حرٌّ فِي الرُّخام.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    حرٌّ فِي الرُّخام.

    حُرٌّ فِي الرُّخام

    كنت أنظر من نافذة الحافلة في سفر من مدينتي إلى العاصمة، ومن عادتي في السفر مصاحبة كتاب أقرأ فيه حتى أقضي مدة الرحلة بسرعتين، سرعة الحافلة ذاتها و "سرعة" تمضية الوقت فيها، فعندما يشغل المسافر نفسه بالقراءة مثلا لا يحس بالوقت ولا حتى بما يجري في الطريق من معوقات كالازدحام أو حادث مرور أو أي شيء آخر مما يعيق الحافلة عن السير الحثيث، وأحيانا عندما لا أقرأ أنظر من النافذة إن لم أكن مشغولا بحديث مع جار، أو جارة، في المقعد المجاور، وأنا أنظر لفتت انتباهي يافطة في واجهة أحد المحلات الصناعية مكتوب عليها:"حر في الرخام" و لم أدر كيف طار مني خاطري وراح يتأمل في الحرية و مشاكلها ولاسيما في وطننا العربي وقلت في نفسي:"إن صاحب المحل هذا رجل حر حقيقة حتى إنه مارس حريته في الرخام"، لكن كيف فعل ذلك وهو المعفَّر في الرّغام؟

    قد يكون الإنسان حرا في الحياة أو حتى في الممات لما يختار، بحرية، طريقة انتحاره، لكن كيف يكون حرا في الرخام؟ هذه هي المعضلة التي شغلت بالي ساعتها ولم أعد إلى واقعي بعد الرحلةالفكرية تلك إلا بعدما قرأت على يافطة أخرى في واجهة محل آخر مجاور العبارة التالية:"حِرَفِيُّ الرُّخَام".
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • أسد العسلي
    عضو الملتقى
    • 28-04-2011
    • 1662

    #2
    بين حرّ في الرخام و حرفيّ رخام أخذنا جولة تمعن و مقارنة بين الحرية عندنا و عند الغرب.....
    و يا ليت جيل اليوم يهتدي للمطالعة مثلكم أثناء رحلة ممتعة كهذه
    لم نشبع فيها من مطالعة الكتاب فإمتد بصرنا لمطالعة يافطات المحلات
    جميل و رائع هذا النص فيه الكثير من السخرية الذكية و الفلسفة
    تحياتي و تقديري أستاذنا الجليل حسين ليشوري
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد العسلي; الساعة 14-01-2015, 09:19.
    ليت أمي ربوة و أبي جبل
    و أنا طفلهما تلة أو حجر
    من كلمات المبدع
    المختار محمد الدرعي




    تعليق

    • منار يوسف
      مستشار الساخر
      همس الأمواج
      • 03-12-2010
      • 4240

      #3
      وقعت مرة في نفس حيرتك عند قراءة يافطة مكتبوب عليها ( الحر ملك )
      و ظللت اتسائل كيف يكون هذا السوبرماركت ( حرملك ) و هي تعني بيت نساء السلطان
      و ما المقصود أن يجعل من محل بقالته بيت للنساء و أي نساء يقصد
      و ظل عقلي يقدم قراءات عديدة لهذه اليافطة المحيرة
      ثم انتبهت أن هناك مسافة بين ( الحر ) و ( ملك )
      فعرفت أنه يقصد أن الشخص الحر هو ملك
      و عاد عقلي يعيد قراءة الجملة الجديدة
      هل حقا الحر ملك و ماذا تعني الحرية و كيف تكون لكي يكون صاحبها ملكا
      هل هي حرية شخصية أم فكرية أم الحرية بعيدا عن التبعية أو الشراكة مع آخرين؟؟
      و هل الملك حرا فعلا أم أنه مقيد بمطالب و مسؤوليات وطنه و شعبه ؟

      أظن أن أصحاب المحال سينتبهوا كثيرا قبل كتابة أي يافطة إذا رأوا هذا الموضوع هه

      تحياتي و تقديري لأستاذنا القدير
      حسين ليشوري

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        أهلا بك أخي الجميل "أسد عسلي" وعساك بخير وعافية.
        سرني حضورك الزكي وتعليقك الذكي.
        أنا أسافر كثيرا ولا أبقى كالماء الراكد في مدينتي وفي السفر فوائد كثيرة أقلها اكتشاف المجهول، وعندما أسافر أحمل دائما كتابا أو كتابين في محفظة اليد حتى صارة هذه المحفظة من مكونات شخصيتي الظاهرة كلحيتي، أتراني بدون لحية؟ فكذلك محفظة اليد عندي هي لصيقة بيدي.
        والقراءة في السفر تلهي عن السفر وعن منغصاته فأنت تنشغل بشيء مفيد بدلا من الانشغال بالناس أو بالتأفف كلما تباطأت الحافلة أو توقفت أكثر مما يجب.
        لكن القراءة أحيانا تتعب صاحبها ولاسيما إن كان فيما يقرأ ما يدعوه إلى التأمل أو التفكير فيروح ينظر من النافذة إلى المناظر التي تمر أمامه كأنها شريط عن الطبيعة يعرض على شاشة ... متحركة، وهكذا... يمكنك ملاحظة أشياء رغما عنك كما حدث لي مع يافطة "حر في الرخام" فقد أخطأ الخطاط وجعل فاصلا بين حروف "حرفي" فمنحني تلك الجولة الفكرية الممتعة عن الحرية، وما أدراك ما الحرية؟
        في النص القصير رسائل كثيرة أحببت بثها إلى المتلقي عساه يستنتج شيئا يفيده.
        أشكر لك أخي الجميل "أسد عسلي" قراءتك الذكية.
        تحيتي لك أخي ومحبتي.

        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          هذا النص فيه الكثير من السخرية الذكية و الفلسفة
          أظن أن أصحاب المحال سينتبهوا كثيرا قبل كتابة أي يافطة
          أصاب أخي أسد عسلي وأختنا منار يوسف .
          وأضيف أن في اختيار اسم المحل التجاري ذكاءا وترويجا وخفّة دم
          من ما صادفني من يافطات لأسماء محلات ودكاين ... التالي :
          صالون طق حنك
          ساعاتي تيكيلّم
          دكان السرطان للمدخنين فقط
          ترزي إبرة وخيط
          جزارة ريا وسكينة
          مكتبة حبر وريشة
          بوتيك القرصان للهدايا

          تحياتي أخي حسين ليشوري
          فوزي بيترو

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            أهلا بمنارة الملتقى وأختنا الأديبة الأريبة منار.
            أضحك الله سنك وأدام عايك الحبور والسرور.
            اليافطات مؤشر على ثقافة المجتمع فإذا كانت واجهات، "فترينات"، المحلات تنبئ عن مستواها من حيث نوعية السلع المعروضة فيها أهي من أنواع الفاخر أم من أنواع المتواضع فكذلك اليافطات تنبئ عن ثقافة المجتمع وإنك قد تحكمين على مجتمع ما بأنه أصيل أو هجين من خلال يافطات المحلات وكان على الأنظمة أن تراقب ما يكتب على واجهاتها فالواجهات هي وجوه المجتمع ومن ثمة فهي وجه النظام الحاكم وإن الناقد الاجتماعي ليقرأ المجتمع من خلال قراءته اليافطات.
            اللغة واجهة المجمتع واليافطات رسائل ذلك المجتمع وإنك لتقرئين المُرْسِل من خلال رسائله وهي تنم عن ثقافته هكذا بكل بساطة في علاقة جدلية لا تخطئ، تصوري الكم الهائل من اليافطات المكتوبة باللغات الأعجمية: بالفرنسي والإنجليزي والطالياني والإسباني والتركي و... و... في شوارع المدن "العربية" كيف تنبئ عن هجنة المجتمع كـ:"كاتر سيزون" و"كابو تشينو كافي" و"سيبر شوب" وغيرها من العناوين الطريفة المضحكة.
            هي مظاهر الهجنة الثقافية في أوضح مظاهرها.
            أشكر لك مرورك العطر أديبتنا منار ودمت من الأخيار.
            تحيتي وتقديري.


            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • اسيل الشمري
              أديبة ومهندسة
              • 10-06-2014
              • 422

              #7
              السلام عليكم
              أستاذنا ليشوري أتمنى أن تكون بخير وعافية
              سرَّني أن مررت لقراءة هذه المقالة الجميلة والطريفة، حقيقةً لقد ذكَّرتني مقالتك بنفسي حين أكون في الحافلة وأنا غير مركزة في الطريق وأقرأ بشكل مضحك وبدون تركيز كل ما تمر عليه عيني وأبدأ بتقليب الكلمات لكن لا يحضرني الآن ما الذي قلبته بالضبط..
              إن العين معتادة على قراءة ومسح كل ما تمر عليه حتى دون وعي منَّا ودليل ذلك هو قلب الحروف أو إغفال الفراغ بين الكلمات وإبدال مواضع الحركات وما إلى ذلك...
              وعلى فكرة أظن أن العنوان أيضاً يصلح لأن يكون حُرٌّ في الرخام، فحين يكون الحِرفي متمكن من صنعته سيبدع ويكون حُراً في تشكيله بحرية تامة كيفما يريد وكيفما يلبي طلب الزبون !! ألا توافقوني الرأي؟.. والله أعلى وأعلم

              تحياتي وشكري الجزيل







              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة اسيل الشمري مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم
                أستاذنا ليشوري أتمنى أن تكون بخير وعافية
                سرَّني أن مررت لقراءة هذه المقالة الجميلة والطريفة، حقيقةً لقد ذكَّرتني مقالتك بنفسي حين أكون في الحافلة وأنا غير مركزة في الطريق وأقرأ بشكل مضحك وبدون تركيز كل ما تمر عليه عيني وأبدأ بتقليب الكلمات لكن لا يحضرني الآن ما الذي قلبته بالضبط..إن العين معتادة على قراءة ومسح كل ما تمر عليه حتى دون وعي منَّا ودليل ذلك هو قلب الحروف أو إغفال الفراغ بين الكلمات وإبدال مواضع الحركات وما إلى ذلك...وعلى فكرة أظن أن العنوان أيضاً يصلح لأن يكون حُرٌّ في الرخام، فحين يكون الحِرفي متمكن من صنعته سيبدع ويكون حُراً في تشكيله بحرية تامة كيفما يريد وكيفما يلبي طلب الزبون !! ألا توافقوني الرأي؟.. والله أعلى وأعلم.
                تحياتي وشكري الجزيل
                وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وخيراته(+40).
                أهلا بك أختي الكريمة أسيل وبأهلنا في العراق وسهلا ومرحبا.
                القول ما قلتِ، نعم قد يكون للعنوان معنى صحيح وهو أقل قدر من الحرية التي يمكن للمحترف أن يتمتع به وقد فقدنا الحرية في مجالات كثيرة وكما يقول المثل الفرنسي:"فَحَّامٌ ولكنني سيِّدٌ في بيتي" قد يقول الحِرَفِيُّ:"رَخَّامٌ و لكنني حُرٌّ في مصنعي" و يقول الفنان:"رسَّامٌ ولكنني حُرٌّ في معملي" وهكذا... لكن المواطن العربي لما فقده من حرية قد يقول:"مواطن ولكنني لست حرا وإنْ في الحَمَّام"(هاهاها) والله المستعان.
                العبث بكلمات اليافطات متعة ذهنية لطيفة وقد كنت مع بعض زملائي الظرفاء في الجامعة نُعْرِب اليافطات ونبحث عن المبتدأ والخبر فيها نتمرن على الإعراب وأحيانا نخترع يافطات غريبة للضحك.
                أشكر لك أديبتنا أسيل هذا الحضور الجميل.
                تحيتي لك وتقديري.

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  أهلا بك أستاذنا أبا جورج وأعتذر إليك عن التأخر في شكرك على تعليقك الطريف، لم أنتبه له إلا الآن فقط.
                  إن ما يكتب على اليافطات مضحك، و مخيف في الوقت نفسه، تصورْ أحدَهم يكتب على واجهة محله للقِصابة:"جزار الشعب"(؟!!!) أو "شوَّاي الشعب" كذلك وكأن الشعب لم يكتف بمعاناته اليومية الكثيرة والمرهقة فأضيف إليه الجزر و الشَّيُّ والله المستعان.
                  أشكر لك أستاذنا أبا جورج حضورك المثري.
                  تحيتي لك وتقديري.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • المختار محمد الدرعي
                    مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
                    • 15-04-2011
                    • 4257

                    #10
                    شدني كتاب المطالعة أستاذنا الجليل حسين ليشوري
                    و ياليت الجميع يفعل ربع ما فعلته
                    فالإنسان الذي لا يقبل على المطالعة
                    جاهل حتى لو كان حاصلا على الدكتوراه
                    لأن طلب المعرفة من المهد إلى اللحد
                    و لا يتوقف عند نيل الشهائد فقط
                    شكرا لتناولك مسألة مهمة بطريقة ساخرة
                    و مشوقة حر في الرخام
                    و حرفيّ رخام
                    تحيتي و تقديري
                    http://www.youtube.com/watch?v=DiYEsSGyg7g
                    [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
                    الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      أهلا بك أخي العزيز المختار وأدام الله عليك أفضاله.
                      أشكر لك مرورك الطيب على خاطفتي المتواضعة هذه.
                      أدعو للنظر في موضوعي:

                      "العرب لا يقرءون !" قالها موشي دايان في نهاية الستينيات من القرن الماضي!

                      ففيها شفيت غليلي من جهلنا نحن العرب.
                      فإذا كنا لا نقرأ كتاب الله تعالى ولا نعمل به فكيف بكتب الناس؟
                      العرب يحبون قراءة ما يحقق لهم شهوة سريعة أو نزوة خليعة أما الكتب الجادة فهم يعادونها معاداة اليهود للحق، نسأل الله العافية.
                      تحيتي لك ومحبتي أخي العزيز وشكرا على الشريط المبرهن على ما قلته منذ عامين بالتمام والكمال.

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      يعمل...
                      X