[gdwl]قيم اجتماعية[/gdwl]
و لو تمعنا في الخاطرة مليا لوجدناها خاطرة مشرقة تشع بالأنوار ولا تصدر إلا عن عقل نيِّر و لا تحرر إلا بقلم خيِّر، ولمعرفة مدى صوابها انظروا إلى واقعنا المعيش ولا سيما منذ بداية التسعينيات، حتى لا أقول الثمانينيات، وما صرنا إليه من ضياع و سوء حال في جميع الميادين ماديا ومعنويا، ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا و حتى إسلاميا، لولا سوء اختيارنا للأدلاء (جمع دليل) ورضانا بالجهلاء بدلا عن العلماء و قبولنا بالبُلداء عوضا عن العقلاء، أفلا يمكن بعد هذا كله إلا أن نوافق الدكتور أحمد عروة رحمه الله تعالى فيما زعم ؟
كيف يعقل أن يُسَلِّم عاقل قيادة حياته لجاهل بيِّن الجهل ؟ و كيف يقبل أن يستسلم ذو الوعي لإمام ضال مائل ساهٍ لاهٍ واهٍ لا يهمه إلا بطنه و ما سفل [عنه]، لا يرفع رأسه إلى معالٍ و لا يخضع إلا لمتعالٍ ؟ ومفهوم الإمام هنا أوسع دائرة من مفهومه التقليدي المعروف المألوف.
هل ينقصنا العلماء أم هل يعوزنا الخبراء ؟ إن علماءنا وخبراءنا يصنعون المعجزات في دول العالم كله و في جميع الميادين، بل أحيانا يكونون هم أصحاب الحل و العقد في تخصصاتهم بينما نحن هنا نعيش الرداءة و نخضع للبلادة، ثم نروح نتساءل: ما بالنا لا تنطور ؟ أخبروني، بربكم، كيف يكون التطور ونحن في الجهالة نتكور ؟ ألا يصدق فينا قول القائل (أنا)(***):
فما رأيكم في خاطرة الدكتور أحمج عروة، رحمه الله، أما ما زعمت أنه شعر فلست أدري إن كان جديرا بالقراءة.
____________
(*)هذه المقالة من سلسلة مقالات "قيم اجتماعية" التي كنت أكتبها في جريدة "الفجر" الجزائرية عام 2001 ثلاث مرات في الأسبوع، ينظر العدد 201، ليوم الأحد 10 جوان 2001 الموافق 18 ربيع الأول 1422، و قد راجعتها اليوم و أدخلت ما ترونه بين [...] أو ما جاء تصحيحا لخطأ.
(**) ينظر نص الخاطرة بالفرنسية مع ترجمتي لها في الرابط التالي: من خواطر الطبيب الدكتور أحمد عروة، رحمه الله تعالى:"الجاهل يُتَّخذ دليلا"
(***) ينظر موضوعي هنا في الرابط التالي:سيادة الجاهل في زمن الجهل.
أيكون الجاهل دليلا ؟(*)
♦ للدكتور أحمد عروة (ت 1992)، رحمه الله تعالى، كتاب بالفرنسية جمع فيه خواطره تحت عنوان "Comme les fleurs de cactus" ما ترجمته "مثل نُوَّار الصّبّار" وحاولت ترجمة بعض تلك الخواطر النيرة لنفسي، و إنني سأطلعكم عليها من حين إلى آخر عسانا نفيد ونستفيد، و من تلك الخواطر المضيئة التي جادت بها قريحة الدكتور رحمه الله قوله:"إن مثل من اتخذ الجاهل دليلا كمن اتخذ [من] الظلمة قنيدلا فإنه يضله أبدا ولا يهديه سبيلا"، الخاطرة رقم 9.(**)و لو تمعنا في الخاطرة مليا لوجدناها خاطرة مشرقة تشع بالأنوار ولا تصدر إلا عن عقل نيِّر و لا تحرر إلا بقلم خيِّر، ولمعرفة مدى صوابها انظروا إلى واقعنا المعيش ولا سيما منذ بداية التسعينيات، حتى لا أقول الثمانينيات، وما صرنا إليه من ضياع و سوء حال في جميع الميادين ماديا ومعنويا، ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا و حتى إسلاميا، لولا سوء اختيارنا للأدلاء (جمع دليل) ورضانا بالجهلاء بدلا عن العلماء و قبولنا بالبُلداء عوضا عن العقلاء، أفلا يمكن بعد هذا كله إلا أن نوافق الدكتور أحمد عروة رحمه الله تعالى فيما زعم ؟
كيف يعقل أن يُسَلِّم عاقل قيادة حياته لجاهل بيِّن الجهل ؟ و كيف يقبل أن يستسلم ذو الوعي لإمام ضال مائل ساهٍ لاهٍ واهٍ لا يهمه إلا بطنه و ما سفل [عنه]، لا يرفع رأسه إلى معالٍ و لا يخضع إلا لمتعالٍ ؟ ومفهوم الإمام هنا أوسع دائرة من مفهومه التقليدي المعروف المألوف.
هل ينقصنا العلماء أم هل يعوزنا الخبراء ؟ إن علماءنا وخبراءنا يصنعون المعجزات في دول العالم كله و في جميع الميادين، بل أحيانا يكونون هم أصحاب الحل و العقد في تخصصاتهم بينما نحن هنا نعيش الرداءة و نخضع للبلادة، ثم نروح نتساءل: ما بالنا لا تنطور ؟ أخبروني، بربكم، كيف يكون التطور ونحن في الجهالة نتكور ؟ ألا يصدق فينا قول القائل (أنا)(***):
إدراك المعالي نريد بلا تعبٍ
و الجهد لمن رام السؤدد يُشترطُ
ذو السفاهة منَّا يسود بالنَّشب
والجهل عندنا بالعلوم يُختلطُ
يُختار البليدُ و يدنى ذوو النَّسب
والجهر بالحق ذنبٌ به نُعْتبطُ
و الجهد لمن رام السؤدد يُشترطُ
ذو السفاهة منَّا يسود بالنَّشب
والجهل عندنا بالعلوم يُختلطُ
يُختار البليدُ و يدنى ذوو النَّسب
والجهر بالحق ذنبٌ به نُعْتبطُ
فما رأيكم في خاطرة الدكتور أحمج عروة، رحمه الله، أما ما زعمت أنه شعر فلست أدري إن كان جديرا بالقراءة.
____________
(*)هذه المقالة من سلسلة مقالات "قيم اجتماعية" التي كنت أكتبها في جريدة "الفجر" الجزائرية عام 2001 ثلاث مرات في الأسبوع، ينظر العدد 201، ليوم الأحد 10 جوان 2001 الموافق 18 ربيع الأول 1422، و قد راجعتها اليوم و أدخلت ما ترونه بين [...] أو ما جاء تصحيحا لخطأ.
(**) ينظر نص الخاطرة بالفرنسية مع ترجمتي لها في الرابط التالي: من خواطر الطبيب الدكتور أحمد عروة، رحمه الله تعالى:"الجاهل يُتَّخذ دليلا"
(***) ينظر موضوعي هنا في الرابط التالي:سيادة الجاهل في زمن الجهل.