شِلْوٌ مُمَزَّعْ . قصص قصيرة جدا : ابراهيم ابويه (المغرب)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم ابويه
    قاص وباحث لغوي
    مستشار أدبي
    • 14-11-2008
    • 200

    شِلْوٌ مُمَزَّعْ . قصص قصيرة جدا : ابراهيم ابويه (المغرب)

    شِلْوٌ مُمَزَّعْ . قصص قصيرة جدا : ابراهيم ابويه (المغرب) .

    أخفى الطفل وجهه داخل كراسة الرسم عندما دوت صفارات الإنذار . آخر صوت سمعه كان مخيفا ، بينما 1)

    ظلت العينان مفتوحتين على المنزل الريفي الذي شيدته أنامله على الكراسة ولم يكتمل تلوينه بعد.

    2) أقام الأدب عرسا باذخا زوّج فيه الرواية بالمعلقات ، القصة القصيرة بقصيدة التفعيلة ... وعندما تقدم الهايكو لطلب يد القصة القصيرة جدا ، اعترض المشرِّع على زواج القاصرين .

    3)
    صديقتي الغجرية ، أردت فقط أن أخبرك أن الناي الذي ورثته عن أبي قد انكسر . حقائبي مشدودة إليك ، وقلبي كذلك ...
    لم يعد بإمكاني أن أرقص معك تلك الرقصة القديمة ، ولا أن أجوب القبائل باحثا عن ثغر تعثرت قسماته ، فما عاد يعرف لون الابتسام .
    الناي النائم فوق أريكتي ، لم يعد سوى قطعة قصب يابسة . صفير العجل الذي اخترقته الرياح ، لم يعد يشبه صوت الملائكة ، وأنا أمام هذا الهيكل الصغير ، تسافر أجزائي إلى جوف الناي ،ترقص على أغنية المطر التي كنت أعشقها ، وصديقتي الغجرية تحمل نبيذها وتدور على رحى قدمها اليسرى ، غير عابئة بما يفعله البهلوان الصغير ابنها الأسطوري الذي خرج للحياة ذات
    يوم .في قرية لا تعرفها . كان أنين الناي قد تغلغل في صدرها المضغوط ، وكنتُ حبيبها ...
    الناي المتكسر كان عقدنا الشرعي ، كان معبرنا نحو المجرات البعيدة داخلنا ، لذلك توقف سفري إليك . سأدفنه في أرض القصب ، ربما تنبت في أحشائه نغمة جديدة أحملها إليك ذات يوم .

    4) عندما تيقن أن شهاب الألم التي تنتقل بسرعة خارقة داخل جمجمته لم تكن بفعل الصداع المزمن ، وإنما نتيجة رؤوس كثيرة تتعايش داخل جسده وتحرمه من النوم كلما احتدمت صراعاتها المتكررة ، رمى سلة الدواء بعيدا ،حمل جسده خارج المدينة وأضرم فيه النار .


    5) أصابه مرض غريب احتار فيه الحكماء . شخصوا حالته مرارا دون أن يصلوا إلى دواء . لقد فقد حاسة المعنى ، ولم تعد المفردات تفضي لحقولها التي ولّدتها منذ أجيال بعيدة .
    أصبح تائها وسط الحقول ، يرى الألوان والأشياء والأحداث كأنها ركام من حجارة صماء . كلما فكر في حلم ، سبقته إليه رصاصة وأردته رمادا .
    هو الآن أعمى ، يتحسس طريقه بصعوبة كبيرة ، لكنه تعلم أخيرا أن لا شيء يوجد خلف ظلامه الممتد سوى كائنات تسير في كل اتجاه لتصل في النهاية إلى نقطة انطلاقتها الأولى .
  • حسن لختام
    أديب وكاتب
    • 26-08-2011
    • 2603

    #2
    نصوص شيّقة، تحتفي بمضامين مثقلة بالمعاني والدلالات
    شكرا لك، أخي المبدع الجميل ابراهيم أبويه، على متعة القراءة
    كن بخير
    تحيتي وتقديري

    تعليق

    • زينب المرزوقي
      أديبة وكاتبة
      • 31-07-2014
      • 30

      #3
      لقد سَدّ رمَقي شِلوُك هذا ..
      فقد كان لِكُلِّ قِطعةٍ مِنه مذاقًا مُختلِفًا , مُحالٌ أن يُنسَى ..

      أشكرك يا قدير
      التعديل الأخير تم بواسطة زينب المرزوقي; الساعة 19-11-2014, 10:02.

      تعليق

      • ابراهيم ابويه
        قاص وباحث لغوي
        مستشار أدبي
        • 14-11-2008
        • 200

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
        نصوص شيّقة، تحتفي بمضامين مثقلة بالمعاني والدلالات
        شكرا لك، أخي المبدع الجميل ابراهيم أبويه، على متعة القراءة
        كن بخير
        تحيتي وتقديري
        شكرا لكم أستاذي حسن لختام على هذا الحس الفني الرفيع . تقديري الدائم لكم

        تعليق

        • ابراهيم ابويه
          قاص وباحث لغوي
          مستشار أدبي
          • 14-11-2008
          • 200

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة زينب المرزوقي مشاهدة المشاركة
          لقد سَدّ رمَقي شِلوُك هذا ..
          فقد كان لِكُلِّ قِطعةٍ مِنه مذاقًا مُختلِفًا , مُحالٌ أن يُنسَى ..

          أشكرك يا قدير
          الشكر لك أستاذة زينب المرزوقي ، سعيد أني أمتعت ذائقتك . شرف لي

          تعليق

          يعمل...
          X