شِلْوٌ مُمَزَّعْ . قصص قصيرة جدا : ابراهيم ابويه (المغرب) .
أخفى الطفل وجهه داخل كراسة الرسم عندما دوت صفارات الإنذار . آخر صوت سمعه كان مخيفا ، بينما 1)
ظلت العينان مفتوحتين على المنزل الريفي الذي شيدته أنامله على الكراسة ولم يكتمل تلوينه بعد.
2) أقام الأدب عرسا باذخا زوّج فيه الرواية بالمعلقات ، القصة القصيرة بقصيدة التفعيلة ... وعندما تقدم الهايكو لطلب يد القصة القصيرة جدا ، اعترض المشرِّع على زواج القاصرين .
3)
صديقتي الغجرية ، أردت فقط أن أخبرك أن الناي الذي ورثته عن أبي قد انكسر . حقائبي مشدودة إليك ، وقلبي كذلك ...
لم يعد بإمكاني أن أرقص معك تلك الرقصة القديمة ، ولا أن أجوب القبائل باحثا عن ثغر تعثرت قسماته ، فما عاد يعرف لون الابتسام .
الناي النائم فوق أريكتي ، لم يعد سوى قطعة قصب يابسة . صفير العجل الذي اخترقته الرياح ، لم يعد يشبه صوت الملائكة ، وأنا أمام هذا الهيكل الصغير ، تسافر أجزائي إلى جوف الناي ،ترقص على أغنية المطر التي كنت أعشقها ، وصديقتي الغجرية تحمل نبيذها وتدور على رحى قدمها اليسرى ، غير عابئة بما يفعله البهلوان الصغير ابنها الأسطوري الذي خرج للحياة ذات
يوم .في قرية لا تعرفها . كان أنين الناي قد تغلغل في صدرها المضغوط ، وكنتُ حبيبها ...
الناي المتكسر كان عقدنا الشرعي ، كان معبرنا نحو المجرات البعيدة داخلنا ، لذلك توقف سفري إليك . سأدفنه في أرض القصب ، ربما تنبت في أحشائه نغمة جديدة أحملها إليك ذات يوم .
4) عندما تيقن أن شهاب الألم التي تنتقل بسرعة خارقة داخل جمجمته لم تكن بفعل الصداع المزمن ، وإنما نتيجة رؤوس كثيرة تتعايش داخل جسده وتحرمه من النوم كلما احتدمت صراعاتها المتكررة ، رمى سلة الدواء بعيدا ،حمل جسده خارج المدينة وأضرم فيه النار .
5) أصابه مرض غريب احتار فيه الحكماء . شخصوا حالته مرارا دون أن يصلوا إلى دواء . لقد فقد حاسة المعنى ، ولم تعد المفردات تفضي لحقولها التي ولّدتها منذ أجيال بعيدة .
أصبح تائها وسط الحقول ، يرى الألوان والأشياء والأحداث كأنها ركام من حجارة صماء . كلما فكر في حلم ، سبقته إليه رصاصة وأردته رمادا .
هو الآن أعمى ، يتحسس طريقه بصعوبة كبيرة ، لكنه تعلم أخيرا أن لا شيء يوجد خلف ظلامه الممتد سوى كائنات تسير في كل اتجاه لتصل في النهاية إلى نقطة انطلاقتها الأولى .
أخفى الطفل وجهه داخل كراسة الرسم عندما دوت صفارات الإنذار . آخر صوت سمعه كان مخيفا ، بينما 1)
ظلت العينان مفتوحتين على المنزل الريفي الذي شيدته أنامله على الكراسة ولم يكتمل تلوينه بعد.
2) أقام الأدب عرسا باذخا زوّج فيه الرواية بالمعلقات ، القصة القصيرة بقصيدة التفعيلة ... وعندما تقدم الهايكو لطلب يد القصة القصيرة جدا ، اعترض المشرِّع على زواج القاصرين .
3)
صديقتي الغجرية ، أردت فقط أن أخبرك أن الناي الذي ورثته عن أبي قد انكسر . حقائبي مشدودة إليك ، وقلبي كذلك ...
لم يعد بإمكاني أن أرقص معك تلك الرقصة القديمة ، ولا أن أجوب القبائل باحثا عن ثغر تعثرت قسماته ، فما عاد يعرف لون الابتسام .
الناي النائم فوق أريكتي ، لم يعد سوى قطعة قصب يابسة . صفير العجل الذي اخترقته الرياح ، لم يعد يشبه صوت الملائكة ، وأنا أمام هذا الهيكل الصغير ، تسافر أجزائي إلى جوف الناي ،ترقص على أغنية المطر التي كنت أعشقها ، وصديقتي الغجرية تحمل نبيذها وتدور على رحى قدمها اليسرى ، غير عابئة بما يفعله البهلوان الصغير ابنها الأسطوري الذي خرج للحياة ذات
يوم .في قرية لا تعرفها . كان أنين الناي قد تغلغل في صدرها المضغوط ، وكنتُ حبيبها ...
الناي المتكسر كان عقدنا الشرعي ، كان معبرنا نحو المجرات البعيدة داخلنا ، لذلك توقف سفري إليك . سأدفنه في أرض القصب ، ربما تنبت في أحشائه نغمة جديدة أحملها إليك ذات يوم .
4) عندما تيقن أن شهاب الألم التي تنتقل بسرعة خارقة داخل جمجمته لم تكن بفعل الصداع المزمن ، وإنما نتيجة رؤوس كثيرة تتعايش داخل جسده وتحرمه من النوم كلما احتدمت صراعاتها المتكررة ، رمى سلة الدواء بعيدا ،حمل جسده خارج المدينة وأضرم فيه النار .
5) أصابه مرض غريب احتار فيه الحكماء . شخصوا حالته مرارا دون أن يصلوا إلى دواء . لقد فقد حاسة المعنى ، ولم تعد المفردات تفضي لحقولها التي ولّدتها منذ أجيال بعيدة .
أصبح تائها وسط الحقول ، يرى الألوان والأشياء والأحداث كأنها ركام من حجارة صماء . كلما فكر في حلم ، سبقته إليه رصاصة وأردته رمادا .
هو الآن أعمى ، يتحسس طريقه بصعوبة كبيرة ، لكنه تعلم أخيرا أن لا شيء يوجد خلف ظلامه الممتد سوى كائنات تسير في كل اتجاه لتصل في النهاية إلى نقطة انطلاقتها الأولى .
تعليق