يا أخيتي العزيزة لك أجمل تحية من البُليْدة مدينة الورود، مدينتي، ولعلك رأيتها عند نقل مباريات كرة القدم مع الفرق المصرية و آخرها كانت أمس بين "الأهلي المصري" و "وفاق سطيف" الجزائري فقد جرت في البُليْدة : فالسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
ثم أما بعد، جاء في الأمثال:"يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه" و الشعوب العربية جُهِّلت قصدا من حكامها الفاسدين و من أعدائها الحاقدين، و منذ قرون، وأشغلت بالشهوات وضللت بالشبهات فصارت تعيش عيشة البهائم، أجلك الله، إلا من رحم ربي من المؤمنين به سبحانه وحدهم، و هذه حقيقة علمية ثابتة، واقرئي، إن شئت قوله تعالى في الآية 115 من سورة التوبة:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
فهذه الآية، على وجازتها، تعطينا أسباب تخلف المسلمين عموما والعرب منهم خصوصا، تأمليها بعمق و سترين بنور الله تعالى ما يذهب عنك الحيرة في كل شيء، فالأمة العربية، القوم، قد ضُلِّلت عقابا من الله تعالى لأنها ضلت بإرادتها أولا والجزاء من جنس العمل، ثم {(...) إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}(الرعد:11) و {ذَ‌ٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(الأنفال:53) و {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}(النحل:112)، فالشعوب العربية جاهلة و مُجهَّلة و ملعوب بها و معبوث بها وما "الثورات العربية" (؟!!!) إلا دليلا ملموسا ومؤلما على جاهلية العرب المعاصرة و قد كتبت هنا عن هذا قبل "الثورات العربية" (؟!!!) وخلالها والأنظمة "العربية" أنظمة فاسدة مفسدة بالفطرة أو بالاكتساب أو ... بالانتداب منذ أن تخلت عن الإسلام الصحيح الصريح الواضح السمح و لك أن تتصوري كيف يكون حال قوم نظامهم فاسد و ومعظمهم في جهله "راقد".

نسأل الله الهداية: فاللهم اهدنا إلى الرشد و إلى صراطك المستقيم، اللهم آمين يا رب العالمين، قولي: آمين !

تحيتي لك وتقديري كما تعلمين.