-شيطان.
-أنت كذلك، غير أنك شيطان جميل، و مثير أيضا.
ترنحت على شفتيها ابتسامة غرور، انفلتت معتصرة و ممزوجة ببعض الغضب، حاولت مواراتها بجنونها؛ الذي كاد يتنازل عن حصنه المنيع، ثم انهالت عليه بخنجرها؛ تريد سحب قلبه، تفادى ضربتها، أمسك يدها، و أدارها نحوه بقوة، لتسقط في قبضته، هدأت للحظة، ثم هي تحاول الفرار منه، همس في أذنها: شهية هي النساء التي تحارب.
كادت تذوب، لولا صراخ العراك، أضاف بلغة نارية، جملة تشبه كرة نار تتدحرج فوق صدرها: عراك مقدس هو شيطنة النساء..
أرخى ذراعه، و تراخت هي بداخلها، رغم إصرارها على الصمود أمام ضربات الفاتح، ركضت مسرعة جهة عائلتها و هي توزع بعض الشتائم، هي في حقيقتها إغراءات لذيذة: نذل، أحمق.. خبيث
بعدما أسدل الليل ستائره، و راح القمر يشعل العشاق، و يستدرج الأزواج لحفلة التقلبات و الانهيارات، انكفأت على نفسها، استندت على الوسادة و هي تزحف بعينيها على الجدار، توقفت عند النافذة .. هناك كان يقف أمامها، كشبح يريد أن يزرع فيها لذة الخوف، تضاربت بداخلها المشاعر و الأحاسيس:
-نذل
-و لكنه أنيق
-أليس من أعداء عائلتك؟
-و لكنه كان يعرف كيف يمسك امرأة.. و كأنه قوس يحاصر جملة..
-إنه يشبه أفعى
-كاد يغرز شفاهه في رقبتي، ليته فعل..
تائهة و حائرة في هذا الرجل الذي قلب كيانها، غير مسار الدم بهمساته الأنيقة، جعله يصب في آنية من حب..
زاد خوفها، عندما تنبهت أن قلبها تغير إيقاع نبضه، و شيء يهتف من الداخل: هناك نسيم بحري يهب ناحيتك، قالتها و تفتحت كزهرة تنتظر الفراش، تنهدت بعمق و هي تتحسس التغيرات الذي تحدث بجسدها، فليس سهلا أن نغرق في البحر و لا نتبلل، كذلك النار من الصعب أن لا نحترق بداخلها، أشاحت بوجهها نحو المرآة المثبتة بالخزانة، أرادت أن تجد فكرة أخرى لتنسى شكله الأنيق، و حديثه الرقيق جدا، أرادت أن تبتعد عن النار، كان وجهها بالمرآة يزيد من وهجه، تساءلت عن السبب؟ و لما جسدها يرتعش و كأن نسمة باردة لامستها، و كأنها ما زالت مقيدة بذراعيه، يده كانت كبيرة للحد الذي تلتف حولها، حتى لا تترك لها مسافة للانفلات من قبضته... كانت خواطر كثيرة تموج بداخلها و هي كقطرة ماء تفتت على صخرة.. و غاصت عميقا في حلم أنيق مثل كلماته، غامض مثل حديثه،،،
كيف يمكن لرجل مثله أن يحتلها بكل هذه القوة، و عينه الغامضة تتحسس دواخلها..
أرادت أن تختبر السراب، فركضت نحوه، هناك خلف الشجرة كانت تطارد مشاغباته و معاكساته للأطفال، لم تكن تريده أن يراها و هي تحتفل برؤيته، قبعت مكانها تلاحق تحركاته، و هو كان غائبا عنها و ربما كان يدعي عدم رؤيتها، كيف لا و هو يحس بنظراتها في ظهره..
كانت الكرة تزغرد لا تتدحرج ناحيتها، و كأنها تدشن اللقاء الأول، و هو لم يمتلك إلا تلبية رغبة القمر، ركض ناحية الشجرة، تاهت و هي تراه يقترب، اضطربت و اهتزت و كأنها أرض تنتظر قطرة المطر الأولى، تماسكت قليلا و لكنه الوحش بداخلها كان ينهشها، و هو يحرضها على الإرتباك، تسمرت عندما قال لها: الحرب تعلن بدون مواعيد، كذلك الحب؛ لا يعترف بالتريتبات المسبقة..
تأففت و لاذت بالصمت و قليل من الثبات، و ابتسامة معلقة على زاوية شفتها اليسرى، و كادت تتعثر شفتها اليمنى فتنزلق شعلة النار..
مسافة من النار كانت تفصلهم، و جملة كبريت كادت تترجل لتعلن الحب،،،
يومها أدركت أنها تعشقه بقدر كرهها لعائلته، ربما كانت تحبه حتى قبل أن يضبطها بذراعيه...
عادت للبيت تركض، تجري و هي خائفة و حائرة، أحست أن شيئا سقط منها، تحسست الثياب، خصرها و صدرها، كل شيء في مكانه، و لكنها تعرف أن شيئا قد سقط، إنه قلبها، سرقه الخبيث، قالت و هي تبتسم ابتسامة متحررة من شفاهها...
استقبلتها أمها باتسامة عريضة جدا، ما سر الابتسام هذا اليوم؟ تساءلت بعفوية عن سر ملامح أمها البشوشة جدا هذا اليوم، و لم تدرك ما يختفي خلفها، حتى اختلت بها و هي تطلق زغرودة في فضاء الغرفة؛ بعد كلمات قليلة..
-مبارك ابنتي، إنه شاب مشهود له بصلاحه و هو معروف أيضا بمكانته بين الناس..
انطفأت الجذوة التي بداخلها و اختفت الابتسامة، هل كان ينقص هذا التوتر إلا بعض الشوائب من هنا و هناك..
اقترب موعد زواجها و أحشاؤها تضطرب بالحياة و الموت معا، ما هذا الكائن الذي بداخلها، و كيف تفعل به، كان جسدها مكون من ثلاثة، و كأنها وعاء من أرواح، حبيب و روحها المعذبة و بقايا حب لن يطول الوقت حتى تنكشف الكارثة.. فنار مثل تلك لا يمكن أن تبقى مخفية عن العيون، خاصة و العالم ممتلئ بالصقيع..
-كيف نفعل؟
سؤالها جرده مما كان يهرب منه، تشجع قليلا و هو يقول بصوت متقطع:
-سأخطبك من والدك..
-سيقتلك إن تجرأت..
-سنهرب إذن..
-ليس سهلا يا حبيبي أن نختفي في جسد الفراغ..
تفرقا و هما يعلنان الوفاء، غادرا الشجرة التي جمعت بينهما ذات لعب و مكر، ابتعدا قليلا و اختفت الشجرة عن عينيهما، حيث كان الزيف في أعلاها، نزل و هو يتمتم: لابد أن أخبر أباها..
استيقظت على صوت أمها و هي تكيل لها وابلا من الشتم، صفعتها و ألبستها خيمة من السواد و جرتها للخارج نحو جهة غير معروفة،،،
هو استيقظ في غرفة من أربع جدران لا توجد بها نافذة، هناك أطلق زفرة عميقة و هو يقول : أيمكن أن تلحقني،،
مر الشهر و الشهران و العام و بطنها لم ينتفخ، كانت في بيت زوجها، و هو يحضر لتعديد الزوجات، لم تقاوم، فقد أرادت أن تتخلص من رائحة الخداع،
أخيرا تحررت و عادت لبيت والدها، و أمها تعتذر: آسفة، أقسم لو علمت هذا ما فعلتها، فكيف لي أن أجعلك عاقرا...
-أنت كذلك، غير أنك شيطان جميل، و مثير أيضا.
ترنحت على شفتيها ابتسامة غرور، انفلتت معتصرة و ممزوجة ببعض الغضب، حاولت مواراتها بجنونها؛ الذي كاد يتنازل عن حصنه المنيع، ثم انهالت عليه بخنجرها؛ تريد سحب قلبه، تفادى ضربتها، أمسك يدها، و أدارها نحوه بقوة، لتسقط في قبضته، هدأت للحظة، ثم هي تحاول الفرار منه، همس في أذنها: شهية هي النساء التي تحارب.
كادت تذوب، لولا صراخ العراك، أضاف بلغة نارية، جملة تشبه كرة نار تتدحرج فوق صدرها: عراك مقدس هو شيطنة النساء..
أرخى ذراعه، و تراخت هي بداخلها، رغم إصرارها على الصمود أمام ضربات الفاتح، ركضت مسرعة جهة عائلتها و هي توزع بعض الشتائم، هي في حقيقتها إغراءات لذيذة: نذل، أحمق.. خبيث
بعدما أسدل الليل ستائره، و راح القمر يشعل العشاق، و يستدرج الأزواج لحفلة التقلبات و الانهيارات، انكفأت على نفسها، استندت على الوسادة و هي تزحف بعينيها على الجدار، توقفت عند النافذة .. هناك كان يقف أمامها، كشبح يريد أن يزرع فيها لذة الخوف، تضاربت بداخلها المشاعر و الأحاسيس:
-نذل
-و لكنه أنيق
-أليس من أعداء عائلتك؟
-و لكنه كان يعرف كيف يمسك امرأة.. و كأنه قوس يحاصر جملة..
-إنه يشبه أفعى
-كاد يغرز شفاهه في رقبتي، ليته فعل..
تائهة و حائرة في هذا الرجل الذي قلب كيانها، غير مسار الدم بهمساته الأنيقة، جعله يصب في آنية من حب..
زاد خوفها، عندما تنبهت أن قلبها تغير إيقاع نبضه، و شيء يهتف من الداخل: هناك نسيم بحري يهب ناحيتك، قالتها و تفتحت كزهرة تنتظر الفراش، تنهدت بعمق و هي تتحسس التغيرات الذي تحدث بجسدها، فليس سهلا أن نغرق في البحر و لا نتبلل، كذلك النار من الصعب أن لا نحترق بداخلها، أشاحت بوجهها نحو المرآة المثبتة بالخزانة، أرادت أن تجد فكرة أخرى لتنسى شكله الأنيق، و حديثه الرقيق جدا، أرادت أن تبتعد عن النار، كان وجهها بالمرآة يزيد من وهجه، تساءلت عن السبب؟ و لما جسدها يرتعش و كأن نسمة باردة لامستها، و كأنها ما زالت مقيدة بذراعيه، يده كانت كبيرة للحد الذي تلتف حولها، حتى لا تترك لها مسافة للانفلات من قبضته... كانت خواطر كثيرة تموج بداخلها و هي كقطرة ماء تفتت على صخرة.. و غاصت عميقا في حلم أنيق مثل كلماته، غامض مثل حديثه،،،
كيف يمكن لرجل مثله أن يحتلها بكل هذه القوة، و عينه الغامضة تتحسس دواخلها..
أرادت أن تختبر السراب، فركضت نحوه، هناك خلف الشجرة كانت تطارد مشاغباته و معاكساته للأطفال، لم تكن تريده أن يراها و هي تحتفل برؤيته، قبعت مكانها تلاحق تحركاته، و هو كان غائبا عنها و ربما كان يدعي عدم رؤيتها، كيف لا و هو يحس بنظراتها في ظهره..
كانت الكرة تزغرد لا تتدحرج ناحيتها، و كأنها تدشن اللقاء الأول، و هو لم يمتلك إلا تلبية رغبة القمر، ركض ناحية الشجرة، تاهت و هي تراه يقترب، اضطربت و اهتزت و كأنها أرض تنتظر قطرة المطر الأولى، تماسكت قليلا و لكنه الوحش بداخلها كان ينهشها، و هو يحرضها على الإرتباك، تسمرت عندما قال لها: الحرب تعلن بدون مواعيد، كذلك الحب؛ لا يعترف بالتريتبات المسبقة..
تأففت و لاذت بالصمت و قليل من الثبات، و ابتسامة معلقة على زاوية شفتها اليسرى، و كادت تتعثر شفتها اليمنى فتنزلق شعلة النار..
مسافة من النار كانت تفصلهم، و جملة كبريت كادت تترجل لتعلن الحب،،،
يومها أدركت أنها تعشقه بقدر كرهها لعائلته، ربما كانت تحبه حتى قبل أن يضبطها بذراعيه...
عادت للبيت تركض، تجري و هي خائفة و حائرة، أحست أن شيئا سقط منها، تحسست الثياب، خصرها و صدرها، كل شيء في مكانه، و لكنها تعرف أن شيئا قد سقط، إنه قلبها، سرقه الخبيث، قالت و هي تبتسم ابتسامة متحررة من شفاهها...
استقبلتها أمها باتسامة عريضة جدا، ما سر الابتسام هذا اليوم؟ تساءلت بعفوية عن سر ملامح أمها البشوشة جدا هذا اليوم، و لم تدرك ما يختفي خلفها، حتى اختلت بها و هي تطلق زغرودة في فضاء الغرفة؛ بعد كلمات قليلة..
-مبارك ابنتي، إنه شاب مشهود له بصلاحه و هو معروف أيضا بمكانته بين الناس..
انطفأت الجذوة التي بداخلها و اختفت الابتسامة، هل كان ينقص هذا التوتر إلا بعض الشوائب من هنا و هناك..
اقترب موعد زواجها و أحشاؤها تضطرب بالحياة و الموت معا، ما هذا الكائن الذي بداخلها، و كيف تفعل به، كان جسدها مكون من ثلاثة، و كأنها وعاء من أرواح، حبيب و روحها المعذبة و بقايا حب لن يطول الوقت حتى تنكشف الكارثة.. فنار مثل تلك لا يمكن أن تبقى مخفية عن العيون، خاصة و العالم ممتلئ بالصقيع..
-كيف نفعل؟
سؤالها جرده مما كان يهرب منه، تشجع قليلا و هو يقول بصوت متقطع:
-سأخطبك من والدك..
-سيقتلك إن تجرأت..
-سنهرب إذن..
-ليس سهلا يا حبيبي أن نختفي في جسد الفراغ..
تفرقا و هما يعلنان الوفاء، غادرا الشجرة التي جمعت بينهما ذات لعب و مكر، ابتعدا قليلا و اختفت الشجرة عن عينيهما، حيث كان الزيف في أعلاها، نزل و هو يتمتم: لابد أن أخبر أباها..
استيقظت على صوت أمها و هي تكيل لها وابلا من الشتم، صفعتها و ألبستها خيمة من السواد و جرتها للخارج نحو جهة غير معروفة،،،
هو استيقظ في غرفة من أربع جدران لا توجد بها نافذة، هناك أطلق زفرة عميقة و هو يقول : أيمكن أن تلحقني،،
مر الشهر و الشهران و العام و بطنها لم ينتفخ، كانت في بيت زوجها، و هو يحضر لتعديد الزوجات، لم تقاوم، فقد أرادت أن تتخلص من رائحة الخداع،
أخيرا تحررت و عادت لبيت والدها، و أمها تعتذر: آسفة، أقسم لو علمت هذا ما فعلتها، فكيف لي أن أجعلك عاقرا...
تعليق