هبت الريح وثارت في وجهه عاصفة ثلجية أغشت عينيه فلم يبصر ،وخفيت عليه السبيل وسدت في وجهه المذاهب،وانطمست معالم الأرض والسماء وغابت الكائنات في ضبابة كثيفة صفراء ، وكانت شظايا الثلج خلالها تتسامى وتتهادى ،وزوبعة الثلج لاتزال ثائرة والريح خفاقة الجلابيب تنفح في وجهه تارة وتدفع في صدره تارة أخرى وتجذب بأطراف ردائه كأن لها عنده ثأراً،وكان الثلج إذ ذاك يملأ فضاء الجو والرياح تعوي وتعول ومصاريع النوافذ ترتج وتصطدم وكل شيء ينذر بالشر والشؤم ، هناك كل شيء صامت في تشاؤم كأنة تحت سطوة القدر المحتوم لاشيء وسرعان ما انتصف الليل فسالت على الخدين مدامعه واعتسف الأرض اعتسافاً وأسبلت عينيه وابلاً مدراراً فلا يدري إلى أين تسوقه الأقدار؟
مارس
تقليص
X
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 167311. الأعضاء 5 والزوار 167306.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 489,513, 25-04-2025 الساعة 07:10.
تعليق