وصفة سحرية: كيف تعبر عن غضبك بأدب في ملتقى الأدباء؟
ساورتني فكرة كتابة هذه الومضة الخاطفة واخترت لها ملتقى الساخر عموما، و المقهى فيه خصوصا، مع سبق الإصرار و الترصد لأن الناس، عادة، لا يراعون، في المقاهي العامة، الأدبَ ولا قيودَه الثقيلة لكنني، أنا، أراعي الأدب حيثما كنت ولله الحمد والمنة.
فكرة الموضوع هي: كيف تعبر عن غضبك بأدب وأنت في ملتقى الأدباء؟ فالأديب الحقيقي لا يخرج عن الأدب في حياته كلها حتى و هو يكتب في الساخر أو يتكلم في الغرفة الصوتية بسخرية وهو غضبان.
الغضب شعور بشري، و حتى حيواني، طبيعي يجب التنفيس بنفثه، ولا بد للمصدور من أن ينفث، فكيف ينفث مصدور الملتقى أو مصدومه يا ترى؟
أقترح الوصفة،أو الخلطة، السحرية التالية:
1-أن تكتبت بالبنط العريض، حجم 7 أو 8 أو 9 إن كانا متوفرين في أحجام الحروف، فحجم الحرف يدلُّ على الصراخ والزعيق فكلما زاد زادا؛
2-الكتابة باللون الأحمر القاني، لون الدم أو لون "الغضب" إن كان للغضب لون ما؛
3-الإكثار من علامات الترقيم كعلامات الانفعال "!" وهذه تسمى علامة الانفعال وليس علامة التعجب لأن التعجب من الانفعال، و علامة الاستفهام "؟" والمزج بينهما للتعبير عن الاستفهام الإنكاري بـ "؟!!!"، و علامة عدم انتهاء الكلام "..." و "هاهاها"، فلهذه العلامات دور تعبيري "صامت" و تسمى اللغة الشارحة أو "الميتالغة"(métalinguistique) أو ما وراء اللغة إن صح التعبير؛
4-أن تختار الكلمات الجارحة أدبيا؛
5-أن تتجنب الكلمات النابية أو البذيئة السوقية؛
6-المزج الأدبي بين التهكم اللاذع والتوبيخ المقذع؛
7- أن يكون ردك "العنيف" في سبع نقاط أو سبع جمل تأسيا بجمرات "منى" لترجم شيطان ... الغضب.
هذه وصفة سريعة للتنفيس عن شحنتك الغضبية بكل ... أدب.
تعليق