بعلزبول
اتفقوا ، وهم الذين لم يتفقوا منذ أن طبع آدم آولى خطواته فوق سطح الأرض ، ومنذ أن شبَّ النزاع بين قابيل وهابيل
والذي انتهى بالقتل . اتفقوا على أن يغادروا كوكب الأرض إلى كوكب آخر الأخ فيه لا يقتل أخاه ذبحا أو حرقا أو حتى
بكلمة نابية ، ألى كوكب لا يفتخر أهله بأنهم أفضل الخلق ، ولا أن يكون إلاههم قد منحهم الوعد بأرض.
اتفقوا على أن يبتعدوا عن مخلوقات تتلذذ بأكل لحوم البشر ويقيمون الحد على الأغيار في الهوية الجنس اللون أو العقيدة .
لم تشهد الخليقة انحدارا في السلوك الإنساني مثلما تعاني اليوم . كما لم تنجو بقعة في شماله او جنوبه أو شرقه أو في الغرب
من إرهاب تلك المخلوقات ، مما دفع الناس إلى أن تنظر بعين الريبة على مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة من هذا الطوفان الجارف .
كان لا بد من الإتفاق على رأي واحد للخروج من الجحيم حتى وإن غادروا درب التبانة بكواكبه ونجومه .
هل الهروب يتفّق مع الرجولة التى نتفاخر أننا نمارسها ؟ تسائل أحدهم متندرا . فلنتصدى لهم ونقاومهم .
نعم هي كذلك يا صاحبي . عندما تكتشف أن أقرب الناس إليك ، قد يكون ابنك صديقك جارك .. أرهابيّا
فإنك تكون كمن يربي الأفعى في عبّه .أشبه حالتنا بفايروس معدي لا نملك لقاحا له .
يا للويل !! هل لعب الشيطان لعبته ؟ هكذا تصوَّر البعض لأنه لم يخطر ببالهم قط أن يقوم بهذا الفعل إنسان من لحم ودم وله قلب !
ولم يخطر ببالهم أيضا أن يتضاءل إيمان أصحاب الفعل حتى ينقلب إلى ذرة سخام هائمة في طريق طويل ليس له نهاية .
في أثناء ذلك وضعوا نصب أعينهم ما يجمع ولا يفرّق من علاقات طيبة بين طوائفهم المختلفة .
فانصهرت إرادتهم في بوتقة واحدة وقاموا ببناء سفينة فضاء ضخمة تنطلق بهم إلى المستقبل ، إلى كوكب جديد .
هل يجوز أن نشكر إبليس أنه قام بإزالة الغبش عن الأعين حين حطَّ الرحال واستوطن أرضنا بالغصب ؟
حين أرغمَ مريديه على العودة إلى زمن الغنائم والغزوات إلى زمن النخاسة حيث السبايا من غلمان وحريم وعبيد !؟
انتظموا جميعهم في العمل ، فتم بناء مركبة الفضاء كما خُطِّط لها . ها هم يتأمَّلون ملامحهم المزدهرة بالعزيمة
التي دفعتهم لإنجاز المهمة في وقت أقصر مما كانوا يتوقعون .
انطلقت بهم السفينة ، وكان الفصل شتاءا ، لم ينتظروا الربيع فربما تأتِ الرياح بما لا تشهي السفن ،
والمقروص من الحيّة يخاف من الفتلة .
تركوا خلفهم فصائل الشر وجماعات القتل ، وتركوا معهم من يموّلهم ويتعاطف معهم . تركوا لهم الأرض
بأنعامِها ونِعَمِها بحلالها وحرامها ، بمتعاطي الإيمان بمجاهدي النكاح ، بالذين يمارسون
السادية على أنها تطبيقا للحد . لا أحد ولا سبت ولا جمعة ، إنها شريعة رابعة المستحيلات !
علّهم في يوم من الأيام يحققون حلمهم المزعوم والذي كنا نحن العقبة الكأداء في طريقهم .
لا يدرون كم من السنين الضوئية جالوا في الفضاء بين الكواكب والمجرات .
وأخيرا لاح أمامهم كوكب يصلح لهم كبشر أن يعيشوا فيه .
في ظلمة ما قبل الفجر ، هبطت بهم السفينة . حبسوا أنفاسهم وكأنهم في لحظة ما بين الحياة والموت .
مضى كل منهم يتلمّس طريقه إلى أن ظهر نور الشمس عند مشارف الأفق . السكون سيد الموقف .
لكن هناك رائحة تنذر بما كان هنا في هذا الموقع .
انتشروا في المكان يبحثون عن أي مخلوق ، انسان أو حيوان أو حتى نبتة !
لم يعثروا على أي أثر للحياة . لم يصادفهم سوى الدمار وكأن زلزالا بقوة 24 درجة قد ضرب هذا الكوكب .
تناهى إلى آذانهم صراخ أحد رفقائهم يصيح بغضب :
ــ انظروا ... نحن فوق كوكبنا الأرض . لقد فعلها بعلزبول .. انظروا ... !
وأشار بإصبعه نحو كومة من الجماجم البشرية ، وعلى بعد أمتار الحجر الأسود مطمورا تحت الركام !
اتفقوا ، وهم الذين لم يتفقوا منذ أن طبع آدم آولى خطواته فوق سطح الأرض ، ومنذ أن شبَّ النزاع بين قابيل وهابيل
والذي انتهى بالقتل . اتفقوا على أن يغادروا كوكب الأرض إلى كوكب آخر الأخ فيه لا يقتل أخاه ذبحا أو حرقا أو حتى
بكلمة نابية ، ألى كوكب لا يفتخر أهله بأنهم أفضل الخلق ، ولا أن يكون إلاههم قد منحهم الوعد بأرض.
اتفقوا على أن يبتعدوا عن مخلوقات تتلذذ بأكل لحوم البشر ويقيمون الحد على الأغيار في الهوية الجنس اللون أو العقيدة .
لم تشهد الخليقة انحدارا في السلوك الإنساني مثلما تعاني اليوم . كما لم تنجو بقعة في شماله او جنوبه أو شرقه أو في الغرب
من إرهاب تلك المخلوقات ، مما دفع الناس إلى أن تنظر بعين الريبة على مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة من هذا الطوفان الجارف .
كان لا بد من الإتفاق على رأي واحد للخروج من الجحيم حتى وإن غادروا درب التبانة بكواكبه ونجومه .
هل الهروب يتفّق مع الرجولة التى نتفاخر أننا نمارسها ؟ تسائل أحدهم متندرا . فلنتصدى لهم ونقاومهم .
نعم هي كذلك يا صاحبي . عندما تكتشف أن أقرب الناس إليك ، قد يكون ابنك صديقك جارك .. أرهابيّا
فإنك تكون كمن يربي الأفعى في عبّه .أشبه حالتنا بفايروس معدي لا نملك لقاحا له .
يا للويل !! هل لعب الشيطان لعبته ؟ هكذا تصوَّر البعض لأنه لم يخطر ببالهم قط أن يقوم بهذا الفعل إنسان من لحم ودم وله قلب !
ولم يخطر ببالهم أيضا أن يتضاءل إيمان أصحاب الفعل حتى ينقلب إلى ذرة سخام هائمة في طريق طويل ليس له نهاية .
في أثناء ذلك وضعوا نصب أعينهم ما يجمع ولا يفرّق من علاقات طيبة بين طوائفهم المختلفة .
فانصهرت إرادتهم في بوتقة واحدة وقاموا ببناء سفينة فضاء ضخمة تنطلق بهم إلى المستقبل ، إلى كوكب جديد .
هل يجوز أن نشكر إبليس أنه قام بإزالة الغبش عن الأعين حين حطَّ الرحال واستوطن أرضنا بالغصب ؟
حين أرغمَ مريديه على العودة إلى زمن الغنائم والغزوات إلى زمن النخاسة حيث السبايا من غلمان وحريم وعبيد !؟
انتظموا جميعهم في العمل ، فتم بناء مركبة الفضاء كما خُطِّط لها . ها هم يتأمَّلون ملامحهم المزدهرة بالعزيمة
التي دفعتهم لإنجاز المهمة في وقت أقصر مما كانوا يتوقعون .
انطلقت بهم السفينة ، وكان الفصل شتاءا ، لم ينتظروا الربيع فربما تأتِ الرياح بما لا تشهي السفن ،
والمقروص من الحيّة يخاف من الفتلة .
تركوا خلفهم فصائل الشر وجماعات القتل ، وتركوا معهم من يموّلهم ويتعاطف معهم . تركوا لهم الأرض
بأنعامِها ونِعَمِها بحلالها وحرامها ، بمتعاطي الإيمان بمجاهدي النكاح ، بالذين يمارسون
السادية على أنها تطبيقا للحد . لا أحد ولا سبت ولا جمعة ، إنها شريعة رابعة المستحيلات !
علّهم في يوم من الأيام يحققون حلمهم المزعوم والذي كنا نحن العقبة الكأداء في طريقهم .
لا يدرون كم من السنين الضوئية جالوا في الفضاء بين الكواكب والمجرات .
وأخيرا لاح أمامهم كوكب يصلح لهم كبشر أن يعيشوا فيه .
في ظلمة ما قبل الفجر ، هبطت بهم السفينة . حبسوا أنفاسهم وكأنهم في لحظة ما بين الحياة والموت .
مضى كل منهم يتلمّس طريقه إلى أن ظهر نور الشمس عند مشارف الأفق . السكون سيد الموقف .
لكن هناك رائحة تنذر بما كان هنا في هذا الموقع .
انتشروا في المكان يبحثون عن أي مخلوق ، انسان أو حيوان أو حتى نبتة !
لم يعثروا على أي أثر للحياة . لم يصادفهم سوى الدمار وكأن زلزالا بقوة 24 درجة قد ضرب هذا الكوكب .
تناهى إلى آذانهم صراخ أحد رفقائهم يصيح بغضب :
ــ انظروا ... نحن فوق كوكبنا الأرض . لقد فعلها بعلزبول .. انظروا ... !
وأشار بإصبعه نحو كومة من الجماجم البشرية ، وعلى بعد أمتار الحجر الأسود مطمورا تحت الركام !
تعليق