جلدُ ثور أسود / محمد فطومي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    جلدُ ثور أسود / محمد فطومي

    سكّان تلك الجزيرة عشيرة كبيرة واحدة تتوارث التّعاليم و التّقاليد جيلا بعد جيل.
    لا أحد يملك في الجزيرة قشّة واحدة، الجميع يعمل من أجل الجميع، يدير شؤون العائلة شيخ صالح ذو دراية و حفظ و حكمة، يساعده في ذلك نزر من العقلاء و المحنّكين و المهرة.
    يقتسم أهل القرية الخير كلّ حسب ما أحضر. يعيشون على صيد السمك و الزّراعة و ما يدرّه عليهم الغنم من نعمة.
    و كان لديهم ثور أسود عظيم، مات أبواه فنشأ بينهم كأحد منهم. كبيرا و صغيرا كانوا يتبرّكون به و يتعهّدونه بالرّعاية و الطعام، حتّى حلّ بهم موسم أمسك فيه البحر أسماكه و الأرضُ خيراتها. إن هي إلاّ أسابيع ثلاث حتّى أتوا على المؤونة كلّها.
    دبّ فيهم الرّعب و هم يراقبون الجوع و المرض يلوّحان لهم بفناء جماعيّ محتوم.
    أشار عليهم راعي المواشي بذبح الثّور الأسود، فقتلوه. ذاك أنّهم منهيّون عن إلحاق الأذى بالجسم المقدّس و لو بخاطرة عابرة. لكن مع استفحال الهوان و الجوع بهم قرّروا أن يُطعَموه. قالوا: الصّواب فيما قاله الرّاعي، لعلّنا إذا طعمناه اقتربنا بلحمه من آخر أيّام النّحس، فيدنو رزقنا، و يتيسّر قوتنا من بعد احتباس و كدّ. و حتّى يجانبوا الإثم اتّفقوا على أن يعهدوا بذبح الثّور إلى غريب عن الجزيرة. جهزّ رجال أشدّاء قاربا و أبحروا لإحضار الغريب. قصدوا جزيرة مجاورة.
    لدى وصولهم وجدوا ضالّتهم. اشترط الرّجل أن يتقاضى جلد الثّور مقابل عمله سيرا على خطى أجداده. احتار الوفد. تجادلوا فيما بينهم ساعة. فتعاليمهم تحرّم البتّة خروج مثقال حصاة من الجزيرة. في النّهاية وافقوا مكرهين. أعطوا الرّجل الأمان بشرفهم و شرف عشيرتهم أمام قومه ثمّ انطلقوا عائدين.
    ذبح الغريب الثّور. طوى الجلد. حفظه في متاعه ثمّ رحل بعد أن قاموا معه بواجب الضّيافة.
    انقشعت الغمامة التي كانت تغشى عيون أهل الجزيرة بعد أن استلّ الجوع براثنه من لحمهم، عندها وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام عار مبين. و كان من عادتهم تدوين كلّ حدث جلل يمرّ بهم. قبل أن يسطروا حرفا واحدا في كتاب الجزيرة نزعوا إلى التّريّث حتّى يتدبّروا شأنهم.
    حول نار أمام دار الشّيخ تجمّع كبار القرية ليتباحثوا أمر خروج الجلد من الجزيرة. في الأخير اهتدوا إلى منفذ ينقذون به ما ظلّ متماثلا للإنقاذ من سوأتهم.
    مع بزوغ شمس اليوم الموالي كان على نسوة القرية قصّ شعورهنّ و تكديسها في ركن بالديوان القرويّ. عند هبوط الليل أحرق الشّعر سرّا.
    دُوّن الحدث في كتاب الجزيرة. تلا الكاتب النصّ في نسخته الأخيرة على الشّيخ و خاصّته في خلوة.. قرأ:
    " حلّ بالقرية سخط الكون بأسره فأحاط بالناس جوع مروّع لم يروا له مثيلا، عطفا بهم ذبحت الآلهة ثورهم الأسود و أمرت بحرق الجلد. جُمّع رماد الجلد و حُفظ في قنينة، فهي في رفّ ببيت الضّيافة."
    أنصت الشّيخ باهتمام كبير إلى الكاتب و هو يتلو وثيقة التطهّر. أومأ برأسه إيجابا ثمّ قال بنبرة رضًى:
    - أقيموا حفلا بهيجا غدا في ساحة القرية..يحقّ لنا أن نفخر لأنّنا لم نخذل أبناءنا..
    أطلق زفرة ارتياح ثمّ أضاف :
    - كنت على ثقة بأنّ رجالنا المخلصين سيعطفون بالمصيبة نحو رواية يمكن أن تحدث..
    ***

    محمد فطومي

    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    كأنك قد سلخت المبدع المحنك
    ألقيت بجلده خارج اللعبة
    لكي يشهده الصغار قبل الكبار
    و يدركوا مغزى السلخ
    و لم كان عليه أن يفعل قبل أن يطلي بناءه و بيانه بتلك اللغة
    الحكائية دون أن يتنازعه أمران
    ما كان و ما سيكون
    و الاختيار قد يتوافق و المسرودة لتتبوأ مقعدها كما لو أنها قطعة حكائية لمؤرخ ما في زمن ما .. ربما كان زمن الوثن
    قبل انقسام آلهة الأرض أو بعدها في الطوفان على حسب ما قالت الألواح و النقوش !
    الجلد كان الحكاية
    و الحكاية على ضمير لا يتخذ من صحيح الفعل بيوتا
    و مما يعرشون
    هكذا كان البيان الذي انضوت تحت كلماته أمة ما
    و هكذا يتجلي الخيال فيصنع الخرافة أو المعجزة !

    كنت أتمنى ألا تتخل عن محمد فطومي المبدع القاص
    في رسم البناء و تحميل اللغة مجازها كما رأينا فيها من جمال شدنا و أقعد حيلتنا و كم اتسعت دهشتنا بين يديه و على منحدرات حنينه للقرب و التواصل

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • محمد سليم
      سـ(كاتب)ـاخر
      • 19-05-2007
      • 2775

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
      سكّان تلك الجزيرة عشيرة كبيرة واحدة تتوارث التّعاليم و التّقاليد جيلا بعد جيل.
      لا أحد يملك في الجزيرة قشّة واحدة، الجميع يعمل من أجل الجميع، يدير شؤون العائلة شيخ صالح ذو دراية و حفظ و حكمة، يساعده في ذلك نزر من العقلاء و المحنّكين و المهرة.
      يقتسم أهل القرية الخير كلّ حسب ما أحضر. يعيشون على صيد السمك و الزّراعة و ما يدرّه عليهم الغنم من نعمة.
      و كان لديهم ثور أسود عظيم، مات أبواه فنشأ بينهم كأحد منهم. كبيرا و صغيرا كانوا يتبرّكون به و يتعهّدونه بالرّعاية و الطعام، حتّى حلّ بهم موسم أمسك فيه البحر أسماكه و الأرضُ خيراتها. إن هي إلاّ أسابيع ثلاث حتّى أتوا على المؤونة كلّها.
      دبّ فيهم الرّعب و هم يراقبون الجوع و المرض يلوّحان لهم بفناء جماعيّ محتوم.
      أشار عليهم راعي المواشي بذبح الثّور الأسود، فقتلوه. ذاك أنّهم منهيّون عن إلحاق الأذى بالجسم المقدّس و لو بخاطرة عابرة. لكن مع استفحال الهوان و الجوع بهم قرّروا أن يُطعَموه. قالوا: الصّواب فيما قاله الرّاعي، لعلّنا إذا طعمناه اقتربنا بلحمه من آخر أيّام النّحس، فيدنو رزقنا، و يتيسّر قوتنا من بعد احتباس و كدّ. و حتّى يجانبوا الإثم اتّفقوا على أن يعهدوا بذبح الثّور إلى غريب عن الجزيرة. جهزّ رجال أشدّاء قاربا و أبحروا لإحضار الغريب. قصدوا جزيرة مجاورة.
      لدى وصولهم وجدوا ضالّتهم. اشترط الرّجل أن يتقاضى جلد الثّور مقابل عمله سيرا على خطى أجداده. احتار الوفد. تجادلوا فيما بينهم ساعة. فتعاليمهم تحرّم البتّة خروج مثقال حصاة من الجزيرة. في النّهاية وافقوا مكرهين. أعطوا الرّجل الأمان بشرفهم و شرف عشيرتهم أمام قومه ثمّ انطلقوا عائدين.
      ذبح الغريب الثّور. طوى الجلد. حفظه في متاعه ثمّ رحل بعد أن قاموا معه بواجب الضّيافة.
      انقشعت الغمامة التي كانت تغشى عيون أهل الجزيرة بعد أن استلّ الجوع براثنه من لحمهم، عندها وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام عار مبين. و كان من عادتهم تدوين كلّ حدث جلل يمرّ بهم. قبل أن يسطروا حرفا واحدا في كتاب الجزيرة نزعوا إلى التّريّث حتّى يتدبّروا شأنهم.
      حول نار أمام دار الشّيخ تجمّع كبار القرية ليتباحثوا أمر خروج الجلد من الجزيرة. في الأخير اهتدوا إلى منفذ ينقذون به ما ظلّ متماثلا للإنقاذ من سوأتهم.
      مع بزوغ شمس اليوم الموالي كان على نسوة القرية قصّ شعورهنّ و تكديسها في ركن بالديوان القرويّ. عند هبوط الليل أحرق الشّعر سرّا.
      دُوّن الحدث في كتاب الجزيرة. تلا الكاتب النصّ في نسخته الأخيرة على الشّيخ و خاصّته في خلوة.. قرأ:
      " حلّ بالقرية سخط الكون بأسره فأحاط بالناس جوع مروّع لم يروا له مثيلا، عطفا بهم ذبحت الآلهة ثورهم الأسود و أمرت بحرق الجلد. جُمّع رماد الجلد و حُفظ في قنينة، فهي في رفّ ببيت الضّيافة."
      أنصت الشّيخ باهتمام كبير إلى الكاتب و هو يتلو وثيقة التطهّر. أومأ برأسه إيجابا ثمّ قال بنبرة رضًى:
      - أقيموا حفلا بهيجا غدا في ساحة القرية..يحقّ لنا أن نفخر لأنّنا لم نخذل أبناءنا..
      أطلق زفرة ارتياح ثمّ أضاف :
      - كنت على ثقة بأنّ رجالنا المخلصين سيعطفون بالمصيبة نحو رواية يمكن أن تحدث..
      ***

      محمد فطومي

      حقا أنك لأديب مبدع ...جعلتنا ونحن نقرأ لك وكأن على رؤوسنا الطير ..حتى أني كتمت أنفاسي بيدى وتخيلت نفسي مع " القطيع "المنهى عن إلحاق الأذى بالجسم المقدس ..وقد أفترشتُ الأرض مع القبيلة ونحن نتخاطف " لحمه " من شدة الجوع ...وبعد..ما هُم فيه من شبع وجوع ..همّ القوم لكتابة وثيقة التطهّر بنفاق وكذب على الناس وعلى أنفسهم ..ومازالت القنينة " بالتراب المقدس " جاثمة على صدور أهل القرية ......ألخ وألخ ....
      صدقا وحقا من أمتع ما قرأت إذ تعالج مشكلة بحرفية رائعة وبتشويق حد الرعب القاتل ....و
      أظنُ ؛ أن مجتمعاتنا العربية قد وصلت لحد البحث في ماهية التراب المقدس المحفوظ على أرفف مقدسة ؟..
      تحياتي ...
      بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        أديبنا الكبير ربيع، سلامي الحارّ.
        ليس لديك فكرة كم سرّني حضورك، لقد وقفت على كلامك طويلا، و فهمتُ المقصد.
        هو ليس اختيارا من جهتي أو تبديل وجهة أو شيئا من هذا القبيل، هي حيلة ، كغيرها، ارتأيتُ أنّها الأفضل لعرض الفكرة. تدري سيّدي أنّ الأفكار هي التي تفرض المَخرج الفنّي، و على القاصّ إن كان حقّا من الذين لا يصنعون النّصوص غصبا عنها، أن ينتبهوا إلى نداء الفكرة. و هذا ينسحب على نوعيّة العمل كما على الأسلوب، فكما أزعم أنّ الفكرة قد فرضت عليّ هذا الّلون من الإخراج، بإمكان فكرة أخرى أن تفرض خروجها في شكل مسرحيّة أو قصّة قصيرة جدّا أو رسالة أدبيّة... في هذه الحالة سيكون من العار على القاصّ أن يُرغمها على أن تلبس ثوب القصّة التي عُرف بها ( أو لنقل نجح بها)...و هذا بحدّ ذاتها مبحث أدبيّ على غاية من الأهمّيّة، أتمنّى أن تتاح الفرص أمامنا لنتعمّق فيه من خلال أمثلة قادمة.
        محبّتي لك أستاذنا العزيز.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          لن أجادل مع كل هذا الامتنان لعودتك .. بل يكفي أن أقول لنفسي : هكذا يكون الرجال حين يقررون البناء
          و هكذا نصطدم يا أنتِ بكثير من الحكايا و المواقف و المشابهات ، و كم أحببت و كم عزفت تحت وقع الارادة التي تحملين القليل منها لتقرري ما تشائين و لو كان عين الخطأ !

          أهلا بك محمد كاتبي القريب الحبيب !

          كل الحب
          sigpic

          تعليق

          • محمد فطومي
            رئيس ملتقى فرعي
            • 05-06-2010
            • 2433

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
            حقا أنك لأديب مبدع ...جعلتنا ونحن نقرأ لك وكأن على رؤوسنا الطير ..حتى أني كتمت أنفاسي بيدى وتخيلت نفسي مع " القطيع "المنهى عن إلحاق الأذى بالجسم المقدس ..وقد أفترشتُ الأرض مع القبيلة ونحن نتخاطف " لحمه " من شدة الجوع ...وبعد..ما هُم فيه من شبع وجوع ..همّ القوم لكتابة وثيقة التطهّر بنفاق وكذب على الناس وعلى أنفسهم ..ومازالت القنينة " بالتراب المقدس " جاثمة على صدور أهل القرية ......ألخ وألخ ....
            صدقا وحقا من أمتع ما قرأت إذ تعالج مشكلة بحرفية رائعة وبتشويق حد الرعب القاتل ....و
            أظنُ ؛ أن مجتمعاتنا العربية قد وصلت لحد البحث في ماهية التراب المقدس المحفوظ على أرفف مقدسة ؟..
            تحياتي ...
            محمد سليم الجميل،

            نعم هناك مأساة جهل ، و هناك وعي بها لكن عوض أن نصلحها بالعلم نعفّرها بالرّماد و نتبادل ذرّ الرّماد على عيوننا كي لا نراها.
            يقظ جدّا و قناص كعادتك صديقي.
            مدوّنة

            فلكُ القصّة القصيرة

            تعليق

            • محمد فطومي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 05-06-2010
              • 2433

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              لن أجادل مع كل هذا الامتنان لعودتك .. بل يكفي أن أقول لنفسي : هكذا يكون الرجال حين يقررون البناء
              و هكذا نصطدم يا أنتِ بكثير من الحكايا و المواقف و المشابهات ، و كم أحببت و كم عزفت تحت وقع الارادة التي تحملين القليل منها لتقرري ما تشائين و لو كان عين الخطأ !

              أهلا بك محمد كاتبي القريب الحبيب !

              كل الحب
              بل ليتنا نتجادل سيّدي، لنسمع ما نقول قبل أن ردود الآخرين..نحن بحاجة حقّا لنقف على العديد من المسائل التي تهّم أدب القصّة العربيّة.. و نحن بخير أستاذنا ما دمنا نراوح بين الأساليب..هكذا أرى الأمور..
              مودّتي أستاذي الحبيب.
              مدوّنة

              فلكُ القصّة القصيرة

              تعليق

              • صبيحة شبر
                أديبة وكاتبة
                • 24-06-2007
                • 361

                #8
                قصة رمزية تبين ما آلت اليه امتنا من التضحية بالمقدس وافتعال الأكاذيب وتصديقها
                جهل يتبعه ضياع ، وكذب يودي الى ضلالة
                تحية لقلمك

                تعليق

                • محمود عودة
                  أديب وكاتب
                  • 04-12-2013
                  • 398

                  #9
                  نص رائع بإسلوب سردي مشوق ولغة متقنة لكاتب مبدع راقتني القصة كثيرا لما فيها من إسقاط رائع على ما يدور في ساحتنا العربية من تزييف للحقائق والظهور بمظاهر مخادعة والأنتصارات المزيفة والكل يعلم هذا الهراء ولكنه يتباهى به بين الأمم ولكنهم نسوا أو تناسوا أنهم فقط يشوهون تاريخم بوثائقهم المغايرة للحقيقة والشعوب الأخرى لا يخفى عليها شيء

                  تعليق

                  • محمد فطومي
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 05-06-2010
                    • 2433

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
                    نص رائع بإسلوب سردي مشوق ولغة متقنة لكاتب مبدع راقتني القصة كثيرا لما فيها من إسقاط رائع على ما يدور في ساحتنا العربية من تزييف للحقائق والظهور بمظاهر مخادعة والأنتصارات المزيفة والكل يعلم هذا الهراء ولكنه يتباهى به بين الأمم ولكنهم نسوا أو تناسوا أنهم فقط يشوهون تاريخم بوثائقهم المغايرة للحقيقة والشعوب الأخرى لا يخفى عليها شيء
                    تحيّة طيّبة عطرة أخي محمود عودة،
                    وصلني من حرارة خطابك ( الذي أعجبني صراحة ) أنّ النصّ قد اتّجه حيثُ أردتُ بقطع النّظر عن متانته أو ما شابه ، ففي النهاية سيفرحك أكثر أن لا يكون قلمك قد أغرته المُحسّنات فابتعد عمّا أردتَ قوله.
                    شكرا لك أخي على حضورك الجميل.
                    مدوّنة

                    فلكُ القصّة القصيرة

                    تعليق

                    • مالكة حبرشيد
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 28-03-2011
                      • 4544

                      #11
                      مع بزوغ شمس اليوم الموالي كان على نسوة القرية قصّ شعورهنّ و تكديسها في ركن بالديوان القرويّ. عند هبوط الليل أحرق الشّعر سرّا.
                      دُوّن الحدث في كتاب الجزيرة. تلا الكاتب النصّ في نسخته الأخيرة على الشّيخ و خاصّته ......

                      كذا الواحنا ...صحفنا ...كتبنا ...وتاريخنا المزور
                      مذ قابيل وهابيل ....حين اتشح البياض بالسواد
                      وارضعت الغزلان الثعالب حتى اشتد عودها
                      لتصيب الارض والعباد بالهوان والهلاك

                      ابدعت استاذ محمد فطومي ...وان كنت لا اراني مخولة
                      لتقييم قاص بحجمك لكني قرات هنا نصا يستحق
                      الاهتمام والدراسة ...يستحق قراءات تخترق الحرف
                      والكلمة ..وقراءة البياضات لبلوغ لب المعنى

                      شكرا كثيرا على متعة عشتها بين حروفك

                      تعليق

                      • البكري المصطفى
                        المصطفى البكري
                        • 30-10-2008
                        • 859

                        #12
                        الأديب الراقي محمد فطومي؛ أبدعت الفكرة وروضت اللغة والأسلوب فكنت رائدا؛ أشد على يديك بحرارة . مودتـــــــــــــــــــــي.

                        تعليق

                        • بسمة الصيادي
                          مشرفة ملتقى القصة
                          • 09-02-2010
                          • 3185

                          #13
                          محمد يا صديقي الطيب
                          أيها الاديب الجميل والقاص المبهر والذكي
                          قرأت بلهفة ألتهم الحروف وأنتظر النهاية
                          هذه الحكاية وتحدث دائما وها نحن ضحية الأكاذيب المقدسة ...
                          رائع وأكثر
                          اعذرني على التأخير والتقصير صديقي
                          محبتي واحترامي
                          في انتظار ..هدية من السماء!!

                          تعليق

                          • وفاء الدوسري
                            عضو الملتقى
                            • 04-09-2008
                            • 6136

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
                            حقا أنك لأديب مبدع ...جعلتنا ونحن نقرأ لك وكأن على رؤوسنا الطير ..حتى أني كتمت أنفاسي بيدى وتخيلت نفسي مع " القطيع "المنهى عن إلحاق الأذى بالجسم المقدس ..وقد أفترشتُ الأرض مع القبيلة ونحن نتخاطف " لحمه " من شدة الجوع ...وبعد..ما هُم فيه من شبع وجوع ..همّ القوم لكتابة وثيقة التطهّر بنفاق وكذب على الناس وعلى أنفسهم ..ومازالت القنينة " بالتراب المقدس " جاثمة على صدور أهل القرية ......ألخ وألخ ....
                            صدقا وحقا من أمتع ما قرأت إذ تعالج مشكلة بحرفية رائعة وبتشويق حد الرعب القاتل ....و
                            أظنُ ؛ أن مجتمعاتنا العربية قد وصلت لحد البحث في ماهية التراب المقدس المحفوظ على أرفف مقدسة ؟..
                            تحياتي ...
                            كما تفضل القلم الكبير الأستاذ: محمد سليم
                            إبداع حتى آخر حدود الإبداع
                            دمت سيد القصة
                            كل الود والتقدير

                            تعليق

                            يعمل...
                            X