الترجمة وتأثير الثقافات في الحضارات ( سلسلة مقالات )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    الترجمة وتأثير الثقافات في الحضارات ( سلسلة مقالات )


    1- تأثير الثقافات الخارجية في الترجمة العربية وتأثير العربية في غيرها
    تعددت الأسباب التي روجت لحركة الترجمة العربية بعد انتشار الفتوحات الإسلامية ؛

    من تلك الأسباب :
    * استقرار العرب والدولة بعد الفتوحات الكبيرة
    * استيطان البلاد المفتوحة ورؤية ما هي عليه من حضارة
    * طبيعة التطور بين الأمم والشعوب
    * شعور العرب بأنهم لا بد أن يجاروا مواليهم في ميدان الحضارة والثقافة
    * شعور الأعاجم بقوة النفوذ في العصر العباسي ومحاولتهم إظهار ثقافتهم
    وفي هذا المقال سنتحدث عن أثر الثقافة الفارسية في الترجمة العربية:
    في الحقيقة لم يقتصر دور الترجمة على ما نقل من الفارسية للعربية ؛ بل ما نقل منها أيضا من ثقافة الهند واليونان إلى العربية ،
    ويتمثل الجانب الأصيل الفارسي فيما نقله ابن المقفع وغيره إلى الثقافة العربية ، وكانت معظم الكتب التي تُرْجِمت تاريخية عن حياة الفرس وأمجادهم، وكذلك ترجمت كتبٌ في الأدب ؛ نحو ما ترجمه ابن المقفع في كتاب كليلة ودمنة ، وهو هندي الأصل ، وعهد أدرشير ، وكتاب ( هزار أفسانه ) ومعناه :( ألف خرافة )وهو ما أصبح أساسا لكتاب ( ألف ليلة وليلة )
    وترجم من الأدب والقصص الفارسي الكثير الذي صار غذاء للثقافة العربية .
    ونسج ابن الهبارية على نهج ( كليلة ودمنة ) فألف الصادح والباغم ، كما ألف الأدباء والكتاب الفرس باللغة العربية فدعموا الفكر الإسلامي ، ونقلوا معالم ثقافتهم في فنونها ؛ فألف ( سهل بن هارون ) ديوان الرسائل ، وشهدت مدرسة ( جنديسابور ) التي أسسها كسرى ملك الفرس الدور الرئيس في نقل التراث اليوناني إلى اللسان الفارسي ، ولم يلبث أن تحول إلى العرب؛ ومنه منطق أرسطو
    وكان من مظاهر التأثير الفارسي؛ في المجال الاجتماعي انتقال كثير من عادات الفرس إلى العرب ، وفي المجال الثقافي ما بالغ فيه بعض الباحثين بصورة تكاد تنعدم معها الشخصية العربية ؛ يقول (براون ) خذ مما يسمى عامة علوم العرب العمل الذي أسهم به الفرس تجد أنك أخذت خير نصيب )، وهي أقوال من مستشرقين لا تسلم من مبالغة ؛ فنحن لا ننكر مدى الدور الذي لعبته الثقافة الفارسية ولكن النحو العربي الذي يزعم ( فون كريمر )أنه بواسطة الأجانب وضع في العربية أول من ألَّفَ فيه ( الخليل بن أحمد)
    وألف في الفقه ( مالك ) وفي علم الأصول ( الشافعي ) ابتداء لم يسبق إليه من قبل؛ وكلاهما عربي
    نعم قد يبرز لنا أسماء طائفة من العباقرة الفرس الذين أثروا في الثقافة العربية أمثال ( سيبويه ) و(ابن فراس ) و( أبوحنيفة ) و ( الغزالي ) و( والبخاري ) ومن الشعراء ( بشار ) و( أبي نواس )ومن الكتاب ( ابن المقفع )و( وبديع الزمان الهمذاني ) و( والفخر الرازي)وأمثالهم من الذين نعترف بفضلهم كلٌّ في ميدانه
    ورغم ذلك ظلت عقلية العربي ترتكز على الإسلام والقرآن واللغة العربية
    كما لعبت الديانات الفارسية في تطور علم الكلام ، وظهر الاتجاه الماجن في الشعر من الفجور وشرب الخمر وكان إمام ذلك بشار وأبونواس ، وما جددوه فيه من مذاهب متنوعة في إحاطة بالتفاصيل للشعور الإنساني حينما تغمره اللذة ، فظهر الغزل في المذكر الذي لم يعرفه الشعر العربي قبل اتصاله بالفرس ؛ وهو نزعة شاذة لم يكن لها وجود قبل بشار وأبي نواس ، وقابل تلك المظاهر ، مذهب الزهد عند أبي العتاهية ، وبجانب تلك التأثيرات الموضوعية ظهرت تأثيرات شكلية كإطالة الكتابة عند ( عبد الحميد الكاتب)
    هكذا نرى أن تلاقح الحضارات الثقافية قد أثرت في اللغة العربية وتأثرت بها من خلال نشاط الترجمة بين اللغات العربية والفارسية
    ===========
    ونواصل الحديث بعد ذلك عن ( الثقافية الهندية وأثرها ) في الترجمة
    تنوية تم التعديل :

  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    أستاذنا الجليل محمد فهمي يوسف: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    أفدتنا أفادك الله تعالى وزادك من أفضاله الكثيرة.
    أحسبك تنبهت إلى الهفوات الإملائية و اللغوية التي تخللت مقالتك وأظنها ناتجة عن التسرع في الرقن بيد أن بعضها ناتج حتما عن عادات لهجية متجذرة لا تستطيع التخلص منها و أنت تتحدث أو تكتب فتكتب "الزاي" بدلا عن "الذال" في الهمذاني مثلا كما أن بعض الكلمات تكررت مرتين.
    تحيتي وتقديري.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • محمد فهمي يوسف
      مستشار أدبي
      • 27-08-2008
      • 8100

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
      أستاذنا الجليل محمد فهمي يوسف: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
      أفدتنا أفادك الله تعالى وزادك من أفضاله الكثيرة.
      أحسبك تنبهت إلى الهفوات الإملائية و اللغوية التي تخللت مقالتك وأظنها ناتجة عن التسرع في الرقن بيد أن بعضها ناتج حتما عن عادات لهجية متجذرة لا تستطيع التخلص منها و أنت تتحدث أو تكتب فتكتب "الزاي" بدلا عن "الذال" في الهمذاني مثلا كما أن بعض الكلمات تكررت مرتين.
      تحيتي وتقديري.


      نبهني الأخ الفاضل الأستاذ
      حسين ليشوري إلى عدد من أخطاء الرقن والسرعة ، وهي ليست مقصودة بالطبع
      فقمت فورا عندما أسعدني أنه أول المتصفحين لموضوعي المتواضع بتصويبها في الموضوع
      فوضعت الكلمات التي أشار أنها مكررة باللون
      ( الأخضر ) والتي بها زيادة حرف أو نقص حرف باللون (الأحمر) ومعها الكلمة التي استبدلت فيها الذال بحرف الزاي خطأ
      تنويه التعديل
      المقال : أو المقالة ( والكلمتان كلتاهما صواب )

      أما ما ذكرته عزيزي الكريم عن (
      عادات لهجية متجذرة لا تستطيع التخلص منها و أنت تتحدث أو تكتب فتكتب "الزاي" بدلا عن "الذال" في الهمذاني )
      فأرجو العلم أنني أخطأت فعلا في كتابة الزاي مكان الذال في كلمة الهمذاني ، ولكنها ليست عادة متأصلة كما تفضلت وأكدت (
      لا تستطيع التخلص منها و أنت تتحدث أو تكتب )
      فإننا بشر نخطيء ونصيب ونرجع إلى الصواب متى أهداه إلينا ناصح مجيد ولا نصر على تكراره إلا بطريق السهو أو النسيان أو الرقن والسرعة كما قلت في الكتابة
      على الحاسوب وتبا للوحة المفاتيح وليتنا نكتب كما تعلمنا بالقلم وبالعقل قبل أن نضع الخطأ.
      وكنت أود أن تنبهني إلى تكرار هذا الخطأ في موضوعاتي بالملتقى مشكورا
      وشكرا لك وجزاك الله خيرا

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        أهلا بأستاذنا الجليل محمد فهمي يوسف في "بيته" الكريم.
        أشكر لك ردك الطيب و أنت أستاذنا الطيب و إنّ الشيء من معدنه لا يستنكر.
        في الحقيقة، كان بإمكاني مكاتبتك على الخاص و تنبيهك على الهفوات التي جاءت عفوا في مقالتك المفيدة و ليس قصدا طبعا، لكنني فضلت مصارحتك على المباشر حتى يتأسى بك إخواننا في قبول النصح و إن كثيرا منهم ليأنفون من النصح المباشر كما أن التنبيه على الأخطاء في الجهر يفيد القراء حتما فيتجنبوها هم أنفسهم في المستقبل.
        أما عن العادة اللهجية و تأثيرها في الحديث و الكتابة فهي حقيقة "علمية" قل من يتخلص منها كما أنها ليست عيبا يستعر منه و لكل قوم لهجاتهم المغروزة في طبائعهم الاجتماعية و عاداتهم اللسانية.
        و مع هذا كله، فأنا أعتذر إليك، أستاذنا الجليل، عن جرأتي في إعلان تنبيهي بدلا من إسراره.
        تحيتي ومودتي.

        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • محمد فهمي يوسف
          مستشار أدبي
          • 27-08-2008
          • 8100

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
          أهلا بأستاذنا الجليل محمد فهمي يوسف في "بيته" الكريم.
          أشكر لك ردك الطيب و أنت أستاذنا الطيب و إنّ الشيء من معدنه لا يستنكر.
          في الحقيقة، كان بإمكاني مكاتبتك على الخاص و تنبيهك على الهفوات التي جاءت عفوا في مقالتك المفيدة و ليس قصدا طبعا، لكنني فضلت مصارحتك على المباشر حتى يتأسى بك إخواننا في قبول النصح و إن كثيرا منهم ليأنفون من النصح المباشر كما أن التنبيه على الأخطاء في الجهر يفيد القراء حتما فيتجنبواها هم أنفسهم في المستقبل.
          أما عن العادة اللهجية و تأثيرها في الحديث و الكتابة فهي حقيقة "علمية" قل من يتخلص منها كما أنها ليست عيبا يستعر منه و لكل قوم لهجاتهم المغروزة في طبائعهم الاجتماعية و عاداتهم اللسانية.
          و مع هذا كله، فأنا أعتذر إليك، أستاذنا الجليل، عن جرأتي في إعلان تنبيهي بدلا من إسراره.
          تحيتي ومودتي.


          الأخ العزيز الأستاذ حسين ليشوري
          نحمد الله فالرجوع إلى الحق فضيلة
          أنا سعيد بمتابعتك لموضوعي في مسلسل مقالاتي عن
          ( تأثير الترجمة في نقل تراث الحضارات الثقافي بين الشعوب)
          وفي تنبيهك عن الأخطاء فيه لإفادة من
          (يأنفون من النصح المباشر)

          وليس هناك ما يدعو للاعتذار فخيركم منْ أهدى إليَّ عيوبي
          وهذه ليست نصيحة حتى نسرها ، وإعلانها ليس عيبا ما دام الهدف نبيلا
          وهذا ظني بكَ ، ومادام التصويبُ تمَّ ولمْ يكلفْني شيئًا وأفدنا بالصواب
          وأغبطك على جرأتك في الحق ، فهذه ميْزة ، قد لا يملكها مثلي
          وأعود لأذكرك بمتابعة أخطائي في موضوعاتي (6271) مساهمة في الملتقى
          وإهدائي إياها لتصويبها وعدم تكرارها إن شاء الله
          ما دمت أكتب وأرغب في إفادة الآخرين بمعرفتي المتواضعة
          =====
          ثم أتساءل للعلم عن:
          (فيتجنبواها هم أنفسهم)
          لماذا زيادة الألف بعد واو الجماعة المتبوعة ب(ها)المفعول به؟
          1- ما إعراب هم أنفسهم؟
          مع خالص الشكر

          تعليق

          • عبدالرؤوف النويهى
            أديب وكاتب
            • 12-10-2007
            • 2218

            #6
            أستاذنا الجليل محمد فهمى يوسف
            بعد عظيم التحية
            استرعى نظرى عنوان المقالة :

            1- تأثير الثقافات الخارجية في الترجمة العربية وتأثير العربية في غيرها

            العنوان ملتبس ٌلدىّ ،
            مامعنى تأثير الثقافات الخارجية على الترجمة العربية ؟

            ما أفهمه ..أن الترجمات من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية تطرح ثقافات الشعوب الأخرى ،ومن ثم يظهر التأثير فى ثقافة المترجم إليه (العرب)، أما تأثير الثقافة العربية عند الشعوب الأجنبية ،فيسبقه حركة ترجمة من الثقافة العربية إلى اللغات الأجنبية .

            هل ماترمى إليه هو "
            إلى أى مدى أثرت المترجمات من اللغة الفارسية أو الهندية أو اليونانية فى ثقافة العقل العربى فى العصر العباسى ثم فى العصور التى تليه؟

            مع أرق تحيتى.

            تعليق

            • محمد فهمي يوسف
              مستشار أدبي
              • 27-08-2008
              • 8100

              #7
              أخي وصديقي الحبيب الأستاذ عبد الرؤوف النويهي
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اشتقت للقائكم الجميل ـ والله ـ بعد فترة من الغياب
              أعرف أنكم من المفكرين المثقفين دائمي الاطلاع
              للاستفادة ، وإكساب الآخرين مزيدا من المعرفة الراقية بقلمكم المهذب
              وسؤالكم القيم في محله :1- تأثير الثقافات الخارجية في الترجمة العربية وتأثير العربية في غيرها
              وأعني به: حركة الترجمة ونشاطها فيما تنقله من ثقافات من وإلى الحضارات المتعددة
              وألفت نظركم إلى أن عنوان الموضوع :
              الترجمة وتأثير الثقافات في الحضارات ( سلسلة مقالات )

              وأحب أن أوضح أن الهدف المقصود كما أحب أن أوصله للقاريء الكريم متصفح المقالة هو :
              عن أثر الترجمة في نقل الثقافة بين الحضارات المختلفة وإبراز دور المترجمين من أية حضارة ، وكما تفضلت بفهمك الواعي :
              مدى تأثير المترجمات من اللغة الفارسية أو الهندية أو اليونانية فى ثقافة العقل العربى فى العصر العباسى ثم فى العصور التى تليه والعكس أيضا
              أما تأثر الشعوب بعادات وسلوكيات وقيم ومعارف الآخرين في الحضارات المختلفة عن طريق المترجمات ؛
              فيأتي من وراء ذلك بالقبول أو الرفض حسب اتجاهاتهم وعقائدهم الدينية
              ولك خالص التحية والتقدير على عطر مروركم الكريم

              تعليق

              • محمد فهمي يوسف
                مستشار أدبي
                • 27-08-2008
                • 8100

                #8
                2- الثقافة الهندية وما نقلته الترجمة عنها وتأثيرها في الثقافة العربية

                عرف العرب ثقافة الهند عند طريق الفرس أولا، ثم عن طريق اليونان ، ثم مباشرة بمخالطة الثقافة الهندية في عقر دارها ؛

                وكان للهند منذ القديم حكمة وفلسفة وحساب ورياضة وفلك وطب وتنجيم ؛ ولقد أشاد بكل ذلك المؤرخون من الشرق والغرب ؛ فيقول (بروكلمان ): ( وفي بغداد التقى الطب اليوناني بالطب الهندي على صعيد واحد )
                واتصل العرب بهذه الثقافة عن طريق التجارة وأفادوا منها أيام السلم عن طريق الترجمة ، وأيام الفتوحات وممن أسر من الهند برز كثير في العلم والأدب والشعر مثل ( ابن الأعرابي )وغيره
                وكان من ملامح التأثير الهندي في الأدب العربي ؛ نقل قصص كثيرة في ( البيان والتبيين ) للجاحظ وغيره ، وفي ( كتاب الهند ) ؛
                ومما نقل عن الهند عبارات تردد كثيرا في الكتب العربية ، وتأثر الأدب العربي بهذه الرمزية التي في ثنايا القصص الهندي كما ظهر عند الجاحظ ، في ( البخلاء)، ومن الكتب التي ترجمت من الهند كتاب ( السندباد الكبير ) و( السندباد الصغير ) وكتاب الهند في قصة ( هبوط آدم ) ولقد تركت تلك الكتب أثرا في كُتَّابِ القرن الرابع الهجري وما بعده أمثال :( بديع الزمان الهمذاني ) وغيره
                وكذلك الحكمة الهندية ببلاغتها أثرت في البلاغة العربية وقد ترجم الجاحظ الصحيفة الهندية في البلاغة ورأينا رأي الجاحظ يوافق لما جاء في هذه الصحيفة
                ونذكر أيضا تأثير الثقافة الهندية في العلم ؛ فقد أخذ المسلمون من العلوم التي سبق أن أشرنا إليها في أول المقال وأفادوا منها قبل اتصالهم باليونان وخاصة علم الرياضيات والفلك ، وإن كان من المحتمل أن الهند تأثروا باليونان في هذين العلمين ،
                وعرف العرب منطق الهنود وفلسفتهم، فتأثروا بمسألة تناسخ الأرواح ؛ وهو مذهب السمنية في الهند ، كما تأثر التصوف الإسلامي بالآثار البوذية الهندية من خلال الترجمة بما عرف ( بفكرة الاتحاد والفناء ) وهي عنصر هندي منقول.
                هكذا نجد انتقال الثقافات بين الحضارات يثريها عن طريق الترجمة والمترجمين من الطرفين .
                =============
                ونواصل حديث تأثير الترجمة في الثقافتين العربية واليونانية إن شاء الله


                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                  (...) ثم أتساءل للعلم عن:(فيتجنبواها هم أنفسهم) لماذا زيادة الألف بعد واو الجماعة المتبوعة بـ(ها)المفعول به ؟ 1- ما إعراب هم أنفسهم ؟ مع خالص الشكر
                  أهلا بك أستاذنا الجليل المبجل محمد فهمي يوسف.
                  أخشى أنه قد أصابني ما منه حذرت، و قد جاء في الأثر:"من عاب في أخيه شيئا لم يمت حتى يراه" مع ما في هذا الأثر من مقالة، فالحمد لله الذي عجل لي العقوبة قبل الموت.

                  فأما الألف فهي خطأ قد تسرب إلى كلامي و أنا أفكر في صياغة أخرى و قد كتبت صيغتين ثم عدلت عن إحداهما فبقيت الألف من الصيغة الأولى، فجزاك الله عني خيرا على التنبيه.
                  أما "هم" فبدل كل من كل و يقال له "البدل المطابق" أو هو عطف بيان على الضمير، ضمير الجمع الغائب، الواو،، و لا يكون عطف البيان إلا عن بدل كل عن كل و قد تكون توكيدا لفظيا للضمير؛ و أما "أنفسهم" فهو توكيد معنوي، فنحن هنا أمام ثلاثة أنواع من التوابع: التوكيد بنوعيه اللفظي والمعنوي، و البدل، وعطف البيان، و أنت الأعلم و الأعرف و الأفهم.
                  و لك الشكر الخالص كذلك مع الاعتذار عن التأخر في الرد فقد كنت مسافرا و لم أر تعقيبك إلا منذ لحظات قبل كتابة ردي هذا.
                  تحيتي ومحبتي أستاذنا الجليل.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • محمد فهمي يوسف
                    مستشار أدبي
                    • 27-08-2008
                    • 8100

                    #10
                    عزيزي أبو أسامة الكريم وصديقي العزيز الأستاذ الكبير حسين ليشوري
                    سلام الله عليك ورحمته وبركاته
                    كتبت هذه المقالات بدعوة كريمة من الأخت الفاضلة أ. منيرة فهري ،
                    وكنت قد عزمت على كتابتها في ملتقى التاريخ لنشاط الأخت سعاد عثمان علي
                    وتعاونها التام معي في
                    منتدى رابطة محبي اللغة العربية
                    الذي سَجَّلْتَ فيه وشَرُفْنَا بانضمامِك إلينا لنسعد بكلماتِك ومساهماتِك القيمة ،
                    لكنك
                    لا أقول بخلت علينا ،
                    وإنما نعذرك لا نشغالك الكبير على الشبكة في مواقع كثيرة فالله معك .
                    ثم وجدتُ أني مقصرٌ مع
                    ( القسم الفارسي ) في ملتقى الترجمة ، و لِمكانة الأستاذة منيرة عندي
                    والتي لاتقل عن مكانة
                    الأخت الكريمةسعاد ؛التي قابلتها وزرتها في بيتها وزارتني في بيتي بجده بالسعودية
                    ولها كل الاحترام والتقدير،
                    كما لك أيضا ولكل أصدقائي الأعزاء في جميع المواقع التي أساهم فيها بتواضع
                    بمعرفتي الضعيفة في اللغة العربية لعشقي لها ورغبتي في تعلم المزيد من أسرارها بفضل عطائكم الفياض
                    أما عن الخطأ الناشيء عن السهو مع معرفة الصواب ؛
                    فلا عيب فيه جزاك الله خيرا وقد جاء في السنة المطهرة :

                    ( كل ابن آدم خطاء ..) ونرجو الله أن يلهمنا الصواب جميعا.

                    أما عن الإعراب فهو مجرد مداعبة فقط لعالم مثلك وليس طويلب علم ،
                    وفائدة للقاريء المحب للغة العربية :

                    وما أراه من وجهة نظري أن :
                    (التنبيه على الأخطاء في الجهر يفيد القراء حتما
                    فيتجنبوها هم أنفسهم
                    في المستقبل)
                    شيء مفيد للجميع ؛

                    وأن إعراب
                    ( هم أنفسهم )
                    بعد الجملة الفعلية التي سبقتها هو:

                    أنك لو تركت الألف بعد واو الجماعة في جملتها ، ولم تذكر المفعول به (ها)

                    تصبح الكلمة صحيحة بزيادة الألف كما جاء في الموضوع
                    الذي ساهمت به كوعد بالتعاون معك في رئاسة ملتقى اللغة العربية
                    الذي تشرفَ بقيادتك له وتفضلتَ بتثبيتِه

                    وتكون
                    ( هم )
                    بعدها :
                    ضميرا مؤكدا لفظيا للفاعل
                    ( واو الجماعة )
                    مبني على السكون في محل رفع .

                    أَمَا وقد حذفت الألف الزائدة في تعديل مساهمتك فتصبح :

                    فتصبح حسب الإعراب الذي تفضلت به
                    ( بدلا أو عطف بيان من الفاعل ،مع التوكيد المعنوي ؛أنفسهم)

                    ولك تحياتي

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      أستاذنا الجليل محمد فهمي يوسف: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
                      رفع الله من قدرك كما رفعت من قدري و قد جعلتني كبيرا وعالما و ما أنا إلا طويلب علم ضئيل قد عرف شيئا يسيرا وابتعدت عنه أشياء كثيرا.
                      شكر الله جهودك الطيبة في تعليمنا و تثقيفنا و بارك فيك و فيها.

                      ثم أما بعد، حديثك عن علاقة العرب بالهند و حصرك لهذه العلاقة في العهد الإسلامي، أثار في تساؤلا ساذجا وهو: ألم يكن للعرب علاقات مع الهند قبل الإسلام ؟ ألم تدخل الثقافةَ العربيةَ ألفاظٌ هنديةٌ أو أشياء من تلك الحضارة العريقة في العصر الجاهلي الأول و قبل الترجمة في العصر العباسي المتأخر ؟
                      ألم يعرف العرب التوابل الهندية، مثلا، و الأسلحة الهندية، فما قصة "المُهَنَّد"، ليس بطل المسلسلات التركية المترجمة إلى العربية و التي غزت بيوتات العرب و عقول بناتِهم و قلوبَهن، لا، ليس هذا ما أقصده، إنما أقصد السيف المصنوع بالطريقة الهندية، أم تراه كان مستجلبا من الهند مصنعا فيها ؟

                      و شيء آخر، ما أصل الجنس الآري الذي سكن الهند في العصور القديمة، ألم يهاجر من جزيرة العرب إلى شبه القارة الهندية ؟ فإن صح هذا الزعم، ألا يكون معقولا أن عرب الجزيرة قد نقلوا إلى الهند ثقافتهم و منها اللغة العربية ثم عادت لغتهم إليهم محرّفة أو محوّلة أو مُحوّرة أو مشوهة ؟
                      هي أسئلة دارت في ذهني و أنا أفكر في موضوع الترجمة من اللغات الهندية إلى اللغة العربية، وهكذا المواضيع القيمة تستدعي الأفكار و بالحوار تتلاقح الأفكار كما أقول دائما.

                      بارك الله فيك أستاذنا الفاضل و زادك الله تعالى من أفضاله.
                      تحيتي لك و محبتي.

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • منيره الفهري
                        مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                        • 21-12-2010
                        • 9870

                        #12
                        أستاذنا القدير الرائع
                        محمد فهمي يوسف
                        أولا أعتذر عن تأخري في مشاركتكم في النقاش
                        ( لأسبابي الصحية التي بات الكل يعرفها )
                        و أنوّه بما قرأتُ هنا
                        فعلا فقد تعلمت و استفدت مما وجدت في المقالين
                        فالموضوع صعب شائك و قد تناولتَه من كل الجوانب
                        و سأتابعك بكل اهتمام
                        و لك مني ألف شكر أستاذي الجليل لهذا الإثراء و المواضيع القيمة المفيدة
                        كما اشكر كثيرااا أستاذيّ الرائدين
                        عبد الرؤوف النويهي و حسين ليشوري لما نثراه من إثراء و إفادة
                        تحياتي و تقديري للجميع

                        تعليق

                        • محمد الحزامي
                          عضو الملتقى
                          • 13-06-2014
                          • 356

                          #13
                          كل التحية والتقدير للاستاذ القدير : محمد فهمي يوسف عن مقاله الرائع والمفيد جدا حول تلاقح الحضارات الثقافية التي أثرت وتأثرت باللغة العربية من خلال نشاط الترجمة بينها وبين العديد من اللغات بدءا بالفارسية ومرورا بالهنديـــة

                          تعليق

                          • محمد فهمي يوسف
                            مستشار أدبي
                            • 27-08-2008
                            • 8100

                            #14
                            بترتيب المساهمات أرد على أصحابها الكرام:
                            الأستاذ حسين ليشوري المحترم
                            سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
                            جزاك الله خيرا عن دعائك الطيب لشخصي الفقير إلى اكتساب المزيد من العلم والمعرفة والثقافة
                            فمن قال إنني علمت فقد جهل ؛ فالعلم يُطلَبُ من المهد إلى اللحد . جعلنا الله ممن ينشدون المعرفة

                            وعما أضفته من واسع ثقافتك القيمة :
                            (التوابل الهنديةوالأسلحة الهندية؛
                            "المُهَنَّد"
                            أحسبُ ـ والله أعلم ـ أن هذه ألفاظ سمَّاها التجار العربُ قبل أن تعرف الترجمة بعقود من خلال التبادل التَّجارِي

                            وعن
                            (أصل الجنس الآريالذي سكن الهند في العصور القديمة ؛أنه عرب الجزيرة قد نقلوا إلى الهند ثقافتهم و منها اللغة العربية ثم عادت لغتهم إليهم محرّفة أو محوّلة أو مُحوّرة أو مشوهة ؟
                            )
                            وهذا الجانب أيضا لايدخل في باب التراجم التي عرفها العرب في عصور متأخرة وإنما يأتي
                            من باب التأثر الاجتماعي باختلاط العرب بالعجم ، فقد يقلدون لغاتهم وتلحن الألسنة في نطق الكلمات ، وتبقى كل لغة محتفظة بشكل حروفها وطريقة نطقها وكتابتها وما تحمله من دلالات تخص أصحابها.أما الترجمة فهي ابتكار الدلالة اللغوية للشيء من لغته أهل المترجم ولهجتهم ـ والله أعلم ـ

                            تحياتي


                            تعليق

                            • محمد فهمي يوسف
                              مستشار أدبي
                              • 27-08-2008
                              • 8100

                              #15
                              الأستاذة منيرة مدير عام ملتقى الترجمة الفاضلة
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              ألف سلامة عليكِ
                              لعل رسالتي وصلتك والحمد لله على أن أتم عليك الشفاء
                              اللهم أَدِمْ عليك الصحة والعافية والسعادة والتوفيق
                              وشكرا على إطرائك على مقالاتي المتواضعة
                              وأحب أن أنوه أن الأخ
                              عبد الرؤوف النويهي من المفكرين الأفاضل واسعي الثقافة
                              والأستاذ
                              حسين ليشوري الرجل المتواضع ــ وكله علم وثقافة ــ
                              متعه الله بالعطاء لخدمة لغتنا العربية لغة القرآن الكريم
                              وأنا أعد المحور الثالث من المقالات عن : تأتير التراجم بين الثقافين العربية واليونانية
                              إن شاء الله ،وقريبا سأطرحه هنا
                              تقديرا لكل الأعضاء الكرام

                              تعليق

                              يعمل...
                              X