تصفحت كتاب الغربال لاديب المهجر ميخائيل نعيمة ...فجلت بين حناياه وارتويت من عيون بساتينه وحدائقه ...حتى اتيت على احدى رباه ..فاذا بها فيض هائل من التعابير .واحنيت بتلك الجداول والسواقي واذا بي يشدني اليها "نقيق الضفادع" ولاني انعم بهذا اللحن الشجي وابتهالات هذه الجماهيرالتي تسبح بكرة واصيلا....الا اني امتثلت لما يلوح اليه هذا الاديب الناقد حين كان يستخف بكتاب عصره وزمانه ويحتقر مابدى منهم من هزيل الادب وضعف نقاده وراح يجعل من هتافهم تشبيها"بنقيق الضفادع" واريد ان اذهب باخي القاريء الى حيث استمد من السنة التاريخ وما احبرته تلك الاقلام التي تفيض بما يكنه وجدان الاوائل فاذا بها تبعث فينا من الخيالات والمقاييس مالا استطيع له ضبطا ولا اتزانا ...وفوجئت بانما الحكمة البالغة قد تتحول الى نقمة سابغة وداء الخلقة ليس كداء الخلق اذ ان الاولى قد نال فيها الطب مقدرته وتشرف بتقويمها وتصقيلها في حين ان داء الخلق قد عجز فيه الطب والاستطباب اذ لا مجال للمبادرة !!وان كان الاديب نعيمة يئن لما يخطه هؤلاء وما تغص به جوارحهم على السنة المحابر انما هو ضوضاء تثير في النفس قلقا يشوب الفكر وينعت الروح بالخمول ويضاهي الغير ببريق خادع ...حتى تلاشت الروح الادبية وانطوى فيها ذاك المبتغى الرفيع .
ليت شعري لو ان نعيمة حي يرزق لاتى الى عالم يعج بحشرجة الخنافس حيث تكبلت الحروف وشلت قواها حيث تعطلت العبارة وتقيدت خلف معناها بل حيث خرس الحق في سفوح الحناجر وحل محله الخداع والسخرية وانهزمت كل ذات صاغية للاهات فتربع الافلاس بالافكار وساد التحجر وعربدت الخيبة ونذالتها بارجاء النفوس .
قد تذهب بك الظنون مذاهب شتى ويجنح بك الخيال الى ابعاد بلا حدود وفضاءات بلا محطات ويخوض بك في محيطات بلا شواطيءوبحار ليس لها حدود لا يتبادرن الى ذهنك ان الخنافس امر هين فلا يجدي نفعا ولا ضرااذ لو تمعنت مليا لايقنت انها تبعث في الروح سموما فتاكة تطمس كل جميل فمفعولها في لغة الابرياء كمفعول البراغيث في جلد النائم .والاغرب من هذا حين تستحوذ على ذاك الخيط الرفيع من طيبتك لتتربع على شيمك وفضائلك فيروق لها ان تسحق مافيك من قواعد التربية واصول الحكمة لتمزقها اربا اربا ...تبا لها من خنافس تجتاح جواهر الادمية لتشيع جنازة الضمير ليستكين في مواطن دفينة يموت فيها نبل الشعور وتنشل بها كل حركة تنبعث من سماحة الروح وشرف الانسانية ..لقد تلاشت سلوكيات المروءة الى حيث تحجب عن كل سبيل يهتدى به لما هو انبل وارقى ..اين نحن من هذا الوجود الذي يختبيء فيه ويتوارى وراء اوابد الوحوش اليس هذا الاستهتار الذي دب فيه الملل دبيب الصهباء ووصمه وصمة النذلاء فانسلخ من عهد السلام وطغى عليه الجهل والغرور وتضرع لخلطاء السوء .
ان قمة الانسانية لا تتارجح بين المد والجزر ذلك لانها تمتثل في كيان الانسان افان هوت من عزها وبواطن قواها همت بالفرار الى حيث تسلط عليها المد الجارف فسيطر على موازينهاوعبث بمزاياها .
تمت
...
ليت شعري لو ان نعيمة حي يرزق لاتى الى عالم يعج بحشرجة الخنافس حيث تكبلت الحروف وشلت قواها حيث تعطلت العبارة وتقيدت خلف معناها بل حيث خرس الحق في سفوح الحناجر وحل محله الخداع والسخرية وانهزمت كل ذات صاغية للاهات فتربع الافلاس بالافكار وساد التحجر وعربدت الخيبة ونذالتها بارجاء النفوس .
قد تذهب بك الظنون مذاهب شتى ويجنح بك الخيال الى ابعاد بلا حدود وفضاءات بلا محطات ويخوض بك في محيطات بلا شواطيءوبحار ليس لها حدود لا يتبادرن الى ذهنك ان الخنافس امر هين فلا يجدي نفعا ولا ضرااذ لو تمعنت مليا لايقنت انها تبعث في الروح سموما فتاكة تطمس كل جميل فمفعولها في لغة الابرياء كمفعول البراغيث في جلد النائم .والاغرب من هذا حين تستحوذ على ذاك الخيط الرفيع من طيبتك لتتربع على شيمك وفضائلك فيروق لها ان تسحق مافيك من قواعد التربية واصول الحكمة لتمزقها اربا اربا ...تبا لها من خنافس تجتاح جواهر الادمية لتشيع جنازة الضمير ليستكين في مواطن دفينة يموت فيها نبل الشعور وتنشل بها كل حركة تنبعث من سماحة الروح وشرف الانسانية ..لقد تلاشت سلوكيات المروءة الى حيث تحجب عن كل سبيل يهتدى به لما هو انبل وارقى ..اين نحن من هذا الوجود الذي يختبيء فيه ويتوارى وراء اوابد الوحوش اليس هذا الاستهتار الذي دب فيه الملل دبيب الصهباء ووصمه وصمة النذلاء فانسلخ من عهد السلام وطغى عليه الجهل والغرور وتضرع لخلطاء السوء .
ان قمة الانسانية لا تتارجح بين المد والجزر ذلك لانها تمتثل في كيان الانسان افان هوت من عزها وبواطن قواها همت بالفرار الى حيث تسلط عليها المد الجارف فسيطر على موازينهاوعبث بمزاياها .
تمت
...