بالقرب من النافذة، جلس يتأمل نفسه في عقله، فوجدها كومة قطن بالية..
قطع غصنا صغيرا مسننا كان متدليا بالقرب من النافذة، و بدأ يزعج نملة ضعيفة
كانت تحمل حبة زرع في فمها، كلما اقتربت من غارها الصغير، يبعدها بذلك الغصن
و يدندن:
ـ كم أنت عنيدة أيتها الحشرة التافهة ، لو كانت لي عزيمتك لحكمت هذا العالم البئيس
الذي لا تسكنه سوى فئران جاهلة ..
بقيت النملة تقاوم عبثه و ظلمه الداجن ، كلما أسقط الحبة من فمها تسمعه يقهقه و يقول:
ـ سنرى من سيفوز أيتها البلهاء السارقة ، فهذه حبة زرعي و أنا الحاكم الآن، و ما عليك
إلا الاستسلام أو التعب و الضجر و الأرق حتى تموتين.
لم تهتم لكلماته الصفراء، فهو مجرد متسكع في دروب الفراغ، يبحث عن تسلية تذهب عنه
الحزن السقيم.
زادها ذلك إصرارا و حيوية حتى أنها بدأت تراوغه بانسياب كالماء المتدفق من أعماق الأرض،
فاشتد غيضه و استنجد بفمه .. رغم السهوك الذي كان يخرجه من فمه، إلا أنها كانت مرحة،
تبتسم و تقاوم تيار فمه بثبات و صمود..
بعد وقت وجيز من المواجهة، شعر بأنه يخسر الرهان و أنها تسمو و تعلو عليه.. فبدأ يعربد و يصرخ:
ـ تبا لك أيتها الحقيرة، ستموتين الآن، سأسحقك..!!
انسل الغصن من يده .. جهز أصبعه كالمدفع .. الدخان يتطاير من أنفه كالبركان الهائج و كأنه سيحارب
قوى الشر في الحدود المشتعلة في أضلاعه المسلوبة .. أطلق أخيرا دخيرته دون وعي و بكل قوته ..
كان الغصن المسنن في مكانه المناسب..
قطع غصنا صغيرا مسننا كان متدليا بالقرب من النافذة، و بدأ يزعج نملة ضعيفة
كانت تحمل حبة زرع في فمها، كلما اقتربت من غارها الصغير، يبعدها بذلك الغصن
و يدندن:
ـ كم أنت عنيدة أيتها الحشرة التافهة ، لو كانت لي عزيمتك لحكمت هذا العالم البئيس
الذي لا تسكنه سوى فئران جاهلة ..
بقيت النملة تقاوم عبثه و ظلمه الداجن ، كلما أسقط الحبة من فمها تسمعه يقهقه و يقول:
ـ سنرى من سيفوز أيتها البلهاء السارقة ، فهذه حبة زرعي و أنا الحاكم الآن، و ما عليك
إلا الاستسلام أو التعب و الضجر و الأرق حتى تموتين.
لم تهتم لكلماته الصفراء، فهو مجرد متسكع في دروب الفراغ، يبحث عن تسلية تذهب عنه
الحزن السقيم.
زادها ذلك إصرارا و حيوية حتى أنها بدأت تراوغه بانسياب كالماء المتدفق من أعماق الأرض،
فاشتد غيضه و استنجد بفمه .. رغم السهوك الذي كان يخرجه من فمه، إلا أنها كانت مرحة،
تبتسم و تقاوم تيار فمه بثبات و صمود..
بعد وقت وجيز من المواجهة، شعر بأنه يخسر الرهان و أنها تسمو و تعلو عليه.. فبدأ يعربد و يصرخ:
ـ تبا لك أيتها الحقيرة، ستموتين الآن، سأسحقك..!!
انسل الغصن من يده .. جهز أصبعه كالمدفع .. الدخان يتطاير من أنفه كالبركان الهائج و كأنه سيحارب
قوى الشر في الحدود المشتعلة في أضلاعه المسلوبة .. أطلق أخيرا دخيرته دون وعي و بكل قوته ..
كان الغصن المسنن في مكانه المناسب..
تعليق