وحين كان في طريق عودته من العمرة رسموا علي جدار المنزل الترحيب بعودة "الحاج" من أرض الحجاز،تبادلوا التحية الفرح الأبتسامات توزيع الشربات،وجلسوا طوال اليوم ينتظروه كي يتباركو به ويحكي لهم عن الجنة،المكان الأكثر قداسة،حين عاد شاركهم الفرح الحكي عن النور الذي لمس قلبه،وزع عليهم مياة زمزم وبعض السبح والبخور،صار مبروكاً في الحي،مرت الأيام،وأخذ يحكي لهم ومازالو يريدون أن يسمعوا أكثر،فهو الوحيد الذي ذهب،أخذ يسائلونه عن كل شئ في الدين،في بادئ الأمر قال لهم فلتسألوا أمام المسجد،ولكنهم أخبروه أنه الوحيد الذي ذهب إلي هناك وأمام المسجد لم يذهب،أخبرهم ولكن كلها بيوت الله،قال أحدهم وكيف ذلك أنت ذهبت إلي البيت الأجمل،لم يستطع أن يقاوم حب الناس والسلطة التي أعطاها الناس له،مرت الأيام وصار أمام المسجد،ولكنه لم يشعر بأي خشوع من أي نوع،ولكنه قرأ كي يخبرهم قرأ الكثير كي يحكي لهم،صار له مريدين،صارت كلمته هي الأعلي في تلك البلده البعيده،وحين علم أن أحدهم سيذهب إلي الأرض المقدسة شعر بالخوف،لأن ذلك الشخص كان يعلم الحقيقة تماماً،حين عاد أستقبله الناس بحفاوة وكان علي رأسهم الحاج،حينها لم يوزع علي الناس أي شئ ولكن أخبرهم بأن رأي أجمل مما حكي عنه الحاج،تعجبوا،حاول الحاج الهروب من المشهد،ولكن لم يكن من المواجهه بد،كان الحاج قرأ كثيراً كي يجيب عن أسئلتهم ولكن هل يستوي الذي رأي والذي لم يري،في النهاية أعترف الحاج بأنه لم يذهب إلي هناك،تعجب الناس،أخبرهم بأنه يوم السفر بعد أن قضي عمره يدخر المال كي يسافر،سُرق منه المال،ولم يستطع العودة لأنهم طلبوا منه الدعاء هناك،أخبرهم أنه دعا ولكن في القرية القريبة عند أقاربه،شعر بعض الناس بالتعاطف،والكثير شعروا بالخيبه،سنوات مرت،وهم لم يعلموا،قرروا أن الحاج الجديد هو الأولي بالأمامه،رفض الحاج الجديد،ولكن مع الضغط المستمر من أهل البلده وافق،عاد الحاج القديم إلي منزله لم يغادره مره أخري كي لا يري تلك النظرات التي رآها في عيونهم،بعض الأهالي شعرت بالحقيقة كل من يذهب إلي الأرض المقدسة ليس هو الأكثر علماً فأمام المسجد الحقيقي الذي ورث العلم عن أجداده هو الأقدر بتلك المهمة،صار الحاج الجديد كالحاج القديم يخبرهم وكي يكسب ود الجميع،أتي بأمام المسجد كي يفاوضه لكنه رفض،أعجب به أنصاره لرفضه أن يكون تابع لعالم ليس بعالم،يوماً بعد يوم أكتشف الناس أن الحاج الجديد يملك شيئاً من الغرور لأنه الوحيد الذي سافر إلي هناك،وأبتدي بعض الناس في مقاطعة الصلوات بالمسجد،أقاموا زواية جديدة وأتوا بأمام الجامع العالم الحقيقي كي يقيموا بها الصلوات،وصار هناك زواية ومسجد،مرت الأيام مات الحاج القديم،صلي عليه الأمام الحقيقي لأن الرحمة تجوز علي الجميع،ولأن الحاج القديم أبدي في جمعته الأخيره قبل أن يموت الندم في تلك الزاوية وسامحه أتباع العالم،أما الحاج الجديد فقد لعنه هو وأتباعه،ومرت الأيام والسنوات ولم يزل الأجيال تتعاقب وكل فريق يقول أنه الأحق بالأمامه،فالفريق الأول حجته أن الحاج هو أول من سافر إلي المكان الأكثر قداسة،وهو أول من رأي بيت الله أما الفريق الثاني فحجته بأن أجداده هم من ورثوا علم الله وكلام الله إلي القرية ولولاهم لما كانت القرية مؤمنه غير أن جدهم هو من أكمل تلك المهمة حين علا صوت الناس بمطالبة الحاج القديم والجديد بأن يتولوا أمامة المسجد،صار الصراع مستمر ولم يزل الناس تعجب بكل شخص أستطاع أن يذهب إلي الأرض الأكثر قداسة،يستقبلوه أستقبال حافل،ويوزعون الشربات الفرح الأبتسامات،ويرسمون علي الجدران الترحيب بعودة الحاج !!