المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب
مشاهدة المشاركة
الأستاذ حسن.
لو الشاعر بدر شاكر السياب ومعه نازك الملائكة خامرهما ما ساورك لما قامت قائمة لقصيدة الشعر الحر وما اخترقت شهرتها الآفاق.. و المجابهةَ الضروسَ لها من قبل أنصار وسدنة القصيدة العمودية...
ولو لم يغامرْ يوسف إدريس وآخرين واكتسحوا مضمار القصة القصيرة ثم أجهزوا على بعض تمظهراتها ؛ الموروثة عن بنية القص القديم وما حفلت به التوراة والقرآن الكريم وكل ما اتى شعرا مخلدا على الألواح الطينية ، دون توا بثها لما كان جسمُ القصة القصيرة بهذا التشكيل وذي الصورة المعبرة عن وجهة كل فريق من خلال تصوره لها وتمثله لإخراجها.
اخذت وُجهتك، واخترت سمتْك ـ يا سيدي ـ فلا تهتم بالمعيبين ، او حتى تكترث بهم ما دام إيمانك بصواب وسداد انتهاجك... وإني لعلى يقين انك ستتغير من تلقاء ذاتك ـ دون أن تشعر بذلك ـ تحت وطأة الأفكار المتجددة واختمار التجارب المتعددة .
لا ثوابت في القص ! وحسبك تاريخه ومساره دليلا بل أكثر من هذا ! أما تجد ان كل قصة تفرض عليك منهجا ما، تنحوه وكأنها هي التي تقودك تتحكم فيك وفي اسلوبك وبيانك...؟ اما تحس ان كل قصة ذات خالصة لذاتها لا تقاسم مثيلاتها عندك إلا الحروف مفرغة من معانيها..؟
لا إدريس الخوري صنوا للزفزاف رغم انهما مخيض مرحلة واحدة ولا محمد صوف وعز الدين التازي ندين كقيمة مطلقة في مجال القص.
الأولان عصاميان صنعتهما بروباغندا حزب الاتحاد الاشتراكي فلمعت الأول وجعلته يتربع على عرش المرحلة بامتياز وهمشت الثاني رغم انه كان بارعا أكثر من الأول، اما الثانيان فهما نتاج الأستاذية والممارسة الفعلية في مجال التدريس العالي، ورغم ذلك التمييز فصل بينهما فطاف بالثاني ع.الدين بين افلاك القص وأبقى على محمد صوف كقاص عاد في حين أنه مبدع ـ اجده ـ اكثر من الثاني يشجي ويمتع.
عليك أن تسلم أن نظرتنا للأشياء تختلف باختلافنا.
فهل سائق الحمار يتمثل الطائرة كجسم متحرك كما يتمثلها ميكانكي السيارت ؟ وهل ذا الأخير له نفس الرؤية الخاص بالطيار أو تقنييها ؟ قطعا لا... شيء واحد ورؤى متعددة لتعدد الخلفيات وزوايا الرؤية لذا وذاك ، فلا غرابة إذا ولا غضاضة إن موضوع ما افتك غيرنا بكارته أن نعود إليه ونسبر أغواره على طريقتنا ووفق رؤيتنا...
لا اعرف كيف تعاني من هذا وأنت تؤمن به... وتؤمن بسداد رؤيتك فيه... !
ليت ذا وحده ما يعتمل في داخلك ، فأنت تجد ـ ايضا ـ حتى طرق تواصلنا الحديثة لا تخدم تواصلنا بصورة فضلى ، لعلك تجد الرسائل تصل مشوشة ، ولا تنقل بصدق أحاسيسنا كما لو كنا خارج عالمنا الافتراضي.
لا اظن ذلك يا سيدي فالمرسل بشخصيته من يتحكم في الرسالة لتصل، وعلى علاتها إلى المستقبل دون اي نقصان او زيادة فقد يستثمر الحاذق الوسائل المتوفرة ويبتدع طرقا لاستغلالها أيما استغلال ليوفق...فلو كانت وسائل الاتصال كليلة عاجزة لما وصل بعض المرضى للإيقاع ببعض البلداء وحتى النبهاء... !
ويكفيني هنا دليلا مقنعا هنا هو انت ذاتك...الم تقل في إحدى مداخلاتك ما يلي :
لدى الكتابة قدرة فريدة على نقل مشاعر الشخصيات وتشويق القارئ ...( مداخلة لك تحت نص القاصة عبير هلال)
فحسب قانون ارسطو
يمكن ان نقول أن الكتابة آلية تواصل وبما انا في عالم الافتراضي ننتهج الكتابة أدة لتواصلنا.
وبما انك قلت اعلاه : لدى الكتابة قدرة فريدة على نقل مشاعر الشخصيات وتشويق القاريء
نجزم أن العالم الافتراضي لا يلغي وجداننا ولا بعدنا الإنساني .
فحين نكون متواصلين عبر وسيلة عصرية ما، لا شيء يتغير خلالها سوى انتقالنا من بعد حقيقي إلى آخر زئبقي لا سلطة لنا عليه في حين تبقى روح التواصل وقيمته ثابتتين...فلا مجال إذا ـ يا استاذي ـ للقلق مادامت حمولتنا الفكرية والانفعالية تصل إلى الطرف الثاني كاملة غير منقوصة.
الأديب حسن لشهب ..أول يوم داخلتك ـ ربما عبر نص الحقيبة ـ..لم اك أعرفك..ولم أك اتخيل أن يتمطط ذاك الحبل القصير الرابطنا لحظتها ليصل إلى هذا المستوى الذي نحن عليه الآن ؛ فمن عاداتي أن أنفعل تلقائيا عندما يستفزني نص ما بأسلوبه ورصانته ، أو حين المس شخصية كاتبه من خلال حروفه و كلماته ؛ فأخط حرفيا أثره علي وأحاول أن أقرأه قراءة نقدية فأفكك شفرته وأستجلي مجاهله وأظهره خفاياه وجمالياته...
وابدا أجدني تسكنني نفس الحالة عند قراءة نصوصك، إن لها سحرا خاصا وجمالية متميزة تذكرني نصوص محمد المخزنجي ويوسف إدريس المصريين.
فاعلم إذا... انك تستحق الأستاذية في القص ولن ينازعك فيها منازع ، ,اني حين اثنيت لم اكن مجاملا ..بدليل ان كلماتي كانت تاتي تحت نصوصك رقراقة وكأنها تتغذى من طاقة إبداعك...
أخيرا
أيام غيابك عن المنتدى كنت قد انهيت كتابة قصة كبيرة تضارع رواية ، وكنت أطمع ان تعطيَني رايك فيها لكن شاءت الظروف أن تكون بعيدا كما شاءت ـ ايضا ـ أن لا أنشرها في هذا المنتدى تحديدا .
هي تحت عنوان ( وداعا سانتا ماريا ) مجزاة إلى جزئين تجدها على صحيفة الفكر...سوف اثبت اسفله رابط الصفحة حيث ستجد أيضا عنواني الاليكتروني، وارجو أن تخط عبره ما بدا لك كارتسامات ، ولك مني صادق الود والاحترام
http://www.alfikre.com/authors.php?id=846
تعليق