تويت
المقامة الآيفونيّة
حدّثتا غفلاان بن سهوان قال في خمس قبل حزيران
وخمس بعد رمضان ؛في ليلة تحاكي النابغة؛والدلالُ كانت سائغة والكؤوس فارغة؛وفي رأسي أعالج فكرة دامغة:جلستُ إلى كانون عصريّ كهربيّ مصريّ والوحدةُ في خصري نادغة؛وإذا بصديق عتيقِ أعتق من طِلاء أبريق ومن سلاح منجنيق؛يملأ الجوّ مراحا حتى كأنك ترى صباحا وضّاحا – اقترنّا من عهود الدراسةِ؛ تميّز بالحذق والفراسة يحمل أخبارا غريبةً كوكالة (ناسا)؛فجلس وجلستُ بعد التحية والسؤال عن الصحة والأحوال أخرج من ثنايا ثيابه جهازا؛همّازا لمّازا – وقد حسبته جوازا؛ذكيا كما أسماه؛فأبهرني لمّا نظرتُ إلاهُ ؛غير ناظر إناهُ
قال بن سهوان: لما سألته عن محتواهُ ؛احلولقَ واشرأبَّ ؛وتنحنح ثم اكتأبّ وقال بتهكم؛أما علمتَ يا أمكر من ثعالة وأغدر من ذؤالة أن لكل حرب آلة؟ فقلتُ :لقد ألبستني يا هذا غير ثوبي ؛يعفيك ربي ؛لئن كنتُ سهوانا فما ذنبي ؛فلا تعكس ما في قلبي لك ضامر ؛فأكون كمجير أم عامر وأسألك برب المشارق والمغاربِ ؛أن تخرجني من هذه المقالبِ؛ فما الحرب التي تطرق عيشي!وهل آلَمَ المذبوح نزع ريشِ؟
قال: زعموا أن الحرب على الإرهابِ؛يجب أن تبدأ بالاغتصابِ وبالتدمير والخرابِ حتى لا يبقون للمكارم دعاةً ولا للتقاليد حماةً ؛وحتى ينكر الولد أباه ويقتل الأخ أخاه ؛ويولد البغلُ ويستخنث الفحلُ ؛فقد خططوا لدولة مقبلة ؛فيها الأيامى محبَلة ؛تتزوج المرأة المرأة دون الرجلِ ويستنوق كل جملٍ فحلِ ؛فعلى جهازي هذا خارطة دولة السلحفاة من النيل إلى الفرات ؛تزينّت بأجمل البنات من البيضاوات والشقراوات ولا مكان للسمراوات إلا من جديد السلالاتِ ومن أحفاد أوباما أو سمر الولاةِ؛ذاك وإن تحقيق الحلم لآت
قال بن سهوان :
فاستفزّتني تلك الخارطة-- وهذه الكلمات المائطة حتى تفجّرت مني النائطة ؛فأنشدتُ:
أعوذُ باللهِ من الأقذارِ** من شرّ هذا القول والأشرارِ
إني أمجُّ القولَ من مهذارِ**قد جمعَ الأشأمَ من أخبارِ
ألا ترى التشجيعَ للكفارِ*** يهدي إلى قرارةٍ في النارِ؟
قد طردتهم عرْبُ عبدالدارِ**هدّوا قلاعهم ذوو المختارِ
و كان نسج حلمهم بالدارِ*كالعنكبوت في يد الإعصارِ
قد قطعتْه العُرْبُ بالبتار*كم قطعُوا بالسيف شأو العارِ
----------------