اكتساب الرأي العام من خلال النفوذ
المستشار د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي
تسعى الدول والتشكيلات الحزبية والفصائل والتنظيمات الشعبية والجماهيرية من خلال امتلاكها لمصادر النفوذ والشخصيات المتنفذة بالدرجة الأولى إلى اكتساب الرأي العام في المجتمع ، ولكن ، ما هو الرأي العام الذي يراد اكتسابه ؟
يعرف الدكتور كرم شلبي في المعجم الذي وضعه للمصطلحات الإعلامية الرأي العام بأنه : (( وجهة نظر أو رأي أغلبية الجماعة ، الذي لا يفوقه أو يحجبه رأي آخر ، وذلك في معين وراء مسألة تعني الجماعة )).
ولا يقصد بالرأي العام أن تتوحد آراء المجتمع كله حول قضية معينة ، فهذا من المستحيل المتعسر ؛ لاختلاف الرؤى واختلاف المستويات والعقليات والتوجهات ، ولكن المراد به حصول الرأيعلى أغلبية نسبية ، وبخصوص الوصول إلى الإجماع أو الأغلبية ، فالإجماع ليس شرطاً أساسياً للوصول إلى الرأي العام ، فيكفي أن تكون هناك أغلبية تعبّر عن آرائها بانسجام، ليكون ذلك مؤشراً على وجود الرأي العام " .
إن الوصول إلى تشكيل رأي عام في أي مسالة من المسائل ، وأي أمر من الأمور يعتبر إنجازاً حقيقياً وكبيراً للطرف الذي استطاع تحرير الرأي الذي حاز على الأغلبية ، وهذا ما تحاول الفصائل والقوى التنظيمية والشعبية الوصول إليه بكل إمكاناتها ، لما له من دلالات كبيرة ومؤثرة على الصعيد السياسي والاجتماعي والذاتي وغيرها .
أما عن كيفية الوصول إلى الرأي العام ، فإن ذلك يتم من خلال وجود قضية ما ، تقوم الطبقات القيادية والخبراتية والتخطيطية للمجاميع المختلفة بدراستها بشكل مستفيض ، وتتدارس الآراء بشأنها ، والخلوص بوجهة النظر الذاتية تجاه هذه القضية من خلال عرضها على الثوابت والأفكار والمبادئ الخاصة بكل طرف ، ومقدار النفع والمصلحة الحاصلة منها أو عكس ذلك ، وبناء على الرأي الصادرعن كل طرف ، فإنه يحاول – في القضايا الكبرى على وجه الخصوص – أن يقوم بتمريرها على المجتمع ، وإقناعه بها من أجل كسب تأييده فيها .
وهنا يتجلى دور ذوي النفوذ بأوضح صوره ، حيث إن كل فريق يعمد إلى ما بين يديه من وسائل التأثير ، ومواقع النفوذ ( فردية أو جماعية ) ، ويقوم تعبئتها بالفكرة وتصوراته وارائه إزاءها ، ليقوم أهل النفوذ بدورهم في مجال نفوذهم من أجل الترويج لها ، وتزيينها في أعين الناس .
فالسياسي في مجاله ، والإعلامي في مجاله ، والخطباء المنظرون في مجالهم ، والنقابي في مجاله ، والمعلم بدوره ، والمؤسسات في مجالها ، الكل يحاول أن يوجه أنظار العامة لما قد رشح عنده من تصورات ، وتتعاضد بذلك الكلمة والفكرة والأساليب والوسائل التقنية في الدعاية والإعلان والإعلام وغيرها ، وتبذل كل الجهود والطاقات الخاصة من أجل تعزيز قيمة الطرح المتبنى ، والترويج له في القلوب والعقول ، فإذا تم الأمر : تحقق الإنجاز ، وإلا ، فالجانب الأضعف ، والذي لا يملك مواطن نفوذ مؤثرة ستناله الخسارة والفشل .
المستشار د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي
تسعى الدول والتشكيلات الحزبية والفصائل والتنظيمات الشعبية والجماهيرية من خلال امتلاكها لمصادر النفوذ والشخصيات المتنفذة بالدرجة الأولى إلى اكتساب الرأي العام في المجتمع ، ولكن ، ما هو الرأي العام الذي يراد اكتسابه ؟
يعرف الدكتور كرم شلبي في المعجم الذي وضعه للمصطلحات الإعلامية الرأي العام بأنه : (( وجهة نظر أو رأي أغلبية الجماعة ، الذي لا يفوقه أو يحجبه رأي آخر ، وذلك في معين وراء مسألة تعني الجماعة )).
ولا يقصد بالرأي العام أن تتوحد آراء المجتمع كله حول قضية معينة ، فهذا من المستحيل المتعسر ؛ لاختلاف الرؤى واختلاف المستويات والعقليات والتوجهات ، ولكن المراد به حصول الرأيعلى أغلبية نسبية ، وبخصوص الوصول إلى الإجماع أو الأغلبية ، فالإجماع ليس شرطاً أساسياً للوصول إلى الرأي العام ، فيكفي أن تكون هناك أغلبية تعبّر عن آرائها بانسجام، ليكون ذلك مؤشراً على وجود الرأي العام " .
إن الوصول إلى تشكيل رأي عام في أي مسالة من المسائل ، وأي أمر من الأمور يعتبر إنجازاً حقيقياً وكبيراً للطرف الذي استطاع تحرير الرأي الذي حاز على الأغلبية ، وهذا ما تحاول الفصائل والقوى التنظيمية والشعبية الوصول إليه بكل إمكاناتها ، لما له من دلالات كبيرة ومؤثرة على الصعيد السياسي والاجتماعي والذاتي وغيرها .
أما عن كيفية الوصول إلى الرأي العام ، فإن ذلك يتم من خلال وجود قضية ما ، تقوم الطبقات القيادية والخبراتية والتخطيطية للمجاميع المختلفة بدراستها بشكل مستفيض ، وتتدارس الآراء بشأنها ، والخلوص بوجهة النظر الذاتية تجاه هذه القضية من خلال عرضها على الثوابت والأفكار والمبادئ الخاصة بكل طرف ، ومقدار النفع والمصلحة الحاصلة منها أو عكس ذلك ، وبناء على الرأي الصادرعن كل طرف ، فإنه يحاول – في القضايا الكبرى على وجه الخصوص – أن يقوم بتمريرها على المجتمع ، وإقناعه بها من أجل كسب تأييده فيها .
وهنا يتجلى دور ذوي النفوذ بأوضح صوره ، حيث إن كل فريق يعمد إلى ما بين يديه من وسائل التأثير ، ومواقع النفوذ ( فردية أو جماعية ) ، ويقوم تعبئتها بالفكرة وتصوراته وارائه إزاءها ، ليقوم أهل النفوذ بدورهم في مجال نفوذهم من أجل الترويج لها ، وتزيينها في أعين الناس .
فالسياسي في مجاله ، والإعلامي في مجاله ، والخطباء المنظرون في مجالهم ، والنقابي في مجاله ، والمعلم بدوره ، والمؤسسات في مجالها ، الكل يحاول أن يوجه أنظار العامة لما قد رشح عنده من تصورات ، وتتعاضد بذلك الكلمة والفكرة والأساليب والوسائل التقنية في الدعاية والإعلان والإعلام وغيرها ، وتبذل كل الجهود والطاقات الخاصة من أجل تعزيز قيمة الطرح المتبنى ، والترويج له في القلوب والعقول ، فإذا تم الأمر : تحقق الإنجاز ، وإلا ، فالجانب الأضعف ، والذي لا يملك مواطن نفوذ مؤثرة ستناله الخسارة والفشل .