رسالة وداع.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فطيمة عزوني
    أديب وكاتب
    • 20-12-2010
    • 254

    رسالة وداع.

    لا شئ يؤلم الروح"يعذبها" أكثر من فلذات الأكباد.أنين فقدهم مثل اللَّظَى تشوي تلك الطبقات الشفيفة في عمق الروح..قد تبدأ مثل هذه الحكايات المؤلمة عندما تصل المرأة إلى حد لا تستطيع فيه ابتلاع مر شريك الحياة.تماما مثل هذه الحكاية.
    "صابر"هوالثمرة الوحيدة من تلك العلاقة التي أقل ما توصف به أنها فاشلة...ككل أطفال المنفصلين كانت حياته جحيما وهو يتردد بين عالمين مختلفين ذهابا وإيابا.وكل واحدمنهما يحاول أن يبرئ ساحته من ذنب تيهه بينهما؛ ببذل الغالي والنفيس من اجله.لكنه غالبا ما كان يقضي وقته مع والدته في بيت جده بحكم سفر والده وزواجه من أخرى.شئ مابداخله كان يحرضه على الانتقام من والدته رغم حبه لها .بصمته الدائم ،بعناده وبتعمده سجن نفسه داخل غرفته بعيدا عنها.ربما كان يلومها في داخله أنها لو صبرتمثل كل الأمهات لكان أحسن حالاً....ربما.
    أما هي فقد روضتها سنين الطلاق على تقبل كل شئ ،حتى ولوكان نفور ابنها منها"إنه منطق المرأة عندما تتجرد الحياة من أي منطق...
    يكبر الطفل ،ويكبر الألم معه توأما داخل الروح لا يفارقها أبداً.
    وتكبر الهدايا بحجم كبر وخز الضمير عند من تسببوا فيحرمانه طعم الاستقرار.
    متى كان عساهميفهمون أنه لا يرغب في هداياهم.فسنه تجاوز بكثير مرحلة الإغراء المادي...كان يريد شيئا أكبر من ذلك "قربهم الممزوج بنكهة الحب" ذاك ما كان يريده.لكنه كان يجب أن يعترف أن هدية هذه المرة مغرية بالفعل..فالسيارة الرياضية الجميلة لم يكن لأحد من أقرانه ليحلم بها في ذاك السن.
    سيارة مركونة في المرأب ،تنتظر كل نهاية أسبوع إطلالة مالكها، ليغادر بها لوجهة غير معلومة مع أصدقاء كثر..ووالدة مركونة على هامش الحياة..لم يتبق لها من حلاوة الأمومة إلا اسما تنادى به....."ماما".
    حل الصيف بجنونه وجنون أيامه ،وغدر بحره وطرقاته...كان نزوله ذات يوم من بيت جده عاديا كنزول كل يوم...تجاهله لوالدته كتجاهل كي يوم...غير أن العودة كانت مختلفة ...عاد محمولا على الأكتاف بعد حادث سيارة مؤلم جدا في طريق عودته من شاطئ من شواطئ العاصمة.... البيت كله كان يعج بحزن رهيب ،بالكاد كانت والدته تقوى على التنقل بين الغرف بعد انتهاء مراسيم الدفن لقضاء حاجة ما، بعد فقدها كل ما كانت تملك..فوجئت برجل غريب يطلب مقابلتها ..صمت فترة ..كأنه لم يجد للموضوع الذي يرغب الحديث فيه خيط بداية..ثم بدأ يتكلم. أخبرها أن القدر وضعه في طريق ابنها لحظة احتضاره وأنه قبل أن يفارق الحياة أعطاه عنوان بيتها وطلب منه أن يذهب إليها طالبا منها السماح و المغفرة .انهار كل الصبر المتبقي فيها لحظتها ،وانهارك ل من هم حولها رأفة بها...لم تفكر لحظتها في زلاته ولا في احتمال عدم الصفح عنه وإنما في وحدته حتى عند موته..
    التعديل الأخير تم بواسطة فطيمة عزوني; الساعة 30-11-2014, 17:38.
    طالما أنك تعجز عن إدراك عقلي وتمارس علي الحظر كي لا أخترق عقلك ,فنحن خطان متوازيان لا يلتقيان ..هندسة العلوم لا تختلف عن هندسة الحياة......فطيمة
  • محمد الشرادي
    أديب وكاتب
    • 24-04-2013
    • 651

    #2
    أهلا اختي فاطمة
    عندما يبنى عش الزوجية على اسس واهية يتحول إلى وطيس شاخن يحرق بمشاكله اليومية كل من فيه.
    و تبقى الأم نهر الخلود ... نهر العطاء غير المنقطع ... بحر الصبر العميق.
    تحياتي على هذا النص المعبر.

    تعليق

    يعمل...
    X