مقدمة ابن عواطف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أكمل سامي حامد
    أديب بدار الكتب المصرية
    • 21-10-2012
    • 515

    مقدمة ابن عواطف

    مقدمة ابن عواطف

    دوماً يصفني من كان بيني و بينه تعاملات بأنني سطحياً ثم يبتسم لا اخفيكم سراً كنت أفرح كثيراً بأنني حصلت على هذه المكانة فكثير من اصدقائي لم يصل حتى الى درجة مغفل أو حتى غبي ... أعتقد ان سطحياً هذه تعني أنني أحاول ... يبدو ان دراستي الجامعية أثمرت عن شيء .
    لم اكن أرغب في أن اتولى القيادة و الناس في حارتنا أقحموني في ذلك خاصة ان أكثر منصب حصل عليه انسان بينهم هي " بلطجي " و يوجد شخص آخر كان سينتمي الى مصلحة النقل لكنه فضل أن يمتهن سرقة الموظفين مستغلاً أنه مبدع في هذا التخصص و يشيدون بــــــــــــي دوماً خاصة في المحافل الرسمية للحارة و اجتماعهم شبه اليومي في " الغرزة " يحتســـــــون شيئاً يشبه الخمر لكنه لا يرقى اليه و يدخنون ما يطلقون عليه " حشيشاً " و الحقيقة أنه ليس كــــذلك فهي خليط من الأعشاب به قليل من النبته المحرمة و مضافاً الى ذلك زيوت عطرية ..
    و تم اختياري لأكون المسئول رسمياً عن شئون الحارة و المفوض الأساسي في التعامل مع مندوبين الحارات الأخرى و المستلم الوحيد للمبالغ التي يدفعها الخاسر في مباريات الكرة عن شهر رمضان و العضو الدائم في مناسبات الحارة و لي الحق في دعوة من أشاء من خارج الحارة و يستثنونني من مسألة إحضار " إناث سيئات السمعة " الى غرفتي ... و هذا لم يحدث من قبل فكل من قام باصطياد أنثى تم فضحه علناً بعد قهر العروس و جعلها تكره ممارسة الرذيلة فلا يمكن أن تقوم بمثل هذه الفعلة بعد ان تعاملت مع عشرين رجلاً لا تقل حقارة الشخص منهم عن حقارة كلب . و هي الطريقة الوحيد للتوبة و العودة عن طريق الدعارة
    ففكرت ملياً و صممت على وضع قانون جديد للحارة لحل مشكلات لم يستطع احدهم حلها من قبل فقررت ألا أذهب الى العمل و قدمت استقالتي و قمت بترشيح أفضل من رأيت في حارتنا لشغل منصب المشرف الأول عن مكتب المدير و مقدم القهوة الرئيسي في المصلحة ... و كنت قد حصلت على هذا المنصب مؤخراً بزيادة خمسة عشر جنيهاً الى راتبي و أصبحت الوحيد في الحارة الذي يبحثون عنه ليحصل على راتب فمن يحصل مثلي على خمس من المئات الجديدة ... لكني فضلت البقاء في البيت لوضع القانون على أن أحصل على نصف راتبي ممن قمت بتعيينه بدلاً عني ..
    دوماً كنت أقرأ عن مقدمة بن خلدون و فكرت في وضع مقدمة خاصـــة بالعصر الحديث و تم تفصيلها خصيصا لحارتنا و قمت بتسميتها " مقدمة ابن عواطف " و وضعت فيها بنود للحارة الفاضلة كما يلي :
    - تعديل ما يأخذه " البلطجي " ممـــــن تم " تثبيته " 10 % من المبلغ المتوفر معه عند " التثبيت " و لا يتم التعدي على الأنثى المرافقة إلا إذا كانت لعوب . على ألا يتم التثبيت قبل الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .
    - و ممنوع دخول الحكومة الى الحارة فهم لهم دولتهم و لنا نحن الفقــــر و الضياع .. ثم اين هي الحكومة من مشاكلنا و فقرنا ؟ إنها حتى لا تقدم الخدمات الرئيسية
    - تم تخصيص يوم للراحة من كل اعمال النصب و الدعارة و الفجور و منعت فيه تدخين المخدرات و القمامة لعل ذلك يوضع في ميزان حسناتي .
    - عندما تصطحب لعوباً من خارج الحارة لابد من الكشف عليها في غرفتي الخاصة أما اذا كانت من داخل الحارة فلا مانع من ذلك فليس فيها امرأة واحدة تشبه حتى " عائشة الكيلاني "
    - حددت طريقة التقاتـــــــــل بين الشباب بألا يتم قتل المخطئ و انما ضربه مبرحاً و توضع علامة خاصة على جبهته و يقوم بوضعه فوق حماراً هزيلاً و تركه يومين بدون مخدرات و هكذا نحقن دمائنا .
    - و قمت على وضع قوانين أخرى لتحسين أداء فريق الكرة و مبادئ الدفاع عن النفس و طرق اخفاء المخدرات و تجنب الحكومة دون التقاتل مع الشرطة .
    - لابد من التفكير في تحسين دخل الحارة بأعمال مشروعة فلنتخصص في احياء الحفلات و تأمين الراقصات و " البلطجية " ... الخ
    - ممنوع التصويت على ترشيح أي انسان للرئاسة و من يتم ضبطه لديه بطاقة انتخابيـــــــة سيتم وضعه فوق الحمار و منعه من شراء الخبز و " تثبيته " ليلا و صباحاً .
    عندما عرضت المقدمة على حارتنا في احتفال كبير قمنا بذبح بقرة تم سرقتها خصيصاً لهــــــــــــذا الحدث حملوني فوق الأعناق و قام أحدهم بإبداء رغبته لترشيحي و استبدال " مرســـــــــــي " لكني فضلت البقاء لشرح المقدمة و طبعها و توزيعها و ترسيخ معانيها
    و بعد مرور عامين على المقدمة تفاجأت باتصال هاتفي من جامعة عين شمس لمناقشة المقدمة و ترسيخ معانيها و خروجها من اطار النطاق الداخلي و استقطاب دول أخرى للمشاركة في المقدمة و طرحها اقتصادياً بعد أن ثبت فشلها اجتماعياً .
    و عند القائي كلمتي المشهورة و كان حضوراً غفيراً ذكرت بأننا لسنا أفاقين اننا فقط خرجنا بفقرنا و لفتنا النظر ... و ان اهم شيء درسته المقدمه هو أطفالنا رجال المستقبل و كيف أن ترسيخ المقدمة في عقولهم أثمر عن نتائج غير مسبوقة فانك تجد الطفل المنتمي الى المقدمة يختلف كثيراً عن غيره من حيث الوزن و السطحية .
    25/12/2014 م
    https://www.youtube.com/channel/UC-C..._as=subscriber
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #2
    اقترح أن ترشح نفسك في الانتخابات القادمة أستاذ أكمل
    ربما تستطيع بمقدمتك أن تنجح فيما فشل فيه غيرك

    كل عام و أنت و أسرتك بخير و سنة سعيدة عليك ان شاء الله
    تحياتي و تقديري

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      وهل تعتقد يا أكمل أن كلمة سطحي مذمة أو شيئا سلبيا ؟
      بالعكس كن سعيد بها وبهذا الوصف لحالتك .
      سطحي تعني أنك على السطح " توجيهة " الصندوق
      يختار البائع أحسن خضاره من بندورة وخيار
      وكوسا ويعرضها على السطح لتجلب الزبائن .
      سوف تفوز في الإنتخابات كما قالت منار ، فأنت
      سطحي مرشح يتسابق عليه سماسرة الإنتخابات .
      توكّل على الله ولا تنسى أن عواطف" ي " معك !
      تحياتي
      فوزي بيترو

      تعليق

      • أكمل سامي حامد
        أديب بدار الكتب المصرية
        • 21-10-2012
        • 515

        #4
        طبعاً ما كتبته لا يمت بصلة لواقعي فلست من حارة بل عشت في الرياض طوال عمري و لم اتعاطى مع بلطجية ... أحسست أن النقد يمس شخصيتي ... بل بالعكس أنا أفهم معنى أن يكون الانسان سطحياً و ليس في الموضوع كوسا أو بندورة ... رغم اني سعيد جداً بحضوركما و كنت أنتظركما و لم أتضايق أبداً لكن وجب التنبيه ...... تحياتي الى القدير أ/ فوزي و للمبدعة الأخت منار و على فكرة عواطف ليست أمي
        التعديل الأخير تم بواسطة أكمل سامي حامد; الساعة 27-12-2014, 13:42.
        https://www.youtube.com/channel/UC-C..._as=subscriber

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          لا مساس لشخصكم الكريم أخي أكمل ، وهذا أمر متفّق عليه ولا فصال فيه .
          في الساخر هناك شعرة بين الجد والهزار نحاول أن لا نقطعها . إن نجحنا نفوز بحسنة
          وإن فشلنا نربح نصفها .
          تحياتي

          فوزي بيترو

          تعليق

          • أكمل سامي حامد
            أديب بدار الكتب المصرية
            • 21-10-2012
            • 515

            #6
            لا عليك أخي الأديب الأستاذ فوزي ... و ما يسعدني دوماً هو مرورك على أعمالي ... و لقد فهمتك
            https://www.youtube.com/channel/UC-C..._as=subscriber

            تعليق

            • أسد العسلي
              عضو الملتقى
              • 28-04-2011
              • 1662

              #7
              نص ساخر بإمتياز جاء من قلب الحدث و البيئة المعاشة
              نراك بخير أديبنا الراقي
              تحيتي و تقديري
              ليت أمي ربوة و أبي جبل
              و أنا طفلهما تلة أو حجر
              من كلمات المبدع
              المختار محمد الدرعي




              تعليق

              يعمل...
              X