بين الماء و صحاف الشواطئ
يتبّل درويش أشواقنا
على رحى الفتنة
لنطلقها آهة ..
تنهيدة اضطرارية
: " من أنا لأقول لكم " *
من أنتم لتقولوا لهم .. و لي
سبع سمان
و نهر مكتوى
غرفة لما تزل تنكس فوضاها
من أنفاسي
أشلاء جنوني
معاركي الخاسرة
و الريح و الشعر يأخذان بناصيتي
ككذبة رائجة
و بعض بقايا من قهوة الصبح اللاذعة !
من أنا لأقول لكم
ومن أنتم لأقول لكم
بعدما خلفتموني و حيدا
في حفرة و عدوي
يستبيح حصتي
في الهواء
العراء
التراب
معنى النجاة
وتلك الطمأنينة التي يقافز بها الوعل
دون أن يفقد إحدى عينيه
في مراقبة شجون الطريق
تركت تدبير" السيناريو "
عند الالتباس
و انتظرت طويلا
علكم تنتهون إليّ
أنتهي إليكم
فما بالكم على بطون إصحاحاتكم
تقتلون النبي
و التابعين ؟
من أنا لأقول لكم ..
و أنتم ....؟
انتم المخاض والجناة العاثرون
كنت و نرسيس
على ذات اللوح العائم
تخاطفته قطرة مجنونة
و تخاطفتني امرأة تسقي الموج
بنات سحرها
فخ على خط متعرج
كنت في ذيله الفضفاض
ألون شجر الماء بين أنفاس ساحرة
و يشرب قطرته بين ترنح الذائب
وزحف الرائن
الشاطئ مجذوب
يعلق البحر عناقيد كهرمانية
يرتق بالفضة ثقوب التواريخ
ليسيل بين المدى
بلا ضفاف
بين النشوة و التجلي
ارتقى .....
و ارتقيت ..
بوحي الكمنجات في أنامل الماء
فمن أنا لأقول لكم
عن أناي... المهجورة ما بين الماء
و صحاف الشواطئ ؟!
* " من أنا لأقول لكم" من قصيدة ( لاعب النرد) : محمود دروبش
تعليق