أربع دقائق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حدريوي مصطفى
    أديب وكاتب
    • 09-11-2012
    • 100

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
    تغمرني بثناء أتمنى أن أستحقه أخي مصطفى ولا أخفيك أنه مصدر تحفيز لمزيد من الاجتهاد والتجريب ففضاء القصيرة ساحر وممتد قدر امتداد وخصوبة حياة الإنسان . وأعجب أحيانا لمن يعيب على كاتب أنه طرق موضوعا متداولا أو استخدم تقنية ليست جديدة.
    أتصور أن المواضيع مهما كانت قديمة وحتى تقنية الكتابة تبقى اختيارا حرا للكاتب بل هي مندرجة بالضرورة في سياق تجريبي يتفاعل فيه القديم بالمحدث لأن الرؤى الإنسانية متعددة بتعدد هذا الإنسان ومتغيرة بتغير شروط حياته. وهذا لا يلغي عناصر التلقي والتي يتفاعل ضمنها الذاتي بالموضوعي.
    إنها معادلة معقدة يا صديقي في إطار فضاء التواصل الالكتروني والذي يلغي وجدان أطراف التواصل كلها وبعدها الإنساني. فأي سبيل نسلك؟ وأي أسلوب هو الأكثر ملاءمة بين المتكلمين؟ ألا تكون اللغة نفسها مصدرا لسوء الاستخدام و الفهم والتأويل...؟
    ألا تشكل هذه الوضعيات التواصلية أحيانا حالات من القلق المبرر منه وغير المبرر؟ وما السبيل لاعتماد ضوابط متوافق عليها لتيسير الحوار وتجاوز معوقاته؟
    أسئلة كثيرة تراودني وأنا أخاطبك أخي مصطفى...
    أردت مشاركتك هذا القلق ....
    أملي أن لا أكون قد أثقلت عليك . عذرا إن حصل ذلك .
    أشعر أنني أخاطب صديقا وأديبا يفهم ما أعنيه .
    شكرا لسعة صدرك.
    كن بخير.

    الأستاذ حسن.

    لو الشاعر بدر شاكر السياب ومعه نازك الملائكة خامرهما ما ساورك لما قامت قائمة لقصيدة الشعر الحر وما اخترقت شهرتها الآفاق.. و المجابهةَ الضروسَ لها من قبل أنصار وسدنة القصيدة العمودية...
    ولو لم يغامرْ يوسف إدريس وآخرين واكتسحوا مضمار القصة القصيرة ثم أجهزوا على بعض تمظهراتها ؛ الموروثة عن بنية القص القديم وما حفلت به التوراة والقرآن الكريم وكل ما اتى شعرا مخلدا على الألواح الطينية ، دون توا بثها لما كان جسمُ القصة القصيرة بهذا التشكيل وذي الصورة المعبرة عن وجهة كل فريق من خلال تصوره لها وتمثله لإخراجها.
    اخذت وُجهتك، واخترت سمتْك ـ يا سيدي ـ فلا تهتم بالمعيبين ، او حتى تكترث بهم ما دام إيمانك بصواب وسداد انتهاجك... وإني لعلى يقين انك ستتغير من تلقاء ذاتك ـ دون أن تشعر بذلك ـ تحت وطأة الأفكار المتجددة واختمار التجارب المتعددة .
    لا ثوابت في القص ! وحسبك تاريخه ومساره دليلا بل أكثر من هذا ! أما تجد ان كل قصة تفرض عليك منهجا ما، تنحوه وكأنها هي التي تقودك تتحكم فيك وفي اسلوبك وبيانك...؟ اما تحس ان كل قصة ذات خالصة لذاتها لا تقاسم مثيلاتها عندك إلا الحروف مفرغة من معانيها..؟
    لا إدريس الخوري صنوا للزفزاف رغم انهما مخيض مرحلة واحدة ولا محمد صوف وعز الدين التازي ندين كقيمة مطلقة في مجال القص.
    الأولان عصاميان صنعتهما بروباغندا حزب الاتحاد الاشتراكي فلمعت الأول وجعلته يتربع على عرش المرحلة بامتياز وهمشت الثاني رغم انه كان بارعا أكثر من الأول، اما الثانيان فهما نتاج الأستاذية والممارسة الفعلية في مجال التدريس العالي، ورغم ذلك التمييز فصل بينهما فطاف بالثاني ع.الدين بين افلاك القص وأبقى على محمد صوف كقاص عاد في حين أنه مبدع ـ اجده ـ اكثر من الثاني يشجي ويمتع.
    عليك أن تسلم أن نظرتنا للأشياء تختلف باختلافنا.
    فهل سائق الحمار يتمثل الطائرة كجسم متحرك كما يتمثلها ميكانكي السيارت ؟ وهل ذا الأخير له نفس الرؤية الخاص بالطيار أو تقنييها ؟ قطعا لا... شيء واحد ورؤى متعددة لتعدد الخلفيات وزوايا الرؤية لذا وذاك ، فلا غرابة إذا ولا غضاضة إن موضوع ما افتك غيرنا بكارته أن نعود إليه ونسبر أغواره على طريقتنا ووفق رؤيتنا...
    لا اعرف كيف تعاني من هذا وأنت تؤمن به... وتؤمن بسداد رؤيتك فيه... !
    ليت ذا وحده ما يعتمل في داخلك ، فأنت تجد ـ ايضا ـ حتى طرق تواصلنا الحديثة لا تخدم تواصلنا بصورة فضلى ، لعلك تجد الرسائل تصل مشوشة ، ولا تنقل بصدق أحاسيسنا كما لو كنا خارج عالمنا الافتراضي.
    لا اظن ذلك يا سيدي فالمرسل بشخصيته من يتحكم في الرسالة لتصل، وعلى علاتها إلى المستقبل دون اي نقصان او زيادة فقد يستثمر الحاذق الوسائل المتوفرة ويبتدع طرقا لاستغلالها أيما استغلال ليوفق...فلو كانت وسائل الاتصال كليلة عاجزة لما وصل بعض المرضى للإيقاع ببعض البلداء وحتى النبهاء... !
    ويكفيني هنا دليلا مقنعا هنا هو انت ذاتك...الم تقل في إحدى مداخلاتك ما يلي :
    لدى الكتابة قدرة فريدة على نقل مشاعر الشخصيات وتشويق القارئ ...( مداخلة لك تحت نص القاصة عبير هلال)
    فحسب قانون ارسطو
    يمكن ان نقول أن الكتابة آلية تواصل وبما انا في عالم الافتراضي ننتهج الكتابة أدة لتواصلنا.
    وبما انك قلت اعلاه : لدى الكتابة قدرة فريدة على نقل مشاعر الشخصيات وتشويق القاريء
    نجزم أن العالم الافتراضي لا يلغي وجداننا ولا بعدنا الإنساني .
    فحين نكون متواصلين عبر وسيلة عصرية ما، لا شيء يتغير خلالها سوى انتقالنا من بعد حقيقي إلى آخر زئبقي لا سلطة لنا عليه في حين تبقى روح التواصل وقيمته ثابتتين...فلا مجال إذا ـ يا استاذي ـ للقلق مادامت حمولتنا الفكرية والانفعالية تصل إلى الطرف الثاني كاملة غير منقوصة.
    الأديب حسن لشهب ..أول يوم داخلتك ـ ربما عبر نص الحقيبة ـ..لم اك أعرفك..ولم أك اتخيل أن يتمطط ذاك الحبل القصير الرابطنا لحظتها ليصل إلى هذا المستوى الذي نحن عليه الآن ؛ فمن عاداتي أن أنفعل تلقائيا عندما يستفزني نص ما بأسلوبه ورصانته ، أو حين المس شخصية كاتبه من خلال حروفه و كلماته ؛ فأخط حرفيا أثره علي وأحاول أن أقرأه قراءة نقدية فأفكك شفرته وأستجلي مجاهله وأظهره خفاياه وجمالياته...
    وابدا أجدني تسكنني نفس الحالة عند قراءة نصوصك، إن لها سحرا خاصا وجمالية متميزة تذكرني نصوص محمد المخزنجي ويوسف إدريس المصريين.
    فاعلم إذا... انك تستحق الأستاذية في القص ولن ينازعك فيها منازع ، ,اني حين اثنيت لم اكن مجاملا ..بدليل ان كلماتي كانت تاتي تحت نصوصك رقراقة وكأنها تتغذى من طاقة إبداعك...
    أخيرا
    أيام غيابك عن المنتدى كنت قد انهيت كتابة قصة كبيرة تضارع رواية ، وكنت أطمع ان تعطيَني رايك فيها لكن شاءت الظروف أن تكون بعيدا كما شاءت ـ ايضا ـ أن لا أنشرها في هذا المنتدى تحديدا .
    هي تحت عنوان ( وداعا سانتا ماريا ) مجزاة إلى جزئين تجدها على صحيفة الفكر...سوف اثبت اسفله رابط الصفحة حيث ستجد أيضا عنواني الاليكتروني، وارجو أن تخط عبره ما بدا لك كارتسامات ، ولك مني صادق الود والاحترام

    http://www.alfikre.com/authors.php?id=846
    التعديل الأخير تم بواسطة حدريوي مصطفى; الساعة 09-01-2017, 01:25.
    بت لا أخشى الموت منذ عرفت أن كل يوم بل كل لحظة يموت شيء مني

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #17
      لك ملمح مميز أستاذي حسن
      وخلال الدقائق المعدودة التي كنت هنا فيها ما بين السماء و البحر
      أو بين الماء و الماء كما رأيت
      و أنا أردد بيني و نفسي أستاذي حسن كان قريبا من المخزنجي أم جوجول أو ساروت ؟
      و لكن ايماءة طريفة أتت بك من خلال نصوص قرؤتها لك قالت
      أنك تنتهج حالة قد تتقارب معالمها و تتباعد مع غيرها من حالات و لكنها ليست هي
      و معشوقتنا القصيرة بنفس راضية و قلب مفتوح تضم التجارب الناضجة و القوية بامتنان و شوق
      و لا تغض عنها عنها الطرف مهما تباعدت في الجغرافيا أو الأزمنة

      تحياتي أيها المبدع الإنسان
      sigpic

      تعليق

      • حسن لشهب
        أديب وكاتب
        • 10-08-2014
        • 654

        #18
        أستاذي ربيع
        شرف لي أن أحضى بمتابعتك وإشادتك ، وأتمنى صادقا أن نرقى بكتابتنا الى مستوى يعبر فعلا عن مدى استيعاب القصة القصيرة لخصوبة التجربة الإنسانية وتعددها واختلافها ومن المؤكد أن ما ينتجه العديد من الإخوة الأدباء من أدب راق ورصين مثل الأستاذ فطومي وحضرتك والاستاذ نور الدين العطار وعبد الرحيم التدلاوي وٱخرين لا يتسع المقام لذكرهم وهو ما يجعلنا بالفعل مطمئنين لمستقبل الأدب العربي.
        شكرا لك أستاذي
        لك التقدير والمحبة

        تعليق

        • حسن لشهب
          أديب وكاتب
          • 10-08-2014
          • 654

          #19
          وأنا أتصفح ما دونه الإخوة من تعليقات حول هذا النص المتواضع انتبهت لسهوي عن الرد على تعليقك المشجع .أرجو صادقا أن تقبلي اعتذاري وأسفي عن هذا السهو غير المقصود .
          شكرا أستاذة عبير على كلماتك الطيبة التي أرجو أن أستحقها .
          كوني بخير أستاذتي المحترمة.
          التعديل الأخير تم بواسطة حسن لشهب; الساعة 20-07-2017, 10:40.

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #20
            لاأدري كيف نقلت كل هذا الشجن لروحي
            كأني كنت معك في هذه الرحلة
            أربعة دقائق لاأكثر كانت تساوي الكثير
            عساها الخامسة أن تأتي وأكثر
            نص جميل
            سرد شفاف أخذني
            باقات ياسمين لك
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • حسن لشهب
              أديب وكاتب
              • 10-08-2014
              • 654

              #21
              هو الامتلاء بالعشق حد الثمالة ما يجعل الزمن خاضعا لإيقاع الشعور ومستسلما لقوته .
              شكرا لمرورك وتفاعلك.
              كوني دائما بخير.

              تعليق

              يعمل...
              X