


أسمع ابتهالاتك تصعد سلم السماء ..
ثم تهمي في مهب الحشرجات
دمعا سخينا ناضج الخشية ..
( يااارب )
هذا النداء لا يضاهيه نداء
يخرج مبتلا .
مضيئا ..
ناصع التكوين.

يفكك تمائم عقدتها الشهوات
عند ناصية الأمارة .

يسطع في نفس مثقلة بذنبها
ضوءا ، رغم أفق مشحون بالترهات .
فهاتي أيتها السكينة من لدنك ما ندرأ به كثبان العتمة الممتدة ..

مضرجة نفسي بالهزائم
مثخنة بانتصارات الدنيا علي
انتشليني من ذاكرة انكساراتي
اقطعي عليها دفقة السرد .. كفى .

دسيني في خفقة فؤاد ناسك تجلى أمامه نور اليقين .

الطريق موغل بالغواية
ثمة بوصلة لا يعتريها الخطأ .
بيد أننا من يعترينا النسيان ..

‏

ملاذك هو الله
هوالملجأ وإليه المرجع والفرار .
فلا تظلمن نفسك الشقية التي أتعبها التخبط في شعاب هذه الدنيا المظلمة الموحشة بالبعد عن الله ..

الغربة والوحشة هو ظمأ الروح وبعدها عن تعاليم ربها ..
فاسق هذه الروح ، وأغدق عليها برد الإيمان وطهرها مما علق بها من شوائب الانغماس في الدنيا .
وانضح بقطرات اليقين جفن الغفلة المطبق .. ثم لا تأخذك عن نهج ربك سنة ولا نوم كي لا يتقاذفك الشيطان ساعة غفلتك ..

هي ذي دنياك !
معركة بينك وبين شيطانك ، وهوى نفسك ، إن لم تكن متيقظا وحريصا على التزود بالعدة طوال معركتك ؛ هزمت !

( وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا ) طوال مدة حياتك ، لأنك لو توقفت ؛ سيغلبك عدوك ويسحبك حيث يريد ..







تزود بالتقوى ثم توكل على ربك سيكفيك فهو حسبك ، توكل عليه سبحانه يجعل لك يجعل لك مخرجا ويرزقك من حيث لا تحتسب .
-يجعل لك من أمرك يسرا .
-يعظم لك أجرا
-ويجعل لك من بعد عسر يسرا
واعتمد عليه فمن اعتمد على الله لا مـل ولا قل ولا ضل ولا ذل, اللهم إنـا وكلت أمري إليـك لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك..

{
المواقف الضاغطة تكشفنا أمام أنفسنا وأمام الآخرين ولا تغيرنا ..
فكف عن تبرير ما يصدر منك بقول ( لكل فعل ردة فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه ).
هذه تصلح في الفيزياء } ، وقد تصلح مع بشر لم تهذبهم الصلاة ( إن الإنسان خلق هلوعا ، إذا مسه الشر جزوعا ، وإذا مسه الخير منوعا ، إلا المصلين .... ).
قد تصلح مع بشر لم يتخرجوا من مدرسة سيد البشرية محمد .. اذهبوا فأنتم الطلقاء مقابل سلا جزور وهو ساجد يصلي ..
بل إني أدعو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا مقابل طرده ورمي الأشواك في دربه -بأبي هو وأمي - والملك قائم رهن أمره إن شاء أطبق عليهم الأخشبين .
وهناك ابنة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز تبكي ﻷنها لم تجد لها يوم العيد ثوبا جديدا - أب حنون ، ابنة تبكي في يوم يحرص فيه كل أب إدخال الفرحة في نفوس أبنائه - موقف ضاغط أخرج وكشف ورع هذا العبد الحاكم التقي ..

غزوة حمراء الأسد وصحابة مثقلون بالجراح بعد غزو أحد طلحة وقد شلت يده ، أبو دجانة الذي كان يدافع عن النبي الكريم صلوات ربي عليه محتضناه إياه حتى أصبح ظهره كالقنفذ من السهام ، وأبو قتادة سقطت عينه على خده فأعادها له النبي صلى الله عليه وسلم ، جراح ما برئت و دماؤهم التي سالت منهم مازالت في دفئها وسخونتها ما بردت ، ويأمرهم الرسول بالخروج لحمراء الأسد فلا يتململون ولا يتباطأون ولا يترددون - موقف ضاغط - يكشف مدى حبهم لنبيهم وطاعتهم لله ورسوله ..

فكف يا منتميا لدين عظيم عن تبرير بعض سلوكياتك باسم الضغوطات المتتابعة ..

أخشى أن تكون هذه السلوكيات وردات الفعل هو أنت قبل التكلف..


للأمانة ما كان بين هذين القوسين فقط {............} هو من كلام داعية بتصرف .
وفي قليل مما أدرجه هنا سيكون بعض التضمين والاقتباس لأقوال شيوخ ودعاة تصرفت فيها وأسهبت .

إلهي اسقنا من نمير عفوك ماتروي به جدب الروح ,وأغدق علينا من مزن غفرانك ما تتفتح به نَوْر النفوس , وتينع ثمار الخير في شجر العمر .
إلهي إن لم تطهرنا برشات عفوك لسنا إلا طينا أسود اللون ..
الحمأ أصلنا ، وأديم الأرض منشؤنا ،وليس إلا قبس منك إن ارتضيته لنا للأعالي يرفعنا ..

إلهي ذابت حبات القلب تهتف باسمك ..
بك نضيء ليلا غزا جنبات الروح , فتشرق نورا وتنفرج طهرا ..
إلهي .. أمد نبع القلب بروافد تقواك .. حتى تخشع الروح , وتسكن الجوارح في محراب عظمتك ..
ضمخنا يا الله بمسك رضاك .. كي يفوح منا طيب جودك .. وارحمنا من أن نرمى على قارعة الغفلة , ويحف بنا الهوى ..

إلهي .. ياساكنا في كل ذراتي ..
زرعت شوقك في فؤادي حتى خبا كل شوق إلى من سواك ..
إلهي ياعالما بجزيئات روحي ، ذرات تكويني , أسكنت اسمك الحنايا , فانبثق شعاع من هديك داخلي ..
وأمام موج اشتياقي لك تضاءلت شطحات الهوى ..

إلهي .. تعلمنا أنت وحدك عالما بسرنا ونجوانا .. كم في النفس وأدنا طمعا في رضاك .. فلا تحرمنا إياه..
كم خمدنا من الأهواء .. ونحن طينيون ضعفاء ؛ كي لا يخبو نورا منك في دواخلنا ..
فارحمنا إلهي إذا ما جئناك كسيري الطرف واجبرنا , فليس لنا رب سواك .. يا الله يارحمان الدنيا ورحيم الآخرة ..
لا تزغ قلوبنا إلى غيرك ’ ولا تكلنا إلا إليك .

إلهي يا من أشرقت بنور وجهه السموات السبع وانبجست منه في الأرض ينابيع العطاء ..
الطير يهيم قلبه مسبحا بحبك .. وحفيف الشجر وريح السحر ..
وكل كبد رطب يحيى ذاكرا اسمك وأنت إلهي بجبروتك , ما أحنك على عبدك ..
تعلمه يا خالقه .. خلق ضعيفا جهولا..

( نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم , وأن عذابي هو العذاب الأليم ) أما عذابك فلا طاقة لنا به رحماك ربي .. ارحم ضعف بشرتنا من لهيب نيرانك ..
وأما عفوك فغاية مقصدنا .. فما أحوجنا إليك وإلى عفوك .. فنحن من أسرفنا على أنفسنا وأنت قلت ألا نقنط من رحمتك .. فوالله مانحن بقانطين .. وبوعدك لنا متشبثين .. بفيض رجاء لربنا , ألست ربنا ؟؟
والكريم اسمك , والجود أنت ,, وأنت لنا , ونحن قد تأخذنا بشريتنا عن لذة قربك , وسكينة جوارك , ثم نرى ألا ملجأ منك إلا إليك .. فننيخ المطايا عند بابك ..

ورحمتك يامولاي فاضت بها السموات والأرض ووسعت كل شيء .. لو امتزجت جبال معاصينا بقطرة منها لذابت أمام عظمتها .. فلا تحرمنا يا الله رحمتك ..



ها نحن إلهي جئناك نطرق بابك متلفعين بسواد آثامنا , وخفافيش الخطايا تتخطفنا لتهوي بنا في قاع سحيق .. إلا إذا تداركتنا بعفوك ..
وأنت كريم يا الله فهل تردنا كسيري الطرف خائبين وأنت من قلت ( قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم .. لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا .. ) ولأن ربا رحمانا رحيما وعدنا ونحن عبيده جئناه طامعين .. جئنا أكرم الأكرمين .. بقليلنا نرجو الكثير , ببضاعة مزجاة لن تقبل إلا أن تغمض فيها .. فغض الطرف وتجاوز واقبل منا هذا القليل ياجواد ..

أنت تعلم يا الله , يا إلهنا , ياخالقنا , مامن مسيء منا إلا وذرف دمعة سخينة في جوف الليل ذات خشية منك وشوق إليك .. أسألك بهذه الدمعة اليتيمة أن تقبلنا عبيدا لك .. وتتجاوز عنا ..
مامن مسيء منا يا الله إلا بذر في قلبه خوفك يوما .. وسقاه عبرا سكبه لمحو خطيئة .. فتظللت الروح بعدها بأوراق السكينة .. نسألك بهذه يا الله أن ترحمنا جميعا .. نعوذ برضاك من سخطك .. وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك وكيف نحصي مالم نحط به علما سوى ماعلمتنا عن جلالك ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ... )

سبحانك ربي يامن ضرب القليل لنوره مثلا ( المشكاة والمصباح )
ما أعظمك وما أفقرنا إن لم تغننا بك .. وتملأ قلوبنا بفيض حبك
لا تطردنا عن جنابك .. فأنت أرحم من أن تقذفنا في لهيب سخطك وغني عن عذابنا ، لكننا فقيرون إلى عفوك وجنان رضاك .. ياربنا .

إن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه القائل ( رحم الله من أهداني عيوبي ) .
هو نفسه من غضب حتى همَّ أن يوقع بعيينة عم الحر بن قيس .
حين ألصق به ( عيينة ) ما ليس فيه إذ دخل عليه فقال :
"إيهٍ يا ابن الخطاب، فو الله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل".

لولا أن الحر ابن قيس ذكره قائلا : يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199]".

فلا تخلطوا المسائل ببعضها ، ولا تستدلوا بحكم وأقوال مأثورة في مواقف لا تحاكيها ولا تشبهها .
ولا تغالطوا أنفسكم ، أو تنصبوا من ضمائركم رقباء على الخلق ، فتصدروا الحكم من باب الجزم ، ثم تتبرموا من عدم قبول الآخر لحكمكم الجائر ، وكأن استنتاجاتكم الخاصة وحي منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ..

ثم وإن كان الحق معكم فتحروا لفظا هينا لينا ، وراعوا الزمان وراعوا نفسا بشرية تتقلب بين صبر وابتلاء وسراء وضراء ..
ثم وأخيرا ..

لا ترموا سهامكم دفعة واحدة ..
فرب كلمة قتلت وأهلكت.. فمابالكم لو كانت كلمات ، إذن أدمت ونحرت ، وأزهقت ومثلت بالجسد بعدما قتلت ..!

حُسْن الخُلُق عبادة خفيفة، لا تحتاج إلى إتْعاب البدَن بصِيام النهار وقيام الليل، ويحصل بها الثواب العظيم ..
حُسْن الخلق لا يزال يرْتقي بصاحبه، حتى يوصلَه إلى أعلى الجنة؛

حسن الخلق طلاقة الوجه
- ابتسامة في وجه من تقابله.
- كلمة طيبة ..
-مراعاة خواطر الناس فلا تجرحهم بكلمة أو تخدشهم بأنياب حروف حادة ..
أو تغرز في صدورهم شفا لفظة شحيذة.
فالناس متباينون في تقبل ما يصدر من الآخرين ، فليعامل مَن يتأثَّر سريعًا معاملةً خاصَّة ، فعن الصَّعْب بن جَثَّامة - رضي الله عنه -: أنَّه أهْدى لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حمارًا وحشيًّا وهو بالأبواء أو بودان، فردَّ عليه، فلما رأى ما في وجْهِه، قال: ((أمَا إنَّا لَم نردَّه عليك إلاَّ أنَّا حُرُم))؛ رواه البخاري..

امسك لسانك إلا بخير تنطقه
أو لفظة تبلسم بها قلبا يتألم
أو كلمة تطيب بها خاطرا مشروخا أو نفسا مكسورة ..

ولا تؤذ مسلما ، فكفُّ أذاك عنِ الناس صدقة ، فإذا لَم يصِلْ خيرك إلى المسلمين، فلا أقلَّ مِن أن تكفَّ شرَّك عنهم .
الدين هين بسيط ولا أدل على ذلك أنه بني على خمس .. رقم فردي لم يتعد خانة الآحاد إلى خانة العشرات ..

وهو كما اختصره بعضهم مستوحيا معنى أحاديث كثيرة تحث على حسن الخلق ( معاملة ) .. هو إذن معاملة منصفة عادلة حسنة محسنة تدل بها من خلال شخصك وشخصيتك على ( المنتج الصادر ) من مدرسة دينك الإسلامي العظيم ونبيك الأكرم ..

جعلنا الله من الذين لهم لفظة لينة ، ووجه طلق ، وابتسامة تذيب بدفئها صقيع قلوب جمدتها وحشة الزمن وبرد العلاقات المادية ..

تعلم أن تكون قويا ، إيجابيا .

لا تفتش عن النور والسعادة في غيرك .
ازرعه في شخصك ، في داخلك وبدد به العتمة حولك ..
اخلق من المعطيات البسيطة معادلة السعادة ..
حدث نفسك وغيرك بنعم الله عليك حمدا وشكرا وامتنانا وتذكيرا لنفسك ، ودفعا من أن يشغلك الشيطان بنعم الآخرين حسدا ، أو سوء تأدب مع رب عادل ..
حدثها لا غرورا وتعاليا ، بل تواضعا لله فذاك أدعى أن تتحسس مواطن الإيجابيات في ذاتك ، فتكف عن التذمر والضجر ..

(وأما بنعمة ربك فحدث ) .
(وما بكم من نعمة فمن الله ).

فلك الحمد ربنا حمدا طيبا مباركا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعده ..

من بعض ما اقتبسته بتصرف :


قال أحد السلف :
"إن الأخلاق وهائِب ، و إن الّله إذا أحب عبده وهبه منها "
ولما سُـئل رسول الله ﷺ عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال :
"تقوى الله وحُسن الخُلق"

•• ليست الأخلاق أن تُعطي من حولك في حال هدوئِك ورضاك وكل حقوقك مُستوفاة .. وإنما مِقياس الأخلاق الفاضلة أن تظلَّ أنت أنت .. ثابتٌ على خلُقك وصبرك ومعروفك وإحسانك ، وترفّعك عن السفاسف وأنتَ في أصعبِ المواقف وأشدّها على نفسك .
فالصفوة من الخلق لا تتغير صفاتُهم حتى لو تغيّرت أحوالهم و ظُروفهم ..

فالكريمُ يظل كريمًا حتى لو افتقر ،
والعزيزُ يظل عزيزًا حتى لو قُهِر ،
والمُحسن يظل محسنًا حتى لو ظُلم..
فهم يتعبدون الله بهذه الأخلاق بل وتطمحُ نفوسهم للقرب من رسول الله ﷺ
فكل من زاد في الخُلق كانَ أقربُ إلى رسول الله ﷺ من غيره
ثم تيقن ..
أن من ساءَ خُلقهُ عذًّبَ نفسه و أفسد عمله.


• المُوفَّق 
هو الذي إذا توقفتْ أنفاسه ،
لم تتوقف حسناته . .
مسافرٌ أنتَ والآثارُ باقيةٌ
فاترك وراءك ما تحيي به أثرك .

مهما كانت ظروفك في الحياة فلا تحمل في قلبك غير النية الحسنة .. فعلى نياتكم ترزقون .. ولتحسن الظن بالناس وبحسن نواياهم. وعش بقلب أبيض ونية حسنة ولسان لا ينطق إلا خيراً .. فليس للدنيا بقاء .. ولتكن شفافا صادقا غير متصنع .. ولا تحسب كل شيء بالقلم والمسطرة ..

استقبل الأقدار بالحمد لله على كل حال .. وابتسم فإنها من عند الله .. وما كان من عند الله ففيه كل الخير .. والخير ما اختاره الله لك. وإذا أردت التخلص من المشاعر السلبية التي تراودك تجاه الآخرين فادع في سجودك وقل ((ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا.))
وقل دائما ( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا إلى النار مصيرنا ..)

ومضة :
ليكن حلمك أن تخرج من هذه الحياة بنفس النقاء الذي جئت به..)

من بعض ما اقتبسته بتصرف ..

كلنا أحوج ما نكون في المضائق والمدلهمات إلى استحضار طيف السعة ، وفي الكروب إلى استحضار طيف الفرج.

وإن أحسن أدوية المحن والملمات ، وأنفعها في الحال والمآل هو حسن الظن بالله من خلال وجود الفأل الحسن.
و إن بداية طريق الوصول من العسر إلى اليسر هو الفأل وحسن الظن بالله ؛ فإنه يجعلك تحس بالنور ولو كنت أعمى البصر ؛ لأن التشاؤم لا يريك إلا الظلام ولو كنت أبصر الناس.
فما أعظم الفأل في سيرة حبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا يريد لأمته أن تيأس ، أو أن تتشاءم لأنه لم يبعث إلا رحمة للعالمين يقربهم إلى الله ويحيي روح التفاؤل وحسن الظن به حتى في حال الدعاء بين العبد وبين ربه يذكرنا صلى الله عليه وسلم بالفأل فيقول «ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة «.
إن الفأل فيه معنى الصبر والرضا والنصر والعزة والرجاء ، و الفأل لايعني تحقيق الأمنيات بالضرورة ، لكنه أس علاج التشاؤم واليأس ، ففي جو الفأل يتعافى الفكر والبدن ويكون العبد أقرب إلى الله الحنان المنان بفيض ثقته بربه جل في علاه ..


تفاءل ولو كنت في قلب العاصفة..
وقل : غداً سيُـزهِـرُ الريحان , وتـذهب الأحزان, ويحــلُّ السلوان..
ذهبـُـك دينـُك, وحُلِيـُّكِ أخلاقـَكِ , ومـالُـكِ أدَبـُكِ.
كـلُّ النـاسِ سوف يعيشون؛ صـاحبُ القصرِ, وصاحبُ الكوخِ.. ولكن لمن السعادة ؟
لمن عرف الرضا ، وحجم هذه الدنا ، وتعلق قلبه ب(سبح اسم ربك الأعلى ، وسافر بروحه إلى العلى ..

إذا أقبَلتْ عليك الهمـومُ, وتكاثـرتْ الغمـومُ, فقل:[لا إله إلا الله].
قلها يقينا
قلها تسبيحا
قلها سلوانا
قلها استشعارا بعظمة الخالق الذي يتضاءل أمام ذكره ما سواه ..

اغرس في الثانية تسبيحـةً, وفي الدقيـقة فكـرةً , وفي الساعة عمـلاً..

اسع نحو المعالي ، ولا ترض بالسفح لا في دينك ولا في دنياك .
"إن معي ربي سيهدين"
سيهدين ..إنه سين التفاؤل التي فلق بها البحر قل سيرزقني.سيشفيني.سيعطيني
اسكب كل يقينك في هذه السين..

فهل رأيت كريما خذل من لجأ إليه بين العباد .
فكيف بأكرم الأكرمين ورب هذا العالمين .. أيخذلك وأنت تطرق بابه وكلك رجاء فيه وأمل ؟

أحسن إلى الناس ولا تنتظر الثواب منهم ..



فأول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم، يجنون ثمراتِه عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم؛ فيجدون الانشراح والسكينة والطمأنينة.
فإذا طاف بك طائف من هم أو ألمّ بك غم فامنح غيرك معروفًا وأسدِ له جميلاً تجِد السرور والراحة، أعط محرومًا، انصر مظلومًا، أنقذ مكروبًا، أعن منكوبًا، عد مريضًا، أطعم جائعًا؛ تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك.

إن الإحسان كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، شَربة ماء من بغيّ لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السموات والأرض؛ لأن صاحب الثواب غَفور شكور غنيّ حميد جواد كريم، فلا تحتقر ـ أخي المحسن ـ إحسانك وجودك وعطاءك مهما قل

لا تترك نفسك نهباً للتوتر وتابعها طوال اليوم ، فإن وجدتها في حالة من التوتر فاجلس وتنفس بعمق وتحرر من ذلك الشعور ومن مسبباته ..

من الرائع ألا تعتمد على غيرك وأن تعلم أن بداخلك إمكانيات رائعة لتُحدِث ما تريد من تغييرات إيجابية في حياتك.

قد يشعر البعض بالخوف لأنها تبدو مسؤولية كبيرة مع أنها مقياس لقدرة المرء على استجابته للحياة بأسلوب القوي المسيطر ، وليس بأسلوب الضحية المنكسر .

لا يجب أن نصر على الاختباء والهروب خلف الشعور بالرثاء والشفقة على الذات وعلى الأحداث الماضية..

علينا إلزام أنفسنا وتطويعها أن تتعلم من الخطأ وأن تقف بعد السقوط بقوة وإصرار أكبر للمضي قدما .

فأولى خطوات النجاح :

أن تنجح في إدارة ذاتك، وفي تعاملك مع نفسك، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

التفاؤل وقت الفشل ذكاء ، والثقة في النفس وقت اليأس قوة .

الإصرار برغم المعوقات ، نجاح في حد ذاته.

قال تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) [آل عمران:7].


في هذا الزمن الصعب ، زمن الفتن والرويبضة والفتاوى الغريبة حري بنا أن نتأمل هذه الآية مرات ومرات
فإن هذا الأمر دين فلينظر أحدنا ممن يأخذ دينه .

هناك مسائل دينية مهمة ، و أحكام تساهل فيه البعض مع يقينه التام في قرارة نفسه التي إن أبعدها عن الهوى لرضخت واستجابت ولم تراوغ وتزغ عن الحكم الشرعي المعتبر .
في زمننا هذا كم من جاهل نصب نفسه عالما فأفتى شططا ، وزاغ وشطح وجاء بالعجيب من الأقوال في أحكام بدهية ..

كُلُّ الذُّنُوبِ فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُهَا *** إِنْ شَيَّعَ الْمَرْءَ إِخْلاصٌ وَإِيمَانُ
وَكُلُّ كَسْرٍ فَإِنَّ الدِّينَ يَجْبُرُهُ *** وَمَا لِكَسْرِ قَنَاةِ الدِّينِ جُبْرَانُ

فالذي يترك الحق ويأخذ بالباطل لهوى في نفسه - بعد أن رحل عنا حبيبنا المصطفى الكريم وقد تركنا على المحجة البيضاء - لهو متبر خسران، وإذا اتبع الأقوال الشاذة وجعل أصحابه قادة له في الفتيا صدق فيه قول الشاعر:
كبهيمة عمياء قاد زمامها *** أعمى على عوج الطريق الجائر


قال الإمام البغوي في تفسيره: (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) أي ميلا عن الحق، وقيل "شك" فيتبعون ما تمايل منه، ولذلك قال ربنا بعدها: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران:8].

وها نحن نردد هذا الدعاء الرباني: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..

حاول أن تكتسب ذكاء في العاطفة ، وتعلم التحايل على الألم وتسخيره إلى قوة تدفعك للتأقلم مع مصادره..
تأقلم مع وحدتك .
تأقلم مع غربتك .
تأقلم مع نقص يعتريك مالم تملك حياله أسباب محوه .
تأقلم مع مرضك .
انهض بنفسك ، لا تنتظر يدا يمدها إليك أحدهم .
لا تتوقع الكثير ممن حولك .
كن قويا بنفسك .
معتصما بربك .
وادحر الألم ببسمة رضا ..