زهرة نار .. تنجلي برمادها
لم يكنْ جُرحُها عميقًا
و لاذعًا فقط
عصيًّا على البرء
عنادُها أدقُ من جنونها
أبلغُ من جرائمِها القادمة
اصطفاءٌ على بُسطٍ خُضر
في انهزامِه ولادةٌ
في انكساره حياة
و على شقوقِ كفوفِها
ترتوي النّقائضُ و الفرائسُ و الفرائضُ و السنن
وقد تجفُّ .. تصيرُ طُعمًا للرّياح
و للبطاحِ الهائمةِ على الشّقوق
طواسينَ عالم يودُ لو أهلَّ
هم يدركون ظلمهم و ظلامهم
لكنهم لن يدركوا
حين أربكها الخجل
أُنسِيتْ ما لم يعوزها حضورُه
وأنها لا تشركُ في حلمِها أحدا
زهرة نار ..
تكتوي بغزلها
كلما اِزينّتْ
عافت زخارفَها
ونقضتْ غزلها
المغزلُ نبضُ فتنتها
و الغزلُ سرُّها الأزليُّ
النّارُ فخاخُ الغيابِ الشّهيّةُ
ثورةُ شّبقِ الفصول
منازل القبح
محامل الجمال
مجامر البلاغة بين نيء و نيء
طازج و طازج
و اقترافُ السّهوِ بين صخور ِالقمر و حسناءٍ تضئ
بين حرف مهملٍ و حرفٍ شهيد
وحرفٍ يلوّنُ ظهورَ العبيد
بسياط العبيد
سيقولون مثلما قال السّلفُ
لمن سلف
ومن خلف
ما لنا فيما وراء النّهر غاية
هِي للتّلف
في نارها حكمةُ الرحيل
الرّمادُ مهما تجلى بعثُه
مهاجرٌ في نهايةِ الأرب
في غبارِ ريحها
للهباء و البدد
في عيونهم يقظٌ بؤسُهم
هشٌّ سعيُهم
لا يرى .. حجم الغريب في بلاغة الذُّبول
و في الرّميم
لا يرى .. سوى هزائمِه اللّئيمة
دُولةً في ثيابِ القمع و استلابِ الرّوح من أوطانها
لو طن المطامع
شُهبا ..
نارها لعيال الله في أكبادها
أيعجزها التراب ..
بسفْحِ رمادها و لها ذاكرةُ الحضور
وذاكرةُ البداية ..
غيرُ مسكونةٍ بالمعنى المبطن و الصريح للهزيمة
و المثولِ ذليلةً في قبضة لم تر فيها سوى
وردِ الخميلة بين أعشاب البدور ؟!
تعليق