من مواضع زيادة الألف في لغتنا العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    من مواضع زيادة الألف في لغتنا العربية

    زيادة حرف الألف :

    هناك موضعان لزيادة حرف الألف على الكلمات في اللغة العربية هما

    1- في وسط الكلمة :

    فهي تزاد في وسط الكلمة مثل :
    مائة ، ومثناها ( ما ئتان ومائتين ) ، وثلاثمائة إلى تسعمائة
    ولا تزاد في جمعها بل يقال : مئون ومئين ومئات
    وقال كثير من النحاة أنها إنما زيدت في ( مائة ) للفرق بينها وبين ( منه )
    إذ إنهم لم يكتبوا الهمزة ووضعوا النبرة التي توضع عليها في الكلام
    أما في زماننا اليوم فلا مانع من كتابتها على القاعدة التي تستند عليها ( مئة )
    وأرى أن كتابتها بالألف هو اتباع لرسم المصحف الشريف لها في مثل قوله تعالى في سورة البقرة :
    (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)

    وقال أيضا بهذا عدد من النحاة أوافقهم عليه
    وليس للفرق بين ( منه ) وبين (مئة ) حيث إن العلة ثابتة في قولنا ( فئة ) ولم يثبت أن زيد فيها ألف في كلام العرب ، فهي تلتبس مع ( فيه )
    وقال أبو حيان الأندلسي الغرناطي :
    ( وكثيرا ما أكتب أنا ( مئة ) بدون ألف كما تُكتَبُ ( فِئة ) بدون ألف ؛ لأن كتابة ( مائة ) بالألف خارج عن الأقيسة

    فالذي اختاره أن تُكْتَب بالألف دون الياء كتب هكذا ( مَأة ) على وجه تحقيق الهمزة في الكلمة ، أو كتبها بالياء على وجه التسهيل دون الألف ( مِئة )

    وقال : وأرى ذلك حسن جدا ، وإنما زيدت الألف في مثناها لعدم تغير صورة المفرد منها ( مَائة ) بخلاف الجمع فإن صورة المفرد تغيرت فيه ( مِئون )

    و( مِئات )

    2- في آخر الكلمة :


    وتزاد الألف في آخر الكلمات في موضعين ؛

    الأول :-
    بعد واوا الجماعة المتطرفة في الأفعال فقط
    للفرق بينها وبين غيرها في الأسماء نحو ؛
    ( إن الذين
    آمنوا وعملوا
    الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا )
    الكهف
    وبين (
    مسلمو
    مصر أكثر إستقرارا من كثير من دول العالم رغم ما تمر به من أحداث ) بدون الألف
    وتسمى الألف الزائدة على الأفعال الماضية أو المضارعة المجزومة أو المنصوبة أو أفعال الأمر مثل :
    (قوموا
    لله قانتين ، و
    لا تقصروا
    في عبادتكم له ، ولن
    تفلحوا
    إذا خالفتم أوامره )
    تسمى الألف الزائدة :
    بالألف الفاصلة أو الفارقة

    وقد تأتي الألف الفارقة في الفعل ثم يتبعها ضمير منفصل للتوكيد مثل :
    كتبوا
    هم
    سيرهم الذاتية ؛ ف( هم ) ضمير مؤكد للفاعل وهو ( واو الجماعة )
    وذلك للفرق بين كلمتها في العبارة وبين عدم زيادتها في الفعل : ( رؤساؤهم
    شكروهم
    على ذلك ) لمخالفتها شرط الزيادة على آخر الفعل حيث جاء المفعول (هم )
    وراء الفعل مباشرة
    تفصيل :

    ولا تزاد الألف في مثل :

    سبقتكمو ــ يدعو ــ أبو الوفا ــ ذو مال ــ أخو كرم ــ متقدمو العلماء ــ هم أولو الفضل ــ وذوو السبق

    لانتفاء الشرط في الزيادة في كل ما شابه تلك الكلمات
    الثاني :

    وتزاد الألف في آخر البيت من الشعر أو العروض التي أعطيت حُكْمَ الضرب لمدِّ الصوت ولكن ينطق بها
    نحو :
    لا يمتطي المجد منْ لا يركب
    الخطرا
    = ولا ينال العُلا من قدم
    الحذرا

    وتسمى الألف الزائدة هنا :
    ( ألف الإطلاق )

    ===================
    مع تحيات خدمات رابطة محبي اللغة العربية
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    أحسن الله إليك أستاذنا الجليل المبجل محمد فهمي يوسف وجزاك عنا خيرا.

    إن موضوعك هذا لقمين بالتثبيت للمراجعة و الحفظ لأن كثيرا من الكتاب هنا لا يفرقون بين هذه المواضع، مواضع الألف.
    يبدو لي، والله أعلم، أن زعم أبي حيان التوحيدي:"فالذي اختاره أن تُكْتَب بالألف دون الياء كتب هكذا (مأة) على وجه تحقيق الهمزة في الكلمة، أو كتبها بالياء على وجه التسهيل دون الألف (مئة)" إنما يكون ذلك إن كانت ميم "مئة" مفتوحة أما و أنها مكسورة فالوجه هو كتابتها على الياء، أو على النبرة، و هي الياء غير المنقوطة، هكذا:"مئة" و هو ما يجب اعتماده لتطور أدوات الكتابة.

    هذا و أحسب أن "التوحيدي" المقصود هو الأندلسي الغرناطي صاحب "البحر المحيط" في التفسير و "ارتشاف الضرب من لسان العرب" في النحو و ليس التوحيدي البغدادي الأديب صاحب "الإمتاع والمؤانسة" و"المقابسات" ، و الله أعلم ثم أنت أستاذنا الجليل.
    أسأل الله تعالى أن يجزيك عنا كل خير، آمين.
    تحيتي و مودتي.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • محمد فهمي يوسف
      مستشار أدبي
      • 27-08-2008
      • 8100

      #3
      نعم أخي الأستاذ حسين ليشوري
      أشكر لك تثبيت الموضوع لمزيد من الفائدة في مناقشته مع المختصين
      ثم إن دافعي لكتابته ما رددت به على موضوع الأستاذ أحمد عكاش تحت هذا الرابط
      http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?120856-
      من مواضع الحذف في لغتنا الجميلة
      فوودت أن أقابله بموضوع جديد على شاكلته
      وتأكيدا لما ذكرته في متابعتك القيمة ؛
      إن القائل هو ( أبو حيان الأندلسي الغرناطي ) صاحب كتاب البحر المحيط
      وهو عندما قال :
      فالذي اختاره أن تُكْتَب بالألف دون الياء كتب هكذا ( مَأة ) على وجه تحقيق الهمزة في الكلمة ، أو كتبها بالياء على وجه التسهيل دون الألف ( مِئة )
      أردف بعد ذلك بقوله:
      ( وأرى ذلك حسن جدا)
      وهذا يعني أنه يرى الكتابتين صحيحتين ؛ إما على وجه تحقيق الهمزة المفتوحة ( مَائَةٌ ) ، وإما على سبيل تسهيلها عند كسر ما قبلها في ( مِئة )
      وفي الطريقتين تحتاج الهمزة إلى ركيزة لتستند عليها وهي النبرة أو الياء غير المنقوطة .
      والله تعالى أعلى وأعلم

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        أحسن الله إليك، أستاذنا الجليل كما أحسنت إلينا بموضوعك القيم، الأصل و الإضافة.
        إذن، فما دام القائل هو أبو حيان الغرناطي، رحمه الله تعالى، فيجب تصحيح المعلومة في الأصل حتى لا نوقع القراء في الخطأ.
        أما عن همزة "100" فهي تابعة لحركة الميم فإن كانت مفتوحة فعلى الألف "مَأَة" و إن كانت مكسورة فعلى الياء، النبرة، "مئة" بيد أن المشهور و المتداول والمألوف هو "مئة" كما يقتضيه القياس أو "مائة" كما في المصاحف.
        بارك الله فيك أستاذنا الجليل على الإفادة و دمت لنا معلما مع الدعاء الخالص لأخينا الأستاذ أحمد عكاش بالعودة إلينا سالما غانما معافى.

        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        يعمل...
        X