احتيال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    احتيال

    لا أدري أي ملاك يزورني في هذي العجاف .
    ومن أي فصيل يهبط على مدائن ؛
    كانت دوما محكومة بالخشونة و الادعاء الفارغ .
    ها أنا أفاجئ باب فصلها ،
    ثم أقف مستعرضا . بسمة تحاصرني كما تحاصرها .
    و بلا أي مقدمات ، أجدني ليس أنا ، خاصة و لم يسبق أن كان بيننا حديث من قبل ، ليس إلا ايماءات تشبه تمايل زهرتين في صمت بستان .
    :
    غريب أمرك
    :
    غريب ؟ ما الغريب سيدي ؟
    :
    طيلة كل هذا الوقت لم تحلمي بي و لو مرة واحدة ؛
    رغم أنك تزوريني في مناماتي دائما .
    تلعثمت . أحسست أن الارتباك قد نال منها ؛ ففاضت بسمتها الوردية مشاغبة كل مساكن التردد و التراجع .
    عاودت دون خجل ، متخلصا من هواجس تخص : الأطفال ، و المقاعد ، و الدراسة ، و إدارة المؤسسة .
    :
    أرجوك .. كوني حذرة ؛ فلن يقف في طريقي إليك حائل أو مانع !
    و انسحبت بلا تردد ، و أنا لا أصدق نفسي ، أنها هي نفسي ، التي ظلت لعمر تقاسمني الخجل ، و قهر الحياة اليومي .
    في اليوم التالي .. تصرفت و كأن ما حدث كان حلما ، ليس أكثر من ذلك ، و تناسيت عامدا متعمدا ما أقدمت عليه، و بين تلاميذي كنت أستنزف جدولي .
    فجأة كانت تقف بباب الفصل
    :
    ظننته الغياب ، وكنت هيأت نفسي لأشكوك إليك .. ولم أكن أحسب أنه مشهد من مسرحية عبثية ، أرغمت على ارتكابه !
    وجهها الوردي يتحلقه قزح من أنفاس البراءة و النضارة . بانفعال حزين تختفي .
    أكان الفرح أم شيء آخر ، هو ما أطلق الدموع تطاردها ، و أحاطها بنحلات النداء ؟
    أم هو الاحتيال ، و ارتكاب الوهم رغم الوعي به ، كأن تكون في لحظة اكتشاف لما لم تكن تثق بقدرتك على تخليقه ، أنك بالفعل تمتلكه كأي محتال !
    لم أركض خلفها ، و لم أصرخ لأغلق الطريق أمام هزيمتها ؛ فقد ظللت حبيس دائرة ، كثيرة الأحداث و السنين، كثيرة المنطق وهائلة في الضياع .
    في الصباح التالي .. كنت ببابها ، أحطب خيبات بدت في عينيها شاهقة .
    ثم أبتعد بلا كلمة ؛ لأترك للصمت ذات المساحات ، يعربد في أوتار تلاعب بها النبض حتى ثمالة الحنين .
    و غاب الوجه متبرما من لوعة العيش ، و تهالك أيام الجفاف ؛
    لأكون على موعد مع النزف ، و تكون أول القادمين مع الحياة ،
    و لا يكون أمامي سوى البكاء و المزيد من نزف العمر!
    sigpic
  • محمود عودة
    أديب وكاتب
    • 04-12-2013
    • 398

    #2
    لا أدري لماذا راودني مقولة ، صياد روحت أصطاد صادوني .. نص رائع بلغة شعرية وتعابير متقنة
    تحياتي لك ولأبداعك

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
      لا أدري لماذا راودني مقولة ، صياد روحت أصطاد صادوني .. نص رائع بلغة شعرية وتعابير متقنة
      تحياتي لك ولأبداعك
      أستاذي محمود .. شكرا على مرورك الذي قال كل شيء ببساطة ، و دون أن يمعن فيما هو واضح
      و يستلهم الكلمات كأنها تتنزل عليه من السماء ! فما أجمل العفوية حين نذهب إلي صدق الحدس وصدق القراءة !

      لم يكن أمر حذف الموضوع إلا تخففا من عبء القراءة على الزملاء و الزميلات هنا
      شكرا لمن كسر قراري بالرحيل بعيدا بما أكتب حتى و إن ظللت أقرأ ما هنا في صمت !
      شكرا أخي محمود

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • بسباس عبدالرزاق
        أديب وكاتب
        • 01-09-2012
        • 2008

        #4
        السلام عليكم

        كيفك أستاذي أذكر النص و أين قرأته أيضا عند تنزيله في المرة الآولى في صفحات التلقائية

        اليوم قرأته كثيرا مرتين كنت مستمتعا رغم التعب و كثير تيه
        لأنني قررت التوقف عن التدخين البارحة و حاليا أنا أكابد المر
        فكنت أطارد هنا الدخان، رأسي كله مدخنة عملاقة
        و لكن أعجبني كثير من الجمال و الحوار الحمال للكثير من القراءات
        حتى القفلة وقفت عندها كثيرا و مطولا
        خاصة هنا:
        لم أركض خلفها ، و لم أصرخ لأغلق الطريق أمام هزيمتها ؛ فقد ظللت حبيس دائرة ، كثيرة الأحداث و السنين، كثيرة المنطق وهائلة في الضياع .
        في الصباح التالي .. كنت ببابها ، أحطب خيبات بدت في عينيها
        شاهقة .
        ثم أبتعد بلا كلمة ؛ لأترك للصمت ذات المساحات ، يعربد في أوتار تلاعب بها النبض حتى ثمالة الحنين .


        نص رائع أستاذي و اعذر هذا الرأس ففعلا متعب و لكنه الفرح برؤية حرفك استوجبني لأكون هنا كيفما كنت

        محبتي الكبير
        السؤال مصباح عنيد
        لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

        تعليق

        • الهويمل أبو فهد
          مستشار أدبي
          • 22-07-2011
          • 1475

          #5
          عزيزي ربيع

          قرأتها عصرا، وظننت أنني قرأت فيها خارطة لنهر جارٍ. عدت إلى النهر وما سبق أن كتبت.

          فوجدت مصب النهر في بحر االاحتيال الأبدي.

          تحياتي وتقديري وكل عام وأنت بخير

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم

            كيفك أستاذي أذكر النص و أين قرأته أيضا عند تنزيله في المرة الآولى في صفحات التلقائية

            اليوم قرأته كثيرا مرتين كنت مستمتعا رغم التعب و كثير تيه
            لأنني قررت التوقف عن التدخين البارحة و حاليا أنا أكابد المر
            فكنت أطارد هنا الدخان، رأسي كله مدخنة عملاقة
            و لكن أعجبني كثير من الجمال و الحوار الحمال للكثير من القراءات
            حتى القفلة وقفت عندها كثيرا و مطولا
            خاصة هنا:
            لم أركض خلفها ، و لم أصرخ لأغلق الطريق أمام هزيمتها ؛ فقد ظللت حبيس دائرة ، كثيرة الأحداث و السنين، كثيرة المنطق وهائلة في الضياع .
            في الصباح التالي .. كنت ببابها ، أحطب خيبات بدت في عينيها
            شاهقة .
            ثم أبتعد بلا كلمة ؛ لأترك للصمت ذات المساحات ، يعربد في أوتار تلاعب بها النبض حتى ثمالة الحنين .


            نص رائع أستاذي و اعذر هذا الرأس ففعلا متعب و لكنه الفرح برؤية حرفك استوجبني لأكون هنا كيفما كنت

            محبتي الكبير
            ليتك تفلح فيما عجزت أن أفعله ؛ و الان أقاسي منه الأمرين !!
            أقصد الدخان طبعا .. كم ضمخنا أنفسنا بقذارته ليضحك علينا و يهلكنا !
            قاوم ما استطعت حتى لو عدت إليه ، لا تجعل له عليك سلطانا !

            شكرا أنك هنا بسباسي الجميل
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
              عزيزي ربيع

              قرأتها عصرا، وظننت أنني قرأت فيها خارطة لنهر جارٍ. عدت إلى النهر وما سبق أن كتبت.

              فوجدت مصب النهر في بحر االاحتيال الأبدي.

              تحياتي وتقديري وكل عام وأنت بخير
              يكفيني أنك هنا .. و ليظل النهر بكل عذاباته و أنت بكل جمالك الكامن أيها الكبير !
              وحشني كثيرا أستاذي

              محبتي
              sigpic

              تعليق

              • عاشقة الادب
                أديب وكاتب
                • 16-11-2013
                • 240

                #8
                اخيرا عاد صبيب النهر للجريان
                انه الابداع الذي نرتوي منه نحن عشاق الادب
                الابداع يلاعب العقل ويمس المشاعر ونكون طرفا في لعبة الاحتيال
                شكرا لك على حروفك التي اعادتنا للحياة
                لك مني كل الاحترام والتقدير

                تعليق

                • محمد فطومي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 05-06-2010
                  • 2433

                  #9
                  يا لهذا الاحتيال المرير..
                  بلى إنّه في اعتقادي:ارتكابالوهم رغم الوعي به

                  أخي العزيز ربيع، الشّعر بحرك و السّرد بحرك و ها إنّك بأسلوبك السّاحر تقف في الخطّ الفاصل بينهما بقصيدة السّرد هذه لو جاز لي أن أطلق مسمّى أوحى لي به النصّ.
                  قرأتُ لك على مدى الأيّام قصص حركة و إثارة و أخرى اجتماعيّة بحتة تنبش في أوضاع الناس و انفعالاتهم هزائمهم و أوهامهم و مسرّاتهم الصّغيرة، فجاءت مشحونة بالحوار المحايد و بالوصف و الحكي الذي يبارك مسمّيات الأشياء و يُفجّر الحرارة بلغتها لا بلغتك. لكن هنا اختلف الأمر لأنّ النّبش انطلق من موقف، ليس غريبا بمعنى الكلمة ، لتتّسع دائرة السّؤال و الحيرة مُشكّكة أصلا في تكوين الرّاوي الفكريّة و الوجدانيّة على لسانه، فشطرت القصّة محورين: حوارا بين شخصيّتين و آخر بين الرّاوي و بينه فكأنّ : "
                  لا أدري أي ملاك يزورني في هذي العجاف ." هي في الحقيقة : : "ما نفع حضورك الآن أيّها الملاك؟" .
                  في المُحصّلة لم تكفّ القصّة في النّهاية على أن تكون حوارا، و هو ما ظننتُه في قراءة ساذجة اولى تحليلا على هامش الأحداث.

                  مدوّنة

                  فلكُ القصّة القصيرة

                  تعليق

                  • حارس الصغير
                    أديب وكاتب
                    • 13-01-2013
                    • 681

                    #10
                    خاصة و لم يسبق أن كان بيننا حديث من قبل ، ليس إلا ايماءات تشبه تمايل زهرتين في صمت بستان .
                    كثيرا ما تقرأ نصوص تتوقف عند أول مقطع أو مقطعين مللا، لكن هنا كانت الشاعرية وجزالة الكلمة تزهو مع السرد الآخاذ.
                    أظن أن شهادتي وكلماتي ستكون مجروعة أمام أستاذ نتعلم منه الجمال.
                    دمت بخير أستاذي العزيز.
                    التعديل الأخير تم بواسطة حارس الصغير; الساعة 17-01-2015, 08:04.

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة الادب مشاهدة المشاركة
                      اخيرا عاد صبيب النهر للجريان
                      انه الابداع الذي نرتوي منه نحن عشاق الادب
                      الابداع يلاعب العقل ويمس المشاعر ونكون طرفا في لعبة الاحتيال
                      شكرا لك على حروفك التي اعادتنا للحياة
                      لك مني كل الاحترام والتقدير
                      في الحياة مواقف قد تكون مركبة و مربكة
                      و حين نعود إليها قد لا نجدها كما حدثت أمامنا و معنا
                      و أننا لم نل منها سوى قشرتها بينما اللب يظل كامنا ما ظللنا عنه غافلين
                      كما النصوص تماما .. القشرة الخارجية كاللعة و جمالها أو رداءتها و تلك الأحداث التي تبدو بهيجة أو بئيسة
                      ليست كل شيء فهناك المجرد الفكرة التي حملت كل هذا !

                      شكرا لمرورك عاشقة الأدب كريمة النفس و الروح
                      و ما نثرت هنا من روحك الطيبة

                      تقديري و احترامي
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                        يا لهذا الاحتيال المرير..
                        بلى إنّه في اعتقادي:ارتكابالوهم رغم الوعي به

                        أخي العزيز ربيع، الشّعر بحرك و السّرد بحرك و ها إنّك بأسلوبك السّاحر تقف في الخطّ الفاصل بينهما بقصيدة السّرد هذه لو جاز لي أن أطلق مسمّى أوحى لي به النصّ.
                        قرأتُ لك على مدى الأيّام قصص حركة و إثارة و أخرى اجتماعيّة بحتة تنبش في أوضاع الناس و انفعالاتهم هزائمهم و أوهامهم و مسرّاتهم الصّغيرة، فجاءت مشحونة بالحوار المحايد و بالوصف و الحكي الذي يبارك مسمّيات الأشياء و يُفجّر الحرارة بلغتها لا بلغتك. لكن هنا اختلف الأمر لأنّ النّبش انطلق من موقف، ليس غريبا بمعنى الكلمة ، لتتّسع دائرة السّؤال و الحيرة مُشكّكة أصلا في تكوين الرّاوي الفكريّة و الوجدانيّة على لسانه، فشطرت القصّة محورين: حوارا بين شخصيّتين و آخر بين الرّاوي و بينه فكأنّ : "
                        لا أدري أي ملاك يزورني في هذي العجاف ." هي في الحقيقة : : "ما نفع حضورك الآن أيّها الملاك؟" .
                        في المُحصّلة لم تكفّ القصّة في النّهاية على أن تكون حوارا، و هو ما ظننتُه في قراءة ساذجة اولى تحليلا على هامش الأحداث.

                        بعد رحلة طويلة في الترميم و المعالجة الذاتية و السباحة مع النهر .. لم أصل إلي شيء !
                        و لم أقل شيئا يصلني بالآمال و الطموحات التي ساقتني للنزول في الماء .. هنا ربما لحظة
                        أو لحظات في التأمل في هذه المساحة الكبيرة و الفضفاضة .. إليما وصلت و أين كان هذا الصبي أو الشاب؟!
                        و نحن في ظلال هزيمة قاسية أمام أحلامنا و طموحاتنا !

                        شكرا لنزولك هنا سيدي الطيب ، و ما أحدثت في راكد القاع
                        و لا بأس من ان نعود إلي البداية حين ترهبنا النهاية و تكسر جموحنا !

                        محبتي أستاذي
                        sigpic

                        تعليق

                        • نادية البريني
                          أديب وكاتب
                          • 20-09-2009
                          • 2644

                          #13
                          من المحتال غير ذلك الزّمن الذي يفعل فعله فينا؟ قرأتها بإمعان أتلقّف ما في السّطور من رموز...هو حوار مع النّفس لا شكّ ...نطوي من خلاله المسافات بين الماضي والحاضر...فهمت ما أمكنني الفهم أستاذي القدير دوما...تحيّاتي وتقديري لقلم أتعلّم منه دوما...

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
                            من المحتال غير ذلك الزّمن الذي يفعل فعله فينا؟ قرأتها بإمعان أتلقّف ما في السّطور من رموز...هو حوار مع النّفس لا شكّ ...نطوي من خلاله المسافات بين الماضي والحاضر...فهمت ما أمكنني الفهم أستاذي القدير دوما...تحيّاتي وتقديري لقلم أتعلّم منه دوما...

                            يالتونس و ما فعلت فينا
                            ما أحيت و أماتت
                            ما أقامت و غيبت !
                            ليتك تكونين بخير أستاذة نادية
                            لنعرف منك حدود هذا الغياب
                            و إليما يرحل بالروح ؟!
                            sigpic

                            تعليق

                            • بسمة الصيادي
                              مشرفة ملتقى القصة
                              • 09-02-2010
                              • 3185

                              #15
                              أسرني هذا النص بلغته الشعرية ورموزه
                              قرأته عدة مرات وأنا حائرة
                              أهو احتيال على الذات؟
                              أهو وهم وحلم يقظة؟
                              لا أدري سيدي فالمرأة في كتاباتك دائما محاطة بهالة من السحر
                              لها ملامح أسطورية تجعلها غير ممكنة الوجود فعلا ..
                              أو ربما هي لعنة تلاحق المشاعر الصادقة وتمنعها من الوصول ...
                              اعذرني سيدي حاولت أن أكتب ردا يليق بالنص
                              تحياتي
                              في انتظار ..هدية من السماء!!

                              تعليق

                              يعمل...
                              X