لحظات عصيبة..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ادريس الحديدوي
    أديب وكاتب
    • 06-10-2013
    • 962

    لحظات عصيبة..

    جميل هو الثلج عندما يتلألأ تحت خيوط شمس القلوب الدافئة.. عندما يعكس جمال النفوس و روح التضامن ..
    هكذا يؤمن سالم في قرار نفسه عند زيارته لأول مرة معرض الثلوج برفقة زوجته وابنته نور التي لا تعرف عن الثلج سوى سحر بياضه فقط.
    و هم داخل المعرض، كانت ابنته فرحة و مندهشة بسحر المكان.. الزوار يبتسمون ويستمتعون في نفس الوقت .. يطلقون عنان حواسهم لمعانقة سحر الابداع الممزوج ببياض الثلج، بينما سالم وقف أمام صورة منحوتة لأم تمسك طفلتها بين ذراعيها و هما حزينتان، فاغرورقت عيناه بالدموع، وبدأ يرتعش كورقة خريف زادها الصقيع اصفرارا .. كلما سقطت قطرات من بين رموشه، كانت زوجته تمسكها بكفيها تماما كالحوض الذي يستقبل دموع السماء الغالية بفرح شديد.. لقد تذكر زوجته و هي تلد طفلتها نور داخل بيتهما السابق في أعلى الجبل تكاد الرياح تهوي به في المنحدر من شدة تصدعه و هشاشته.. الثلوج الكثيفة تحيط به من كل الجوانب، وسالم تتلعثم يداه في ظلمة الليل محاولا إشعال النار.. قلبه مع الطفلة الرضيعة و زوجته المريضة، وعقله مشتت بين عيدان الثقاب الجامدة و الطقس المكهرب والليل الدامس المخيف.. حاول إشعال النار مرارا دون جدوى .. يصرخ و يرتعش كعصفور مكسر الجناح و هو يتفقدهما بيديه و قلبه و إحساسه ثم يردد في نفسه:" الطفلة لا تزالت بين أحضان أمها .. الله أكبر إنها باردة تتنفس بصعوبة" ثم يتحسس وجه زوجته بكفه اليمنى، فيجدها تقاوم البرد و المرض معا و هي تتنهد بصعوبة، ثم نزع جلبابه الصوفي بسرعة و وضعه فوقهما ثم نام بجانبهما ..
    تارة، يدفئ طفلته بفمه و بطنه و يترقب دقات قلب زوجته. و تارة أخرى، يجعل فتحة لدخول الهواء، و يده اليسرى تهدهد خلايا ظهرهما..
    بعد فترة وجيزة، بزغت خيوط الحب الثلاثية من تحت الغطاء الخشن وهي تطوف حولهم حتى صارت قرص شمس أدفأت حتى الجدران...
    ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #2
    الحقيقة ثلج الارياف في بلد المغرب لا علاقة له بثلج كندا حيث الترف،
    هنا ينتظره الكنديون بفارغ صبر وهناك ينزل كالصاعقة على الاهالي البسطاء وهم في معزل عن العالم.
    شتان مابين الثلجين!
    متابعة استاذ ادريس

    تعليق

    • ادريس الحديدوي
      أديب وكاتب
      • 06-10-2013
      • 962

      #3
      الأديب و الأستاذ / محمد شهيد .. تحياتي
      فعلا لا علاقة بين الأمرين
      شكرا على المرور الجميل و القراءة
      مودتي و تقديري
      ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

      تعليق

      • عبير هلال
        أميرة الرومانسية
        • 23-06-2007
        • 6758

        #4
        قصة رائعة بمضمونها

        هكذا هم الأهل كتلة مشاعر وأحاسيس

        لدرجة التضحية

        ولو لأرواحهم

        بسبيل أبنائهم

        بالفعل كانت هذه لقطة رائعة للغاية

        ودافئة كل الدفء..

        ود وتقدير للمبدع
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          صديقي الطيب ..أعجبني النص كثيرا
          رغم أنه وبرغم محاولاته دفق الدفء في شخوصه إلا أنه عجز عن تدفئتي
          ربما لأن بعض الكلمات و الالفاظ جاءت خاملة و باردة تماما برغم جمال اللغة
          لنحاول تنشيط الثلج أولا و عمل هزة ما في هذا الموت
          حتى يكون الدفء مسألة حياة أو موت !

          شكرا لك

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • ادريس الحديدوي
            أديب وكاتب
            • 06-10-2013
            • 962

            #6
            الاستاذة القديرة / عبير هلال .. تحياتي
            يسعدني مرورك الندي هنا .. شرف لي هذا المرور ..
            مودتي و تقديري
            ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

            تعليق

            • ادريس الحديدوي
              أديب وكاتب
              • 06-10-2013
              • 962

              #7
              الأستاذ القدير / ربيع عقب الباب .. تحياتي
              تشرفت بمرورك الأول .. أسعدني كثيرا..
              أتمنى أن تدفئك سطوري في المحاولات القادمة ..
              مودتي و تقديري
              ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

              تعليق

              يعمل...
              X