رنين الذكريات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سفيان الحسن
    أديب وكاتب
    • 25-11-2011
    • 80

    رنين الذكريات

    .


    1.
    من على شرفتي كنت أرمق رذاذ المطر يبلل زقاق الحي ونقراته الساحرة ترسل صداها الهامس،لم أكن أدرك يومها شيئا عن المطر غير الدفء المنبعث من موقد البيت ورائحة الطعام الساخن تنعش برد الشتاء القارس.


    كنا نجتمع أمام الموقد نلف أجسادنا الصغيرة بلحاف سميك يقينا قسوة البرد،
    ونلح في شقاوة على أبي لكى يقص علينا بعض القصص، كان يستسلم لنا في خضوع أبوي يخفي خلفه قوة جارفة، ليقص علينا قصصه التي كانت أشبه بحلم نسكن تفاصيله ونعيشه حرفاحرفا، شرفتي التي ارقب بها قدوم أبي في ليالي الشتاء من عمله اقرب لحضن المدفأة ،فكنت أسابق الجميع للفوز بمكان متقدم بجوار أبي وقصصه.



    كان الشتاء طويلا له بداية وليس له نهاية ،فكنا نعيش الحكايا ونحفظ تفاصيلها الشيقة،


    لم تنتهي قصص ابي ابدا فقد كانت طويلة بما يكفي لتحضن شغفنا فكنا نطالبه بان يعيدها علينا ولا تكتمل القصة ابدا فقبل نهايها نكون قد استسلمنا للنوم ...وتعود الصفحة للبداية


    كتاب ساحر ترسمه شفاه ابي التي كانت تروي القصة وكانها شاشة تلفزيون تجسد لنا افلام كرتون شيقة نغوص فيها ولا نمل من اعادة المقطع ولملمة شتات شخوصه..


    ابي كان يعود مساءا من عمله، فكنا ننتظره حتى يشرق كالشمس من بين الازقة الملتوية في حينا العتيق، وما ان نسمع وقْع خطواته حتى نتسابق لحضنه فيضمنا ويحتضن شوقنا. لم اكن أذكر بعدها شيء، فقط هناك كانت تختفي المشاهد ولا يبقى غير ابي يحملنا بين ذراعيه الواسعتين كانها تمتد لتحضن كل العالم معنا، نستمتع بدقات الزمن وهو يختصر المسافة من الزقاق الى البيت وصوت امي تطالبنا بالكف عن المشاغبة ...
    يغتسل ثم يصلي ويتناول طعام العشاء ثم يتجه صوب غرفته فيجدنا قد اصطففنا كأنناجنود تنتظر اوامر الهجوم يفتح غرفته فننسل بكل هدوء




    يوم رحل أبي أصبحت شرفة البيت التي كنت ارقب منها قدومه بائسة لا حياة فيها، حتى صدى المطر لم يعد غير صخب بلا روح وغدا البيت بعده مسكونا بالصمت لا قصص فيه غير الذكريات تروي حركاته وسكناته، تفرقت الأرواح هائمة في أتون الزمن وأصبح الموقد قطعة بالية تحن إلى الأجساد الصغيرة تستدفئ فيه من برد الشتاء.

    .
    التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الحسن; الساعة 03-03-2015, 14:50.
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    جميل و أكثر
    تقديري ..



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • جلال داود
      نائب ملتقى فنون النثر
      • 06-02-2011
      • 3893

      #3
      تحياتي الأستاذ / سفيان الحسن

      النص يجمع بين أطراف القص والخاطرة.
      هناك بعض الأخطاء التي أرجو أن تتلافاها قبل إضافة النص ، والتي سأقوم بتصحيحها هنا باللون الأحمر :

      ****



      من على شرفتي كنت أرمق رذاذ المطر يبلل زقاق الحي ونقراته الساحرة ترسل صداها الهامس،لم أكن أدرك يومها شيئا عن المطر غير الدفء المنبعث من موقد البيت ورائحة الطعام الساخن تنعش برد الشتاء القارس.


      كنا نجتمع أمام الموقد نلف أجسادنا الصغيرة بلحاف سميك يقينا قسوة البرد،
      ونلح في شقاوة على أبي لكى يقص علينا بعض القصص، كان يستسلم لنا في خضوع أبوي يخفي خلفه قوة جارفة، ليقص علينا قصصه التي كانت أشبه بحلم نسكن تفاصيله ونعيشه حرفا حرفا، شرفتي التي ارقب بها قدوم أبي في ليالي الشتاء من عمله اقرب لحضن المدفأة، فكنت أسابق الجميع للفوز بمكان متقدم بجوار أبي وقصصه.



      كان الشتاء طويلا له بداية وليس له نهاية ،فكنا نعيش الحكايا ونحفظ تفاصيلها الشيقة،


      لم تنتهي قصص ابي ابدا فقد كانت طويلة بما يكفي لتحضن شغفنا فكنا نطالبه بان يعيدها علينا ولا تكتمل القصة ابدا فقبل نهايها نكون قد استسلمنا للنوم ...وتعود الصفحة للبداية


      كتاب ساحر ترسمه شفاه ابي التي كانت تروي القصة وكانها شاشة تلفزيون تجسد لنا افلام كرتون شيقة نغوص فيها ولا نمل من اعادة المقطع ولملمة شتات شخوصه..


      ابي كان يعود مساءا من عمله، فكنا ننتظره حتى يشرق كالشمس من بين الازقة الملتوية في حينا العتيق، وما ان نسمع وقْع خطواته حتى نتسابق لحضنه فيضمنا ويحتضن شوقنا. لم اكن أذكر بعدها شيء، فقط هناك كانت تختفي المشاهد ولا يبقى غير ابي يحملنا بين ذراعيه الواسعتين كانها تمتد لتحضن كل العالم معنا، نستمتع بدقات الزمن وهو يختصر المسافة من الزقاق الى البيت وصوت امي تطالبنا بالكف عن المشاغبة ...
      يغتسل ثم يصلي ويتناول طعام العشاء ثم يتجه صوب غرفته فيجدنا قد اصطففنا كأننا جنود تنتظر اوامر الهجوم يفتح غرفته فننسل بكل هدوء




      يوم رحل أبي أصبحت شرفة البيت التي كنت ارقب منها قدومه بائسة لا حياة فيها، حتى صدى المطر لم يعد غير صخب بلا روح وغدا البيت بعده مسكونا بالصمت لا قصص فيه غير الذكريات تروي حركاته وسكناته، تفرقت الأرواح هائمة في أتون الزمن وأصبح الموقد قطعة بالية تحن إلى الأجساد الصغيرة تستدفئ فيه من برد الشتاء.

      ***
      أكرر ، النص جميل ، فقط أرجو المراجعة قبل الإضافة

      تعليق

      • ادريس الحديدوي
        أديب وكاتب
        • 06-10-2013
        • 962

        #4
        سرد جميل يشد القارئ إلى نهايته.
        خاطرة يغلب عليها القص لكنها شفافة المعنى و نقية الاحساس
        مودتي و تقديري
        ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

        تعليق

        • سفيان الحسن
          أديب وكاتب
          • 25-11-2011
          • 80

          #5
          يشرفني مرورك اخي الفاضل

          تعليق

          • سفيان الحسن
            أديب وكاتب
            • 25-11-2011
            • 80

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
            تحياتي الأستاذ / سفيان الحسن

            النص يجمع بين أطراف القص والخاطرة.
            هناك بعض الأخطاء التي أرجو أن تتلافاها قبل إضافة النص ، والتي سأقوم بتصحيحها هنا باللون الأحمر :

            ****



            من على شرفتي كنت أرمق رذاذ المطر يبلل زقاق الحي ونقراته الساحرة ترسل صداها الهامس،لم أكن أدرك يومها شيئا عن المطر غير الدفء المنبعث من موقد البيت ورائحة الطعام الساخن تنعش برد الشتاء القارس.


            كنا نجتمع أمام الموقد نلف أجسادنا الصغيرة بلحاف سميك يقينا قسوة البرد،
            ونلح في شقاوة على أبي لكى يقص علينا بعض القصص، كان يستسلم لنا في خضوع أبوي يخفي خلفه قوة جارفة، ليقص علينا قصصه التي كانت أشبه بحلم نسكن تفاصيله ونعيشه حرفا حرفا، شرفتي التي ارقب بها قدوم أبي في ليالي الشتاء من عمله اقرب لحضن المدفأة، فكنت أسابق الجميع للفوز بمكان متقدم بجوار أبي وقصصه.



            كان الشتاء طويلا له بداية وليس له نهاية ،فكنا نعيش الحكايا ونحفظ تفاصيلها الشيقة،


            لم تنتهي قصص ابي ابدا فقد كانت طويلة بما يكفي لتحضن شغفنا فكنا نطالبه بان يعيدها علينا ولا تكتمل القصة ابدا فقبل نهايها نكون قد استسلمنا للنوم ...وتعود الصفحة للبداية


            كتاب ساحر ترسمه شفاه ابي التي كانت تروي القصة وكانها شاشة تلفزيون تجسد لنا افلام كرتون شيقة نغوص فيها ولا نمل من اعادة المقطع ولملمة شتات شخوصه..


            ابي كان يعود مساءا من عمله، فكنا ننتظره حتى يشرق كالشمس من بين الازقة الملتوية في حينا العتيق، وما ان نسمع وقْع خطواته حتى نتسابق لحضنه فيضمنا ويحتضن شوقنا. لم اكن أذكر بعدها شيء، فقط هناك كانت تختفي المشاهد ولا يبقى غير ابي يحملنا بين ذراعيه الواسعتين كانها تمتد لتحضن كل العالم معنا، نستمتع بدقات الزمن وهو يختصر المسافة من الزقاق الى البيت وصوت امي تطالبنا بالكف عن المشاغبة ...
            يغتسل ثم يصلي ويتناول طعام العشاء ثم يتجه صوب غرفته فيجدنا قد اصطففنا كأننا جنود تنتظر اوامر الهجوم يفتح غرفته فننسل بكل هدوء




            يوم رحل أبي أصبحت شرفة البيت التي كنت ارقب منها قدومه بائسة لا حياة فيها، حتى صدى المطر لم يعد غير صخب بلا روح وغدا البيت بعده مسكونا بالصمت لا قصص فيه غير الذكريات تروي حركاته وسكناته، تفرقت الأرواح هائمة في أتون الزمن وأصبح الموقد قطعة بالية تحن إلى الأجساد الصغيرة تستدفئ فيه من برد الشتاء.

            ***
            أكرر ، النص جميل ، فقط أرجو المراجعة قبل الإضافة
            شكرا لك وبارك الله فيك على التصحيح والنصيحة ...ارجو ان تتحملوا وجودي بينكم فبضاعتي في الادب قليلة وتخصصي في الحياة جعلني مجرد هاوي يتعلم منكم والعاشق لا يلام عن عشقه ان مال في هوى اميرة العلوم وزهرة الفنون ولو كانت بعيدة المنال صعبة النوال جزاكم الله خيرا

            تعليق

            • سفيان الحسن
              أديب وكاتب
              • 25-11-2011
              • 80

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركة
              سرد جميل يشد القارئ إلى نهايته.
              خاطرة يغلب عليها القص لكنها شفافة المعنى و نقية الاحساس
              مودتي و تقديري
              بارك الله فيكم وانتظر منكم التشجيع والنصح سعدت بمروك استاذنا الفاضل

              تعليق

              يعمل...
              X