مواجهــــــة..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ادريس الحديدوي
    أديب وكاتب
    • 06-10-2013
    • 962

    مواجهــــــة..

    بالقرب من النافذة، جلس يتأمل نفسه في عقله، فوجدها كومة قطن بالية..
    قطع غصنا صغيرا مسننا كان متدليا بالقرب من النافذة، و بدأ يزعج نملة ضعيفة
    كانت تحمل حبة زرع في فمها، كلما اقتربت من غارها الصغير، يبعدها بذلك الغصن
    و يدندن:
    ـ كم أنت عنيدة أيتها الحشرة التافهة ، لو كانت لي عزيمتك لحكمت هذا العالم البئيس
    الذي لا تسكنه سوى فئران جاهلة ..
    بقيت النملة تقاوم عبثه و ظلمه الداجن ، كلما أسقط الحبة من فمها تسمعه يقهقه و يقول:
    ـ سنرى من سيفوز أيتها البلهاء السارقة ، فهذه حبة زرعي و أنا الحاكم الآن، و ما عليك
    إلا الاستسلام أو التعب و الضجر و الأرق حتى تموتين.
    لم تهتم لكلماته الصفراء، فهو مجرد متسكع في دروب الفراغ، يبحث عن تسلية تذهب عنه
    الحزن السقيم.
    زادها ذلك إصرارا و حيوية حتى أنها بدأت تراوغه بانسياب كالماء المتدفق من أعماق الأرض،
    فاشتد غيضه و استنجد بفمه .. رغم السهوك الذي كان يخرجه من فمه، إلا أنها كانت مرحة،
    تبتسم و تقاوم تيار فمه بثبات و صمود..
    بعد وقت وجيز من المواجهة، شعر بأنه يخسر الرهان و أنها تسمو و تعلو عليه.. فبدأ يعربد و يصرخ:
    ـ تبا لك أيتها الحقيرة، ستموتين الآن، سأسحقك..!!
    انسل الغصن من يده .. جهز أصبعه كالمدفع .. الدخان يتطاير من أنفه كالبركان الهائج و كأنه سيحارب
    قوى الشر في الحدود المشتعلة في أضلاعه المسلوبة .. أطلق أخيرا دخيرته دون وعي و بكل قوته ..
    كان الغصن المسنن في مكانه المناسب..
    التعديل الأخير تم بواسطة ادريس الحديدوي; الساعة 02-03-2015, 13:28.
    ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!
  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    #2
    نعم هي حرب شرسة بينهما انتهت نهاية سوداوية

    قصتك البديعة كما شعرت

    تعدت كونها قصة نملة وشخص


    وهذه العبارة أكير دليل على ذلك:


    "
    كم أنت عنيدة أيتها الحشرة التافهة ، لو كانت لي عزيمتك لحكمت هذا العالم البئيس
    الذي لا تسكنه سوى فئران جاهلة .."


    لو تمعن القاريء لفهم المقصود منها ..

    ثم نراه رغم خسارته أمام تحديها له

    أن يثبت لها أنه لم ولن يخسر

    فما كان منه إلا أن سحقها
    ليسجل حسب توقعه الفوز المحتم..

    أعجبتني القصة كثيرا وأسلوبك المميز

    في الطرح المنساب بسلاسة ودون أي تكلف..


    ود وتقدير للمبدع
    sigpic

    تعليق

    • ادريس الحديدوي
      أديب وكاتب
      • 06-10-2013
      • 962

      #3
      المبدعة و الأستاذة /عبير هلال ..نشكر مرورك الجميل و النير للنص ..
      شكرا على الاهتمام و لك كل الاحترام و التقدير.
      طابت ليلتك
      ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

      تعليق

      • بسباس عبدالرزاق
        أديب وكاتب
        • 01-09-2012
        • 2008

        #4
        بعض انتصاراتنا تبقى مزيفة رغم كل الشعارات التي تمشي جنبا لجنب معها
        تماما أراد هذا البطل هنا توقيع نصر هو أشبه بفضيحة، فهو يئس حتى أمام نملة و لم يوفق في قتل روحها ، على العكس تماما هو من فقد صبره و وقع فكره بواسطة دبوسه عليها، و كأنه قتل روح المثابرة

        جميل نصك و ما حمل أستاذي ادريس الحديدوي

        تقديري الكبير
        السؤال مصباح عنيد
        لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

        تعليق

        • ادريس الحديدوي
          أديب وكاتب
          • 06-10-2013
          • 962

          #5
          الأستاذ و الأديب بسباس عبد الرزاق تحياتي
          شرفني مرورك البهي و تعليقك النير ..
          أسعد الله أوقاتك
          مودتي و تقديري
          ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

          تعليق

          يعمل...
          X