
لن تحرق مدينتنا ... ولن تتبعثر دموع الأمهات فيها .. ولن تصبح الذكريات جريحة موجعة حد الشهقة المميتة ... سأبعثر أشلاء الفرح فيها .. لتولد من جديد ابتسامة أمواج طفل يبحر وصولا للشاطئ البعيد ...
سأضم إلى صدري كل إخواني وادفيء أوراق الحب التي ما كانت يوما وقودا للعابثين .. سأنفض غبار الغضب المنتشر في كل مكان .. وسنكمل قصتنا الأولى .. برغم حروف ملتهبة .. سأمسك شعلة من نار وأحرق الشيطان الرجيم الذي يتغلغل في مسامات الطغيان وهمجية الظالمين ... لن تتعب عروس الوطن الكبير .. وستظل تغني للحاضرين أغنية البقاء برغم الحصار ... أغنية الوجود برغم انعدام الأمل .. أو اقترابه من الموت ..
نعم .. تحرق مآقينا دموع الحزن .. لكنني سأنجب طفلي الأول والثاني والقادم بعد ألف ... وانثره في شذى الحب والود ... وستولد ألف ابتسامة ... وسنبني مدينتنا برغم رماد يتناثر فوق سماء وطن يحلم بالحرية ...
يا صديقي ...
هل أزعجتك أمنياتي ... هل آلمك صبري .. أنا يا سيدي هو ذاك الفلسطيني صاحب هذه الأرض .. أنا من سلالة هذا الشعب الطيب ... هذا الصمود الذي لا ينتهي ... وصمتي هو الكبرياء .. وثورتي لا تعرف اليأس .. ولم تخلق لنا رايات الذل البيضاء ... لن نستسلم ... برغم الحصار والجوع والفقر وآلة الطغيان وحقد الأعداء ... لن نستسلم ... ولن نبيع الأرض .. ولن نفرط ..
سأهتف صبرا .. صبرا .. صبرا ..
فبعد ضيق الحال سيولد الخلاص ...
لا تحرق أوراقك أخي ... أكتب فوقها .... صامدون فوق هذا الأرض ... باقون ... باقون ..
ارسم ابتسامتك فوق شفاه الصغار .. أحرق عذابات الليل .. وأضيء نور الإيمان في فناء القلب ... في عمق الوجدان .. وأمضي على بركة الله ... فلا الليل يبقى ... ولا السجان يبقى .... الله هو الباقي وهو المنتقم الجبار ...
تعال نكمل حياتنا ... ونكتب .. غزة يا عالم لن تموت ... وستبقى شوكة في حلق الاستعمار ... هذا وعد الله .. والله لا يخلف وعده ... وانه والله الانتصار ....
بقلم : د. مازن أبويزن
5-8-2008
تعليق