كنت اجلس وصديقي قد مزقت جسده قذيفة طائرة اف 16 سقطت عليه وهو يحاول انقاذ مجموعه من المصابين سقطت عليهم مجموعه من قذائف الاف16 على جسر الزهراني في العام 1979 .. وحضرت زوجته تحمل طفلهم الذي لم يتجاوز عمره الشهر السادس، فمد يده ولمس يد طفله فسمعته يقول:
يا ابني بدي احكيلك حكايه
عن ارضنا كيف راحت
وشو هيه البدايه
..
يا ابني نحنا كنا بارضنا
نرزع ارضها بالمحبه والوفا
وع الروابي وبين كروم العنب
كانت بيوتنا بترفل بالسعاده والهنا
جنه كانت ارضنا يا ابني
وفواكه الارض فيها منتشره
وبين اغصان نخلها
ولد عيسى رسول المحبه

يا ابني عيسى اول ثائر فلسطيني
حمل صليبه ومشي
ليفدي بدمه البشر
اتعذب وانصلب
ليحرر شعبه من اول صهاينه
ومن اولى القبلتين
صعد محمد ليأكد الخبر
فلسطين ارض العرب
ارض العرب
...
يا ابني..للعلم والاديان كنا منار
مدرسه للحرف محت اميه الاقوام
وبحب الله ملأت قلوب البشر
بتوراه وانجيل وقران
شعب ما حنى راسه لغير لله
جبار قوي بوجه كل غدار
يا ابني
من قبل فرعون
ما بنى الاهرام
من ايام كنعان
واحنا بنسكن هدار
بدمنا جبلنا الرمل
ورفعناها جدار جدار
وبيشهد علينا الزمن يا ابني
طول عمرنا احرار
....
يا ابني ..وعد بلفور
تحقق
ووعد العرب ستين سنه
الو صار
من هزيمه لهزيمه
ولا انتصار
ولما ثار شعبنا بيافا
صاروا عليه ابطال
لما بالكرامه حققنا
اول انتصار
ظنوا القمع والقهر
بنسينا اخذ الثار

ومن عمان لبيروت علي الجدار
وارتسم بالاشرفيه حقد العربان
رسمه سايكس بيكو بين الاهل والاخوان
توجه بصبرا وشاتيلا شارون
وعمده الاشقاء والاخوان
بالمخيمات قتل وحصار
اكلنا القط فيهم وما رحمنا الفار
وجال جعجع فوق تل الزعتر بخمر الانتصار
ورصاص الاخوه لعلع بمغدوشه
وتحت اقدام العذراء سال الدم برك
تلونت فيه الرشيديه وانمحت ضبيه
وصار مخيم النبطيه اثار
وعين الحلوه صارت خراب
وشاتيلا بعد شارون تناتشوها الكلاب
وكل العرب يا ابني صاروا علينا اصحاب
والاسلام وقفوا يتفرجوا على الاقصى
بنحرق بنار الحقد وصرنا اغراب
بين الحدود بلا هويه ولا اوراق
والخيانه وجهة نظر صارت بلا عتاب
والبطوله والفدى والجهاد ارهاب
ماتت العروبه مع جمال
والرجوله رحلت مع ابو جهاد
والمسلمين بعد القسام صلوا
الجمع فرادى بلا إمام
ضاعت القبله الاولى يا ابني
وبكره بغداد واليمن والشام
وبيروت سادتها شريعه الغاب
ومش ناقص يا ابني يكتبوا العرب ع الابواب
الا
ممنوع دخول الفلسطيني
ويا مئة هلا بالكلاب....
وقبل ان يكمل غفت بالدموع عيناه..ورحل كما الوليد قبله على فراشه...
وليس بجسده الا اثر نكبه او هزيمه او مذبحة او خيانه او انقسام..او حصار...
وكانت امنيه ان يموت كما دلال ...على شاطئ يافا ذات نهار...
كم اغبضه انه مات قبل ان يرى كلامه اضحى حقيقه..بغداد سبيت وبيروت تخجل من الانتصار..والعروبه تتبرأ من الاسلام..واليسار يلعن ماركس .والكل يلعق اقدام امريكا..وامريكا هي الطاعون والطاعون هو اسرائيل...

اعرف انه كلام وهذيان لايرتقي لشعركم وراقي حرفكم الادبي ايها الادباء والشعراء الكرام..
ولكن هي محاوله اولى كتبها ذات هزيمه...
مازن العناني