(12)

جوهرة نادرة مفقودة
في بحر بلا قاع

يرتدي بدلة غطس صممها بنفسه
يغوص مع التيار بلهفة المشتاق
حتى ان جاء المساء لم بعثر على شيء،
يعود في اليوم التالي ليبدأ
من حيث انتهى بالأمس.....

لا تهدر الوقت سيدي
الجوهرة في بحر آخر !!

(13)


لم يعد يثق بقارئات الفنجان،
ولا بالعرّافين، ولا بأقوال الأبراج.....

لم يبق أمامه سوى وسيلة واحدة يمكنه التأكد من خلالها
إن كانت تحبه ام لا....
وبما أن الربيع قد طرق الأبواب، فقد شرع في مطاردة الأزهار اينما وجدت،
وبكل لهفة يحمل الزهرة تلو الأخرى، ينزع أوراقها بالتوالي مرددا (تحبني) / (لا تحبني)..

انتهى موسم الربيع والمسألة لم تحسم بعد !!

(14)


يشرف على نظافتها بنفسه،
يفتح الستائر مع شروق الشمس،
يغلقها عند الغروب،
يمسح الغبار عن المرايا،
ينثر رذاذ العطر على غطاء السرير،
يحضن الوسادة،
يتنهد بحرقة قبل الصدمة......


ايا هذا
لم يبق في تلك الغرفة سوى ظلال !!

ربع عمر و أنا أكتب عليك
عساه الحرف عكسي يصل إليك
أو يدلني على درب موصل
قد قد عكس دربي الخائر من عينيك
ربع عمر و أنا أمتشق القلم
مغموسا من نونك يهفو لرشفة عينيك


ربع العمر و أنا أطرق صدى الحروف
فرب شفتاك ذات ضمة نسيتا تم لثمة
أو تنهيدة رقت لحال عطف بلا معطوف
أو بعض بسمة تخلف عن ملمح باهرة الوصوف
ربع العمر و أنا أطوف
أبحث في العناقيد و في القطوف
عن نبت شجي الاستذرار لدمع المطر
عن فصيلة أنين غير مألوف
عن ثغاء مثخن لحنين مضام
عن تقمصات مجاز محتدم الطيوف



الله الله الله
ما أروعك أيه القاضي
لطول ما تجولت وجدتك من القليلين الذين ما يزالون يكتبون شعرا شفيفا رقيقا جميلا
فاعذرني لأني اطلت سكرتي بعطرك الباريسي الدواخ

و تقبل مني التقدير البلا عدد