المنقذ-المخلص-غودو-....عالم ينتظر؟؟؟؟؟
(جزء2)
طرح المسّألة:
عالم ينتظر المنقذ..
من يكون؟
متى يكون؟
حقيقة أم خيال؟
شعوب العالم بمختلف تصنيفاتها وأماكن إقامتها لها قصّة قديمة عن رجل موعود يولد ليخلّص العالم من شر الانسان (ظلمه، جبروته، فساده، كفره، كذبه، نفاقه....) هي ليست مجرّد قصّة، إنّها في الحقيقة أمل ورجاء .
سنحاول من خلال صوت الحضارات أن نتعرّف على كل ذلك دون أن نتدخّل برأينا وقناعاتنا لنقول هذا خاطئ وهذا مصيب ولكن من حقنا أن نتساءل كيف اجتمعت كل هذه الأمم على هذه الفكرة ؟
وهل هي خاصّة بالمقهورين في هذه المجتمعات الإنسانيّة؟
سنبحث في الشبكة عن مختلف هذه القصص لأننا لم نزر كل العالم ولا نعرف كل الديانات وسنورد بعض المقالات الموجودة فيها لأننا لم نقرأ جميع الكتب ...فلا يذهبن في خلدكم أنّنا نتبنى كل ما سيكتب أو كل ما سيقال لأننا في النهاية نبحث وكل منا حرّ في الاتباع.
بصفة مجملة: الإيمان بظهور المنقذ العالمي انما يعبر عن حاجة فطرية عامة لدى الانسان تقوم على تطلعه للكمال، وسعيه الدءوب لتحقيق العدل ومحاربة الظلم والظالمين، وهو كذلك ما بشرت بهِ النصوص الدينية المقدسة لأغلب الأديان.
الأفاتار الموعود (المخلّص) عند التّبت والهندوس
الأفاتار الموعود ومخلص العالم المستقبلي
تتحدّث النصوص المقدّسة في التّبت عن مملكة روحيّة سرّية تدعي شامبالا (Shambhala) مختبئة وراء القمم الثلجية في مكان ما شمالي التبت ، هناك حيث تحفظ " الكالاشاكرا " أو" عجلة الزمن" ، أقدس التعاليم البوذية لقد تم التنبؤ بأن ملكا ً مستقبليا ً من شامبالا سيأتي علي رأس جيش عظيم ليحرر العالم من الفساد والطغيان ، وسيبشر بعصر ذهبي يسود العالم من جديد ..!!
وتقول التعاليم الهندوسية بنفس الفكرة ، بأن مخلص العالم المستقبلي الذي يدعي كالكي أفاتارا ، التجسيد العاشر والأخير لروح( فيشنو) سيأتي قادما ً من شامبالا ، فكلا التقليدين البوذي والهندوسي يصفان شامبالا بأنها تحتوي علي قصر مركزي فاخر وجليل يشع نورا ً قويا يشبه لمعان الألماس !!..
* التبت (من ويكيبيديا)
تُبَّتُ[1] (تبتية: བོད་، Bod، تلفظ pِ; صينية: 西藏، بنيانية: Xīzàng) هي منطقة ودولة سابقة في آسيا الوسطى وموطن الشعب التبتي. بمعدل ارتفاع 4900 متر، تسمى أحيانا بـ"سقف العالم". وعندما يتحدث التبتيون والحكومة التبتية في المنفى عن التبت فهم يشيرون إلى منطقة واسعة التي شكلت التبت التاريخية لقرون، مكونة من مقاطعات أمدو، خام وأو-تسانج. وعندما تتحدث الحكومة الصينية (والجهات الحكومية الرسمية للدول الأخرى) عن التبت، فإنهم يشيرون إلى منطقة تتمتع بالحكم الذاتي تسمى التبت. وهي تشكل مقاطعة أوتسانج السابقة وغرب خام، والمناطق التبتية التقليدية الأخرى تم دمجها في الحدود الحالية لمقاطعة قنخهاي، غانسو، يونان وسيشوان. وحكومة جمهورية الصين الشعبية تقول بتبعية المناطق المسيطر عليها هنديا من مقاطعة آروناخال براديش، وهو أمر لا تقره الحكومة التبتية في المنفى.
منذ 1959، قامت الحكومة التبتية السابقة، بقيادة الدالاي لاما الرابع عشر تنزن غياتسو، قامت بالحفاظ على حكومة تبتية في المنفى في دارامسالا في شمال الهند. وهي تقول بحقها بالسيادة على التبت، بحدود تطلق عليها هذه الحكومة "التبت التاريخية".
لاهاسا، عاصمة التبت التقليدية كما هي عاصمة منطقة التبت المحكومة ذاتيا. مدن أخرى في التعريف الأوسع للتبت تشمل شيغاتسه، غيانغسه، كامدو وغيرها.
أطلق على التبت اسم الأرض المحظورة ، وأرض العجائب ، عرفها الهندوس باسم " أريايارشا " الأرض التي جاءت منها تعاليم " الفيدا " سماها الصينيون " هسي تيان " ، جنة هسي وانغ مو"، أما شعب الكيرغيز ( نسبة لدولة كرغيزستان ) فعرفوها باسم " جنايدار " لكن علي امتداد آسيا بالكامل عرفت بشكل عام باسمها السنسكريتي " شامبالا "، وتعني قصر السلام والهدوء .
تقول النصوص البوذية بأنه يمكن الوصول إلي مملكة شامبالا (Shambhala) بعد رحلة طويلة وصعبة عبر البراري والصحاري والجبال ، وتحذر بأنه فقط الذين تم مناداتهم حيث أصبحوا محضرين روحيا ً ، يستطيعون إيجادها أما الآخرين فسيجدون فقط العواصف الحاجبة للرؤية ، جبال خاوية ، أو حتى الموت تقول إحدى النصوص بأن مملكة شامبالا (Shambhala) هي دائرية الشكل ، لكن غالبا ً ما تصور علي شكل زهرة اللوتس ذات الأوراق الثمانية ( وهي رمز الشاكرة الخاصة بالقلب ) وقد ذكرت بالفعل إحدى الروايات القديمة في التبت بأن " مملكة شامبالا (Shambhala) موجودة في قلبك " ، وكما يشير " أدوين بيرنبام " في كتابة : (الكتب الإرشادية إلي شامبالا ) ، بأن الاتجاهات المؤدية إليها هي معقدة وعبارة عن مزيج بين الواقع والخيال ، ويمكن قراءتها علي أنها إرشادات للقيام برحلة داخلية من العالم المألوف الذي يمثل حالة الوعي الطبيعية ، إلي العوالم الباطنية الواسعة المتمثلة بالعقل الباطن ، ثم إلي المقام المقدس الذي يمثل الوعي المطلق ..!!
لكن من ناحية أخري ، إن الاعتقاد بأن " شامبالا موجودة في العالم الفيزيائي فعلا ً " هو راسخ بقوة في التقاليد التيبتيه ( نسبة للتبت ) مع أن الآراء حول أماكن وجودها تختلف بشكل كبير، بعض التبتيين يعتقدون بأنها تقع في التبت ، ربما في جبال " كونلون " ، هناك من يشير إلي المناطق المحيطة بمنغوليا ومقاطعة سنكيانع الصينية ، لكن الأكثرية تعتقد بأن شامبالا تقع في سيبيريا أوفى مكان ما في روسيا ، بعض الكهنة ( اللاما Lamas ) يعتقدون بأنها مخبأة في الأرض الجرداء المهجورة في مناطق القطب الشمالي ، حسب الكاهن اللاما " كونغا ريمبوشي " ، ربما تكون شامبالا موجودة في القطب الشمالي ، طالما أنه محاط بالجليد وأن شامبالا محاطة بجبال جليدية ، وهناك كهنة اللاما يعتقدون بأن شامبالا موجودة خارج الكرة الأرضية علي كوكب آخر أو في بعد آخر..!!
حلم " إدوين بيرنباوم " في إحدى الأيام بأنه في رحلة إلي القطب الشمالي مرافقا ً معه أحد المرشدين ، وخلال اقترابهما من القطب الشمالي ، أصبح الهواء دافئا ًوالغطاء الثلجي صار أرق علي أن أصبح هناك سهول واسعة يكسوها الأعشاب والأزهار وأخيرا ًوصلا إلي بحيرة مستديرة مع جزيرة صغيرة في وسطها وكان مغروسا ً في وسطها عمود ، فاستدار إلي مرشده وقال معارضا ً : " لكن هذا مستحيل .. لا يمكن لهذا أن يكون القطب الشمالي .. وجب أن يكون هنا جليد وثلج ... " لكن المرشد أشار علي الجزيرة وسط البحيرة وقال مبتسما :هذا هو القطب الشمالي ...!!
روى" إدوين بيرنباوم "حلمه للكاهن اللاما" شوبغى تريشن ريمبوتش " الذي علق على ذلك قائلا: " قد يكون هذا هو المدخل إلي شامبالا ".
سافر الفنان والفيلسوف والمستكشف الروسي " نيكولاس روريتش " (1874 - 1947) متجولا ً بين الصين ومنغوليا إلي أن وصل حدود التبت بين 1925 و 1928 وخلال محادثة مع أحد كهنة اللاما ، قيل له بأن شامبالا العظيمة تقع بعيدا ً خلف المحيط ، إنها الإقليم السماوي العظيم ، ليس لها أي علاقة بكرتنا الأرضية ، فقط في بعض الأماكن ، في أقصى الشمال ، تستطيع إدراك الشعاع المتألق لشمبالا . عندما أصر عليه " روريتش " اعترف الكاهن بأن شامبالا الفردوسية لها شبيه أرضي ( تجسيد واقعي ) فالتعبير القائل بأن " الشعاع المتألق لشمبالا يشير إلي الأورورا ( Aurora ) تلك الأضواء السماوية التي تتجسد في المنطقة القطبية الشمالية ، التي أطلق عليها العلماء اسم: الشفق القطبي، لكن الكاهن وصف أيضا ً شمبالا بأنها تقع في وادي كبير يخفي نفسه بين جبال شاهقة ، مع ينابيع ساخنة وأرض خصبه .
قال اللاما بأن حاكم شامبالا هو الساهر علي شؤون البشر ، إنه يري كل الأحداث علي الأرض من خلال مرآته السحرية ، وقدرته الفكرية تخترق المسافات إلي بلاد بعيدة جدا ً ،أما سكان شمبالا فنعجز عن إحصائهم أما القوى والإنجازات الجديدة التي حضرت للبشرية هناك فهي كثيرة .. يؤكد اللاما بأن هناك رسل من شامبالا يعملون في العالم الأرضي ، وحتى أن الحاكم بذاته يتجسد بصورة إنسان عادي ، وأصر علي أن أسرار شامبالا هي محمية ومحروسة جيدا ً ، وأنه من المستحيل لأي شخص الوصول إلي شامبالا إلا إذا كانت الكارما عنده مناسبة بحيث يتم استدعاؤه ...!!
يخرج من شامبالا رسل وأنبياء يعملون علي نشر الدعوى بين البشر .
هذه المجموعة من الإخوان لديها أفرع في جميع أنحاء العالم ، لكن شامبالا هي المحفل المركزي لهم ، يمكننا تحديد موقعها في الهضاب العالية التي لازالت مجهولة معظمها في وسط آسيا وتحديدا ً في التبت وإنها محاطة بحجاب سحري يجعلها تختفي عن الأنظار ، بحيث قد يمر من فوقها أسراب من الطائرات لكنهم لا يرونها ، جميع الجيوش حول العالم قد يمرون بجانبها لكنهم يجهلون بأنها موجودة ... إنها بلاد واسعة وممتدة عبر مساحات شاسعة .. ومخزن فيها أكثر السجلات قيمة بالنسبة للعرق البشري .. إنها محروسة من قبل أكثر البشر تطورا ً، والمراقب الصامت للكرة الأرضية يقبع هناك في مجلسة ...!!
تقول التعاليم بأن شامبالا موطننا الروحي تحتوي علي إقليمين مختلفين في الأرض أحدهما موجود في مرتفعات أسيا ، في مكان ما غربي " لهاسا Lhasa " ( عاصمة التبت ) ، منذ زمن بعيد كان هذا الإقليم عبارة عن جزيرة مقدسة وسط بحر عظيم في وسط أسيا ، يطلقون عليه اسم " بحر العلم " ، ولا يمكن دخول هذه الجزيرة سوى عن طريق أنفاق تحت الأرض ، لا زالت الروايات تؤكد بأن هذه الجزيرة لازالت موجودة لكنها أصبحت الآن عبارة عن واحة محاطة بصحراء " غوبي " لكن هناك إقليم آخر مقدس أشير إليه في جميع الديانات العظمي هذا الموقع هو في قمة ما يسمونه في البرونا الهندية بـ " شفيتا دفيبا Shveta - dvipa" أو ( جبل ميرو ) أو(جبل سوميرو ) إنه القطب الشمالي للكرة الأرضية ، وقد اختير هذا الموقع ليس لأسباب جغرافية بل بسبب القيمة الفلكية التي يتمتع بها .. إنه القطب الشمالي المقدس ، وهو متطابق مع القطب الشمالي للأرض لكنه مختلف روحانيا ً أحد معاني كلمة " شامبالا " هو: الأرض المقدسة الخالدة ...!!
بعد معرفة ما قيل عن شامبالا بأنها محمية بواسطة حجاب سحري يعمل علي إخفائها عن الأنظار إنه من المثير ملاحظة وجود شيء مماثل لهذا في إحدى كتابات السيدة بالافاتسكي " Blavatsky " ( مؤسسة المذهب الثيؤصوفي ) خلال تعليقها علي فكرة " الأرض المجوفة " حيث تؤكد بأن فشل المستكشفين القطبيين من إكمال مسيرتهم نحو الشمال في إحدى النقاط القطبية هو بسبب إحدى القوي السحرية التي تمنع هذا أن يحدث ، هذا يعني أن هناك أمرا ً يتم إخفاؤه في القطب الشمالي ليس من قبل الحكومات والقيادات العسكرية بل من قبل قوي سحرية..!!
أن كلمة شامبالا (Shambhala) تعنى باللغة السنسكريتية (أرض السلام والسكينة) وهي فكرة أتت من أرض التبت في الصين وتتناول مخلوقات مثالية أو شبه مثالية تعيش وتنير الدرب لتطور البشرية ، تعتبر شامبالا مصدراً لـ كالشاكرا(Kalachakra) التي تمثل أعلى مرتبة في التصوف في أرض التبت والمقتصرة على نخبة من الرهبان وتحكي الأساطير أنه لا يعيش في شامبالا إلا من كان له قلب صاف والذي يعيش هناك يستمتع بالسعادة والراحة ولا يعرف معنى للمعاناة فالحب والحكمة تحكمان السلوك، والعدل شيء غير معروف.
القاطنين في شامبالا أعمارهم مديدة وأجسادهم جميلة ومثالية ويملكون قدرات خارقة ، معارفهم الروحانية عميقة وتقنيتهم متقدمة جداً ، قوانينهم معتدلة ودراستهم للفنون والعلوم تغطي كافة أطياف السبق الثقافي وتتقدم بأشواط عديدة على ما وصل إليه العالم الخارجي..!!
ويقال أن شامبالا (Shambhala) مملكة لها شكل زهرة اللوتس بتتويجاتها الثمانية وعاصمتها "كالابا" وهي محاطة بجبال تغطي قممها الثلوج، وسكانها يتمتعون بصحة ممتازة وثراءكبير وتبلغ أعمارهم المئات من السنين وقصورهم لها شكل قبب الباغودا ( نمط عمراني للمعابد البوذية) مكسوة بالذهب.
ومع ذلك تبقى شامبالا مخفية عن الأنظار حيث باءت محاولات العديد من المستكشفين والساعين للحكمة الروحانية بالفشل لمعرفة مكانهاالجغرافي على الخريطة ،الكثير من الناس يعتقدون بأنها تقع في المناطق الجبلية من أوراسيا (تضم قارتي آسيا وأوروبا) وتحيطبها جبال تغطي قممها الثلوج فتخفيها عن الأنظار، لكن عدداً آخر من الناس الذين عادوا من رحلات الاستكشاف يعتقدون أن شامبالا تتجاوز الحقيقة الفيزيائية فيرونها كجسر يربط عالمنا بما وراءه.
وكتب الدلاي لاما ( Dalai Lama) ( رئيس كهنة التبت ويعتبر بنظرهم إلهاً وهم يختارونه منذ نعومة أظفاره بمواصفات محددة) بأن هناك غموضاً مقصوداً في النصوص القديمة التي تتحدث عن مكان شامبالا والغاية من ذلك هي إبقاء شامبالا مخفية عن أعين الذين يصفهم بالهمج والذين يرغبون بالاستيلاء على العالم.
هل هناك علاقة بين سكان مملكة شمبالا ويأجوج ومأجوج ؟
تتحدث الأسطورة حسب مزاعم الدلاي لاما (Dalai Lama) عن أن" : الانهيارالتدريجي للجنس البشري مرده إلى إتباع المنهج المادي الذي ينتشر في أنحاء الأرض ،وحينما يأتي وقت يتبع فيه الهمج تلك الأيديولوجية وتتوحد صفوفهم تحت قيادة ملك شرّير ويظنون أنه لم يعد هناك شيء آخر يمكنهم الاستيلاء عليه عندها ستزول الغشاوة والغموض عن جبال شامبالا الثلجية فيحاول الهمج الهجوم على شامبالا بجيش ضخم مجهز بأسلحة رهيبة ولكن "رودرا كاكرين" ملك شامبالا الثاني والثلاثون سيقود حشودا ضخمه ضدالغزاة ، وفي تلك المعركة النهائية العظيمة سيخسر الملك الشرير وأتباعه ويدمرون نهائياَ."
ونتساءل إن كان هناك علاقة ما بين سكان مملكة شامبالا وأقوام يأجوج ومأجوج الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم وبقية الكتب المقدسة وحكايتهم مع النبي الملك ذي القرنين (عليه السلام) ؟! خصوصاً بأن أقوام يأجوج ومأجوج مختفون عن الأنظار تحت الأرض ولهم مملكتهم.
وقد تكون النصوص القديمة عند شعب التبت تتحدث عن هؤلاء البشرالمحجوبين عن الأنظارالمنحدرين من نفس عرقهم والذين اختفوا تحت سطح الأرض في مملكة شامبالا بعد أن بني عليهم النبي الملك ذي القرنين ( عليه السلام ) الردم منذ ألاف السنيين وتشير إلى معركتهم المرتقبة في المستقبل القريب ( وإن غدا ً لناظره قريب )
انتشارالأسطورة:
عندما احتكت حضارة الشرق بالغرب برزت أسطورة شامبالا من أرشيف الزمن ،و بمتناولنا اليوم عدد ضخم من النصوص البوذية عن نفس الموضوع إضافة إلى تقارير كتبها المستكشفون الغربيون خلال رحلتهم الشاقة للبحث عن شامبالا المفقودة.
سمع الغرب عن مملكة شامبالا لأول مرة عن طريق البعثة التبشيرية الكاثوليكية التي ترأسها البرتغالي إستافيو كاسيلا الذي سمع عن شامبالا وظن خطأ أنها تعني الصين وكانت تنطق زيمبالا ولكن ما لبث أن عرف حقيقة الكلمة لدى عودته إلى الهند في عام 1627م
في عام 1883 م تحدث الدارس المجريساندور كوروسي سوما في كتاباته عن موقع جغرافي لبلد وصفه بأنه غاية في الروعة يقع إلى الشمال بين درجتي عرض 45 و50وهكذا ركز بعض الكتاب اللاحقون علىمفهوم الأرض المخفية التي يسكنها أخوة ضائعون لنا يسعون لصلاح الإنسانية ، فالكاتبة "اليس بايلي" تعتبر شامبالا مكاناً يقع في بعد مكاني آخر أو حقيقة روحانية في عالم الأثير.
بين عامي 1924 م و 1928 م قاد الزوجان نيكولاس وهيلينا رويرتش بعثة تهدف لاكتشاف مملكة شامبالا (Shambhala)
في عامي 1926 م و 1928 م قاد السوفييتي "ياكوف بلمكين" بعثتين في التبت لاكتشاف شامبالا كما قاد الألمانيان "هينريك هيملر" و"رودولف هيس" عدة بعثات استكشافية إلى التبت في عام 1930 م وعامي 1934م ، 1935م وأيضاً في الأعوام التالية 1938 م و1939م وكانت مملكة شامبالا وفقاً لرؤية بعض النازيين بأنهاعالم سفلي ووثني ومصدر للطاقة السلبية التي يبثها الشيطان ضمن مؤامرة لإفساد الأخلاق.
شامبالا خلدت في الفكر الغربي من خلال عدة أفلام حملت عنوان: ( Lost Horizon) (أي الأفق المفقود) وذلك في عامي 1937 م و1973م ، والأفلام مستندة على فكرة أسطورية وفانتازية لرواية تحمل نفس الاسم لـ "جيمس هيلتون" نشرت في1933م وهي تتحدث عن مكان مفقود اسمه : (شانجري لا Shangri-La) وهى تشير إلى فكرة شامبالا وإن تغير الاسم .
في عام 2009 م طرحت في الأسواق لعبة فيديو طورتها شركة : ( Naughty Dog) بعنوان:(Uncharted 2: Among Theives) حيث يسمع عبارة شامبالا مع الموسيقى المرافقة وتأتي اللعبة على فكرة خيالية فحواها أن رحلة المستكشف الإيطالي الشهير "ماركو بولو" الذي عاد من الصين في عام 1292م كانت الهدف منها محاولة للوصول إلى مملكة شامبالا (Shambhala) التي قال العلماء عنها أنها مدينة أثرية ضخمة تضم عين الحياة ..
المنقذ والمخلص عند الهنود
قد جاء الحديث حول المنقذ والموعود في أعراف الهنود وكتبهم، مثل كتاب (مهابهارتا) وكتاب (بورانه ها) حيث قالوا:
تذهب الأديان جميعاً إلى أنه في نهاية كل مرحلة من مراحل التاريخ يتجه البشر نحو الإنحطاط المعنوي والأخلاقي وحيث يكونون في حال هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضي الأحجار الهابطة نحو الأسفل فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهاية لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذن لابد من يوم تظهر فيه شخصية معنوية على مستوى رفيع تستلهم مبدأ الوحي وتنتشل العالم من ظلمات الجهل والضياع والظلم والتجاوز، وقد أشير لهذه الحقائق في تعاليم كل دين إشارة رمزية منسجمة مع المعتقدات والقيم الأخرى إنسجاماً كاملاً.
فمثلاً: في الديانة الهندية وفي كتب بورانا (burana) شرح تفصيلي حول مرحلة العصر الكالي (kali) يعني: آخر مرحلة قبل ظهور أو تاراي ويشنو العاشر
فكرة المنقذ والمخلص في الديانات الهندية القديمة
بقلم الاستاذ عامر ناجي
تشغل الهند موقعا جغرافيا مهما على خارطة العالم وهي شبه جزيرة تشبه في منظرها قارة افريقية بوجه عام فهي عبارة عن مثلث غير منتظم الاضلاع قاعدته الى اعلى ورأسه الى اسفل وقاعدته جبال الهملايا الشامخة ورأسه رأس كوماري والهند بلاد مقفلة كما يسميها الباحثون فضلعا المثلث في الشرق والغرب يدور حولهما البحر اما قاعدة المثلث في الشمال فتحيط بها سلسلة جبال الهملايا وجبال سليمان ويحتضنها نهران عظيمان احدهما نهر الاندوس "السند" وينبع من جبال الهملايا ويصب في خليج العرب بعد ان يتصل بأنهار البنجاب (الانهار الخمسة) والاخر نهر كنكا او نهر الكنج وهو ينبع ايضا من جبال الهملايا ويصب في خليج البنغال بعد ان يتصل بنهر براهما بوتر المقدس ويشق الهند عند منتصفها تقريبا سلسلة من الجبال والادغال تبدأ من الغرب وتسير حتى قرب الساحل الشرقي وهذه السلسلة تقسم الهند قسمين يختلف احدهما عن الاخر في طبيعته وفي سكانه وحضارته , ومن بعد هذه المقدمة الجغرافية التي تضع القارئ في موطن الفكرة التي نريد تناولها نقول ان فكرة المنقذ والمخلص فكرة عالمية بكل معنى الكلمة فلا تجد ديانة وضعية (من صنع الانسان) او سماوية (مصدرها الله سبحانه وتعالى) الا وكانت هذه الفكرة تمسك بتلابيب قلوب اتباع هذه الديانة او تلك ويبدو ان حجم المعاناة التي تصادف الانسان في مسعاه للعيش وتلبية متطلبات حياته هي السبب من وراء اتباع هذا النهج ولو على سبيل الفرض لا الحقيقة اسقطنا النظرية الدينية التي تقف من وراء انتهاج هذا السلوك من التفكير والايمان بفكرة المنقذ والمخلص لقلنا ان دافعها الاول كان اقتصادي وبدوره ترك هذا الدافع تأثيره على نفسية الإنسان وعلى العموم تركت فكرة المنقذ والمخلص تأثيرا على عقلية المفكرين في الهند وانعكست في واقع مترجم بين ديانات الهند القديمة وهي بحسب ازمنة ظهورها "الهندوسية"([1]) و"الجينية"([2]) و"البوذية"([3]) واننا نجد تجسيد هذه الفكرة (المنقذ والمخلص) بين الهة الهند اذ تسفر لنا الدراسات الجادة لحضارات الهند القديمة عن حقيقة مفادها ان دراسة هذه الحضارة لا يمكن ان تكون في حالة تجاوز العامل الديني لان هذا العامل كان له ابلغ الاثر في الهوية الثقافية الهندية في الماضي والحاضر وكان له الاثر نفسه في الحركة الحضارية وما انجزته فكرا وسلوكا ونظاما اجتماعيا وعمراناً([4]) وقد تجسدت الافكار الدينية في الهند بصورة قد لاتشبه اي واقع ديني اخر من خلال النصوص الملحمية التي تجسد صراع الالهة لا من اجل الحصول على سيادة مجمع الالهة (الذي يضم جميع الالهة الرئيسية والفرعية التي يؤمن بها الشعب الهندي) والكون بل لخلاص الكون من الشرور وتحقيق النجاة ودليلنا على ذلك الاسطورة الهندية التي تقول بان الاله "اندرا" قام بقتل التنين السماوي الذي حجز مياه الاعالي في بطنه وتوسد على قمم الجبال العالية بهيئة سحابة لا تشكل لها اي لا صورة لها فيتمزق اشلاء بعد ان تصيبه صاعقة الاله في بطنه ويندفق الماء من جوفه ليسيل عبر السهول والوديان وتعود لطبيعة سيرتها الاولى بعد الجفاف الذي حل بها وبموت التنين الذي اغتصب سلطة الالهة تتراجع الهة الظلام التي جاءت معه الى العالم الاسفل وتعود الهة العالم العلوي الى مساكنها في قمة الكون من جديد وكان اول عمل قام به اندرا بعد انتصاره هو اعادة بناء مدينة الالهة التي استحالت يبابا خلال فترة حكم التنين فأتم ذلك على احسن وجه بواسطة الاله الموكل بالحرف والفنون الذي استعاد الوجه القديم للمدينة وزاد في تجميلها ففرحت الالهة لاندرا واعلنوه ملكا ومخلصا([5]) وعلى الرغم من ان الاله اندرا قد نال الحظ الاوفر من صلوات الفيدا (احد كتب الهند المقدسة) باعتباره سيد الالهة ورئيس مجمعهم الا اننا نجد في بعض الصلوات مقاطع تستهين بقوته وتلقي ظلالا من الشك حتى على وجوده([6]).
وفي الديانة الهندوسية وهي ديانة الجمهرة العظمى في الهند([7]) ولا يعرف لها واضع او مؤسس ولا يعرف اساس لكتابها المقدس (الفيدا) وقد نشأت هذه الديانة قبل عشرين قرن تقريبا قبل ميلاد السيد المسيح (ع) نستطيع القول ان الهندي متدين بطبيعته يشغف بالروحانيات وفي بلاد الهند اديان كثيرة ولكن الهندوسية هي دين الغالبية وهذه الديانة ترى في المنقذ او المخلص بانه رسول الاله وانه مثل نائب ملك عظيم ومثلما يقوم الملك اثناء حصول الاضطرابات والفتن بإرسال نائبه الى هناك لقمع تلك الفتن والاضطرابات كذلك يرى الهندي انه حيثما يوجد انحطاط وانحسار للدين في اي جزء من اجزاء العالم يرسل الاله مخلصه ومنقذه اي انه نفس المخلص الواحد الذي بعد ان غاص في بحر الحياة برز من جديد في هذا المكان حيث عرف باسم "كرشنا" الذي يشكل احدى تجسيدات الاله في الهندوسية([8]) وكرشنا هذا ورد في الفصول الثمانية عشر للعمل الشعري المعروف باسم "انشودة الرب" على النحو الاكثر كمالا([9]) وبمفهوم الهندوسية يمكن للإنسان الخلاص بذاته دون الحاجة الى مخلص او منقذ وذلك عبر اتباع نظام "اليوغا" وهو ممارسة قانون اخلاقي صارم من خلال اوضاع تقضي الى التأمل وضبط النفس الى "الاستغراق في التأمل" و"اليوغا" المعروفة عند المتحمسين الغربيين هي تطوير متأخر لهذه الممارسات المبكرة مع التركيز الشديد على اوضاع بدنية اكثر صعوبة تسمى "هاتا يوغا" وعلى نظرية فسيولوجية يسعى بمقتضاها اليوغي المستغرق في التأمل الى زيادة "كونداليني" وهي قوة روحية متصورة على هيئة افعى ترقد ساكنة في قاع النخاع الشوكي حتى الوريد الرئيسي الكائن في العمود الفقري خلال ستة دوائر للقوة السايكولوجية بطول العمود الفقري حتى اللوتس في قمة الرأس بحيث اذا اكمل اليوغي هذه الدورات فاز بالخلاص([10]) ومن اوجه الخلاص عند الهندي قيام السكان المنبوذين الذين حرمهم الهندوس من حقوقهم بعبادة كومة من الحجارة تمثل ام القرية وشيطانها وقد كان احد اوجه تفسير هذه العبادة بانه فكرة غامضة عن كائن سام([11]) بمعنى كائن رفيع المستوى ومن ذلك يستشف من هذه الفكرة ايمانهم بفكرة المنقذ او المخلص.
اما الديانة الجينية والتي تعرف لدى البعض من الباحثين بالجاينية او الجانتية فنجد ان هذه الديانة التي ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد كرد فعل على الهندوسية على يد مؤسسها "فارذامانا مهاويرا"([12]) والذي يعرف ايضاً بأسم "مهافيرا" قد وجدت فيها فكرة المنقذ والمخلص وقد صارت جموع غفيرة من الهنود في حالة من الفورة الروحية الذي تجسد بتركهم منازلهم واعمالهم ليهيموا على وجوههم في طول البلاد وعرضها والتخلي عن العالم للخلاص من تكرار الحياة والموت الذي تؤمن به هذه الديانة وترى في هذا التكرار زيادة في العذاب والالم وعلى هذا اعتبر اتباع هذه الديانة بان مهاويرا هو سبب انقاذهم او نجاتهم بفضل الديانة التي نشرها وهم بذلك يجدون فيه المنقذ والمخلص من تكرار الحياة والموت([13]).
اما بخصوص فكرة المنقذ والمخلص عند اتباع الديانة البوذية وهي الديانة الثالثة التي ابتدعها مفكري الهند في العصور التاريخية القديمة نرى ان هذه الديانة التي اسس لها "سذهاتا" الذي عرف باسم بوذا وهو لقب تم اطلاقه عليه من قبل اتباعه والذي يعني العارف المستيقظ قد ارتكز وجودها الفكري على الاقاصيص والحكايات الخرافية وتعرف هذه الاقاصيص باسم اقاصيص الولادة او "الجتاكاس" وتبدأ كل واحدة من هذه القصص بواقعة او حادثة في حياة بوذا تروى في الحاضر لتكون مناسبة لتذكر حادثة حصلت في حياة بوذا عندما كان "البوديسات" اي "البوذا المنتظر"([14]) وقد فسرت اسطورة مولده على انها قد شهدت ظهور بريق لامع في السماء من خلاله تسنى للأعمى ان يرى وللأصم ان يسمع وللابكم ان يتكلم واستقام الاعرج على ساقيه وانحنت الالهة من علياء سمائها([15]) الى اخر الاسطورة و"بوذا" لقب معناه الحكيم المستنير المبارك ويظهر ان نصوص الكتاب الهندي المقدس "الفيدا" بشرت بظهور حكيم يجدد ما طمسه الزمن من معالم الدين الهندوسي وينقي ما علق به بتوالي الاجيال فنرى سواد البراهمة (رجال الدين) والكهنة الراسخين في دراسة الفيدا يتوقعون مجيء حكيم يكون مخلصاً لهم([16]) ويبدو ان "بوذا" اقر بأنه هو من انتظرته الدنيا اذ تروي الحكايات بانه لدى مغادرته غابة "اورفيلا" التقى بتاجرين سلما عليه وقدما اليه الارز وقالا بخشوع "تنبأ المنجمون بانه سيخرج ذات يوم من هذه الغابة معلم كبير ونحن نرى انك انت هو ذاك المعلم الذي طال انتظاره والذي سينقذ العالم لذا سنسير من الان في ظلك وحسب قانونك وقد آمنا بك فاقبلنا في دينك"([17]) ويرى البوذيين بان غير البوذيين اي الذين لا يسيرون على نهج دين "بوذا" لا امل لهم في السعادة ويستحيل الخلاص بالنسبة اليهم([18]) وتشير احدى الاساطير الى ان الاله خاطب بوذا قائلا "هناك كائنات نقية من الادران الارضية وهي بحاجة الى رسالتك كي تبلغ خلاصها ان عليك ان ترفع المخلوقات الى ذروة الحقيقة فمن هناك يعرفون ما كان مخفيا عنهم عند السفح" وبقي بوذا مترددا وشك في الصوت الذي خاطبه الا ان ذلك الصوت كرر على اذني بوذا القول "قم يا ايها المعلم انهض شجاعا مقداما فسوف تكون المنتظر الاكبر بين البشر كافة"([19]) الا ان ذلك لا يخفي حقيقة ان الهنود البوذيين عقب وفاة بوذا لايزالون ينتظرون ظهور بوذا آخر ينقذ العالم مما فيه من بؤس وشقاء([20]).
المخلص عند شعوب أخرى
هناك مجموعة من الكتب الزرادشتية جاء فيها من الأخبار الكثيرة حول آخر الزمان، وعن ظهور الموعود الذي سيخلص البشرية من الكبت الحرمان ومن ضغوط الحكام الطواغيت الذين يسعون في الأرض فساداً ومن جملة هذه الكتب:
كتاب أوستا ــ كتاب زند ــ كتاب رسالة جاماست ــ كتاب قصة دينيك ــ كتاب رسالة زرادشت.
وقد طرحت الديانة الزرادشتية موعودين يطلق على كل منهم اسم ((سوشيانت((. وكان هؤلاء الموعودون ثلاثة، أكثرهم أهمية الموعود الثالث، وقد كانوا يلقبونه ((سوشيانت المنتصر)) وسوشيانت هذا هو الموعود حيث قالوا: إن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة، وبوذا الخامس لدى البوذية، والمسيح لدى اليهودية، وفارقليط عند العيسوية، وبمنزلة المهدي لدى المسلمين.
وجاء في كتاب شابوهرجان، من الكتب المانوية المقدسة عندهم:
....خرد شهر إيزد لابدّ أن يظهر في آخر الزمان وينشر العدل في العالم... سوشيانت، من الكتب الزرادشتية المقدسة جاء فيه :
... استوت إرت، سوشيانت أو ألمنقذ العظيم. سوشيانس، أو موعود آخر الزمان.. وسيلة وعلاج جميع الآلام به ، يقتلع جذور الألم والمرض والعجز والظلم والكفر، يهلك ويسقط الرجال الأنجاس..
رسالة جاماسب، صفحة121:
... سينشر (شوشيانت، المنقذ) الدين في العالم فكراً وقولاً وسلوكاً. فقد ورد في بعض المصادر والدراسات أن مسألة الإنتظار قضية مطروحة في الديانة البوذية (ففي الأعراف البوذية) كان هناك انتظار، والمنتظر هو بوذا الخامس. إن كل أمة من الأمم وشعب من الشعوب له معتقداته الخاصة وثقافته التي ورثها وأمله الذي ينتظره ليخلصه من محنه وآلامه.
جاء في كتاب أوبانيشاد. المقدمة صفحة 54 ما نصّه, حينما يمتلىء العالم بالظلم يظهر الشخص الكامل الذي يسمى (يترتنكر: المبشر) ليقضي على الفساد ويؤسس للعدل والطهر... سيُنجي كريشنا العالم حينما يظهر البراهميتون.
وجاء في كتاب ريك ودا، ماندالاي ص 4 و24:
يظهر ويشنو بين الناس.. يحمل بيده سيفاً كما الشهاب المذنب ويضع في اليد الأخرى خاتماً براقاً، حينما يظهر تكسف الشمس، ويخسف القمر وتهتز الأرض.
فجميع الأديان والملل والنحل كان لها منقذ مستقل أو مشترك سموه باسماء مختلفة منها:
آرثر، أودين، كالويبرك، ماركو كر اليويج، بوخص، بوريان بو روبهم و.... يعتقدون أنهم حينما يظهرون ينشرون العدالة في الأرض.
لقد عظُم هذا الإعتقاد عند اليهود عندما تاهوا في صحراء سيناء لأربعون عاما ، وفقدوا كل أمل لهم بالنجاة ، فوعدوهم كهنتهم ـــ الذين قادوهم الى هذا التيه ـــ بأن مخلصا ما سيرسله الرب لإنقاذهم من مهنتهم وإرشادهم الى طريق الخلاص ، وأعطوا الكهنة بعض المواصفات الدالة على شخصية هذا المخلص ، ومن بين تلك المواصفات ، بأنه سيكون من نسل داوود الملك ، وسيجعل هذا المخلص مدينة أورشليم عاصمة له ، وإن نفوذه سيكبر ليسيطر على كل العالم ويحكمه.....
وهكذا تأصل عند اليهود هذا الإعتقاد حتى صار جوهر إيديولوجيتهم في الحياة ، وأخذوا ينتظرونه بفارغ الصبر ، وأطلقوا على مخلصهم المنتظر هذا إسم المسايا المنتظر أو ( المسيح المنتظر او الملك المنتظر (.
إن ( مسيحهم المنتظر ) هذا , كان يتغير ويتقلب بين فترة وأخرى حسب الظروف التي كانوا يمرون بها . ولما كانوا يستعصون ويتمردون على أوامر الملوك الأشوريين في بابل ونينوى ويحدثون القلاقل والمشاكل في المنطقة ، عمد الملوك الأشوريون الى إخماد عصيانهم وتمردهم وترحيلهم من أورشليم الى عدة مدن من بلاد مابين النهرين ، وتم إسكان معظمهم في نينوى وبابل ، وهذا الأمر لم يُطبق على مدن وممالك اليهود فقط ، إنما كان يُطبق في كل مدن وممالك الإمبراطورية الآشورية دون إستثناء . وبعد ترحيل اليهود من مملكتهم ، عاشوا في موطنهم الجديد أكثر من سبعون سنة متواصلة ، الى أن تآمروا كهنتهم وأنبيائهم مع الملك كورش ملك المملكة الفارسية ، ليفتحوا أبواب بابل أمام جيوشه ، مقابل وعد منه لهم بإعادتهم الى مملكتهم في اورشليم وبناء أسوارها المهدمة وترميم هيكلها . وعندما نفذوا مؤامرتهم مع الملك كورش، ودخلت جيوش الفرس مدينة بابل ، سمح الملك كورش بعودة اليهود الى مملكتهم في فلسطين مكافأة لهم بفتح بوابات بابل لجيوش الفرس . عندها أشاع كهنتهم بأن الملك كورش هو ذلك ( الملك المنتظر ) الموعود لبني أسرائيل ، لأنه خلصهم من مهنتهم و ( عبوديتهم ) وحررهم ، وأنقذهم وأعادهم الى مملكتهم أورشليم بعد أكثر من سبعون سنة من الترحيل .
وما كاد اليهود يستقرون في مملكتهم ، وحتى قبل أن يعودوا الى حياتهم الطيبعية ، إكتشفوا عمق أكاذيب وأضاليل ودجل كهنتهم الذين خضعوا لهم دائما , وإكتشفوا معها أيضا بأن الملك كورش ليس هو ذلك الملك المنتظر كما وعدهم كهنتهم ، فلا هو بنى أورشليم وهيكلها ، ولا هو حررهم ، بل سلط عليهم نفس سوط الإحتلال الذي سلطه على كل شعوب مابين النهرين ، وجعل من اليهود وقودا في حروبه المستمرة مع الرومان الى أن تمكن الرومان في نهاية المطاف من إحتلال مملكة اليهود وإمعان التخريب فيها وفي كل فلسطين ليبدأ إضطهادا جديدا آخر على بني أسرائيل .. لسبب واحد فقط ، هو خيانة كهنتهم وأنبيائهم لهم مقابل حفنة من الذهب والفضة قبضوها من الملك كورش الفارسي ثمنا لخيانتهم ومؤامرتهم.
عقيدة الخطيئة والصلب :
ان عقيدة الصلب (المعروفة عند المسيحيين) مقرونة بفكرة الفداء والخطيئة الأولى وهي عقيدة وثنية محضه تمتد جذورها إلي مئات السنين قبل ميلاد المسيح عليه السلام ويمكن القول أنها واجبة لظهور المخلص والمنقذ للشعوب (للبشريّة ) حيث نجدها تتواتر عند البوذيين والمصريين وغيرهم .
البوذيون وعقيدة الخطية والصلب :
عندما سئُل الكاتب الايرلندي الشهير صموئيل بيكت من هو غودو في مسرحيته الشهيرة في انتظار غودو
أجاب : لو كنت أعلم من هو لكتبت ذلك في المسرحية .
وربما نعيش حياتنا اليوم في انتظار غودو والمشكلة الأكثر سوءً أننا لا نعلم من هو غودو ولا نعلم متى سيأتي أو ما سيفعل ولكننا ننتظر .... الجميع ينتظر .....
وهناك من ينتظر الجنة وآخر ينتظر عودة الشيوعية ... وهناك ... وهناك ...
الجزء الثالث قريبا
عقيدة المنقذ والمخلص عند المسلمين ؟؟؟
(جزء2)
طرح المسّألة:
عالم ينتظر المنقذ..
من يكون؟
متى يكون؟
حقيقة أم خيال؟
شعوب العالم بمختلف تصنيفاتها وأماكن إقامتها لها قصّة قديمة عن رجل موعود يولد ليخلّص العالم من شر الانسان (ظلمه، جبروته، فساده، كفره، كذبه، نفاقه....) هي ليست مجرّد قصّة، إنّها في الحقيقة أمل ورجاء .
سنحاول من خلال صوت الحضارات أن نتعرّف على كل ذلك دون أن نتدخّل برأينا وقناعاتنا لنقول هذا خاطئ وهذا مصيب ولكن من حقنا أن نتساءل كيف اجتمعت كل هذه الأمم على هذه الفكرة ؟
وهل هي خاصّة بالمقهورين في هذه المجتمعات الإنسانيّة؟
سنبحث في الشبكة عن مختلف هذه القصص لأننا لم نزر كل العالم ولا نعرف كل الديانات وسنورد بعض المقالات الموجودة فيها لأننا لم نقرأ جميع الكتب ...فلا يذهبن في خلدكم أنّنا نتبنى كل ما سيكتب أو كل ما سيقال لأننا في النهاية نبحث وكل منا حرّ في الاتباع.
بصفة مجملة: الإيمان بظهور المنقذ العالمي انما يعبر عن حاجة فطرية عامة لدى الانسان تقوم على تطلعه للكمال، وسعيه الدءوب لتحقيق العدل ومحاربة الظلم والظالمين، وهو كذلك ما بشرت بهِ النصوص الدينية المقدسة لأغلب الأديان.
الأفاتار الموعود (المخلّص) عند التّبت والهندوس
الأفاتار الموعود ومخلص العالم المستقبلي
تتحدّث النصوص المقدّسة في التّبت عن مملكة روحيّة سرّية تدعي شامبالا (Shambhala) مختبئة وراء القمم الثلجية في مكان ما شمالي التبت ، هناك حيث تحفظ " الكالاشاكرا " أو" عجلة الزمن" ، أقدس التعاليم البوذية لقد تم التنبؤ بأن ملكا ً مستقبليا ً من شامبالا سيأتي علي رأس جيش عظيم ليحرر العالم من الفساد والطغيان ، وسيبشر بعصر ذهبي يسود العالم من جديد ..!!
وتقول التعاليم الهندوسية بنفس الفكرة ، بأن مخلص العالم المستقبلي الذي يدعي كالكي أفاتارا ، التجسيد العاشر والأخير لروح( فيشنو) سيأتي قادما ً من شامبالا ، فكلا التقليدين البوذي والهندوسي يصفان شامبالا بأنها تحتوي علي قصر مركزي فاخر وجليل يشع نورا ً قويا يشبه لمعان الألماس !!..
* التبت (من ويكيبيديا)
تُبَّتُ[1] (تبتية: བོད་، Bod، تلفظ pِ; صينية: 西藏، بنيانية: Xīzàng) هي منطقة ودولة سابقة في آسيا الوسطى وموطن الشعب التبتي. بمعدل ارتفاع 4900 متر، تسمى أحيانا بـ"سقف العالم". وعندما يتحدث التبتيون والحكومة التبتية في المنفى عن التبت فهم يشيرون إلى منطقة واسعة التي شكلت التبت التاريخية لقرون، مكونة من مقاطعات أمدو، خام وأو-تسانج. وعندما تتحدث الحكومة الصينية (والجهات الحكومية الرسمية للدول الأخرى) عن التبت، فإنهم يشيرون إلى منطقة تتمتع بالحكم الذاتي تسمى التبت. وهي تشكل مقاطعة أوتسانج السابقة وغرب خام، والمناطق التبتية التقليدية الأخرى تم دمجها في الحدود الحالية لمقاطعة قنخهاي، غانسو، يونان وسيشوان. وحكومة جمهورية الصين الشعبية تقول بتبعية المناطق المسيطر عليها هنديا من مقاطعة آروناخال براديش، وهو أمر لا تقره الحكومة التبتية في المنفى.
منذ 1959، قامت الحكومة التبتية السابقة، بقيادة الدالاي لاما الرابع عشر تنزن غياتسو، قامت بالحفاظ على حكومة تبتية في المنفى في دارامسالا في شمال الهند. وهي تقول بحقها بالسيادة على التبت، بحدود تطلق عليها هذه الحكومة "التبت التاريخية".
لاهاسا، عاصمة التبت التقليدية كما هي عاصمة منطقة التبت المحكومة ذاتيا. مدن أخرى في التعريف الأوسع للتبت تشمل شيغاتسه، غيانغسه، كامدو وغيرها.
أطلق على التبت اسم الأرض المحظورة ، وأرض العجائب ، عرفها الهندوس باسم " أريايارشا " الأرض التي جاءت منها تعاليم " الفيدا " سماها الصينيون " هسي تيان " ، جنة هسي وانغ مو"، أما شعب الكيرغيز ( نسبة لدولة كرغيزستان ) فعرفوها باسم " جنايدار " لكن علي امتداد آسيا بالكامل عرفت بشكل عام باسمها السنسكريتي " شامبالا "، وتعني قصر السلام والهدوء .
تقول النصوص البوذية بأنه يمكن الوصول إلي مملكة شامبالا (Shambhala) بعد رحلة طويلة وصعبة عبر البراري والصحاري والجبال ، وتحذر بأنه فقط الذين تم مناداتهم حيث أصبحوا محضرين روحيا ً ، يستطيعون إيجادها أما الآخرين فسيجدون فقط العواصف الحاجبة للرؤية ، جبال خاوية ، أو حتى الموت تقول إحدى النصوص بأن مملكة شامبالا (Shambhala) هي دائرية الشكل ، لكن غالبا ً ما تصور علي شكل زهرة اللوتس ذات الأوراق الثمانية ( وهي رمز الشاكرة الخاصة بالقلب ) وقد ذكرت بالفعل إحدى الروايات القديمة في التبت بأن " مملكة شامبالا (Shambhala) موجودة في قلبك " ، وكما يشير " أدوين بيرنبام " في كتابة : (الكتب الإرشادية إلي شامبالا ) ، بأن الاتجاهات المؤدية إليها هي معقدة وعبارة عن مزيج بين الواقع والخيال ، ويمكن قراءتها علي أنها إرشادات للقيام برحلة داخلية من العالم المألوف الذي يمثل حالة الوعي الطبيعية ، إلي العوالم الباطنية الواسعة المتمثلة بالعقل الباطن ، ثم إلي المقام المقدس الذي يمثل الوعي المطلق ..!!
لكن من ناحية أخري ، إن الاعتقاد بأن " شامبالا موجودة في العالم الفيزيائي فعلا ً " هو راسخ بقوة في التقاليد التيبتيه ( نسبة للتبت ) مع أن الآراء حول أماكن وجودها تختلف بشكل كبير، بعض التبتيين يعتقدون بأنها تقع في التبت ، ربما في جبال " كونلون " ، هناك من يشير إلي المناطق المحيطة بمنغوليا ومقاطعة سنكيانع الصينية ، لكن الأكثرية تعتقد بأن شامبالا تقع في سيبيريا أوفى مكان ما في روسيا ، بعض الكهنة ( اللاما Lamas ) يعتقدون بأنها مخبأة في الأرض الجرداء المهجورة في مناطق القطب الشمالي ، حسب الكاهن اللاما " كونغا ريمبوشي " ، ربما تكون شامبالا موجودة في القطب الشمالي ، طالما أنه محاط بالجليد وأن شامبالا محاطة بجبال جليدية ، وهناك كهنة اللاما يعتقدون بأن شامبالا موجودة خارج الكرة الأرضية علي كوكب آخر أو في بعد آخر..!!
حلم " إدوين بيرنباوم " في إحدى الأيام بأنه في رحلة إلي القطب الشمالي مرافقا ً معه أحد المرشدين ، وخلال اقترابهما من القطب الشمالي ، أصبح الهواء دافئا ًوالغطاء الثلجي صار أرق علي أن أصبح هناك سهول واسعة يكسوها الأعشاب والأزهار وأخيرا ًوصلا إلي بحيرة مستديرة مع جزيرة صغيرة في وسطها وكان مغروسا ً في وسطها عمود ، فاستدار إلي مرشده وقال معارضا ً : " لكن هذا مستحيل .. لا يمكن لهذا أن يكون القطب الشمالي .. وجب أن يكون هنا جليد وثلج ... " لكن المرشد أشار علي الجزيرة وسط البحيرة وقال مبتسما :هذا هو القطب الشمالي ...!!
روى" إدوين بيرنباوم "حلمه للكاهن اللاما" شوبغى تريشن ريمبوتش " الذي علق على ذلك قائلا: " قد يكون هذا هو المدخل إلي شامبالا ".
سافر الفنان والفيلسوف والمستكشف الروسي " نيكولاس روريتش " (1874 - 1947) متجولا ً بين الصين ومنغوليا إلي أن وصل حدود التبت بين 1925 و 1928 وخلال محادثة مع أحد كهنة اللاما ، قيل له بأن شامبالا العظيمة تقع بعيدا ً خلف المحيط ، إنها الإقليم السماوي العظيم ، ليس لها أي علاقة بكرتنا الأرضية ، فقط في بعض الأماكن ، في أقصى الشمال ، تستطيع إدراك الشعاع المتألق لشمبالا . عندما أصر عليه " روريتش " اعترف الكاهن بأن شامبالا الفردوسية لها شبيه أرضي ( تجسيد واقعي ) فالتعبير القائل بأن " الشعاع المتألق لشمبالا يشير إلي الأورورا ( Aurora ) تلك الأضواء السماوية التي تتجسد في المنطقة القطبية الشمالية ، التي أطلق عليها العلماء اسم: الشفق القطبي، لكن الكاهن وصف أيضا ً شمبالا بأنها تقع في وادي كبير يخفي نفسه بين جبال شاهقة ، مع ينابيع ساخنة وأرض خصبه .
قال اللاما بأن حاكم شامبالا هو الساهر علي شؤون البشر ، إنه يري كل الأحداث علي الأرض من خلال مرآته السحرية ، وقدرته الفكرية تخترق المسافات إلي بلاد بعيدة جدا ً ،أما سكان شمبالا فنعجز عن إحصائهم أما القوى والإنجازات الجديدة التي حضرت للبشرية هناك فهي كثيرة .. يؤكد اللاما بأن هناك رسل من شامبالا يعملون في العالم الأرضي ، وحتى أن الحاكم بذاته يتجسد بصورة إنسان عادي ، وأصر علي أن أسرار شامبالا هي محمية ومحروسة جيدا ً ، وأنه من المستحيل لأي شخص الوصول إلي شامبالا إلا إذا كانت الكارما عنده مناسبة بحيث يتم استدعاؤه ...!!
يخرج من شامبالا رسل وأنبياء يعملون علي نشر الدعوى بين البشر .
هذه المجموعة من الإخوان لديها أفرع في جميع أنحاء العالم ، لكن شامبالا هي المحفل المركزي لهم ، يمكننا تحديد موقعها في الهضاب العالية التي لازالت مجهولة معظمها في وسط آسيا وتحديدا ً في التبت وإنها محاطة بحجاب سحري يجعلها تختفي عن الأنظار ، بحيث قد يمر من فوقها أسراب من الطائرات لكنهم لا يرونها ، جميع الجيوش حول العالم قد يمرون بجانبها لكنهم يجهلون بأنها موجودة ... إنها بلاد واسعة وممتدة عبر مساحات شاسعة .. ومخزن فيها أكثر السجلات قيمة بالنسبة للعرق البشري .. إنها محروسة من قبل أكثر البشر تطورا ً، والمراقب الصامت للكرة الأرضية يقبع هناك في مجلسة ...!!
تقول التعاليم بأن شامبالا موطننا الروحي تحتوي علي إقليمين مختلفين في الأرض أحدهما موجود في مرتفعات أسيا ، في مكان ما غربي " لهاسا Lhasa " ( عاصمة التبت ) ، منذ زمن بعيد كان هذا الإقليم عبارة عن جزيرة مقدسة وسط بحر عظيم في وسط أسيا ، يطلقون عليه اسم " بحر العلم " ، ولا يمكن دخول هذه الجزيرة سوى عن طريق أنفاق تحت الأرض ، لا زالت الروايات تؤكد بأن هذه الجزيرة لازالت موجودة لكنها أصبحت الآن عبارة عن واحة محاطة بصحراء " غوبي " لكن هناك إقليم آخر مقدس أشير إليه في جميع الديانات العظمي هذا الموقع هو في قمة ما يسمونه في البرونا الهندية بـ " شفيتا دفيبا Shveta - dvipa" أو ( جبل ميرو ) أو(جبل سوميرو ) إنه القطب الشمالي للكرة الأرضية ، وقد اختير هذا الموقع ليس لأسباب جغرافية بل بسبب القيمة الفلكية التي يتمتع بها .. إنه القطب الشمالي المقدس ، وهو متطابق مع القطب الشمالي للأرض لكنه مختلف روحانيا ً أحد معاني كلمة " شامبالا " هو: الأرض المقدسة الخالدة ...!!
بعد معرفة ما قيل عن شامبالا بأنها محمية بواسطة حجاب سحري يعمل علي إخفائها عن الأنظار إنه من المثير ملاحظة وجود شيء مماثل لهذا في إحدى كتابات السيدة بالافاتسكي " Blavatsky " ( مؤسسة المذهب الثيؤصوفي ) خلال تعليقها علي فكرة " الأرض المجوفة " حيث تؤكد بأن فشل المستكشفين القطبيين من إكمال مسيرتهم نحو الشمال في إحدى النقاط القطبية هو بسبب إحدى القوي السحرية التي تمنع هذا أن يحدث ، هذا يعني أن هناك أمرا ً يتم إخفاؤه في القطب الشمالي ليس من قبل الحكومات والقيادات العسكرية بل من قبل قوي سحرية..!!
أن كلمة شامبالا (Shambhala) تعنى باللغة السنسكريتية (أرض السلام والسكينة) وهي فكرة أتت من أرض التبت في الصين وتتناول مخلوقات مثالية أو شبه مثالية تعيش وتنير الدرب لتطور البشرية ، تعتبر شامبالا مصدراً لـ كالشاكرا(Kalachakra) التي تمثل أعلى مرتبة في التصوف في أرض التبت والمقتصرة على نخبة من الرهبان وتحكي الأساطير أنه لا يعيش في شامبالا إلا من كان له قلب صاف والذي يعيش هناك يستمتع بالسعادة والراحة ولا يعرف معنى للمعاناة فالحب والحكمة تحكمان السلوك، والعدل شيء غير معروف.
القاطنين في شامبالا أعمارهم مديدة وأجسادهم جميلة ومثالية ويملكون قدرات خارقة ، معارفهم الروحانية عميقة وتقنيتهم متقدمة جداً ، قوانينهم معتدلة ودراستهم للفنون والعلوم تغطي كافة أطياف السبق الثقافي وتتقدم بأشواط عديدة على ما وصل إليه العالم الخارجي..!!
ويقال أن شامبالا (Shambhala) مملكة لها شكل زهرة اللوتس بتتويجاتها الثمانية وعاصمتها "كالابا" وهي محاطة بجبال تغطي قممها الثلوج، وسكانها يتمتعون بصحة ممتازة وثراءكبير وتبلغ أعمارهم المئات من السنين وقصورهم لها شكل قبب الباغودا ( نمط عمراني للمعابد البوذية) مكسوة بالذهب.
ومع ذلك تبقى شامبالا مخفية عن الأنظار حيث باءت محاولات العديد من المستكشفين والساعين للحكمة الروحانية بالفشل لمعرفة مكانهاالجغرافي على الخريطة ،الكثير من الناس يعتقدون بأنها تقع في المناطق الجبلية من أوراسيا (تضم قارتي آسيا وأوروبا) وتحيطبها جبال تغطي قممها الثلوج فتخفيها عن الأنظار، لكن عدداً آخر من الناس الذين عادوا من رحلات الاستكشاف يعتقدون أن شامبالا تتجاوز الحقيقة الفيزيائية فيرونها كجسر يربط عالمنا بما وراءه.
وكتب الدلاي لاما ( Dalai Lama) ( رئيس كهنة التبت ويعتبر بنظرهم إلهاً وهم يختارونه منذ نعومة أظفاره بمواصفات محددة) بأن هناك غموضاً مقصوداً في النصوص القديمة التي تتحدث عن مكان شامبالا والغاية من ذلك هي إبقاء شامبالا مخفية عن أعين الذين يصفهم بالهمج والذين يرغبون بالاستيلاء على العالم.
هل هناك علاقة بين سكان مملكة شمبالا ويأجوج ومأجوج ؟
تتحدث الأسطورة حسب مزاعم الدلاي لاما (Dalai Lama) عن أن" : الانهيارالتدريجي للجنس البشري مرده إلى إتباع المنهج المادي الذي ينتشر في أنحاء الأرض ،وحينما يأتي وقت يتبع فيه الهمج تلك الأيديولوجية وتتوحد صفوفهم تحت قيادة ملك شرّير ويظنون أنه لم يعد هناك شيء آخر يمكنهم الاستيلاء عليه عندها ستزول الغشاوة والغموض عن جبال شامبالا الثلجية فيحاول الهمج الهجوم على شامبالا بجيش ضخم مجهز بأسلحة رهيبة ولكن "رودرا كاكرين" ملك شامبالا الثاني والثلاثون سيقود حشودا ضخمه ضدالغزاة ، وفي تلك المعركة النهائية العظيمة سيخسر الملك الشرير وأتباعه ويدمرون نهائياَ."
ونتساءل إن كان هناك علاقة ما بين سكان مملكة شامبالا وأقوام يأجوج ومأجوج الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم وبقية الكتب المقدسة وحكايتهم مع النبي الملك ذي القرنين (عليه السلام) ؟! خصوصاً بأن أقوام يأجوج ومأجوج مختفون عن الأنظار تحت الأرض ولهم مملكتهم.
وقد تكون النصوص القديمة عند شعب التبت تتحدث عن هؤلاء البشرالمحجوبين عن الأنظارالمنحدرين من نفس عرقهم والذين اختفوا تحت سطح الأرض في مملكة شامبالا بعد أن بني عليهم النبي الملك ذي القرنين ( عليه السلام ) الردم منذ ألاف السنيين وتشير إلى معركتهم المرتقبة في المستقبل القريب ( وإن غدا ً لناظره قريب )
انتشارالأسطورة:
عندما احتكت حضارة الشرق بالغرب برزت أسطورة شامبالا من أرشيف الزمن ،و بمتناولنا اليوم عدد ضخم من النصوص البوذية عن نفس الموضوع إضافة إلى تقارير كتبها المستكشفون الغربيون خلال رحلتهم الشاقة للبحث عن شامبالا المفقودة.
سمع الغرب عن مملكة شامبالا لأول مرة عن طريق البعثة التبشيرية الكاثوليكية التي ترأسها البرتغالي إستافيو كاسيلا الذي سمع عن شامبالا وظن خطأ أنها تعني الصين وكانت تنطق زيمبالا ولكن ما لبث أن عرف حقيقة الكلمة لدى عودته إلى الهند في عام 1627م
في عام 1883 م تحدث الدارس المجريساندور كوروسي سوما في كتاباته عن موقع جغرافي لبلد وصفه بأنه غاية في الروعة يقع إلى الشمال بين درجتي عرض 45 و50وهكذا ركز بعض الكتاب اللاحقون علىمفهوم الأرض المخفية التي يسكنها أخوة ضائعون لنا يسعون لصلاح الإنسانية ، فالكاتبة "اليس بايلي" تعتبر شامبالا مكاناً يقع في بعد مكاني آخر أو حقيقة روحانية في عالم الأثير.
بين عامي 1924 م و 1928 م قاد الزوجان نيكولاس وهيلينا رويرتش بعثة تهدف لاكتشاف مملكة شامبالا (Shambhala)
في عامي 1926 م و 1928 م قاد السوفييتي "ياكوف بلمكين" بعثتين في التبت لاكتشاف شامبالا كما قاد الألمانيان "هينريك هيملر" و"رودولف هيس" عدة بعثات استكشافية إلى التبت في عام 1930 م وعامي 1934م ، 1935م وأيضاً في الأعوام التالية 1938 م و1939م وكانت مملكة شامبالا وفقاً لرؤية بعض النازيين بأنهاعالم سفلي ووثني ومصدر للطاقة السلبية التي يبثها الشيطان ضمن مؤامرة لإفساد الأخلاق.
شامبالا خلدت في الفكر الغربي من خلال عدة أفلام حملت عنوان: ( Lost Horizon) (أي الأفق المفقود) وذلك في عامي 1937 م و1973م ، والأفلام مستندة على فكرة أسطورية وفانتازية لرواية تحمل نفس الاسم لـ "جيمس هيلتون" نشرت في1933م وهي تتحدث عن مكان مفقود اسمه : (شانجري لا Shangri-La) وهى تشير إلى فكرة شامبالا وإن تغير الاسم .
في عام 2009 م طرحت في الأسواق لعبة فيديو طورتها شركة : ( Naughty Dog) بعنوان:(Uncharted 2: Among Theives) حيث يسمع عبارة شامبالا مع الموسيقى المرافقة وتأتي اللعبة على فكرة خيالية فحواها أن رحلة المستكشف الإيطالي الشهير "ماركو بولو" الذي عاد من الصين في عام 1292م كانت الهدف منها محاولة للوصول إلى مملكة شامبالا (Shambhala) التي قال العلماء عنها أنها مدينة أثرية ضخمة تضم عين الحياة ..
المنقذ والمخلص عند الهنود
قد جاء الحديث حول المنقذ والموعود في أعراف الهنود وكتبهم، مثل كتاب (مهابهارتا) وكتاب (بورانه ها) حيث قالوا:
تذهب الأديان جميعاً إلى أنه في نهاية كل مرحلة من مراحل التاريخ يتجه البشر نحو الإنحطاط المعنوي والأخلاقي وحيث يكونون في حال هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضي الأحجار الهابطة نحو الأسفل فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهاية لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذن لابد من يوم تظهر فيه شخصية معنوية على مستوى رفيع تستلهم مبدأ الوحي وتنتشل العالم من ظلمات الجهل والضياع والظلم والتجاوز، وقد أشير لهذه الحقائق في تعاليم كل دين إشارة رمزية منسجمة مع المعتقدات والقيم الأخرى إنسجاماً كاملاً.
فمثلاً: في الديانة الهندية وفي كتب بورانا (burana) شرح تفصيلي حول مرحلة العصر الكالي (kali) يعني: آخر مرحلة قبل ظهور أو تاراي ويشنو العاشر
فكرة المنقذ والمخلص في الديانات الهندية القديمة
بقلم الاستاذ عامر ناجي

تشغل الهند موقعا جغرافيا مهما على خارطة العالم وهي شبه جزيرة تشبه في منظرها قارة افريقية بوجه عام فهي عبارة عن مثلث غير منتظم الاضلاع قاعدته الى اعلى ورأسه الى اسفل وقاعدته جبال الهملايا الشامخة ورأسه رأس كوماري والهند بلاد مقفلة كما يسميها الباحثون فضلعا المثلث في الشرق والغرب يدور حولهما البحر اما قاعدة المثلث في الشمال فتحيط بها سلسلة جبال الهملايا وجبال سليمان ويحتضنها نهران عظيمان احدهما نهر الاندوس "السند" وينبع من جبال الهملايا ويصب في خليج العرب بعد ان يتصل بأنهار البنجاب (الانهار الخمسة) والاخر نهر كنكا او نهر الكنج وهو ينبع ايضا من جبال الهملايا ويصب في خليج البنغال بعد ان يتصل بنهر براهما بوتر المقدس ويشق الهند عند منتصفها تقريبا سلسلة من الجبال والادغال تبدأ من الغرب وتسير حتى قرب الساحل الشرقي وهذه السلسلة تقسم الهند قسمين يختلف احدهما عن الاخر في طبيعته وفي سكانه وحضارته , ومن بعد هذه المقدمة الجغرافية التي تضع القارئ في موطن الفكرة التي نريد تناولها نقول ان فكرة المنقذ والمخلص فكرة عالمية بكل معنى الكلمة فلا تجد ديانة وضعية (من صنع الانسان) او سماوية (مصدرها الله سبحانه وتعالى) الا وكانت هذه الفكرة تمسك بتلابيب قلوب اتباع هذه الديانة او تلك ويبدو ان حجم المعاناة التي تصادف الانسان في مسعاه للعيش وتلبية متطلبات حياته هي السبب من وراء اتباع هذا النهج ولو على سبيل الفرض لا الحقيقة اسقطنا النظرية الدينية التي تقف من وراء انتهاج هذا السلوك من التفكير والايمان بفكرة المنقذ والمخلص لقلنا ان دافعها الاول كان اقتصادي وبدوره ترك هذا الدافع تأثيره على نفسية الإنسان وعلى العموم تركت فكرة المنقذ والمخلص تأثيرا على عقلية المفكرين في الهند وانعكست في واقع مترجم بين ديانات الهند القديمة وهي بحسب ازمنة ظهورها "الهندوسية"([1]) و"الجينية"([2]) و"البوذية"([3]) واننا نجد تجسيد هذه الفكرة (المنقذ والمخلص) بين الهة الهند اذ تسفر لنا الدراسات الجادة لحضارات الهند القديمة عن حقيقة مفادها ان دراسة هذه الحضارة لا يمكن ان تكون في حالة تجاوز العامل الديني لان هذا العامل كان له ابلغ الاثر في الهوية الثقافية الهندية في الماضي والحاضر وكان له الاثر نفسه في الحركة الحضارية وما انجزته فكرا وسلوكا ونظاما اجتماعيا وعمراناً([4]) وقد تجسدت الافكار الدينية في الهند بصورة قد لاتشبه اي واقع ديني اخر من خلال النصوص الملحمية التي تجسد صراع الالهة لا من اجل الحصول على سيادة مجمع الالهة (الذي يضم جميع الالهة الرئيسية والفرعية التي يؤمن بها الشعب الهندي) والكون بل لخلاص الكون من الشرور وتحقيق النجاة ودليلنا على ذلك الاسطورة الهندية التي تقول بان الاله "اندرا" قام بقتل التنين السماوي الذي حجز مياه الاعالي في بطنه وتوسد على قمم الجبال العالية بهيئة سحابة لا تشكل لها اي لا صورة لها فيتمزق اشلاء بعد ان تصيبه صاعقة الاله في بطنه ويندفق الماء من جوفه ليسيل عبر السهول والوديان وتعود لطبيعة سيرتها الاولى بعد الجفاف الذي حل بها وبموت التنين الذي اغتصب سلطة الالهة تتراجع الهة الظلام التي جاءت معه الى العالم الاسفل وتعود الهة العالم العلوي الى مساكنها في قمة الكون من جديد وكان اول عمل قام به اندرا بعد انتصاره هو اعادة بناء مدينة الالهة التي استحالت يبابا خلال فترة حكم التنين فأتم ذلك على احسن وجه بواسطة الاله الموكل بالحرف والفنون الذي استعاد الوجه القديم للمدينة وزاد في تجميلها ففرحت الالهة لاندرا واعلنوه ملكا ومخلصا([5]) وعلى الرغم من ان الاله اندرا قد نال الحظ الاوفر من صلوات الفيدا (احد كتب الهند المقدسة) باعتباره سيد الالهة ورئيس مجمعهم الا اننا نجد في بعض الصلوات مقاطع تستهين بقوته وتلقي ظلالا من الشك حتى على وجوده([6]).
وفي الديانة الهندوسية وهي ديانة الجمهرة العظمى في الهند([7]) ولا يعرف لها واضع او مؤسس ولا يعرف اساس لكتابها المقدس (الفيدا) وقد نشأت هذه الديانة قبل عشرين قرن تقريبا قبل ميلاد السيد المسيح (ع) نستطيع القول ان الهندي متدين بطبيعته يشغف بالروحانيات وفي بلاد الهند اديان كثيرة ولكن الهندوسية هي دين الغالبية وهذه الديانة ترى في المنقذ او المخلص بانه رسول الاله وانه مثل نائب ملك عظيم ومثلما يقوم الملك اثناء حصول الاضطرابات والفتن بإرسال نائبه الى هناك لقمع تلك الفتن والاضطرابات كذلك يرى الهندي انه حيثما يوجد انحطاط وانحسار للدين في اي جزء من اجزاء العالم يرسل الاله مخلصه ومنقذه اي انه نفس المخلص الواحد الذي بعد ان غاص في بحر الحياة برز من جديد في هذا المكان حيث عرف باسم "كرشنا" الذي يشكل احدى تجسيدات الاله في الهندوسية([8]) وكرشنا هذا ورد في الفصول الثمانية عشر للعمل الشعري المعروف باسم "انشودة الرب" على النحو الاكثر كمالا([9]) وبمفهوم الهندوسية يمكن للإنسان الخلاص بذاته دون الحاجة الى مخلص او منقذ وذلك عبر اتباع نظام "اليوغا" وهو ممارسة قانون اخلاقي صارم من خلال اوضاع تقضي الى التأمل وضبط النفس الى "الاستغراق في التأمل" و"اليوغا" المعروفة عند المتحمسين الغربيين هي تطوير متأخر لهذه الممارسات المبكرة مع التركيز الشديد على اوضاع بدنية اكثر صعوبة تسمى "هاتا يوغا" وعلى نظرية فسيولوجية يسعى بمقتضاها اليوغي المستغرق في التأمل الى زيادة "كونداليني" وهي قوة روحية متصورة على هيئة افعى ترقد ساكنة في قاع النخاع الشوكي حتى الوريد الرئيسي الكائن في العمود الفقري خلال ستة دوائر للقوة السايكولوجية بطول العمود الفقري حتى اللوتس في قمة الرأس بحيث اذا اكمل اليوغي هذه الدورات فاز بالخلاص([10]) ومن اوجه الخلاص عند الهندي قيام السكان المنبوذين الذين حرمهم الهندوس من حقوقهم بعبادة كومة من الحجارة تمثل ام القرية وشيطانها وقد كان احد اوجه تفسير هذه العبادة بانه فكرة غامضة عن كائن سام([11]) بمعنى كائن رفيع المستوى ومن ذلك يستشف من هذه الفكرة ايمانهم بفكرة المنقذ او المخلص.
اما الديانة الجينية والتي تعرف لدى البعض من الباحثين بالجاينية او الجانتية فنجد ان هذه الديانة التي ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد كرد فعل على الهندوسية على يد مؤسسها "فارذامانا مهاويرا"([12]) والذي يعرف ايضاً بأسم "مهافيرا" قد وجدت فيها فكرة المنقذ والمخلص وقد صارت جموع غفيرة من الهنود في حالة من الفورة الروحية الذي تجسد بتركهم منازلهم واعمالهم ليهيموا على وجوههم في طول البلاد وعرضها والتخلي عن العالم للخلاص من تكرار الحياة والموت الذي تؤمن به هذه الديانة وترى في هذا التكرار زيادة في العذاب والالم وعلى هذا اعتبر اتباع هذه الديانة بان مهاويرا هو سبب انقاذهم او نجاتهم بفضل الديانة التي نشرها وهم بذلك يجدون فيه المنقذ والمخلص من تكرار الحياة والموت([13]).
اما بخصوص فكرة المنقذ والمخلص عند اتباع الديانة البوذية وهي الديانة الثالثة التي ابتدعها مفكري الهند في العصور التاريخية القديمة نرى ان هذه الديانة التي اسس لها "سذهاتا" الذي عرف باسم بوذا وهو لقب تم اطلاقه عليه من قبل اتباعه والذي يعني العارف المستيقظ قد ارتكز وجودها الفكري على الاقاصيص والحكايات الخرافية وتعرف هذه الاقاصيص باسم اقاصيص الولادة او "الجتاكاس" وتبدأ كل واحدة من هذه القصص بواقعة او حادثة في حياة بوذا تروى في الحاضر لتكون مناسبة لتذكر حادثة حصلت في حياة بوذا عندما كان "البوديسات" اي "البوذا المنتظر"([14]) وقد فسرت اسطورة مولده على انها قد شهدت ظهور بريق لامع في السماء من خلاله تسنى للأعمى ان يرى وللأصم ان يسمع وللابكم ان يتكلم واستقام الاعرج على ساقيه وانحنت الالهة من علياء سمائها([15]) الى اخر الاسطورة و"بوذا" لقب معناه الحكيم المستنير المبارك ويظهر ان نصوص الكتاب الهندي المقدس "الفيدا" بشرت بظهور حكيم يجدد ما طمسه الزمن من معالم الدين الهندوسي وينقي ما علق به بتوالي الاجيال فنرى سواد البراهمة (رجال الدين) والكهنة الراسخين في دراسة الفيدا يتوقعون مجيء حكيم يكون مخلصاً لهم([16]) ويبدو ان "بوذا" اقر بأنه هو من انتظرته الدنيا اذ تروي الحكايات بانه لدى مغادرته غابة "اورفيلا" التقى بتاجرين سلما عليه وقدما اليه الارز وقالا بخشوع "تنبأ المنجمون بانه سيخرج ذات يوم من هذه الغابة معلم كبير ونحن نرى انك انت هو ذاك المعلم الذي طال انتظاره والذي سينقذ العالم لذا سنسير من الان في ظلك وحسب قانونك وقد آمنا بك فاقبلنا في دينك"([17]) ويرى البوذيين بان غير البوذيين اي الذين لا يسيرون على نهج دين "بوذا" لا امل لهم في السعادة ويستحيل الخلاص بالنسبة اليهم([18]) وتشير احدى الاساطير الى ان الاله خاطب بوذا قائلا "هناك كائنات نقية من الادران الارضية وهي بحاجة الى رسالتك كي تبلغ خلاصها ان عليك ان ترفع المخلوقات الى ذروة الحقيقة فمن هناك يعرفون ما كان مخفيا عنهم عند السفح" وبقي بوذا مترددا وشك في الصوت الذي خاطبه الا ان ذلك الصوت كرر على اذني بوذا القول "قم يا ايها المعلم انهض شجاعا مقداما فسوف تكون المنتظر الاكبر بين البشر كافة"([19]) الا ان ذلك لا يخفي حقيقة ان الهنود البوذيين عقب وفاة بوذا لايزالون ينتظرون ظهور بوذا آخر ينقذ العالم مما فيه من بؤس وشقاء([20]).
المخلص عند شعوب أخرى
هناك مجموعة من الكتب الزرادشتية جاء فيها من الأخبار الكثيرة حول آخر الزمان، وعن ظهور الموعود الذي سيخلص البشرية من الكبت الحرمان ومن ضغوط الحكام الطواغيت الذين يسعون في الأرض فساداً ومن جملة هذه الكتب:
كتاب أوستا ــ كتاب زند ــ كتاب رسالة جاماست ــ كتاب قصة دينيك ــ كتاب رسالة زرادشت.
وقد طرحت الديانة الزرادشتية موعودين يطلق على كل منهم اسم ((سوشيانت((. وكان هؤلاء الموعودون ثلاثة، أكثرهم أهمية الموعود الثالث، وقد كانوا يلقبونه ((سوشيانت المنتصر)) وسوشيانت هذا هو الموعود حيث قالوا: إن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة، وبوذا الخامس لدى البوذية، والمسيح لدى اليهودية، وفارقليط عند العيسوية، وبمنزلة المهدي لدى المسلمين.
وجاء في كتاب شابوهرجان، من الكتب المانوية المقدسة عندهم:
....خرد شهر إيزد لابدّ أن يظهر في آخر الزمان وينشر العدل في العالم... سوشيانت، من الكتب الزرادشتية المقدسة جاء فيه :
... استوت إرت، سوشيانت أو ألمنقذ العظيم. سوشيانس، أو موعود آخر الزمان.. وسيلة وعلاج جميع الآلام به ، يقتلع جذور الألم والمرض والعجز والظلم والكفر، يهلك ويسقط الرجال الأنجاس..
رسالة جاماسب، صفحة121:
... سينشر (شوشيانت، المنقذ) الدين في العالم فكراً وقولاً وسلوكاً. فقد ورد في بعض المصادر والدراسات أن مسألة الإنتظار قضية مطروحة في الديانة البوذية (ففي الأعراف البوذية) كان هناك انتظار، والمنتظر هو بوذا الخامس. إن كل أمة من الأمم وشعب من الشعوب له معتقداته الخاصة وثقافته التي ورثها وأمله الذي ينتظره ليخلصه من محنه وآلامه.
جاء في كتاب أوبانيشاد. المقدمة صفحة 54 ما نصّه, حينما يمتلىء العالم بالظلم يظهر الشخص الكامل الذي يسمى (يترتنكر: المبشر) ليقضي على الفساد ويؤسس للعدل والطهر... سيُنجي كريشنا العالم حينما يظهر البراهميتون.
وجاء في كتاب ريك ودا، ماندالاي ص 4 و24:
يظهر ويشنو بين الناس.. يحمل بيده سيفاً كما الشهاب المذنب ويضع في اليد الأخرى خاتماً براقاً، حينما يظهر تكسف الشمس، ويخسف القمر وتهتز الأرض.
فجميع الأديان والملل والنحل كان لها منقذ مستقل أو مشترك سموه باسماء مختلفة منها:
آرثر، أودين، كالويبرك، ماركو كر اليويج، بوخص، بوريان بو روبهم و.... يعتقدون أنهم حينما يظهرون ينشرون العدالة في الأرض.
لقد عظُم هذا الإعتقاد عند اليهود عندما تاهوا في صحراء سيناء لأربعون عاما ، وفقدوا كل أمل لهم بالنجاة ، فوعدوهم كهنتهم ـــ الذين قادوهم الى هذا التيه ـــ بأن مخلصا ما سيرسله الرب لإنقاذهم من مهنتهم وإرشادهم الى طريق الخلاص ، وأعطوا الكهنة بعض المواصفات الدالة على شخصية هذا المخلص ، ومن بين تلك المواصفات ، بأنه سيكون من نسل داوود الملك ، وسيجعل هذا المخلص مدينة أورشليم عاصمة له ، وإن نفوذه سيكبر ليسيطر على كل العالم ويحكمه.....
وهكذا تأصل عند اليهود هذا الإعتقاد حتى صار جوهر إيديولوجيتهم في الحياة ، وأخذوا ينتظرونه بفارغ الصبر ، وأطلقوا على مخلصهم المنتظر هذا إسم المسايا المنتظر أو ( المسيح المنتظر او الملك المنتظر (.
إن ( مسيحهم المنتظر ) هذا , كان يتغير ويتقلب بين فترة وأخرى حسب الظروف التي كانوا يمرون بها . ولما كانوا يستعصون ويتمردون على أوامر الملوك الأشوريين في بابل ونينوى ويحدثون القلاقل والمشاكل في المنطقة ، عمد الملوك الأشوريون الى إخماد عصيانهم وتمردهم وترحيلهم من أورشليم الى عدة مدن من بلاد مابين النهرين ، وتم إسكان معظمهم في نينوى وبابل ، وهذا الأمر لم يُطبق على مدن وممالك اليهود فقط ، إنما كان يُطبق في كل مدن وممالك الإمبراطورية الآشورية دون إستثناء . وبعد ترحيل اليهود من مملكتهم ، عاشوا في موطنهم الجديد أكثر من سبعون سنة متواصلة ، الى أن تآمروا كهنتهم وأنبيائهم مع الملك كورش ملك المملكة الفارسية ، ليفتحوا أبواب بابل أمام جيوشه ، مقابل وعد منه لهم بإعادتهم الى مملكتهم في اورشليم وبناء أسوارها المهدمة وترميم هيكلها . وعندما نفذوا مؤامرتهم مع الملك كورش، ودخلت جيوش الفرس مدينة بابل ، سمح الملك كورش بعودة اليهود الى مملكتهم في فلسطين مكافأة لهم بفتح بوابات بابل لجيوش الفرس . عندها أشاع كهنتهم بأن الملك كورش هو ذلك ( الملك المنتظر ) الموعود لبني أسرائيل ، لأنه خلصهم من مهنتهم و ( عبوديتهم ) وحررهم ، وأنقذهم وأعادهم الى مملكتهم أورشليم بعد أكثر من سبعون سنة من الترحيل .
وما كاد اليهود يستقرون في مملكتهم ، وحتى قبل أن يعودوا الى حياتهم الطيبعية ، إكتشفوا عمق أكاذيب وأضاليل ودجل كهنتهم الذين خضعوا لهم دائما , وإكتشفوا معها أيضا بأن الملك كورش ليس هو ذلك الملك المنتظر كما وعدهم كهنتهم ، فلا هو بنى أورشليم وهيكلها ، ولا هو حررهم ، بل سلط عليهم نفس سوط الإحتلال الذي سلطه على كل شعوب مابين النهرين ، وجعل من اليهود وقودا في حروبه المستمرة مع الرومان الى أن تمكن الرومان في نهاية المطاف من إحتلال مملكة اليهود وإمعان التخريب فيها وفي كل فلسطين ليبدأ إضطهادا جديدا آخر على بني أسرائيل .. لسبب واحد فقط ، هو خيانة كهنتهم وأنبيائهم لهم مقابل حفنة من الذهب والفضة قبضوها من الملك كورش الفارسي ثمنا لخيانتهم ومؤامرتهم.
عقيدة الخطيئة والصلب :
ان عقيدة الصلب (المعروفة عند المسيحيين) مقرونة بفكرة الفداء والخطيئة الأولى وهي عقيدة وثنية محضه تمتد جذورها إلي مئات السنين قبل ميلاد المسيح عليه السلام ويمكن القول أنها واجبة لظهور المخلص والمنقذ للشعوب (للبشريّة ) حيث نجدها تتواتر عند البوذيين والمصريين وغيرهم .
البوذيون وعقيدة الخطية والصلب :
ان ما يروى عن البوذيين في أمر بوذا فهو أكثر انطباقاً على ما يرويه المسيحيين عن المسيح من جميع الوجوه ، فبوذا هو الطيب المخلص وهو الابن البكر الذي قدم نفسه ذبحية ليكفر آثام البشر ويجعلهم يرثون ملكوت السموات وقد كانت ولادته بسبب خلاص العالم من التعاسه . وقد بين ذلك كثير من علماء الغرب منهم : ( بيل ) في كتابه / تاريخ بوذا ، و ( هوك ) في رحلته ، و ( مولر ) في كتابه / تاريخ الآداب السنسكريتية . . . وغيرهم
راجع كتاب العقائد الوثنية في الديانة النصرانية صفحه 41 ، 43 .
المصريون القدماء وعقيدة الخطية والصلب :
كان المصريون القدماء _ يقدمون من البشر ذبيحة إرضاء للآلهة وقد تمكنت هذه العقيدة الشريرة من نفوسهم حتى صاروا يقدمون الابن البكر من احد العائلات الأتاتانية ، ذبحية يأخذونه إلي الهيكل في فستات في عالوس ويضعون على رأسه إكليلاً ثم يذبحونه قرباناً للآلهة كما تذبح الانعام .
ويعتقد المصريون القدماء أن ( أوزريس ) مخلص الناس من شرورهم وآثامهم وأنه يلاقي في سبيل هذا الاضطهاد والعذاب .
يقول العلامة مورى : يحترم المصريون ( أدسيريس ) ويعدونه أعظم مثال لتقديم النفس ذبيحة لينال الناس الحياة .
وقد كان الهنود الوثنيين يصفون ( كرشنة ) بالبطل الوديع الذي قدم نفسه ذبيحة للفداء للبشرية وأن هذا العمل لا يستطيع أحد أن يقوم به سواه . ( كتاب العقائد الوثنية في الديانة النصرانية صفحه 49 . )
فلم يكن يسوع الذي اعتقد المسيحيون بأنه ابن الإله الذي تجسد وقدم نفسه للموت على الصليب، افتداء الخطايا البشرية، لم يكن المسيح وحده هو الابن الوحيد اللإله الذي جاد بحياته من أجل البشر، بل هناك كثيرون أمثاله ممن ظهر في التاريخ، وفي مختلف الأمم والشعوب، حيث يوجد العديد ممن ألحقت بهم فكرة أنهم أبناء الإله تجسدوا وماتوا لأجل البشر.
يقول داون : إن تصور الخلاص بواسطة تقديم أحد الآلهة ذبيحة، فداء عن الخطيئة، قديم العهد جداً، عند الهنود الوثنيين وغيرهم.
وهذا عرض لعدد من هؤلاء المخلصين :
- [*=right] كرشنا :صلب في الهند نحو عام ( 1200/ق.م)، وهناك تشابه عجيب ـ يصل أحياناً كثيرة إلى حد التطابق التام ـ بين سيرته، ونهايته، وبين سيرة ونهاية المسيح عند المسيحيين.
[*=right] مثرا : ولد مثرا في يوم ( 25/12) في كهف، وصلب في بلاد الفرس، حوالي عام (600/ق.م)، وذلك تكفيراً عن خطايا وآثام البشر.
وكان له في بلاده شأن عظيم، وهو معبود الفداء، وهناك تشابه أيضاً بين سيرته وسيرة المسيح عند المسيحيين من عدة نواح، وهي :
- ولد مثرا عن عذارء.
- مجده الرعاة، وقدموا له الفواكه.
- تنطوي ديانته على عقيدة الكلمة، وعقيدة الثالوث.
- بوذا سيكا : صلب في الهند عام ( 600/ق.م)، ومن أسمائه: نور العالم، مخلص العالم، ينبوع الحياة.ويقولون عنه : إن بوذا سيكا قد أشفق على البشرية بسبب ما أصابهم من خطاياهم، فترك الفردوس، ونزل إلى الأرض، ليرفع عنهم خطاياهم، ويضع عنهم أوزارهم ، وكانت أمه تسمى العذراء القديسة، وملكة السماء.[*=right] كوجزا لكوت : صلب في المكسيك عام (587/ق.م)، وقد سجلت حادثة الصلب على صفائح معدنية، تصوره مرة مصلوباً فوق قمة جبل، ومرة أخرى تصوره مصلوباً في السماء، وتصوره مرة ثالثة مصلوباً بين لصين، وقد نفذت المسامير فيه إلى خشبة الصليب.
[*=right] برومثيوس : صلب في القوقاز عام (547/ق.م)، حيث جاد بنفسه في سبيل البشر.
وقد كانت أسطورة صلب برومثيوس، وقتله، ودفنه، ثم قيامته من بين الموتى، تمثل على مسارح أثينة في اليونان، تمثيلاً إيمائياً صامتاً، قبل المسيح بخمسة قرون. - كيرينوس : صلب في روما عام (506/ق.م)، وسيرته تشبه سيرة المسيح من النواحي التالية:- ولد من أم تنتمي إلى أسرة ملكانية ـ أي مقدسة.- حملت به أمه بلا دنس .- سعى الملك الطاغية في عصره (أموليوس) إلى الفتك به.- صلبه الأشرار من قومه.- عندما زهقت روحه غمرت الظلمة وجه الأرض .قام بعد موته من بين الموتى.[*=right] أندرا : عبد أهالي نيبال الوثنيون القدماء هذا الإله على أنه ابن للإله أيضاً، ويعتقدون أنه قد سفك دمه بالصلب، وثقب بالمسامير كي يخلص البشر من ذنوبهم.
[*=right] تيان : أحد المخلصين في الصين قديماً ، فهو قديس قد مات لأجل أن يخلص الناس من ذنوبهم ، وهو إله واحد مع الإله الأكبر منذ الأزل قبل كل شيء.
[*=right] أوسيريس : أحد آلهة المصريين القدماء ، ويعتبرونه مخلصاً للناس، حيث قدم نفسه ذبيحة لينال الناس الحياة، ثم إنه بعد موته قام من بين الأموات، وسيكون هو الديان في اليوم الآخر.
[*=right] هروس :عبده قديماً سكان آسية الصغرى ، وكان يدعى المخلص والفادي، وإله الحياة، والمولود الوحيد، وهو إنسان حكيم عمل العجائب، وقبض عليه جنود الكلدانيين، وسمروه على الصليب ، كي يزداد ألماً ، ثم قتلوه ، وقد مات لأجل خلاص شعبه.
الخاتمة
عندما سئُل الكاتب الايرلندي الشهير صموئيل بيكت من هو غودو في مسرحيته الشهيرة في انتظار غودو
أجاب : لو كنت أعلم من هو لكتبت ذلك في المسرحية .
وربما نعيش حياتنا اليوم في انتظار غودو والمشكلة الأكثر سوءً أننا لا نعلم من هو غودو ولا نعلم متى سيأتي أو ما سيفعل ولكننا ننتظر .... الجميع ينتظر .....
وهناك من ينتظر الجنة وآخر ينتظر عودة الشيوعية ... وهناك ... وهناك ...
الجزء الثالث قريبا
عقيدة المنقذ والمخلص عند المسلمين ؟؟؟
تعليق