خيال الظل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    خيال الظل

    خيال الظلوجدت المكان ضاحكا حين نزلت من سيارة الأجرة، المطعم في الهواء الطلق بحديقة غناء تفوح منها رائحة عطرة مضمخة بموسيقى هادئة تحت أضواء راقصة، كانت المائدة حافلة بشتى أنواع الطعام.
    جلست بعد قبلة على الخدين.
    نظرا إلى بعضهما:
    وجدته ببذلة سهرة دكناء، و قميص أبيض ناصع، و فراشة تزين عنقه، و شعر حريري لامع.
    وجدها بفستان أبيض ، و حذاء رمادي، و شريط أبيض يزين شعرها المنفلت بهبات النسائم الليلية، وجهها كان ضاحكا.
    قالا في نفسهما، و قد صار المكان عالمين:
    هي: لم دعاني لهاته المأدبة؟ هل يريد مني عودة؟ لا أظن أني أقدرة على نسيان جراحه، كان فظا، و هاته الدعوة لن تمحو أثر عنفه ..
    هو: أراها مشرقة اليوم، أظن أنها فرحة بالدعوة، صحيح أني أراها ثقيلة الظل، عنيفة في كلامها، لا تختار إلا الساقط لدى غضبها، لكنها ممتعة حين نخلو لبعضنا.
    ثم عادا إلى طالولتهما جمعا، و كانا ينظران إلى بعضهما نظرات فيها تساؤل و حيرة.
    هي: علي أن أنهي حكايته، و فكرت قليلا، سأضربه من تحت الحزام بحذائي المسنن، أكيد أنها ستكون ضربة قاتلة!.
    هو: علي أن أدس لها سما في طعامها، سأصب بضع قطرات من قنينتي هاته، و كان يتحسسها بيده، و ستكون نهاية جميلة لقصتنا العاصفة!
    ابتسما لبعضهما برهة، قبلا بعضهما البعض، ثم نهضت إلى الطاولة المجاورة حيث عانقت خطيبها الجديد. و نهض هو إلى الطاولة الأخرى حيث كانت تنتظره عروسه الفاتنة.
    كل ذلك جرى تحت أنظار الطفلة الصغيرة الجالسة بقربهما، تتابع بأنفاس متقطعة مشهد فراق حضاري بامتياز. و في لحظة، جمعت دماها المتحركة و انصرفت ضاحة لتعرضها من جديد.
  • زينب المرزوقي
    أديبة وكاتبة
    • 31-07-2014
    • 30

    #2
    مِن حَقّ الطفلة أن تتسلَّى بالخدع البصريَّة التي تُبيحُها لها براءَتُها ,
    لكنّها في يومٍ ما ستكبر و تَفهَم بأنّ الأمور لا تُؤخَذ دائمًا بِظواهرها ..

    ممتنة لِقلمك يا عبد الرحيم ..

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      جميل كنت هنا أخي التدلاوي .
      الحوار الداخلي أعطى للنص نكهة وتشويق .
      أجمل تحية
      فوزي بيترو

      تعليق

      • عبدالرحيم التدلاوي
        أديب وكاتب
        • 18-09-2010
        • 8473

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة زينب المرزوقي مشاهدة المشاركة
        مِن حَقّ الطفلة أن تتسلَّى بالخدع البصريَّة التي تُبيحُها لها براءَتُها ,
        لكنّها في يومٍ ما ستكبر و تَفهَم بأنّ الأمور لا تُؤخَذ دائمًا بِظواهرها ..

        ممتنة لِقلمك يا عبد الرحيم ..
        أختي المبدعة المكرمة، زينب
        أسعدني تفاعلك و أنعش حرفي تقبلك النص.
        شكرا لك على طيب القراءة.
        مودتي

        تعليق

        • عبدالرحيم التدلاوي
          أديب وكاتب
          • 18-09-2010
          • 8473

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
          جميل كنت هنا أخي التدلاوي .
          الحوار الداخلي أعطى للنص نكهة وتشويق .
          أجمل تحية
          فوزي بيترو
          أخي الراقي، فوزي
          شكرا لك على هذا التفاعل الرائع.
          سررت بحضورك العطر.
          بوركت.
          مودتي

          تعليق

          • بسباس عبدالرزاق
            أديب وكاتب
            • 01-09-2012
            • 2008

            #6
            الله الله عليك

            سرد رائع أستاذي
            هل يمكن لنا أن ننفصل دون سب و نشر للغسيل
            من الصعب في ظل غياب الوعي و روح الحوار خاصة مع حضور المحامي الذين يزيد من نار الفتنة ليحقق بذلك مبالغ طائلة من ذلك

            قصة برسالة جميلة جدا

            و لكن تبقى الفتاة هنا معلقة بين حاضر و مستقبل
            بين ماض يخنقها
            كيف يكون مصيرها

            و صدق الأستاذ فوزي عندما قال أن الحوار الداخلي أعطى تشويقا و نكهة جميلة للنص


            محبتي استاذي
            السؤال مصباح عنيد
            لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

            تعليق

            • عبدالرحيم التدلاوي
              أديب وكاتب
              • 18-09-2010
              • 8473

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
              الله الله عليك

              سرد رائع أستاذي
              هل يمكن لنا أن ننفصل دون سب و نشر للغسيل
              من الصعب في ظل غياب الوعي و روح الحوار خاصة مع حضور المحامي الذين يزيد من نار الفتنة ليحقق بذلك مبالغ طائلة من ذلك

              قصة برسالة جميلة جدا

              و لكن تبقى الفتاة هنا معلقة بين حاضر و مستقبل
              بين ماض يخنقها
              كيف يكون مصيرها

              و صدق الأستاذ فوزي عندما قال أن الحوار الداخلي أعطى تشويقا و نكهة جميلة للنص


              محبتي استاذي
              أخي المبدع الراقي، بسباس
              أشكرك على تعليقك الرائع، اثلج صدري.
              أنت مبدع فنان، و قارئ ثاقب النظر، تسعدني قراءتك.
              بوركت
              مودتي

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                قصة تحكي النفاق الحضاري أو قل النفاق المدني بامتياز، ربما هكذا أرادت "الإتيكيت" في المجتمعات المنحرفة.
                الابتسام برَّاني و وروح الانتقام دخْلاني.
                هكذا رأيت الحقد من الطرفين يتخلل النص.
                أحسنت أخي عبد الرحيم و أبدعت.
                تحيتي و تقديري.

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • عبدالرحيم التدلاوي
                  أديب وكاتب
                  • 18-09-2010
                  • 8473

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                  قصة تحكي النفاق الحضاري أو قل النفاق المدني بامتياز، ربما هكذا أرادت "الإتيكيت" في المجتمعات المنحرفة.
                  الابتسام برَّاني و وروح الانتقام دخْلاني.
                  هكذا رأيت الحقد من الطرفين يتخلل النص.
                  أحسنت أخي عبد الرحيم و أبدعت.
                  تحيتي و تقديري.

                  المبدع الكريم، حسين
                  شكرا لك على تفاعلك المثمر.
                  سرني تقبلك النص.
                  مودتي

                  تعليق

                  • عاشقة الادب
                    أديب وكاتب
                    • 16-11-2013
                    • 240

                    #10
                    مبدع كعادتك
                    قليل مانرى مثل هذا الانفصال الحضاري وكتم ما في النفس
                    فمجتمعتنا تتقن فن الزعيق ونشر الغسيل على الملأ دون مراعات مشاعرالطفل
                    الذي يتابع المسلسل الدرامي بحزن كبير وهو يعرف انه سيكون اذات ضغط من طرف واحد منهم .
                    لك كل التقدير والاحترام
                    تحياتي ممزوجة بعطر الابداع

                    تعليق

                    يعمل...
                    X