جميل هو الثلج عندما يتلألأ تحت خيوط شمس القلوب الدافئة.. عندما يعكس جمال النفوس و روح التضامن ..
هكذا يؤمن سالم في قرار نفسه عند زيارته لأول مرة معرض الثلوج برفقة زوجته وابنته نور التي لا تعرف عن الثلج سوى سحر بياضه فقط.
و هم داخل المعرض، كانت ابنته فرحة و مندهشة بسحر المكان.. الزوار يبتسمون ويستمتعون في نفس الوقت .. يطلقون عنان حواسهم لمعانقة سحر الابداع الممزوج ببياض الثلج، بينما سالم وقف أمام صورة منحوتة لأم تمسك طفلتها بين ذراعيها و هما حزينتان، فاغرورقت عيناه بالدموع، وبدأ يرتعش كورقة خريف زادها الصقيع اصفرارا .. كلما سقطت قطرات من بين رموشه، كانت زوجته تمسكها بكفيها تماما كالحوض الذي يستقبل دموع السماء الغالية بفرح شديد.. لقد تذكر زوجته و هي تلد طفلتها نور داخل بيتهما السابق في أعلى الجبل تكاد الرياح تهوي به في المنحدر من شدة تصدعه و هشاشته.. الثلوج الكثيفة تحيط به من كل الجوانب، وسالم تتلعثم يداه في ظلمة الليل محاولا إشعال النار.. قلبه مع الطفلة الرضيعة و زوجته المريضة، وعقله مشتت بين عيدان الثقاب الجامدة و الطقس المكهرب والليل الدامس المخيف.. حاول إشعال النار مرارا دون جدوى .. يصرخ و يرتعش كعصفور مكسر الجناح و هو يتفقدهما بيديه و قلبه و إحساسه ثم يردد في نفسه:" الطفلة لا تزالت بين أحضان أمها .. الله أكبر إنها باردة تتنفس بصعوبة" ثم يتحسس وجه زوجته بكفه اليمنى، فيجدها تقاوم البرد و المرض معا و هي تتنهد بصعوبة، ثم نزع جلبابه الصوفي بسرعة و وضعه فوقهما ثم نام بجانبهما ..
تارة، يدفئ طفلته بفمه و بطنه و يترقب دقات قلب زوجته. و تارة أخرى، يجعل فتحة لدخول الهواء، و يده اليسرى تهدهد خلايا ظهرهما..
بعد فترة وجيزة، بزغت خيوط الحب الثلاثية من تحت الغطاء الخشن وهي تطوف حولهم حتى صارت قرص شمس أدفأت حتى الجدران...
هكذا يؤمن سالم في قرار نفسه عند زيارته لأول مرة معرض الثلوج برفقة زوجته وابنته نور التي لا تعرف عن الثلج سوى سحر بياضه فقط.
و هم داخل المعرض، كانت ابنته فرحة و مندهشة بسحر المكان.. الزوار يبتسمون ويستمتعون في نفس الوقت .. يطلقون عنان حواسهم لمعانقة سحر الابداع الممزوج ببياض الثلج، بينما سالم وقف أمام صورة منحوتة لأم تمسك طفلتها بين ذراعيها و هما حزينتان، فاغرورقت عيناه بالدموع، وبدأ يرتعش كورقة خريف زادها الصقيع اصفرارا .. كلما سقطت قطرات من بين رموشه، كانت زوجته تمسكها بكفيها تماما كالحوض الذي يستقبل دموع السماء الغالية بفرح شديد.. لقد تذكر زوجته و هي تلد طفلتها نور داخل بيتهما السابق في أعلى الجبل تكاد الرياح تهوي به في المنحدر من شدة تصدعه و هشاشته.. الثلوج الكثيفة تحيط به من كل الجوانب، وسالم تتلعثم يداه في ظلمة الليل محاولا إشعال النار.. قلبه مع الطفلة الرضيعة و زوجته المريضة، وعقله مشتت بين عيدان الثقاب الجامدة و الطقس المكهرب والليل الدامس المخيف.. حاول إشعال النار مرارا دون جدوى .. يصرخ و يرتعش كعصفور مكسر الجناح و هو يتفقدهما بيديه و قلبه و إحساسه ثم يردد في نفسه:" الطفلة لا تزالت بين أحضان أمها .. الله أكبر إنها باردة تتنفس بصعوبة" ثم يتحسس وجه زوجته بكفه اليمنى، فيجدها تقاوم البرد و المرض معا و هي تتنهد بصعوبة، ثم نزع جلبابه الصوفي بسرعة و وضعه فوقهما ثم نام بجانبهما ..
تارة، يدفئ طفلته بفمه و بطنه و يترقب دقات قلب زوجته. و تارة أخرى، يجعل فتحة لدخول الهواء، و يده اليسرى تهدهد خلايا ظهرهما..
بعد فترة وجيزة، بزغت خيوط الحب الثلاثية من تحت الغطاء الخشن وهي تطوف حولهم حتى صارت قرص شمس أدفأت حتى الجدران...
تعليق