تويت
حينها كان الإغواء يناديه للصعود،سلم خشبي يهتز كلما صعد عليه أحد العمال،ولكن قلبه كان يخفق بشدة لأكتشافه،يصعد العمال لأكمال بناء سقف الطابق الثاني،وهو لم يصعد أبدا،ولد في دور أرضي،قال لوالدته سيذهب لشراء بعض الحلوي،كانت تصنع الشاي للعمال،يتذكر أول يوم حين أتي العمال وصنعوا السلم من بعض عمدان الخشب،أربعة أعمده ثبتوهم بثلاث قطع خسب صغيرة وكل قطعة ثبتوها عرضياً بأربعة مسامير،أمالوا هذا السلم علي الجدار وصعدوا،مهتزين يتراقص تحت أرجلهم السلم،ولكنه الصعود،طلب أكثر من مره من والديه أن يصعد،رفضوا بشدة حتي والده لم يقدر علي الصعود،ولكنه يشعر بالأغواء،شمس الظهيرة تطل من أعلي،سلم خشبي،العمال يأكلون في ساعة الغداء،لا أحد هنا والوضع مهيأ للصعود،ذهب إلي هناك،تحرر من حذائه،ثم بدأ الصعود،قلبه يخفق،أخبر نفسه "لا تنظر إلي الأسفل وستصل"،خطوة فالأخري قلبه يهوي،شعور بالرهبة،"لم يسبقك أحد فلتكمل"،يكاد قلبه يتحطم من الغبطة،وصل إلي الخشبة الأولي،ثبت قدميه عندها،أخذ نفساً عميقا نظر إلي الأعلي إلي الأسفل،شعر بالرهبة،خطوة أخري وبدأ الخوف يسيطر عليه،يشعر بالدوار،شعر ولو أن الخشبة الثانية علي بعد ألف خطوة،طفل لم يتجاوز الخامسة طفل يريد أن يكتشف العالم،فكر في والده سيعنفه لا شك،والدته ستنظر إليه تلك النظرة التي تحزنه،ولكنه الصعود،بعد أن توقف يفكر في كل هذا،وتساقطت حبات العرق،أتبع نظره سقوطها،قال ماذا لو سقطت الأن،يخفق قلبه،خطوة أخري يهتز السلم تحت قدميه،يرفع قدمه اليمني الثقيلة ليصل إلي الخشبة الثانية المنتصف،يأخذ نفساً عميقا،أيها البطل أقتربت كثيراً،ينظر إلي الأعلي،الشمس تزعج عينيه ولكن من لا يريد أن يصل يوماً إلي أبعد من الشمس،يستجمع قواه الصغيرة،يمسح حبات عرقه يرفع قدمه اليمني ثم اليسري كاد أن يصل،تقدم بثبات خطوة أخري،يشعر أنه علي وشك الأنفجار،ماذا يضير العالم لو وصلت،يبدأ في بكاء خفيف،دموع تتساقط،يكاد يصرخ يتذكر والدته العمال والده،يشعر بالموت يأن من الوجع،خطوة واحدة تتبقي،السلم الخشبي يهتز تحت قدميه،ولكنه الوصول،يمسح دموعه وحبات العرق ينظر إلي الأعلي،يتمتم كما علمته أمه يارب،يقفز مغمض العينين،يصل،ويختفي كل شئ،حين أستيقظ من النوم لم يتذكر إلا شيئا وحداً الوصول،تعاتبه أمه بنظراتها،يعنفه أباه،ينسي كل ذلك ويبكي،لا من الحزن ولكنه الوصول !!
تعليق