أنا و هي، و الغروب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    أنا و هي، و الغروب

    ساءني أن أراها في ركنها المعتم و قد اتخذته محرابا لصرف همومها، ساءتني يد الكآبة ترسم تجاعيد البؤس على وجهها الفاتن.
    تعمدت إسقاط فنجان قهوتها المرة أرضا، و اعتذرت منها بكلمات رقيقة، و أنا أنظر إلى قعر الفنجان أستقرئ تفاصيل الغيب فيه.
    ابتسمت، أو هكذا بدا لي، فتجرأت على اقتسام الطاولة معها، و ببطء نما الحديث بيننا. آليت على نفسي أن أفتح كنوز الحياة في وجهها، أعيد له أسيل المتعة و أنبت به مرابع الفرح.
    لما وثقت، حملتها إلى مقاه تنبعث منها موسيقى راقصة، و مطاعم ذات طيوب، و سينما لمشاهدة أفلام عشق الحياة.
    و بدأت مسامها تتفتح لنسائم البهجة، و وجهها يغادر كلوحته.
    مرة، و أنا قريب من شقتي ، و من دون تخطيط، عرضت عليها زيارتها فوافقت.
    جهزت مائدة تحفل بشهي الطعام، تحت أضواء شموع راقصة، أكلنا بشهية. كان الجو رومانسيا زادته الموسيقى جمالا، فسبحنا في سكرة الروعة.
    رأيتها منتشية، و قد طفح وجهها بشرا، و اشتعل جسدها فازداد فتنة، حملتها بين ذراعي عروسا تزف لعريسها النبيل.
    قضينا ليلة صاخبة اهتزت تحت لهيب الجسدين الملتحمين.
    و إذ أسفر الصبح عن وجهه المشرق، غادرت بهدوء من دون أن توقظني، تاركة الوداع كلمة معلقة في الفضاء.
    بحثت عنها ما وسعني الجهد، و لم أعثر لها على أثر فأدمى ذلك قلبي و جعلني أعيش زمن الذهول.
    التحقت بعملي لا أحمل أي رغبة، و بالفصل نظرت إلى تلميذة هزت الفؤاد بقوة و رجته رجا، فقد كان الشبه بينهما كبيرا. أقبلت عليها بلهفة متسائلا إن كانت لها أخت و ذكرت لها صفاتها.
    _ نعم، إنها أختي..
    وقع كلامها في قلبي كالعسل، و انفتح باب الأمل بعد رجاء ظننته لن يتحقق.
    لكنها أقفلته حين أكملت :
    _لقد انتقلت إلى الرفيق الأعلى.
    هبط نبض قلبي، و سقطت مني الدهشة، تماسكت بصعوبة.
    _ماذا حدث، قلتها بصوت مبحوح، بالكاد خرجت الأصوات.
    عادت في صباح ربيعي مشرقة الوجه لم نعتده منها، لم نسألها أين قضت ليلتها، فشعلة الفرح تذبلها الأسئلة. نظرت إلى وجوهنا يكتسيها الاستغراب، لم تنطق ببنة شفة،
    ابتسمت، ثم دخلت غرفتها و أغلقت علينا بابها.
    في المساء، و قد أعلن الليل عن قدومه، طرقنا الباب لندعوها لطعام العشاء، فلم نسمع
    ردا، بقينا ملازمين المكان حائرين، و في الأخير، اقتحمنا الغرفة، وجدناها ممدة جثة هامدة، عرفنا أنها تناولت حبوب نوم كثيرة. و إلى جوارها رسالة مقتضبة:
    أغادركم محتضنة لحظة جميلة لن أسمح لعبث الحياة أن يمحوها.
    بقيت جامدا .
  • أمين خيرالدين
    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    • 04-04-2008
    • 554

    #2
    لوحة فنان
    وريشة رسام
    وقلم ضليع محترف
    ولن ازيدحتى احفظ النقاء
    تحياتي
    [frame="11 98"]
    لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

    لكني لم أستطع أن أحب ظالما
    [/frame]

    تعليق

    يعمل...
    X