ---إذ لم تكن تسـعى لخيرٍ مُؤجَـرِ
كم جئتَ من صفح و لو نِلتَ الأذى---كم دُسـتَ من غدرٍ بعفوِ القادرِ
عفَّفْتَ نفسَـــكَ كي تعيشَ بِعزَّةٍ---من كِبريــاءٍ كان فيكَ ومَفْخَرِ
فارقتَ عيشــــا راغداً إذْ تبتغي---إيفــاءَ عهدٍ منكَ دونَ تَذَمّـِرِ
لم تبتغي مالاً بمنفى غُربــــــةٍ---لو شـئتَ أموالاً لَعُدْتَ بِوافـرِ
كم من أُنـاسٍ آثرواغـــايـاتَهم---أمَّا و إن لك غايــةٌ، لم تُؤثِـرِ
قد كنتَ ذا عَقلٍ سَــــديدٍ مُقنعٍ---دومــاً بليغَ القولِ فوقَ المِنبَـرِ
كانت فلســـطينُ الحبيبَ المفتدى---في أرضِها سُـكناكَ أو في المهجرِ
في الحِـلِّ و الترحــالِ في كلِّ المدن---في القلب ترعاهـا بحبِّ غامـرِ
في أيِّ ســاحٍ رُحْتَ كنتَ مُناضِلا---مُسـتبسِلاً في الحقِّ لستَ بِمُدبرِ
بيروتُ كانت فيك اغنى تجربـــة---فيهـــا ثقافـاتٌ بفكرٍ نيِّـرِ
عمان بعد الشــــام منها تنطلق---للعود من بعـد اغتراب جائــرِ
في عاصمات الارض كم لك جولـةٌ---في كشــف ظلم من عدوٍّ غادرِ
كم قُلتَ فيهــا من ثنــاءٍ للوطن---للأرضِ مدحاً فيه حسُّ الشـاعرِ
عن تلكَ ليَّـامُ التي أبدعتهــــا---في قصـةٍ نَصَّـاً بوصفٍ مُبهـرِ
ثم انطوى حلُمٌ أبى ان يكتمــــل---من عِلَّـــةٍ حَلَّتْ و داءٍ مُكدِرِ
كي يختفي قلمٌ رفيــقٌ مبـــدعٌ---شعرا و نثرا معْكَ من عُمرٍ طري
الموتُ حَقُّ والمنايـا قادِمـــــة---والكلُّ ماضٍ للمصيرِ القاهــرِ
لكَ رحمةُ اللهِ ومنـهُ المغفِــــرة---فارقدْ قريراً في ثراكَ الطَّاهـــرِ
يادارَ هادِيَ سوف يرعـــاكِ الإله---قد كنتِ مَلقى كلِّ أهلِ المعشَـرِ
تعليق