تويت
دروس في علم العروض-الدرس الأول
بسم اللهِ الرحمنِ الرَحيْمِ
أبدأ بِشَرحِ الدرسَ الأوّلَ ضِمْنَ سِلسِلةِ (دُرُوسٌ فِي عِلْم العَرُوْضِ) مُسْتَنِداً عَلى أحْكَامِ العَالِمِ الوَرعِ الخَلِيلِ بْنِ أحْمَد يَرحمه الله ؛وأعتذرُ للأساتِذةِ الأفاضِلِ إنْ أقَعْ في سَهوٍ أو خَطأٍ في الشرْحِ سَائِلاً من المَولَى العَظيمِ العونَ والأجْرَ والفائدة لنا ولكم إنْ يَشأ ربي
الدرسُ الأول
وزنُ الشعر
أول وآخر مقومات الشعر ، هو الوزن . والشعْرُ أو القَرِيضُ أو القَصِيدُ : هو منظوم القول ، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية . والجمع أَشعارٌ ، وقائلُه شاعرٌ ، لِأَنَّه يَشْعُرُ ما لا يشْعُرُ غيره أَي يعلم .
اسم الشِّعْر :هو القَصِيد ، والقَرِيضُ والمحدود بعلامات لا يجاوزها ، والتقْرِيضُ صِناعتُه قال المنذر لعبيد بن الأَبرص حين أَراد قتله أَنشدني من قولك ، فقال عبيد : حال الجريض دون القريض ، فذهبت مثلا ، والجَرِيضُ الغَصَصُ و القَرِيضُ الشّعْرُ . وفي حديث الحسن : قيل له : أَكان أَصْحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَمْزَحُون قال : نعم و يَتقارَضُون أَي يقولون القَرِيضَ ويُنشِدُونَه .
والقَصِيدُ من الشِّعْر : ما تمَّ شطر أَبياته ، وقيل سمي قصيداً لأَنه قُصِدَ واعتُمِدَ . ولأَن قائله احتفل له فنقحه باللفظ الجيِّد والمعنى المختار ، وقالوا : شعر قَصِّدَ إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّبَ واجتُهدَ في تَجويدِه .
وتتألف القصيدة من أبيات شعرية . وبيت الشعر هو : كلام يتألف من قسمين يسمى كل قسم شطرأ أو مصراعاً ، تشبيها بمصراعي الباب ، المصراع الأول يسمى الصدر ، والمصراع الثاني يسمى العجز . آخر جزء من الصدر يسمى عروض ، وآخر جزء من العجز يسمى الضرب ، وما عدا العروض والضرب يسمى حشواً . وإذا تشابه العروض والضرب في الوزن والقافية سمي البيت مصرعاً ، وغالباً ما يكون في البيت الأول ، أو في البيت الذي يتغير موضوع القصيدة عنده فيأتي التصريع تنبيهاً وإخباراً .
ويسمى البيت الواحد يتيماً ويسمى البيتان نتفه ، وتسمى الثلاثة إلى الستة قطعة ، وتسمى السبعة فصاعداً قصيدة . وآخر ساكن في البيت الأول من القصيدة … إلى أقرب ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله يسمى : القافية مثل:
(مَزجتَ دمعا جرى من مقلةٍ بدمِ) فالقافية هي: ةٍ بدمِ
ولوزن شطر بيت الشعر نقوم بالخطوات التالية وهي :
أولاً – الكتابة العروضية : كتابة البيت كتابة عروضية ، وهي الكتابة المعتمدة على قاعدة اللفظ وليس الخط . مع وضع الحركات والسكنات على الحروف .
ثانياً – التقطيع العروضي : ويتضمن :
تقطيع البيت عروضياً ، بوضع رموز الحروف الساكنة والمتحركة ، فيرمز لكل حرف متحرك بخط مائل (\) ، ولكل حرف ساكن بصفر (o)
ونضع ما يقابل هذه الرموز من تفاعيل مناسبة بحيث تتطابق بحركاتها وسكناتها مع بيت الشعر بحركاته وسكناته .
ثالثاً – تحديد بحر الشعر : تحديد البحر الذي ينتمي إليه البيت بعد معرفة هذه التفاعيل . حيث لكل بحر تفاعيله الخاصة .
أولا: الكتابة العروضية :
تختلف الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية ، فالكتابة العروضية تقوم على أمر أساسي هو : ماينطق يكتب و مالا يُنطق لا يُكتب. أي أن تقطيع الشعر يجري على اللّفظ دون الخط . فما وجد في اللّفظ اعتدّ به في التقطيع ، ومالم يوجد في اللّفظ لم يعتدَّ به في التقطيع . فالقاعدة هي : أن ما ننطق به نعدّه حرفاً، وإنْ لم يكن مكتوباً ، وما لا ننطقُ به لا نعدُّه حرفاً وإن كان مكتوباً . وبناءً على هذه القاعدة فالوزن يهتم بالحرف المنطوق به فقط ، سواءً أكان مكتوباً أو غير مكتوب .
ويستدعي ذلك زيادة بعض الأحرف غير المكتوبة إملائيا ، وحذف أخرى . فيزاد مثلاً حرف على كل حرف مشدد ، ويقلب التنوين إلى حرف النون ، وتزاد ألف في بعض أسماء الإشارة ، وألف بعد المد ، و واو المد في بعض الاسماء ، ويزاد حرف للحركة في بعض الكلمات إذا أشبعت مثل هاء الضمير وميم الجماعة وروي القافية . كما تحذف مثلا همزة الوصل ، والياء والألف من أواخر حروف الجر المعتلة وياء المنقوص وألف المقصور
والإشباع يعنى أن نضيف حرفاً يجانس حركة الحرف الأخير أي أن نضيف ألفاً إذا كان الحرف متحركاً بالفتح وأن نضيف ياءً إذا كان محرك بالكسرة أو واواً إذا كان محرك بالضم .
الواجب اليومي:
س1: سمّ الأبيات التالية ؛
فَوَافَيْنَاهُمُ مِنّا بِجَمْعٍ ==كَأُسْدِ الغابِ: مُرْدانٍ وَشِيبِ
أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ ==عَلى الأعْدَاءِ في وهج الحُروبِ
بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ ==وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ
بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها ==بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ
فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً ==وعتبة َ قدْ تركنا بالجبوبِ
وشيبة َ قدْ تركنا في رجالٍ == ذوي حسبٍ، إذا نسبوا، نسيبِ
يناديهمْ رسولُ اللهِ، لما ==قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ
ألمْ تَجِدُو حديثي كانَ حَقَّاً، ==وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ
فَما نَطَقُوا، ولَو نَطَقوا لَقالوا:== صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ
س2؛حدد قافية البيت:
مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ، ==والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ
س3؛
قطّع الأبيات أدناه:
إذا رأيْت نيوْب الّيْث بارزةً ===فلا تظنَّنَّ أنّ الّيْث يبْتسمُ
----
بانتْ سعاد فقلْبيْ اليوْم متْبوْلُ===متيّمٌ إثْرها لمْ يفْد مكْبوْلُ
بسم اللهِ الرحمنِ الرَحيْمِ
أبدأ بِشَرحِ الدرسَ الأوّلَ ضِمْنَ سِلسِلةِ (دُرُوسٌ فِي عِلْم العَرُوْضِ) مُسْتَنِداً عَلى أحْكَامِ العَالِمِ الوَرعِ الخَلِيلِ بْنِ أحْمَد يَرحمه الله ؛وأعتذرُ للأساتِذةِ الأفاضِلِ إنْ أقَعْ في سَهوٍ أو خَطأٍ في الشرْحِ سَائِلاً من المَولَى العَظيمِ العونَ والأجْرَ والفائدة لنا ولكم إنْ يَشأ ربي
الدرسُ الأول
وزنُ الشعر
أول وآخر مقومات الشعر ، هو الوزن . والشعْرُ أو القَرِيضُ أو القَصِيدُ : هو منظوم القول ، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية . والجمع أَشعارٌ ، وقائلُه شاعرٌ ، لِأَنَّه يَشْعُرُ ما لا يشْعُرُ غيره أَي يعلم .
اسم الشِّعْر :هو القَصِيد ، والقَرِيضُ والمحدود بعلامات لا يجاوزها ، والتقْرِيضُ صِناعتُه قال المنذر لعبيد بن الأَبرص حين أَراد قتله أَنشدني من قولك ، فقال عبيد : حال الجريض دون القريض ، فذهبت مثلا ، والجَرِيضُ الغَصَصُ و القَرِيضُ الشّعْرُ . وفي حديث الحسن : قيل له : أَكان أَصْحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَمْزَحُون قال : نعم و يَتقارَضُون أَي يقولون القَرِيضَ ويُنشِدُونَه .
والقَصِيدُ من الشِّعْر : ما تمَّ شطر أَبياته ، وقيل سمي قصيداً لأَنه قُصِدَ واعتُمِدَ . ولأَن قائله احتفل له فنقحه باللفظ الجيِّد والمعنى المختار ، وقالوا : شعر قَصِّدَ إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّبَ واجتُهدَ في تَجويدِه .
وتتألف القصيدة من أبيات شعرية . وبيت الشعر هو : كلام يتألف من قسمين يسمى كل قسم شطرأ أو مصراعاً ، تشبيها بمصراعي الباب ، المصراع الأول يسمى الصدر ، والمصراع الثاني يسمى العجز . آخر جزء من الصدر يسمى عروض ، وآخر جزء من العجز يسمى الضرب ، وما عدا العروض والضرب يسمى حشواً . وإذا تشابه العروض والضرب في الوزن والقافية سمي البيت مصرعاً ، وغالباً ما يكون في البيت الأول ، أو في البيت الذي يتغير موضوع القصيدة عنده فيأتي التصريع تنبيهاً وإخباراً .
ويسمى البيت الواحد يتيماً ويسمى البيتان نتفه ، وتسمى الثلاثة إلى الستة قطعة ، وتسمى السبعة فصاعداً قصيدة . وآخر ساكن في البيت الأول من القصيدة … إلى أقرب ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله يسمى : القافية مثل:
(مَزجتَ دمعا جرى من مقلةٍ بدمِ) فالقافية هي: ةٍ بدمِ
ولوزن شطر بيت الشعر نقوم بالخطوات التالية وهي :
أولاً – الكتابة العروضية : كتابة البيت كتابة عروضية ، وهي الكتابة المعتمدة على قاعدة اللفظ وليس الخط . مع وضع الحركات والسكنات على الحروف .
ثانياً – التقطيع العروضي : ويتضمن :
تقطيع البيت عروضياً ، بوضع رموز الحروف الساكنة والمتحركة ، فيرمز لكل حرف متحرك بخط مائل (\) ، ولكل حرف ساكن بصفر (o)
ونضع ما يقابل هذه الرموز من تفاعيل مناسبة بحيث تتطابق بحركاتها وسكناتها مع بيت الشعر بحركاته وسكناته .
ثالثاً – تحديد بحر الشعر : تحديد البحر الذي ينتمي إليه البيت بعد معرفة هذه التفاعيل . حيث لكل بحر تفاعيله الخاصة .
أولا: الكتابة العروضية :
تختلف الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية ، فالكتابة العروضية تقوم على أمر أساسي هو : ماينطق يكتب و مالا يُنطق لا يُكتب. أي أن تقطيع الشعر يجري على اللّفظ دون الخط . فما وجد في اللّفظ اعتدّ به في التقطيع ، ومالم يوجد في اللّفظ لم يعتدَّ به في التقطيع . فالقاعدة هي : أن ما ننطق به نعدّه حرفاً، وإنْ لم يكن مكتوباً ، وما لا ننطقُ به لا نعدُّه حرفاً وإن كان مكتوباً . وبناءً على هذه القاعدة فالوزن يهتم بالحرف المنطوق به فقط ، سواءً أكان مكتوباً أو غير مكتوب .
ويستدعي ذلك زيادة بعض الأحرف غير المكتوبة إملائيا ، وحذف أخرى . فيزاد مثلاً حرف على كل حرف مشدد ، ويقلب التنوين إلى حرف النون ، وتزاد ألف في بعض أسماء الإشارة ، وألف بعد المد ، و واو المد في بعض الاسماء ، ويزاد حرف للحركة في بعض الكلمات إذا أشبعت مثل هاء الضمير وميم الجماعة وروي القافية . كما تحذف مثلا همزة الوصل ، والياء والألف من أواخر حروف الجر المعتلة وياء المنقوص وألف المقصور
والإشباع يعنى أن نضيف حرفاً يجانس حركة الحرف الأخير أي أن نضيف ألفاً إذا كان الحرف متحركاً بالفتح وأن نضيف ياءً إذا كان محرك بالكسرة أو واواً إذا كان محرك بالضم .
الواجب اليومي:
س1: سمّ الأبيات التالية ؛
فَوَافَيْنَاهُمُ مِنّا بِجَمْعٍ ==كَأُسْدِ الغابِ: مُرْدانٍ وَشِيبِ
أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ ==عَلى الأعْدَاءِ في وهج الحُروبِ
بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ ==وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ
بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها ==بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ
فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً ==وعتبة َ قدْ تركنا بالجبوبِ
وشيبة َ قدْ تركنا في رجالٍ == ذوي حسبٍ، إذا نسبوا، نسيبِ
يناديهمْ رسولُ اللهِ، لما ==قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ
ألمْ تَجِدُو حديثي كانَ حَقَّاً، ==وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ
فَما نَطَقُوا، ولَو نَطَقوا لَقالوا:== صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ
س2؛حدد قافية البيت:
مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ، ==والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ
س3؛
قطّع الأبيات أدناه:
إذا رأيْت نيوْب الّيْث بارزةً ===فلا تظنَّنَّ أنّ الّيْث يبْتسمُ
----
بانتْ سعاد فقلْبيْ اليوْم متْبوْلُ===متيّمٌ إثْرها لمْ يفْد مكْبوْلُ
تعليق