[align=justify]أخي الكريم الأستاذ مازن،
تمنت الأنظمة العربية الدائرة في الفلك الأمريكي القابلة بالتسوية كما تعرضها عليهم أمريكا وإسرائيل، انهزام حزب الله لأن عدم انهزامه يفسد عليهم أمورا كثيرة فضلا عن إحراجهم أمام شعوبهم. كما وقفت الأنظمة "الممانعة" (سوريا مثلا) تتفرج على الحزب وهو يحارب إسرائيل ولم تحارب معه .. لكن الشعوب العربية لم تتمن انهزام حزب الله في المواجهة مع إسرائيل، ومن الظلم عدم التخصيص في القول عند إطلاق كلمة "العرب" وهذا ما دعاني إلى كتابة ردي. لا أدري كيف تعاملت الشعوب العربية مع الحالة في حينه، لكني أدري أن مسلمي بلجيكا ــ على سبيل المثال ــ تبرعوا بما يقدرون عليه لدعم لبنان .. وليس مسلمو بلجيكا حالة استثنائية فلقد شارك أكثر مسلمي الغرب (وجميعهم سنة) في الدعم بالمال والدعاء.
أما النصر: انتصر حزب الله على إسرائيل وأجبرها على الانسحاب من جنوب لبنان. وكان هذا النصر نتيجة لمقاومة ذكية ومصممة دامت حوالي عقدين من الزمن. وبذك يكون لبنان الدولة العربية الوحيدة التي حررت أراضيها بدون تمكين العدو من فرض تسوية عليها بفضل المقاومة. هذه هي العبرة الكبيرة من المقاومة، والتي لا يشكك فيها إلا عميل.
أما ما حدث قبل عامين فكان حرب مواجهة صمد فيها حزب الله أمام الجيش الإسرائيلي. إنه هذا الصمود ــ بالذات ــ هو الذي يعتبر نصرا لأن المعهود في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي هو الهزيمة. وصمود حزب الله أمام الجيش الإسرائيلي أعاد ثقة العرب بقدراتهم. وهذا يذكرني بقول للفيلسوف حسين مروة عندما زار مع بعض المثقفين مدينة القنيطرة ونظر إلى الجولان: "هل هذه هي الأرض المحتلة"؟! أراد بقوله: ليس استرداد الأرض المحتلة محالا، فهي على مرأى النظر وليست على المريخ .. ويمكن لنا أن نستردها في أي وقت إذا توفرت العزيمة لذلك وإذا قللت الأنظمة من "التهويل" المقصود بشأنها لتبرير عجزها عن المقاومة وعدم استردادها!
وملاحظتي بخصوص النصر بعيدة كل البعد عن مذاهب التشكيك سواء أكانت أسبابه سياسية (معسكر التخاذل) أو طائفية (المعسكر الطائفي)، فأنا لا أنتمي إلى أحد هذين المعسكرين. واعتبار كل نقد أو مراجعة لما حصل "تخاذلا" أو "طائفية" هو مزايدة رخيصة (ولا أقصد حضرتك الكريمة أو أيا من الكتاب والكاتبات بهذا القول)، وسدا لمنافذ الحديث. ومراجعة حيثيات الحرب في 2006 وتقييمها بعيدا عن العاطفة والمزايدة في القول أمر ضروري في جميع الأحوال.
وتحية طيبة عطرة.[/align]
تمنت الأنظمة العربية الدائرة في الفلك الأمريكي القابلة بالتسوية كما تعرضها عليهم أمريكا وإسرائيل، انهزام حزب الله لأن عدم انهزامه يفسد عليهم أمورا كثيرة فضلا عن إحراجهم أمام شعوبهم. كما وقفت الأنظمة "الممانعة" (سوريا مثلا) تتفرج على الحزب وهو يحارب إسرائيل ولم تحارب معه .. لكن الشعوب العربية لم تتمن انهزام حزب الله في المواجهة مع إسرائيل، ومن الظلم عدم التخصيص في القول عند إطلاق كلمة "العرب" وهذا ما دعاني إلى كتابة ردي. لا أدري كيف تعاملت الشعوب العربية مع الحالة في حينه، لكني أدري أن مسلمي بلجيكا ــ على سبيل المثال ــ تبرعوا بما يقدرون عليه لدعم لبنان .. وليس مسلمو بلجيكا حالة استثنائية فلقد شارك أكثر مسلمي الغرب (وجميعهم سنة) في الدعم بالمال والدعاء.
أما النصر: انتصر حزب الله على إسرائيل وأجبرها على الانسحاب من جنوب لبنان. وكان هذا النصر نتيجة لمقاومة ذكية ومصممة دامت حوالي عقدين من الزمن. وبذك يكون لبنان الدولة العربية الوحيدة التي حررت أراضيها بدون تمكين العدو من فرض تسوية عليها بفضل المقاومة. هذه هي العبرة الكبيرة من المقاومة، والتي لا يشكك فيها إلا عميل.
أما ما حدث قبل عامين فكان حرب مواجهة صمد فيها حزب الله أمام الجيش الإسرائيلي. إنه هذا الصمود ــ بالذات ــ هو الذي يعتبر نصرا لأن المعهود في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي هو الهزيمة. وصمود حزب الله أمام الجيش الإسرائيلي أعاد ثقة العرب بقدراتهم. وهذا يذكرني بقول للفيلسوف حسين مروة عندما زار مع بعض المثقفين مدينة القنيطرة ونظر إلى الجولان: "هل هذه هي الأرض المحتلة"؟! أراد بقوله: ليس استرداد الأرض المحتلة محالا، فهي على مرأى النظر وليست على المريخ .. ويمكن لنا أن نستردها في أي وقت إذا توفرت العزيمة لذلك وإذا قللت الأنظمة من "التهويل" المقصود بشأنها لتبرير عجزها عن المقاومة وعدم استردادها!
وملاحظتي بخصوص النصر بعيدة كل البعد عن مذاهب التشكيك سواء أكانت أسبابه سياسية (معسكر التخاذل) أو طائفية (المعسكر الطائفي)، فأنا لا أنتمي إلى أحد هذين المعسكرين. واعتبار كل نقد أو مراجعة لما حصل "تخاذلا" أو "طائفية" هو مزايدة رخيصة (ولا أقصد حضرتك الكريمة أو أيا من الكتاب والكاتبات بهذا القول)، وسدا لمنافذ الحديث. ومراجعة حيثيات الحرب في 2006 وتقييمها بعيدا عن العاطفة والمزايدة في القول أمر ضروري في جميع الأحوال.
وتحية طيبة عطرة.[/align]
تعليق