ها أنا
لسيد يوسف مرسى
ها أنا مازلت ماض
كسيل ينحدر من عل
معاق بزبد رابي
في أثر الزمان أدور
أقلب وجهي
لا تغرني الأشكال
غير عابئ بالألوان
جبالي جالسة
فلا يعفر وجهي تراب
تلف الرياح ثوبي بعض حين
وترعش عنق فكري
والزمن مفردات
مفردة مرت بثبات
ومفردة جثمت وسكنت بين التباب
ومفردة في صحن منخل
كالدقيق يسقطه الارتعاش
أو عود هش هوى في إغماءة
جرى الرياح
*****
في نفق السكون
ظلم وظلال
من يجلس في الظل باهت
ومن يسكنه الظلم في ظلام
في خيمة الظلم
بيت
لبناته أحرف من جماجم
علي صفحة وجهه
عينان
وصور حيكت
تشعبت فيها الألوان
وكثير من صخر وحصى
حط على كتف الزمان
*****
للفضاء سقف يدعى السماء
فوق الرأس في المداد
وأنا كعصفور همجي
يغبطني الاعتلاء
والأرض تحت قدمي حبلة
وقليل من ثبات
عودة للتجلد
ما أنا بميت
فما قيظ أو جفاف أو صديد
يصعد بين جنبات ضلعي
شئ اسمه الأنين
مازلت في صحن السكون
في رجاء المدى
ألفََ جسر
ألُفُ جسدي
وصوتي كالرعد
لقد تأرق الليل جفنه
وها أنا في صحو السكون
كصخر في بيداء الزمان
فأين معولك
وأمسك بكل عزيمتك
وصح وزأر زئر الأسود
وأصنع ما بدى لك
سترى أنك أنت الخواء
فلن تسمع!
ومن يرومك ؟
ومن يجيب ؟
أما أنا ؛؛؛؛؛؛؛!!
فكما تراني
مازلت قيد الوجود