إلى امرأة مجهولة كالريح ( ديلبر )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عامر عثمان
    إيفان عثمان
    • 29-05-2009
    • 387

    إلى امرأة مجهولة كالريح ( ديلبر )

    إلى امرأةٍ مجهولةٍ كالريحِ ( ديلبر )
    عامر عثمان

    دعيني ...
    ألملمُ بعضي من بين مدنِ الريح
    من بين بذور الغيم
    ومن بين الأضواءِ المُراقَةِ على الجُدرانِ
    أحبّيني ...
    لأُعلِنَ ميلادي
    فأنا لمْ أولدْ بَعد
    أحبّيني ...
    كي أرتّبَ خيوطَ الشمس ِ
    على شَعرِكِ قنَادِيلاً ...
    في هذا العامِ ...
    سأزيّن شجرة الميلاد
    بقَلبي وأحلامي المُشتَعلة
    سنُشعِلُها سَويّاً
    في هذا العامِ
    لن أرضى أن أكونَ عابراً كسحَابةٍ هَشَّةٍ
    فلا تكوني فَظَّةً كامتداد الصحراءِ
    لا تكوني وميضاً تاه في ليلٍ ضبَابيٍّ
    بل كوني كفضولِ النهارِ يتربَّصُ بالليلِ
    دونك ...
    ليسَ للنساءِ تاريخٌ
    فأنتِ كلُّ نساءُ الدنيا
    وأولى الملكاتِ وآخرِها
    في قلبي مملكةٌ ...
    وأنتِ صاحبةُ الجلالةِ
    لأجلكِ ...
    سأروّضُ الغيمَ
    وأجمعُ البركَ من غفوةِ الريحِ
    لأزيّنَ قلبَكِ البللوريّ
    لأجلكِ ...
    سأصافِحُ الريحَ
    وأدسُّ لكِ في معطَفهِ الهُلاميِّ
    كلَّ أنفاس القرنفلِ والنرجسِ
    لأجلكِ ...
    سأبدِعُ أبجديةً خرافيّةً
    لا يفقهها الآدميون
    فلم تعدْ تعنيني كلُّ المعاجمِ
    أو الكلمات المألوفةِ
    ولا عباراتُ الغزلِ الاعتيادية
    لم تعدْ تعنيني الصباحات ...
    إذا لم تكوني نورها ...
    لم تعدْ تعنيني اللحظاتُ الجميلةُ
    إذا لم تكوني بهجتَها
    عندما تسرحُ الشمسُ عن الدنيا
    فأنتِ لها النور
    وعندما لا تكونين
    يسطو الظلامُ حيثُ أكون
    عندما لا تكونين لا تكون الفصول
    وأظلُّ أشلاءَ إنسانٍ
    في عينَيكِ يغفو الليلُ الطائِشُ
    وبينَ جدائلك تتوه أسرابُ الحجلِ
    وعلى ساحةِ كفّك البيضاء
    أرتّبُ أصابعي المرتبكة
    وكلّ أمنياتي الفضفاضة
    على صدى صوتك ...
    يهدأُ النهارُ من اللهاثِ
    عندما تنطقين اسمي
    يجري مهرجانٌ من الظباءِ
    وتسكبُ السنونو
    فصولَ المطرِ في كفّي
    والأجراسُ تتدلى من أقراطِ الغيمِ
    ويتباهى الضوءُ بخلخالهِ المَهيبِ
    وتنبتُ على صدى صَوتك حباتُ الكرزِ
    سأقشِّرُ الأفقَ ...
    كي ألغيَ كلَّ الجهاتِ
    فكلُّ دروبي تؤدي إليكِ
    لا تبحثي عنّي ...
    بينَ أسرابِ الفرَاشِ في رحلَة النُّورِ
    لا تبحثي عنّي
    خلفَ الأمكنةِ المبَاحةِ للصدى
    لا تبحثي عنّي
    حيثُ الليل المرقّعُ بالضوءِ
    فأنا سأكونُ حيثُ أنفاس الغيم ِ
    سأكونُ حيثُ ينبتُ المَطرُ
    سأكونُ المطرَ
    سأكونُ حيثُ تكونين ...
    وأنسابُ عليكِ ...
    من كلِّ الجهَاتِ ...
    شتاء 2014 م
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2
    .
    .

    رومانسية نزارية الهوى
    زينتها سحب العاطفة ومشاعل البهجة

    وكان الغزل على دينه
    يسر المارين

    لي عودة

    واحترامي للشاعر

    تعليق

    • أحمد العمودي
      شاعر
      • 19-03-2011
      • 175

      #3
      يااااه
      قسما بربي كنت سأبدأ تعليقي بالتنويه إلى أن القصيدة (نزاريّة) الهوى بشكل ملفت..
      فوجدت أن آمال سبقتني، ولو كان غيرها لاندهشتُ.


      ولا عجب ف ذلك.. فنزار كان "ظاهرة شعرية" وليس مجرد شاعر.
      غير أن التأثر هنا كان في عمومية النص.. إذ أن الشاعر خلق تفاصيله الخاصة ونحت
      مشاعره في صور خلّاقة وكان موفقا كثيرا.. وأمتعتنا أكثر.


      كلما قرأت قصيدة وجدانية رومانسية عميقة كهذه.. تصافحك أحاسيسها بكل هدوء
      وتجلي بلا فبركة لغوية.. شعرت بطمأنينة كون الشعر لدينا لازال يقول بما نشعر.. فنأتنس به.



      تحياتي القلبية أخي عامر عثمان
      " أهذا آخر المكتوب خلف نشيج أسفاري!
      فيا لفداحة الأنهارِ
      والأشعار لم تأتي بظلِّ النارِ..
      بل قلبي الذي يَسْتَهْطِلُ الحطبَ
      "


      أنا..


      تعليق

      • عامر عثمان
        إيفان عثمان
        • 29-05-2009
        • 387

        #4
        الأخت آمال
        شكراً على القراءة الأنيقة
        دمت بخير

        تعليق

        • عامر عثمان
          إيفان عثمان
          • 29-05-2009
          • 387

          #5
          الاستاذ أحمد
          شكرا على المرور الجميل
          دائما نكتب ما نحس به

          تعليق

          يعمل...
          X