شعر للأطفال.. مكابرة سائق مغرور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزى إسماعيل
    أديب وكاتب
    • 20-01-2015
    • 42

    شعر للأطفال.. مكابرة سائق مغرور

    مكابرة سائق مغرور
    قالت السيارة لسائقها فيما يشبه الحلم
    أيها السائق لما تزيد من السرعة!!
    ألا تخاف أن تسقط
    فى حفرة أو ترعة
    وتلقى بنفسك صرعة
    قال السائق : أننى سائق ماهر
    فى سباق السيارات شاطر
    فكيف أدع لسائق أن يتقدم
    وهو مازال يتعلم
    قالت : أيها المغرور
    لا يتملكك الغرور
    ففى العجلة الندامة
    وفى التأنى السلامة
    قال : أننى لم أضيع وقتى
    وأنا مازلت فى عز مجدى
    أجمع من ورائها المال
    وأكون ثروة عال
    تكيل بالمكيال
    قالت : أنك تظهر الشطارة
    وتخالف بجنانك الإشارة
    حتى تفقد السيارة
    وتمنى بالخسارة
    قال : أنك تحمل أرواح
    لا يهمك إلا جمع المال وكسب الأرباح
    وتسير بهم على الطريق
    والطريق ربما يضيق
    فتفاجئ بسيارة
    وأنت لا تملك المهارة
    وتخونك القيادة
    ولم يكن لك السيادة
    فتصتدم بها
    وتقدى نحبها
    أيها السائق قف !!
    وللوراء لف
    فلا تكن مصروع
    وأنك تسير فى الممنوع
    وسر فى السليم بخشوع
    قال : أننى سائق فى المهنة قديم
    خمسة وعشرون عاما فى السليم
    وأنك تعشق الطيش
    وأنت تعول جيش
    فاتحين أفواههم
    يطلبون منك حقهم
    وإمرأة زوجة
    تدعى خدوجة
    تطلب منك الإنفاق
    وأنت بغرورك لا تطاق
    إذا أصتدمت وكسرت عظامك
    فمن يتولى طعامك
    ومن يطعم غلامك
    فالطريق ليس له حبيب
    وهو موحش ومهيب
    وليس له كبير
    فكن خذر بالتعليمات
    وتحلى بالثبات
    ولا تكن ثرثار الكلام
    حتى تصل إلى مقصدك بسلام
    وكن حذر
    لتتجنب الخطر
    فبات تلك الليلة فى حلم عميق
    يزفر بزفير وشهيق
    وقام من نومه
    حتى أرتدى ثوبه
    لا يدرى كيف يسير ولا يجد للحلم تفسير
    ركب سيارته
    ليبين شطارته ومهارته
    وطار كجناحى الطير
    فاصتدم بلورى كبير
    وأصيب بكسور
    فاستلقى ممدا على السرير
    راح فى غيبوبة
    يتنفس بصعوبة
    وعاودت له السيارة فى المنام
    تذكره بنفس الكلام
    بعد أن ثبتت له الأيام
    عرف أنه مكابر
    وكان على حياته مقامر
    فاق بعد مده
    يعانى من مرضه بشدة
    فحمد الله
    الذى نجاه
    من هول الحادثة
    التى كادت أن تكون كارثة
    ووجد السيارة محطمة
    وكأنها وضعت فى مفرمة
    فقرر ألا يرجع إلى السيارة
    حتى ولو عادت مثل الطيارة
    سيبيعها فى سوق الخردة
    ويشترى بثمنها قرده
    فيلعب بها بهلوان
    للحبايب والخلان
    ويجوب بها الشوارع
    وهو بهذا الفن بارع
    يبنى حياته من جديد
    هو والقردة أيد فى أيد
    * *
  • فوزى إسماعيل
    أديب وكاتب
    • 20-01-2015
    • 42

    #2
    شعر للاطفال .. مأساة حمار

    مأساة حمار
    قال الحمار لحمَّاره
    لما أخترتنى من بين الحمير..؟
    وأنت تبحث فى الحظير
    قال الحمّار: لأنك ناضج وكبير
    وعاقل وغير ماكير
    قال : وكيف عرفت أنى غير ماكير
    قال : جربتك بحمل ثقيل
    وسيرت بك على طريق طويل
    فلا رفست رفسه
    ولا أعضدت عضة
    فعرفت أنك حمار أمين
    ذو جسم بدين وغير لئيم
    ولست بأثيم
    قال : أحسنت الأختيار
    لكن منك محتار
    قال : ولما الحيار..!!
    وأنت بألف حمار
    لا يختارك إلا الشطار
    فلك صنم ضخم
    مكسو كله باللحم
    لم يظهر من بدنك العظم
    وأذنان مترطقتان
    تسمع بهما نهيق الحيوان
    وأنفك ذو شم بعيد
    تعرف بهما من هو بغيض
    ولك عينان
    كبيرتان وواسعتان
    ترى بهما الشيطان
    والمارد والجان
    ولك أربعة أرجل
    تدور بهما كالبرجل
    عجب الحمار من وصف الحمَّار
    وعلى ذلك معه صار
    يفكر كيف يفعل به صاحبه
    المعروف بغلاظة شاربه
    ربطه الحمَّار
    فى فساحة الدار
    وأوصى عليه الجار
    حتى يسافر إلى بلدته
    ليحضر أهله وعزوته
    ونسى الجار
    الإهتمام بالحمار
    فظل يعلوا من نهيقه
    والحى لا يطيقه
    حتى أجتمعوا فى دار أحدهم
    وأقترحوا بأنهم يتركونه
    ولا يقربونه
    ولم يقترحوا بأن يأخذونه
    مع حمارهم
    يربونه عندهم
    من غلاء البرسيم
    الذى غلا مليم
    وخافوا أن ينزل أرضهم
    فاجتمعوا مرة ثانية
    وأقترحوا أن يأخذونه
    أسرة غانية
    يرعونه
    وظلوا على ذلك المنوال
    وكأن الحمار محتال
    له مواصفات عظيمة
    ذو جودة متينة
    وله فوائد ذو قيمة
    يحمل الأثقال
    إلى مسافات طوال
    بعيدة الأميال
    وأنه قادر على صعود الجبال
    من يرى هذه الصفات
    تناسبه
    فيهم عنده بالأبيات
    حتى يأتى صاحبه
    ففروا الناس عنه
    وأعرضوا وهربوا منه
    ووقف الحمار فى الحظير
    وهو محزن وحسير
    إلى مايقرب من نصف شهر
    فبكى من شدة القهر
    وبدا كالأشباح
    لا يكف عن النحيب والنواح
    ورجع الحمَّار
    وسأل عنه الجار
    فقال : كان ذو نهيق
    لا يترك أبدأ الزعيق
    ففر منا
    وهو فى مكان لا يبعد عنا
    ذهب الحمَّار إلى الحظيرة
    وجده مختمر كالخميرة
    سأله ما بك ياحمار
    قال : لقد أهملنى صديقك الجار
    ولم يطعمنى من طعام
    حتى أشتد بى الألام
    ونخر الوهن منى العظام
    ومرت علىّ الأيام
    دون أكل و طعام
    أخذه الحمَّار
    ووضع أمامه النبات
    وأكل الحمار
    ينعم باللذات
    وأكل فى نهم
    وقد تلاشى منه الهّم
    ورجع بجسم ضخم
    حتى تهلل الصباح
    فأخذ الحمار بالصياح
    يشكر الحمَّار
    لأنه أحسن الأختيار
    فقرر أن يصون له الأسرار
    ولكن كيف يصون الأسرار
    وهو حمار
    يعمل تحت يد حمَّار
    * *

    تعليق

    يعمل...
    X