تويت
في بلادي
في بلادي تناثر الإنسانُ
أصبح اللهَ كفرهُ البرهانُ
في بلادي تقسموا الأرضَ جهراً
منهم العبدُ منهم الأوثانُ
في بلادي لا بورك الخيرُ ديناً
لا ولا باركَ الهدى الديانُ
سافرَ الحبُّ والحبيبُ لقانا
لا وروداً في دفئها نيسانُ
و احتضى الفجرُ في حروفي كتاباً
وسماءً ينيرها الإنسانُ
خمرتي حزني والجنون شرابي
طهرنا الحبُّ كأسنا الغفرانُ
أرسمُ الطيب في الزمان بشعري
قدسه اللهُ عطره الريحانُ
كم غريباً عن موطني لونُ وجهي
وغريباً عن كونه الإنسانُ
أبحرَ الحزن في عروقي عذاباً
وأنيناً في صوته الوجدانُ
وفؤادي تكاثر القهرُ فيهِ
ومضى في سكونه الحرمانُ
فاعذريني يا كبرياءَ عيوني
بانَ دمعي فسرنا إعلانُ
أيها الظالمون ملَّت قيودي
واشتكى من ذنوبه الطغيانُ
فاقرؤوا في رسائلي عن همومي
عن ذنوبٍ قد خطها الإيمانُ
واسجدوا إن رفعتُ سيف حروفي
من حروفي تكون الفرقانُ
يا أناساً من طين آبليس جاؤوا
يا ظلاماً في حكمه النكرانُ
اذكروني إذا الشعوبُ أفاقتْ
واستشاطت في صدرها البركانُ
أذكروني إذا الملوك رمادٌ
وإذا التاج سادهُ الشيطانُ
يا ظلامَ السجونِ جنَّ انتظاري
فالتنازلني نارُك الميدانُ
إنني قادمٌ ونوحٌ صلاتي
وجيوشي الجبالُ والطوفانُ
حاصروا الشمس كي تكون حصاناً
عسكرياً يقوده السجانُ
مادروا أن الشمس تعلو عليهم
وعلى الظالمين فات الأوانُ
إنه الرملُ في شواطئ بيتي
أحرق الحُرَّ من طغاه الجبانُ (1)
أيُّ شعبٍ يصفقُ اليوم قربي
هركل الكلُّ ما انتهى المهرجانُ
أويرضى عن ذلنا دين ربي
أوتغفو من جمرها الأجفانُ
امتطوا نار الثائرين بعزمٍ
سيفنا الحق وحينا الرحمنُ
فالنقامر عيون كسرى بدمٍّ
لو على سيفه بدى الإمكانُ
عائدٌ إن تخلت الروح عني
ما تخلت عن سفحها العقبان
لا تكن كالذين ماتوا بصمتٍ
عبروا البحر صدرهم ظمآنُ
كن كمن عاشوا في الحياةِ كراماً
طاعنوا الظلم في الدماء وصانوا
هذه الشطآنُ البحارُ اعتلتها
وأعاصيرٌ حولها الغربانُ
كُسِرَ الصبرُ ما علينا قيودٌ
فلنغامر يا أيها الربانُ
(1) من طغاه:الهاء ضميرعائد على الرمل
تعليق