قصيدة الشاعر القدير محمد تاج الدين الطيبي عن القائد يوسف بن تاشفين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي قوادري
    عضو الملتقى
    • 08-08-2009
    • 746

    شعر عمودي قصيدة الشاعر القدير محمد تاج الدين الطيبي عن القائد يوسف بن تاشفين

    [BIMG]https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfa1/t31.0-8/s720x720/10608256_643987089060192_4458854008410118452_o.jpg[/BIMG]



    فحاتٌ أندلسيةٌ من لــِـثَــــام (ابنِ تاشفين).. !!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
    كتائبُُكَ الشَّمَّاءُ ترتَقِبُ الأمْرَا * وراياتُكَ (السوداء) تنتَقبُ النَّصْرا
    لك الليلُ في إجْفَالِهِ يَغبِطُ الضُّحَى * وللبَرِّ في مَرْسَاكَ أن يحسدَ البحْرا
    وتسْيارُكَ الميمونُ أزْهَرَ بالمنى * فألقَتْ ليالي البؤسِ عن مَتْنِها الإصْرَا
    وها تلك أجنادُ (المغاربِ) أسبلَتْ * على (العُدوة) الأدْنَى ملامحَها السُّمْرَا
    تضيق بها دنيا (المضيق) .. وهل رأتْ * كجندك أجنادا تمرُّ بها غَيـْرَى؟
    هنا (جبل الفتح) احتفى بك موعدا * تهيمُ به الأنفاسُ في (الضفة الأخْرَى)
    ومن بركات الغَزْوِ أن صار (شيخُهُ) * فتـى ضمّ في أجناده المدَّ .. والجَزْرَا؟
    وللمجد ما نال الزحوفَ من السُّرَى * وما قد رَوَى الإبحارُ عن (رجل الصَّحْرَا)
    لك الآن من (بحر الزقاق) خشوعُه * ومن شَيْبِكَ الأسْنَى به الخجلُ اسْتَشْرَى
    ولولا (لثامُ) العزِّ منكَ تخدَّرَتْ * غواربُه .. فاعْجَبْ له يعرفُ القدْرا
    وأمواجه منذ استَخَرْتَ تمهّدتْ * مُسَخَّرةً .. فاظفرْ بصَهْوتِها جسْرَا
    ويُمناكَ تبني الماءَ دَرْباً .. كما بَنَتْ * لساكِنَةِ البيداءِ (مُرّاكُشَ الحَمْرَا)
    (وسالتْ بأعناق الـمِطِيِّ..) سفائنٌ * وموعدُها الأبهَى (جزيرتُك الخضْرَا)
    كأنك في الإبحارِ تَرْمُقُ (طارقا) * وقد كمنَتْ خلف (المضيقِ) له البُشْرَى
    ترجّل عن متْن الصهيل فأشرقَتْ * مناكبُ تلك الأرض من حوله طُهْرا
    فأرسى بـ(وادي لَكّةَ) السجدَةَ التي * لها اكتنـزتْ أعيادُها (الفطر) و(النحرا)
    وبـ(ابن نصير) تستضيءُ قوافلٌ * تلاشت نوايا الغيِّ من دونها حَسْرَى
    هم الفاتحون الأولون .. توثَّبوا * فأهْدَوا إلى الإنسان (أندلسًا بِكْرَا)
    وآباؤهم جيلُ (الفتوحِ) ..صَحَابَةٌ * بهم دَوْرَةُ التاريخِ طَهّرَت الـمَجْرَى
    فهم قَصَرُوا عن دَارَةِ الشرقِ (قيصراً) * وفوق وَطِيسِ العِزِّ كَمْ كَسَرُوا (كِسْرَى)
    سلاما (أبا يعقوبَ) .. يا سيّدَ المدَى * ومَرْحَى لأقدار تُيَسِّرُك اليُسْرَى
    (جَزُولَةُ) أهدتْكَ (الإمامَ) .. فأجزلتْ * ويكفيكَ من ذكراهُ أن تنشُقَ العطرا
    لسيفك روحٌ .. لـ(ابنِ ياسين) نبضُها * وهِمَّتُه القَعْسَاءُ أنت بها أدْرَى
    به (ملةُ الإسلام) أَوْرَقَ يأسُها * فلا شاكرٌ يوفيه غيرُ (أبي الزهْرَا)
    لقلبك أَوْرَادُ (الرباط) .. وسرُّها * وللقَانِتِ الأوَّابِ أن يرشُفَ السِّرَّا
    و(صنهاجةُ) الهيجاءِ أنت سليلُها * و(لمتونةُ الأبرارِ) كنتَ لها الذّخْرَا
    وما هي إلا باسلٌ مهْدُهُ الوغى * وما هي إلا حرةٌ تُنجِبُ الـحُرَّا
    (أمازيغُ) هذا المغربِ الرَّحْبِ حينما * يزيغ لهم جارٌ يرون الكرَى كفرا
    أليسوا اللذين استنْـزَفوا كلَّ غاصبٍ * وشادوا لهم في كل شاهقةٍ وَكْرَا؟
    فهم كالنسور الحائمات على الحِمَى * ذوو نخوةٍ جبارةٍ تُـتْعِبُ النسرا
    بهم قادةُ (الفتحِ الشريفِ) تَعَثَّروا * ولولا سنا الإسلام لم يفتحوا شِبْرَا
    سلاما (أميرَ المسلمين) .. لقد شكتْ * (طليطلةُ) العَزْلاءُ من بؤسِها نُكْرا
    وقد مُسِخَتْ منها المآذنِ .. واكْتَوَتْ * فما يشهدُ المحراب ظُهْرا .. ولا عَصْرَا
    حواضرُ يحدوها الصريخُ .. وما لها * كـ(لبـَّيْكِ) إسعافٌ وأنت بها أحْرَى
    أمامك يا (سلطانُ) .. أندلسُ الهـوى* تَرَائبُها ملتاعَةٌ ترتجي السترا
    وكانت على مَرّ الزمان أبيةً * رؤومَ الحنايا لا تجوعُ .. ولا تَعْرَى
    كأنْ لم تكن فيها (أمَيَّةُ) دولةً * ولا (الداخلُ) الميمون أورثها الذكرَى
    ولا (الغافقيُّ) الفذُّ من قبلُ باسلا * وكم وطَّأتْ أنفالُهُ السهل ..والوعْرَا
    ولا (الناصر) الباني بـ(قرطبةَ) الشذى * بها شَاهِدُ التاريخ أطْرَبَ إذْ أطْرَى
    فكانت بها أزهَى العواصِمِ كالقُرَى * وكم شَادَ في أنحاء (زَهْرائها) قَصْرَا
    ولو أنها كانت عروسا لكوكبٍ * لما صلحت (روما) لبهجتها مَهْرَا
    و(جامعها) السامي .. و(قنطرةُ) العُلَى * فكم كان مفتونٌ بروعتها يُغْرَى
    ولـ(الحاجبِ المنصور) منها زُحُوفُه * وقد وثِقَتْ أقْصَى الثغور به دَهْرَا
    يحجّ العدَى حافينَ صوبَ بلاطه * وهيبتُهُ تهديهمُ النَّظَرَ الشَّزْرَا
    وها بعده تَذْرُو التراثَ (طوائفٌ) * وشتى الأفاعي حولها تُنْفُثُ الشَّرَّا
    تَشَرْذَمَت الدعوَى .. فكل (مدينةٍ) * أقامت من البلوى لها سائسًا غِرّا
    يُثيبُ الرعايا عهدَهُ .. فإذا خلا * تَمَطَّى لكي يقْتَاتَ في غَدِهِ الغَدْرَا
    تعذّر بالإكراه ..تبًّا للُؤْمِهِ * متى ارْتَضَت الأخلاقُ للمُكْرَه المَكْرَا؟
    وإن خافَ من أقرانه عَقَرَ الهُدَى * وإن أمِنَتْ أبوابُه عاقَرَ الخَمْرَا
    وما أشْهَرَ الأنيابَ كي يُرهِبَ العدَى * وكيف وذاك النَّخْبُ أورثَهُ النَّخْرَا؟
    وما سيقَ لـ(المنصور) من (جِزْيَة) العِدَى * يُرَدُّ فما يشْكُون خَسْفًا ولا خُسْرا
    و(قشتالةُ) العجفاءُ بعد ارتِكَاسِها * أعَدَّتْ لأبناء الحِمَى النَّابَ .. والظُّفْرَا
    وقد جاسَ (ألْفُونْسُو) خلال ديارهم * يسومُ الورى فيها وقاحتَهُ جَهْرَا
    أخو الشؤم ..عربيدُ الدُّجَى مُتَغَطْرِسٌ * عُـتُلٌّ .. ضئيلُ الروح مُرتَهَنٌ كِبْرا
    ووافتْكَ من تلك المدائنِ صرخَةٌ * وناشدَكَ (الإسلام) أن تُمْعِن السَّيْرَا
    فكان اسْمُكَ المغوارُ للقَرحِ بلسَمًا * به شُفِيتْ بعد الأسى اللغةُ الحَرّى
    فأوطنتَ هاتيكَ الربوعَ صوافِنًا * وأوطَأْتَ من جاسوا بها الدَّمَ .. والجَمْرا
    وللإبل الهَوْجَاء كالخيل هَبّةٌ * وخيلُ العدَى منها مُشَرَّدَةٌ .. سَكْرَى
    فجدَّدْتَ للإسلام إشراقَ سؤددٍ * وفي حَالِكِ الظلماءِ أوردْتَهُ الفَجْرا
    وكم عَبْرةٍ لولا (عبورُكَ) أورقَتْ * لساكبها ذلا.. ومُنْقَلَبًا مُرَّا
    وأرغَمْتَ (ألْفُونْسُو) .. وما زال سيفُه * يُعاتبه أَنْ لم يكنْ لَزِمَ الدَّيْرَا
    وحتى (ابنُ عباد) تَغَرَّبَ .. ما له * سوى قَدَرٍ أجْلاه عن قَصْره قَسْرَا
    ولولا نكالُ الأسْرِ ما طابَ ذِكْرُهُ * وضَنَّتْ به (أغْمَاتُ) أن يُشْبهَ الأسْرَى
    وكان اشْتَهَى (رَعْيَ الـجِمَال) فشاركتْ * (رُمَيْكِيّةُ) الأشجانِ أنفاسَهُ العُسْرَا
    أناملُها للطين .. والخدُّ شاحِبٌ * وكان بـ(يوم الطين) مُنْتَشِياً نَضْرا
    لـ(إشبيليا) منها الحنينُ ..ودمعةٌ * تُقَلِّدُها في جيدِها التُّرْبَ .. لا التِّبْرا
    لها الدُّرُّ ..كانت تقْتَنِيه قلائداً * وها هي من أجفانها تَذْرِفُ الدُّرَّا
    فلا شرفاتُ القصر مُتْرَعَةُ المنى * ولا هي من أستارها تُطْلِعُ البَدْرا
    لأندلسٍ يُتمُ الغياب كأنما الـ..ـمآسي على مأساتها أصبحت حِكْرَا
    فيا بهجة الدنيا وفردوسَها الذي * تشظَّى .. ومجدافُ الزمان به أزْرَى
    وأزْرَى به (الأغرابُ) يوم تكالبوا * وما شَدَّ (أعرابُ) الخنوع لها أزْرَا
    ويكفي الرعاعَ الـمُتخَمين خيانةً * بأن لهم من كل وَازِرَةٍ.. وِزْرَا
    وتبا لـ(عُبّاد الصليب) ..لـِخِسَّةٍ *لها في مدى الأيام أن تُوغِرَ الصدْرا
    فظائعُ تطويها السنينُ عن النُّهَى * فلو كُشِفتْ جُنّ الزمانُ بها قَهْرا
    سلاما (أميرَ المسلمين) ..فإنما * قُصَارَى كَلِيلِ الحرفِ أن يرتجي العُذْرَا
    وأيامُك الفيحاءُ مُتْرَعةُ السنا * وعمرُك ذاك (القَرْنُ) أكْرِمْ به عُمْرا
    لك الصوف سِرْبَالٌ .. وعيشُكَ (مُتْرَفٌ) * بسُقْيَا حليب النُّوقِ تَشْرَبُه نَزْرَا
    ولم تَشْكُ من (خبزِ الشعير) غَضَاضَةً * ولا التمر ِ.. هل جاعَ امْرُؤٌ عَرَفَ التَّمْرَا؟
    تُقَلّدكَ الشِّعْرَ الحَفِيَّ خواطري * ولي في خيالي أن أقلدَكَ (.. الشِّعْرَى)
    وللنثر أن يَنْثَالَ كالشِّعْرِ عَاطِرًا * لأطْرِزَ سَطْراً في سجاياك .. أو شطراً
    ولم تكُ ذاك المستبدَّ .. وإنما * لسيفك أن يَسْتَرْشِدَ الحَبْرَ .. والحِبْرَا
    تشاورُ من تدريه أصدقَ غَيْرةً * وأبعدَهم في كل نازلة غَوْرَا
    وخيرُ نساءِ (الغرب) عندكَ (زينبٌ) * حصيفةَ ذهنٍ إن بثَثْتَ له الأمْرَا
    به تُعْقَل الآراءُ عند شِرادها * وتُشْفَى به الألبَابُ .. والألْسُنُ الحَيْرَى
    ينوبُ عن الشُّورَى.. به توقدُ الرُّؤَى * فللغيب ما وَارَى .. وللرشد ما أَوْرَى
    و(زينبُ) أوْلَى أن تكونَ عرينَها * فـ(نَفْزَاوَةُ) الأحرار كانت لها خِدْرَا
    سلاما (أبا يعقوب) .. في الروح غصَّةٌ * وسِرْبُ الأماني لا يُباع .. ولا يُشْرَى
    يعزُّ على (الزلاقةِ) اليوم أنْ نَأَتْ * خيولُكَ ما عادتْ سنابِكُهَا تَتْرَى
    مآذِنُ (أهْرَامِ) الجماجِمِ عُطِّلَتْ * ومن دمها ما بات ذاك الثَّرَى ثَـرَّا
    ولم تبت الأشلاءُ تلتَحِفُ الدُّجَى * (وَلِيمَتُهَا) تَسْتَأنِسُ الوحشَ .. والطَّيْرَا
    يعزّ على (الزلاقة) اليوم غربةٌ * وناشئةٌ تُبدي لك الشكّ .. لا الشكرا
    لئن أغفلوا منك البطولةَ والتُّقَى * فكم ذكروا (زِرْيابَ) والوَتَرَ الوِتْرا
    وسوقُ (الجواري) قادَهُ كاتبو الـخَنا * فكم أتْرَعُوا كأسًا .. وكم هَصَروا خِصْرا
    وكم وَصفوا شَهْدَ الثغورِ وما جَنَى * على (الثغر) إلا من صَبَا وجنَى الثغْرَا
    يعزّ عليها حين يُغْمِدُكَ الثرى * وإن شَيَّدُوهُ قبةً .. وابْتَنَوْا قَبْرَا
    ولو عَرَفوا منك (الصَّلاحَ) توسَّلُوا * بتُرْبَتِك الفيحاءِ واستَمْطَرُوا القَطْرَا
    يعزّ على (الزلاقة) الضيمُ .. ما لها * كـ(حطينَ) أن تستوقفَ النشءَ .. والنَّشْرَا
    و(يوسُفُها) ما كان من دون (يوسفٍ) * له في العداة العَصْفُ .. والبطشَةُ الكبرى
    ولكنْ (صلاحُ الدين) للمشرق انتَمَى * له شَرَفُ (الأقصى) .. وتعويذةُ الـمَسْرَى
    (فلسطينُ..) إن ضاعتْ ففينا ادِّكَارُها * و(أندلُسُ) الأمـجاد مُثْخَنَةٌ هَجْرا
    ومهما تكن (للقدس) من قُدُسِيّةٍ * فإن ضياعَ (القُدس) أندلسٌ صُغْرَى
    الجزائر: 22 ربيع الأنور 1436 هـ الموافق: 13/1/2015م
    التعديل الأخير تم بواسطة علي قوادري; الساعة 14-01-2015, 15:47.
  • خالد سرحان الفهد
    شاعر وأديب
    • 23-06-2010
    • 2869

    #2
    مرحبا بك الشاعر علي قوادري ومرحبا بالشعر الخالد
    لي عودة بإذن الله تعالى
    مودتي
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100010660022520

    تعليق

    • خالد سرحان الفهد
      شاعر وأديب
      • 23-06-2010
      • 2869

      #3
      يعز علينا كثيرا أن نفتقد العظماء في زمن لاعظماء فيه
      قصيدة لها الاثر الاكبر في النفس
      قلادة على صدر القصيد
      تثبيت
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100010660022520

      تعليق

      • علي قوادري
        عضو الملتقى
        • 08-08-2009
        • 746

        #4
        شكرا جزيلا الراقي خالد
        القصيدة للشاعر الجزائري الدكتور محمد تاج الدين الطيبي
        ولزخمها ومحمولها التاريخي والابداعي أحببت أن أشارككم بها..
        محبتي.

        تعليق

        • خالد سرحان الفهد
          شاعر وأديب
          • 23-06-2010
          • 2869

          #5
          بالطبع أخي علي عرفنا من تعريفك بالعنوان
          الشكر الجزيل لك على هذه القصيدة الشاهقة واللفتة الكريمة جدا
          مودتي لك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100010660022520

          تعليق

          • ناظم الصرخي
            أديب وكاتب
            • 03-04-2013
            • 1351

            #6
            شكراً لهذا الإمتاع والجمال
            الأخ الغالي أ.علي قوادري
            تحية لذائقتك التي اختارت هذا القصيد المائز
            أعطر التحايا

            تعليق

            • محمد تمار
              شاعر الجنوب
              • 30-01-2010
              • 1089

              #7
              رائعة بارك الله فيك أخي علي وبارك الله في قائلها
              خالص مودتي
              التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي

              تعليق

              يعمل...
              X