طلبت منه زوجته أن يحضر بعض السمك لوجبة الغداء ، فقد مر وقت طويل لم يأكلوه ، وقد ملوا الطبخ . . .
في صبيحة يوم الجمعة ، التقط مفاتيح سيارته ، تبعه الصغار يريدون مرافقته وهم يهللون : بابا بابا خذنا معك وعيونهم الصغير تنبض بالبراءة المطلقة
حاول منعهم .
ألحوا عليه .
ضعف أمام نظراتهم البريئة ، اصطحب ثلاثة منهم ،واستثنى الآخرين
ركب الجميع في السيارة وأدار مفتاح التشغيل وانطلق نحو حسبة السمك في مرفأ الصيادين . .
المياه هنا عميقة ، وتتلاطم أمواجها مع حافة رصيف المرفأ ، وفي الحافة بعض القوائم الحديدية المتهالكة بفعل الصدأ
أوقف السيارة باتجاه البحر قرب القوائم ، ولكون الجو رطب وحار جدا ، أبقى زجاج الأبواب مغلقا حتى يستمتع الأطفال بالهواء المكيف في الداخل ، قال لهم ابقوا هادئين لا يعبثن أحد بشيء في السيارة حتى أعود ، ودغدغ أصغرهم قائلا ً: سمك .. سمك
اتجه نحو البسطات وفكره يتقلب على منظر أسماك مشوية على الجمر وأخرى مبهرة بالبهارات الهندية تقليها أم العيال فكاد لعابه يسيل
تقدم لبسطة تغص بأنواع عديدة من الأسماك الطازجة متفحصا بعضها بأصابعه وعينيه .
تصارخ الناس فجأة وتسابقوا ناحية البحر .
التفت فلم يجد لسيارته أثراً . .
طار لبه وأحس أن حرارة عالية تلفح فروة رأسه وهو يشاهد الناس يتقافزون إلى ماء البحر بملابسهم لمحاولة إنقاذ من بداخل السيارة
بدأ صاحبنا يصرخ كالمجنون وما لبث أن ألقى بنفسه في البحر وراح يلطم الماء بذراعيه فهو لا يجيد السباحة ، ثم بدى وكأنه يغرق
أخرجه بعض الرجال من الماء وهو يهذي . . .أطفالي . . . أطفالي
يبدو أن أحد الأطفال عبث بذراع المكابح فأبطلها فاندفعت للأمام واقتحمت القوائم المذكورة فهوت إلى البحر بمن فيها
بدأ بعض مع غطسوا بالصعود لضيق التنفس ، والبعض يعيد الكرة مرة ومرة
ولأن الأبواب مغلقة والماء يضغط بشدة عليها من الخارج للداخل فلم يستطع أحد فتحها .
. . خرج كل الذين غطسوا دون إنقاذ أحد .
أحد الخارجين من الماء يصرخ بأعلى صوته ، مات الأطفال أمامي خنقا . . .


في صبيحة يوم الجمعة ، التقط مفاتيح سيارته ، تبعه الصغار يريدون مرافقته وهم يهللون : بابا بابا خذنا معك وعيونهم الصغير تنبض بالبراءة المطلقة
حاول منعهم .
ألحوا عليه .
ضعف أمام نظراتهم البريئة ، اصطحب ثلاثة منهم ،واستثنى الآخرين
ركب الجميع في السيارة وأدار مفتاح التشغيل وانطلق نحو حسبة السمك في مرفأ الصيادين . .
المياه هنا عميقة ، وتتلاطم أمواجها مع حافة رصيف المرفأ ، وفي الحافة بعض القوائم الحديدية المتهالكة بفعل الصدأ
أوقف السيارة باتجاه البحر قرب القوائم ، ولكون الجو رطب وحار جدا ، أبقى زجاج الأبواب مغلقا حتى يستمتع الأطفال بالهواء المكيف في الداخل ، قال لهم ابقوا هادئين لا يعبثن أحد بشيء في السيارة حتى أعود ، ودغدغ أصغرهم قائلا ً: سمك .. سمك
اتجه نحو البسطات وفكره يتقلب على منظر أسماك مشوية على الجمر وأخرى مبهرة بالبهارات الهندية تقليها أم العيال فكاد لعابه يسيل
تقدم لبسطة تغص بأنواع عديدة من الأسماك الطازجة متفحصا بعضها بأصابعه وعينيه .
تصارخ الناس فجأة وتسابقوا ناحية البحر .
التفت فلم يجد لسيارته أثراً . .
طار لبه وأحس أن حرارة عالية تلفح فروة رأسه وهو يشاهد الناس يتقافزون إلى ماء البحر بملابسهم لمحاولة إنقاذ من بداخل السيارة
بدأ صاحبنا يصرخ كالمجنون وما لبث أن ألقى بنفسه في البحر وراح يلطم الماء بذراعيه فهو لا يجيد السباحة ، ثم بدى وكأنه يغرق
أخرجه بعض الرجال من الماء وهو يهذي . . .أطفالي . . . أطفالي
يبدو أن أحد الأطفال عبث بذراع المكابح فأبطلها فاندفعت للأمام واقتحمت القوائم المذكورة فهوت إلى البحر بمن فيها
بدأ بعض مع غطسوا بالصعود لضيق التنفس ، والبعض يعيد الكرة مرة ومرة
ولأن الأبواب مغلقة والماء يضغط بشدة عليها من الخارج للداخل فلم يستطع أحد فتحها .
. . خرج كل الذين غطسوا دون إنقاذ أحد .
أحد الخارجين من الماء يصرخ بأعلى صوته ، مات الأطفال أمامي خنقا . . .



تعليق