فِي رأسِي خَيْمَةٌ زَرْقَاء
كَـقَلقٍ يَعْلُو كَاسِحًا
أوْرِدَة النَّهَار
نَوَافِذٌ تَطلُّ مِنَ الثُقُوب البَاهِتَة
تَسْألُنِي لِمَاذَا لاَ تَرْنُو إليْنَا أضْوَاءُ الشَوَارِع
حيْنَِ تَنْطَفِىءُ شُمُوعُ الظِلَال
فِي حَدائِقِ اللاَمَكَان
يَتّسِعُ مَدى الفَرَاغ
فلَاَ هُدُوء مثلَ كَسْر نَاصيَة الرَيح ...
لا أسْتَطِيع الغَرقَ فِي الهَوَاءِ البَارِد
إنّنِي دَفنْتُ جَرسَ الألَم,
ضَيّقٌ فَمُ البَحْرِ
يَتَكلّمُ لأجْلِ أنْ يَنَامْ
وَرَاء شَجَر البَرْزَخِ
وَ تَنَامُ حَوْلِي أطيَافْ الحُريَّةِ
أصْخَبُ عنْدَ نَزيفَ الصَوْتِ
وَ جَسَدي أرَاهُ يُرَتّلُ أنَاشِيدَ الفَجْر الجَديد..
رُغْمَ نَحِيب الاغْصَانِ في حَديقَتِي
وَ بُكَاء المَطرِ
سَأنْسَى مَا بِيّ
منْ حزْنٍ عَاصِفٍ وَ حَريق
وَ أقتَفِي بَهْتَة العُمْرِ المَاضِي
أرْجُمُ ظُنُوني النَاجِمَة
و التّي لمْ تَظهَرْ كالغروبِ النَازِق...
قدْ لاَ نَلتَقِي أبَدًا
وَ لاَ نُودِّعُ اليَومَ أحَدًا
لَمْ نُغَادِر كُلّ الأمْكِنَة الحَالِمَة
بِنَا تَفْرحُ عَصَافير السَمَوَات البَعيدَة
نَرْضَى بِـالكَلاَمِ القَليلِ
بِقَصيدَةٍ صَامِتَةٍ مُشَوَّهَة الشَفَتَينِ...
العَابِرون صَوبَ بَوَابَة الأرْض
يَزْرعُونَ فِي عُيَون الأطفَالِ
مَوَاويلَ الوُرُودِ
حُقُولُ البَنَفْسَجِ وَ اليَاسَمينِ
مَالتْ نَحْوَ البَحْرِ
تَسْتَجْدي مِلْحَ السَمَاء
أيْنَ سَريرُ الحَمَامِ الأبَيضِ
وَ صوتُ الضِيَاءِ عنْدَ كُلَّ صُبْح؟
لِنَجْلِسَ قَليلاَ
و نَتْرُك وَصِيَةً للعُبُور الأخِير...
فِي هَذِة الأرضُ نَنْقُصُ دَائمًا
يَتَبَدّدُ حُلْمُنَا المُحَاصرُ
شَيئًا فَشَيئًا
كَـضَبَابٍ سَاطِعٍ يَهْذي للصَبَاحِ
وُجُوهُنَا بَسيطَةٌ تَكبُرُ فِي لَحَظاتٍ عَابِرَة
إلَى آخِرُ حُدُود القَمَر
نُلقِي أسْرَار الحَيَاةِ
و حَصَى الدُروب القَاسِيَة...
شَيءٌ منِ المَوتِ فقطْ
شَيءٌ وَاحِدٌ يَكْفِي
وَ أهْرُبُ منْ وَهَج المَدينَة البَاردَة
لُعَابُ الجَسَدِ يَطفُو
يُبلّل نَعْنَاع التُّرَاب
كَأنّ أعْمَاقِي لاَ تَصحُو بَاكِرًا
فَأنَامُ بِدونِ أنْ أغلِقَ مَمرَّ الذَاكرَة ,,,,,
البَقِيَةُ ستَأتِي
وَ تَدْخُلُ حُجْرة النَوم العَاِشَرة
عَاريةً كَمَا لاَ تَتَعرّي أبَدًا
لاَ يُغَازلُهَا أحَد
رُبَّمَا لأنّهَا عاَقِرَة
تَحبُّ مُلاصَقَةَ جَسَدِهاَ الآخَر
فِي قَيْظ السَاعَةِ المُتَأخِرَة...
تعليق