لا أدري أي ملاك يزورني في هذي العجاف .
ومن أي فصيل يهبط على مدائن ؛
كانت دوما محكومة بالخشونة و الادعاء الفارغ .
ها أنا أفاجئ باب فصلها ،
ثم أقف مستعرضا . بسمة تحاصرني كما تحاصرها .
و بلا أي مقدمات ، أجدني ليس أنا ، خاصة و لم يسبق أن كان بيننا حديث من قبل ، ليس إلا ايماءات تشبه تمايل زهرتين في صمت بستان .
: غريب أمرك
: غريب ؟ ما الغريب سيدي ؟
: طيلة كل هذا الوقت لم تحلمي بي و لو مرة واحدة ؛
رغم أنك تزوريني في مناماتي دائما .
تلعثمت . أحسست أن الارتباك قد نال منها ؛ ففاضت بسمتها الوردية مشاغبة كل مساكن التردد و التراجع .
عاودت دون خجل ، متخلصا من هواجس تخص : الأطفال ، و المقاعد ، و الدراسة ، و إدارة المؤسسة .
: أرجوك .. كوني حذرة ؛ فلن يقف في طريقي إليك حائل أو مانع !
و انسحبت بلا تردد ، و أنا لا أصدق نفسي ، أنها هي نفسي ، التي ظلت لعمر تقاسمني الخجل ، و قهر الحياة اليومي .
في اليوم التالي .. تصرفت و كأن ما حدث كان حلما ، ليس أكثر من ذلك ، و تناسيت عامدا متعمدا ما أقدمت عليه، و بين تلاميذي كنت أستنزف جدولي .
فجأة كانت تقف بباب الفصل
: ظننته الغياب ، وكنت هيأت نفسي لأشكوك إليك .. ولم أكن أحسب أنه مشهد من مسرحية عبثية ، أرغمت على ارتكابه !
وجهها الوردي يتحلقه قزح من أنفاس البراءة و النضارة . بانفعال حزين تختفي .
أكان الفرح أم شيء آخر ، هو ما أطلق الدموع تطاردها ، و أحاطها بنحلات النداء ؟
أم هو الاحتيال ، و ارتكاب الوهم رغم الوعي به ، كأن تكون في لحظة اكتشاف لما لم تكن تثق بقدرتك على تخليقه ، أنك بالفعل تمتلكه كأي محتال !
لم أركض خلفها ، و لم أصرخ لأغلق الطريق أمام هزيمتها ؛ فقد ظللت حبيس دائرة ، كثيرة الأحداث و السنين، كثيرة المنطق وهائلة في الضياع .
في الصباح التالي .. كنت ببابها ، أحطب خيبات بدت في عينيها شاهقة .
ثم أبتعد بلا كلمة ؛ لأترك للصمت ذات المساحات ، يعربد في أوتار تلاعب بها النبض حتى ثمالة الحنين .
و غاب الوجه متبرما من لوعة العيش ، و تهالك أيام الجفاف ؛
لأكون على موعد مع النزف ، و تكون أول القادمين مع الحياة ،
و لا يكون أمامي سوى البكاء و المزيد من نزف العمر!
ومن أي فصيل يهبط على مدائن ؛
كانت دوما محكومة بالخشونة و الادعاء الفارغ .
ها أنا أفاجئ باب فصلها ،
ثم أقف مستعرضا . بسمة تحاصرني كما تحاصرها .
و بلا أي مقدمات ، أجدني ليس أنا ، خاصة و لم يسبق أن كان بيننا حديث من قبل ، ليس إلا ايماءات تشبه تمايل زهرتين في صمت بستان .
: غريب أمرك
: غريب ؟ ما الغريب سيدي ؟
: طيلة كل هذا الوقت لم تحلمي بي و لو مرة واحدة ؛
رغم أنك تزوريني في مناماتي دائما .
تلعثمت . أحسست أن الارتباك قد نال منها ؛ ففاضت بسمتها الوردية مشاغبة كل مساكن التردد و التراجع .
عاودت دون خجل ، متخلصا من هواجس تخص : الأطفال ، و المقاعد ، و الدراسة ، و إدارة المؤسسة .
: أرجوك .. كوني حذرة ؛ فلن يقف في طريقي إليك حائل أو مانع !
و انسحبت بلا تردد ، و أنا لا أصدق نفسي ، أنها هي نفسي ، التي ظلت لعمر تقاسمني الخجل ، و قهر الحياة اليومي .
في اليوم التالي .. تصرفت و كأن ما حدث كان حلما ، ليس أكثر من ذلك ، و تناسيت عامدا متعمدا ما أقدمت عليه، و بين تلاميذي كنت أستنزف جدولي .
فجأة كانت تقف بباب الفصل
: ظننته الغياب ، وكنت هيأت نفسي لأشكوك إليك .. ولم أكن أحسب أنه مشهد من مسرحية عبثية ، أرغمت على ارتكابه !
وجهها الوردي يتحلقه قزح من أنفاس البراءة و النضارة . بانفعال حزين تختفي .
أكان الفرح أم شيء آخر ، هو ما أطلق الدموع تطاردها ، و أحاطها بنحلات النداء ؟
أم هو الاحتيال ، و ارتكاب الوهم رغم الوعي به ، كأن تكون في لحظة اكتشاف لما لم تكن تثق بقدرتك على تخليقه ، أنك بالفعل تمتلكه كأي محتال !
لم أركض خلفها ، و لم أصرخ لأغلق الطريق أمام هزيمتها ؛ فقد ظللت حبيس دائرة ، كثيرة الأحداث و السنين، كثيرة المنطق وهائلة في الضياع .
في الصباح التالي .. كنت ببابها ، أحطب خيبات بدت في عينيها شاهقة .
ثم أبتعد بلا كلمة ؛ لأترك للصمت ذات المساحات ، يعربد في أوتار تلاعب بها النبض حتى ثمالة الحنين .
و غاب الوجه متبرما من لوعة العيش ، و تهالك أيام الجفاف ؛
لأكون على موعد مع النزف ، و تكون أول القادمين مع الحياة ،
و لا يكون أمامي سوى البكاء و المزيد من نزف العمر!
تعليق