مُؤَامَـــــــــرَة
كلُّ الوطن وَرَكَ على "كفِّ عفْريتٍ".. تشْكيلاتُ الأمْنِ تتَقَاطرُ زُلفَى.. تَلْهَجُ بالنَّشِيدِ الوَطنِيِّ.. تتَكـــوَّرُ.. ثمَّ تنْتَشِرُ.. تُطوِّقُ مَبْنًى لَجَأتْ إليْهِ عصَابَةٌ من الأشْرَار..- "المُدَاهَمَةُ خِيَارٌ أخِيرٌ ومُكْلِفٌ" قَالَتِ السَّاسَة
أذَاعَ الأثِيرُ مُحَادَثَةً بيْنَ وسِيطِ الأمْنِيينَ والخَاطِفِين.. كانُوا مُصرِّينَ على الفَتْكِ بكُلِّ المُوَظَّفِينَ الرَّهائِن، وأرْسَلُوا البِشَارَةَ: ضَحِيَّةً كلَّ عشْر دَقَائِق.. واحِدٌ .. إثنَانِ.. ثَلاثةٌ... أرْبَعَةَ عَشَرَ.
ضَاقَ ذَرْعُ الحَاكِم.. أبْرَقَ لجُنُودِهِ أنْ هُبُّوا سَاعَةَ الصِّفْر.. لعْلَعَ صَوْتُ البَارُود وتلَألأتِ السَّمَاءُ الكئِيبَةُ.. تَرَاجَعَ الفُضُوليُّونَ ومُرَاسِلُو نَشَرَاتِ الإخْبَار.. ذُهِلَتِ الحَوَامِلُ.. شَابَ الرُّضَّعُ.. قَطَعَ العُشَّاقُ حَبْلَ مُنَاجَاتِهمْ.. فَغَــرَتِ الطُّيُورُ مَنَاقِيرَهَا.. ثُمَّ سَادَ الهُدُوءُ المَقِيتُ..
تَتَعَالىَ وشْوشَاتُ الجَمِيع في كل رُكْنٍ من أرْكانِ العَالَم: "ماتْ.. قتْلىَ.. إرْهابيُون.. أمْنيُون.. رَهائنْ.. المبْنَى يحْترقْ.."...
خرَجَ الحَاكِمُ ليُعْلِنَ بفخْر عنْ نجَاح العَمَلِيةِ.. شَكَرَ جُنُودَهُ.. أثْنَى على أعْضَاءِ الحُكُومَةِ.. نَعَى كلَّ الرَّهَائِن وسَألَ اللهَ لهُمُ الجَنَّةَ.. سَبَّ الأشْرَارَ وشَمَتَ بمَصِيرهِمْ.. لمْ يَكُ يَعْلَمْ أنَّ كاميرَا مُتَمَرِّدَةً قد سَجَّلَتْ "سَهْوًا" بدايةَ المُدَاهَمَةِ: .. في الخَلفِيَةِ جُثَّتانِ للإرْهابيَيْنِ مَشْدُودَتـــا الوثَاقِ.. "ثمَّ" يَنْزلَ رَهْطٌ آخَرَ من الجُنُودِ عبْرَ مَصْعَدِ المُوظَّفِينَ يَرْفَعُون شارات النَّصْرِ..
تعليق