حركة تطوّر نظم المعلومات الجغرافيّة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين أحمد سليم
    أديب وكاتب
    • 23-10-2008
    • 147

    حركة تطوّر نظم المعلومات الجغرافيّة

    حركة تطوّر نظم المعلومات الجغرافيّة

    بقلم: حسين أحمد سليم
    مهندس إختصاص في المعلوماتيّة الرّقميّة

    تعود بنا الذّاكرة التّوثيقيّة إلى ولوجالحقب الزّمنيّة السّالفة, و ترجع الجذور الأولى بنا لإكتشاف و لبدء العملالتّجريبي الأوّلي في نظم المعلومات الجغرافيّة إلى منتصف القرن الثّامن عشرالميلادي من القرن السّالف، مع بدء حركة عمليّات توقيع و رسم و تشكيل و إنتاجالخرائط, و زيادة الإستخدام لها في أعمال كثيرة و متعدّدة و كثافة الطّلب عليهالأغراض مدنيّة و عسكريّة, لتسدّ و تملأ إحتياجاتها البشريّة و خدماتهم التيتتطلّبها ظروف الحياة و إستمرارها... و تميّزت هذه المرحلة بتقدّم وسائل الطّباعة وتحديثها, و تطوّر الجوانب الإحصائيّة المُتشعّبة, و إستخدام الأرقام و البرمجةالرّقميّة, و إكتشاف الشّبكة العالميّة العنكبوتيّة للمعلومات و التّوثيق, فيمابعد, و إنتاج الخرائط الموضوعيّة أو الإختصاصيّة أو المُؤسلبة وفق موضوعاتها, أيّالخرائط التي تتناول موضوع واحد, إلى جانب الخرائط المُتعدّدة المواضيع والإستخدامات و الخرائط الشّاملة... و قد إستمرّت هذه الفترة حتّى العام 1940 للميلاد،أيّ قبل إكتشاف و إختراع الحاسوب الآلي الرّقمي فى الأربعينات، حيث صاحب هذا الإختراعتطوّرا سريعا للتّكنولوجيا و ثورة رقميّة تُعتبر قفزة هامّة في الثّورة الحضاريّة...

    و فى الفترة الزّمنيّة الممنتدّة ما بينالعامين الميلاديين 1950 و 1960 , حيث تنوّعتو تعدّدت الأشكال الرّئيسيّة لسيل البيانات المختلفة, ممّا زاد في كمّها و توافرتبشكل كبير و كثافة هائلة، بما حذا بالبعض لمُهتمّ للبحث السّريع عن حلول ملائمة ونافعة، خاصّة بالنّسبة للبيانات التى تتعلّق بإستخدام الأرض تحديدا و مختلف المواردالطّبيعيّة, و التّحليلات البيئيّة و السّكانيّة و الخدماتيّة, و خاصّة مع تراكم وتزايد المشكلات الخاصّة بتخزين البيانات و معالجتها عبر وسائل تتّسع لها و تُظهرمنائجها بسرعة مطلوبة...

    و منذ البدء فقد كانت غالبيّة الحلول المتداولةو المطروحة إن لم تكن كلّها, تتركّز في عمليّة إستخدام آلة حاسوبيّة رقميّة حديثة,يتمّ التّوصّل إليها بعد دراسات و تجارب مستفيضة, بما يُمكنها تخزين أكبر كمّ منالبيانات، و تقديم نظم أساليب فاعلة و سهلة و سريعة لمعالجتها و التّعامل معها، و بالتّالىكانت ثورة صناعيّة علميّة قلبت كلّ الموازين تمثّلت في ولادة الحاسوب الآليالرّقمي, بحيث كان هو الحلّ الأمثل و الأكفأ لجميع هذه المشكلات المُتشعّبة, كماكانت هناك من جهة أخرى, خطوة واسعة أخرى تمثّلت فى حركة فعل تطبيقي لإنتاج الخرائطالموضوعيّة بطريقة آليّة... و بصفة خاصّة فى كلّ من الولايات المتّحدة الأميركيّة وبريطانيا و بعض الدّول الأخرى. و قامتمحاولات أخرى فرديّة تمثّلت فى محاولة إنتاج خرائط بإستخدام الحاسوب الآليالرّقمي...

    هذا و تُعدّمحاولة بعض العلماء فى بريطانيا إعداد أطلس مُصوّر عن النّبات في الدّولة البريطانيّة,إستخدمت فيه البطاقات القديمة المثقّبة، و هي أحدث تكنولوجيا كانت متاحة آنذاك، وكانذلك في عمليّة إنتاج مايزيد عن ألفيّ خريطة، بحيث كانت خطوة على هذا الطّريق...

    كما قام البعض من علماء الأرصاد و الطّبيعةالأرضيّة و الجيولوجيّون في هذه الآونة بإستخدام الحاسوب في الكثير من أعمالهم...و قامت كذلك الهيئات المدنيّة و الهيئات ذات الصّبغة العسكريّة في الولايات المتّحدةالأميركيّة, بتطوير و تجديث أجهزة العرض الخاصّة بنظم الدّفاع الجويّ، حيث كانيمكن إستخدام الحاسوب الآلي الرّقمي في تحويل البيانات الرّقميّة الواردة من الرّادارإلى صور و لوحات رقميّة شبكيّة مرئيّة يمكن التّعامل معها و توظيفها في مجالاتمطلوبة و نافعة...

    و في نظرة تاريخيّة توثيقيّة, يُمثّل العام1960 للميلاد, في البداية أكثر تقدّما للإستخدام الفعلي لعمليّة نظم المعلومات بشكلعام، حيث إستطاعت الحكومة الكنديّة في تجربة فاعلة, أن تقوم بجمع كمّ كبير من البياناتو المعلومات في عدد من المجالات العلميّة و الخدماتيّة, مثل حركة الزّراعة و تفاصيلالحياة البرّيّة و تعداد الغابات، و التّعدادات السّكانيّة و تطوّرها، و إستخدام مساحاتمن الأرض و تحديد الموارد و جغرافيّتها... و قد تمّ إدخال هذه البيانات التي تمّجمعها إلى الحاسوب الآلي من خلال برمجيات رقميّة فعّالة، و ذلك بغرض تجميعها و تخزينهاو إعادة إستخدامها و التّعامل معها و تحديثها و تطويرها أو الإضافة عليها أوإنقاصها، و كذلك عرضها أو إعادة إظهارها، ممّا أعطاها في ذلك الوقت الشّكل الأوّليلحركة نظم المعلومات الجغرافيّة الحقيقيّة، و عليه فقد عرف هذا العمل في ذلك الوقتبإسم نظم المعلومات الجغرافيّة الكنديّة...

    و كذلكقامت الجهة المعنيّة بصناعة البترول في الولايات المتّحدة الأميركيّة من جانبها, بعملمجموعات من الخرائط المتكاملة و التي تتألّف من البيانات الجيولوجيّة و الجيوفيزيائيّةالتى تُستخدم في عمليات الإستكشاف عن أماكن في باطن الأرض تُعتبر مُخزّنة للبترولالخام و بإستخدام الحاسوب الآلي و البرمجيات الرّقميّة المُتخصّصة في هذا الجانب...

    كما تميّزت تلك الفترة الزّمنيّة بثورة منالتّطوّر الواسع و التّقدّم الكبير في مجال حركة و رصد الجغرافيا من النّواحي الكمّيّة،حيث إستخدمت كافّة الأساليب الإحصائيّة و المسارات الكميّة، و المعمول بها في فروععلوم الجغرافيا المختلفة, و تمّ ذلك بأستخدامات الأساليب العميقة و المتقدّمة، ممّاجعل البعض بدافع توصيفي أن يُطلقوا عليها إسم الثّورة الكمّيّة...

    و في العموم, فقدكان التّطوّر سريعا و متلاحقا فى جوانب عديدة لهذا العلم و تطبيقاته العمليّة، و يرجعهذا الفعل إلى الحاجة الشّديدة و الماسّة إلى مثل هذا النّظام البرمجي الجديد... بحيثكان ذلك التّقدّم السّريع و التّطوّر الفاعل بدافع فعلي للوفرة الضّخمة و الكمّ الهائل من سيل البيانات و المعلومات،خاصّة مع توافر أجهزة حديثة و متطوّرة لحركة الرّصد و القياس من مناظير دقيقة ورقميّة و حركة التّصوير الجويّ و الفضائي الفوتوغرامتري... إلى جانب حركة التّقدّم الحديث فى علم النّظريّات الجغرافيّة، و حركة التّقنينالفعلي الذي جرى في العديد من الفروع العلميّة المختلفة، و إستخدام أحدث الأساليب فيدراسات و وضع الكمّيّة و الإحصائيّة بكثرة...و تعدّدو تنوّع البيانات المُتاحة، نظرًا لتنوّع مصادرها المختلفة و المُعتمدة، مثل الإحصاءاتبأنواعها العلميّة المعروفة، و إعتماد الإستمارات و الإستبيانات، و المعلومات النّاتجةمن الصّور الجويّة و الغوغليّة و الإستشعار عن بعد، و إجراءات العمل الميداني، ممّاأدّى إلى ظهور الحاجة لعمليّات جمع و تصنيف البيانات و المعلومات و ضرورة إدارتهابطريقة أفضل تخدم متطلّبات أهداف الأعمال المختلفة... و لعب تقدّم أجهزة الحاسوب الآلي، و البرامجيّات المستخدمة، وتطوّرها بصورة متلاحقة و متسارعة، ممّا أعطى الفرصة لظهور أجيال منها, قادرة علىالتّعامل مع هذا الكمّ الهائل من البيانات و المعلومات، و التى جاءت من مصادر متعدّدةأو كانت تتناول ظاهرات و أشكال متنوّعة... و مع وجود و توافر هذه الجوانب كانت الرّغبةالفعليّة و الإندفاع القوي تّجاه إستخدام هذه التّكنولوجيا الحديثة...

    و كان لحركة الإنخفاضالمستمرّ للأسعار فى الأجهزة الحاسوبيّة أثره الواضح و الملموس فيى تقدّم هذاالجانب المستمرّ و تطوّره البارز... بحيث تضاعفتأعداد أجهزة الحواسيب الآليّة الرّقميّة في المدارس و الجامعات و المؤسّسات مرّاتعديدة... و فعل إستخدامها المتصاعد من قبل الكثير من الأساتذة المتخصّصين كما كانالحال فيى جامعتيّ هارفارد و واشنطن...

    و دخل إلى الحيّز العملي و التّطبيقي كذلك الأجهزةالمتوسّطة من الحواسيب بقدراتها و إمكانيّاتها الواسعة... و إلى جانب الجامعات التّعليميّةفي الدّول المتقدّمة, كان هناك النّشاط الواضح من بين العديد من الحكومات فيالعديد من الدّول المتقدّمة سيّما فى الولايات المتّحدة الأمريكيّة و الدّول الأوربّيّة...حيث كان للعديد من هذه الدّول السّبق في إستخدامبرمجيات نظم المعلومات في الكثير من الجهات الحكوميّة و الخاصّة...

    كما أدّت حركة إنعقاد العديد من المؤتمرات العلميّةفى هذا الموضوع إلى تجميع واسع للكثير من الأفكار المشتّتة، و تضافر الجهود الفرديّةفى هذا المجال، ممّا عمل على بلورة هذه الأفكار و وضع تصوّرات معيّنة تقترب من النّظريات،كما أدّت المؤتمرات و تشاطات التّجمّعات إلى ترابط الأفكار و تجميع كافّة الجهود،و توجيهها بشكل سليم و بطريقة أفضل وصولا للنتائج المرجوّة...

    هذا و قد إستمرّت مراحل الفترة السّابقة و التىيمكن أن يُطلق عليها المرحلة الأولى من عمر حركة نظم المعلومات الجغرافيّة و تطوّرهاما يزيد عن العشرة سنوات... أمّا المرحلة الثّانية من حركة نظم المعلوماتالجغرافيّة فتبدأ من العام 1973 للميلاد و حتّى العام 1980 للميلاد, و تتميّز هذهالفترة بتراجع الجهود الفرديّة و تقدّم الجهود الحكوميّة و الجماعيّة... كما تتميّزبميزة أساسيّة أخرى هي ظهور الكثير من الشّركات التّجاريّة و التى تحتاج إلى عمليّاتتحليل و ربط و تغيير و متابعة, تتجسّد في إعتماد حركة فعل نظم المعلوماتالجغرافيّة و أنواع من الحواسيب الرّقميّة المتطوّرة...

    و في كلّ الأحوال المرحليّة, فإنّ فترة الثّمانيناتتُعتبر فترة التّغيير السّريع في حركة تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافيّة و يرجعذلك إلى تطوّر عدّة جوانب تتراءى ظاهرة لنا في تطوّر اجهزة الحواسيب الآليّة و الأجهزة الملحقة و المساعدة، وتطوّر مكوّناتها من حيث القدرة و السّرعة و إمكانيات التّخزين و عمليّات الإدخال والعرض و الإخراج... و في ظهور نظم معلومات متكاملة تقومبمجموعة الأعمال فى شكل نظام متكامل و منها على سبيل المثال أنظمة الأرك إنفو والأنترغراف و غيرها من النّظم التى تتيح العمل المتكامل بإمكانيات واسعة... و ظهور ما يُعرف بالملفّات العالميّة و التى وفّرت كمّياتكبيرة من المعلومات المنظّمة و الدّقيقة التى ساعدت فى عمل الكثير من الإنجازاتكبرمجيات الجيوداتّا و غيرها... و تطوّر أساليب العملعلى النّظم و تقدّمها، و كيفيّة بناء قواعد البيانات و كيفيّة العمل عليها...و زيادة الكمّ من المؤتمرات العلميّة و النّدوات و من أهمّهامؤتمرات الإتّحاد الدّولي للجغرافيّين و التى تعقد بشكل دوري، و كذلك مجموعاتالمؤتمرات و المعارض التى قامت بها الشّركات المنتجة للبرمجيّات و الأجهزة، ممّاكان له الأثر الكبير فى إلتقاء الفكر و تبادل المعرفة بين الباحثين و الدّارسين، فضلا عن تبادل أشكال التّكنولوجياالمختلفة... و تقدّم نظم الإتّصال بين المؤسّسات و بعضها،و بين المؤسّسات و الأفراد المستخدمين للنّظم، ممّا ساعد على سرعة تبادل المعلوماتو الخبرات و حلّ مشاكل العمل بسرعة... و تقدّم مجالاتحديثة تمثّلت في إنتشار و تقدّم نظم الإستشعار عن بعد و عمليّات التّصوير الجوّي وما وفّرته من بيانات و معلومات إعتمد عليها بصفة أساسيّة في الكثير من الأعمال...و صدور العديد من المجلات العلميّة المتخصّصة و تركيزوسائل الإعلام عليها... و تدريس النّظم فى الكثير منالجامعات و زيادة إهتمام الجامعات بهذا المجال و تبادل الخبرات... و إستخدام نظم المعلومات الجغرافيّة في الكثير من الوزارات و مراكزالبحث العلمي المتخصّصة و مجالات العمل التّطبيقيّة الأخرى...

    و تمثّلت المرحلة التّالية في فترة التّسعينات،و التى تميّزت بتطوّر سريع و يمكن تلخيص ملامح التّغيّر و رصدها في حركة ظهورالمزيد من النّظم المتقدّمة التى تخدم جوانب متعدّدة... و التّطوّر السّريع في الأجهزةو البرامج... و القيام بالكثير من الأعمال و التّطبيقات... و زيادة المعرفة و الإنتشارعن طريق التّعليم و المؤتمرات و المجلاّت المتخصّصة...

    و يصل حجم البرامج التي تتناول التّطبيقاتو الإستخدام في هذه النّظم إلى عدد كبير، كما وصلت الأجهزة لدرجة عالية من التّقدّم،و أصبحت البرامج يمكنها تغطية معظم المجالات العلميّة بصفة عامّة و الجغرافيّةبصفة خاصّة. و تقوم معظم الجامعات حتّى فى الدّول النّامية بتدريس النّظم و منحالدّرجات العلميّة فيها، كما يمكن إستخدام النّظم و بكفاءة عالية فى المجالات التّطبيقيّةفى البحوث و الدّراسات في الجامعات، و إستخدامها على نطاق واسع فى الكثير منالوزارات و الإدارات و الشّركات و مراكز دعم إتّخاذ القرار...

    و في الختام لهذا العرض السّريع, يمكنناالقول بشيء من الإختصار, أنّ حركة نظم المعلومات الجغرافيّة و غيرها, خطت اليومخطوات متسارعة مواكبة لثورة المكننة و البرمجيات المتعدّدة و الشّاملة... و خلالوقت قادم و مستقبلي سوف يكون لها السّيطرة الكاملة على جميع الأعمال التّطبيقيّة التىتحتاج إلى بيانات و التّعامل معها، و هو الشّيء الذي يتوافر فى كلّ مكان، كما سوفتمتدّ إلى جميع مجالات الحياة اليوميّة، و ذلك بما توفّره من إمكانيّات و قدرات و مزايالا تتوفّر لأيّ من عناصر و أدوات العمل الأخرى...

    حسين أحمد سليم
    hasaleem
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    #2
    الأخ المهندس حسين
    تحية وتقدير
    موضوع شيق ومهم ومفيد
    ولكن مكانه ليس في النثريات الحرة.
    يوجد ملتقى لمثل هذه النصوص التقنية

    ولكم الشكر

    تعليق

    • أبوقصي الشافعي
      رئيس ملتقى الخاطرة
      • 13-06-2011
      • 34905

      #3
      يا اخ سليم
      ما شأن الخاطرة بهكذا موضوع
      كل مواضيعك لا شأن لها بالخاطرة
      اطرح مواضيعك في الملتقى الثقافي
      اتعبتنا و احنا ننقل لك مواضيع
      يا تكتب في الخاطرة
      يا تكتب في الثقافي
      ااذا وجدت لك موضوع لا يمت للخاطرة بصلة
      سوف احذفه فورا.



      كم روضت لوعدها الربما
      كلما شروقٌ بخدها ارتمى
      كم أحلت المساء لكحلها
      و أقمت بشامتها للبين مأتما
      كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
      و تقاسمنا سوياً ذات العمى



      https://www.facebook.com/mrmfq

      تعليق

      يعمل...
      X