المحترم...ذو النظارة السوداء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم الجابري
    أديب وكاتب
    • 01-04-2011
    • 473

    المحترم...ذو النظارة السوداء

    صدّقوني....أنا أكنّ لكم عظيم الاحترام، كلّكم....فرداً فرداً....أقول ذلك كي لا ترهبكم نظاراتي السوداء التي في الحقيقة أنا مضطر لارتدائها بشكل شبه دائم لسبب عجيب سأخبركم به، لكنّي أطلب منكم أيضاً أن تصدّقوني.

    أعرف أن تصديق ما سأخبركم به صعب، وأحسّ بنفسي الآن كالنجار الذي وجده الزوج في خزانة الملابس. القصّة ببساطة أنّ رجلاً انتقل هو وزوجته لشقّة جديدة. وبعد أن أتمّوا ترتيب الأشياء خرج الزوج لقضاء بعض الحوائج. ألقت الزوجة التي أنهكها التعب بنفسها على السرير محاولة النوم. كانت الشقّة تقع بقرب تقاطع سكّة القطارات، وكلما مرّ قطار اهتزّت خزانة الملابس وأصدرت صريراً مزعجاً.
    لم تستطع الزوجة النوم رغم تعبها الشديد، وعندما فتحت النافذة رأت ورشة نجارة في أسفل البناية المقابلة والنجار يجلس أمامها، خطر ببالها أن تطلب منه اصلاح الخزانة فنادت عليه ولوحت له بيدها ليصعد للشقة.

    جاء النجار وعاين الخزانة، لكنّه لم ير أي عيب في الخزانة، أصرّت الزوجة وطلبت منه الدخول للخزانة ليكتشف مصدر الصرير حال مرور القطار. أثناء وجود النجار بداخل الخزانة دخل الزوج البيت واتجه مباشرة لغرفة النوم وبالتحديد لخزانة الملابس ليبدّل ثيابه........وهنا كانت المفاجأة....وجد النجار متسمراً بالداخل.
    بدهشة وفجيعة سأل الزوج النجار
    -ماذا تفعل هنا؟!
    ردّ النجّار بفجيعة أكبر
    -اضربني...أو اقتلني....مهما قلت فلن تصدّقني.

    دعونا من تلك القصّة لأخبركم بقصّتي التي اضطررت بعدها لارتداء النظارات بشكل دائم.
  • سالم الجابري
    أديب وكاتب
    • 01-04-2011
    • 473

    #2
    عصر أحد الأيام جلست مع صديقي العزيز أبو جمال الذي ستعرفونه جيداً فيما سيأتي، وفي لحظة تفكّر وأنا أنظر لوجهه قلت له
    -أبو جمال، أنا أعرف أن علاقاتك النسائية كثيرة، أحياناً أتمنى لو أني مثل.
    -ومالذي يمنعك يا سالم؟
    -ومن بالله عليك يلتفت لمثلي؟! لا لون ولا عون. لا وسامة ولا مال ولا وظيفة. تصوّر ..... حتى الفتاة التي توظفت معنا منذ شهر بوظيفة متواضعة تنظر لي بدونية فلا تكلّف نفسها أن تعيد الغطاء على رأسها حين أدخل عليها بالشاي.......تذكّر أني في النهاية مجرّد فرّاش أصب الشاي والقهوة.

    بعد أن نظر لي مطولاً بنظرة عطوفة قال لي
    -من حسن حظّك أني أعرف حلّا لمشكلتك، وهو حل مضمون.
    -حقاً.....أسعفني به أرجوك.
    -اسمع.....لكن ليكن الأمر سراً، فهو من الأسرار التي تعلّمتها منذ فترة وجيزة. هناك نوع من الكحل تكحّل به عينيك ولا تنظر لفتاة إلا وقعت في حبّك.
    -ماذا تقول يا أبا جمال!!! وهل هذا معقول؟!.
    -نعم، معقول ومجرّب. أتعرف.....هذا الكحل يستخرج من عيون حيوان بحري، هذا الحيوان في فترة التزاوج تتلون عيناه باللون الأسود ليجذب الأنثى، فيتم صيده واستخراج عينيه وتجفيفها ومن ثم سحقها لتصير كحلاً. لكن سعره مرتفع، وقد يصل سعر الجرام الواحد لمئة ريال.

    تعليق

    يعمل...
    X