وا حمص !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • م.سليمان
    مستشار في الترجمة
    • 18-12-2010
    • 2080

    وا حمص !

    ***
    هَذَا الْمَسَاء - مَرَّرْتُ ذَاتَ الْإِصْبَعِ بِرِفْق، عَلَى الصُّورَةِ الْمَحْفُوظَةِ لِسَاعَةِ السَّاحَة، وَعِنْدَهَا إِمِيسَا إِلَى جَنْبِي وَهِيَ تَرْبُطُ بِإِصْبَعِي خَيْطَا، بَاسِمَة.
    - النِّسْيَانُ لِمَنْ نَسَى. قَالَتْ إِمِيسَا بِدُعَابَةٍ حِينَ تَوَادَعْنا.
    كَانَتْ إِمِيسَا، وَمَا فِي الدُّنْيَا لَطِيفَةٌ مِثْلُهَا، وَهَاءَنَذا، وَمَا فِي لَيْلِ الْمُتَذَكِّرِينَ حَسْرَانُ مِنّي.
    ثُمَّ دَارَتِ الرَّحَى مُجَعْجِعَةً مُعَمْعِمَة، وَسَكَتَتْ إِمِيسَا وَنَسَيْتُ أَنَا، حتَّى هَذَا الْمَسَاء.
    ***
    https://www.youtube.com/watch?v=WartgLVLfHM
    sigpic
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    لا أدري ماهيّة الظرف الذي قبض على الحرف وسجّله تأريخا ل إِمِيسَا .
    بلا شك حزن كبير وذكرى تستحق أن تترافق مع " سكابا يا دموع العين "
    ما الذي جعلك أن تتذكر في هذا المساء ؟
    نص رقيق يحمل حكاية وذكرى
    تحياتي لك أخي سليمان ميهوبي
    فوزي بيترو

    تعليق

    • م.سليمان
      مستشار في الترجمة
      • 18-12-2010
      • 2080

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
      لا أدري ماهيّة الظرف الذي قبض على الحرف وسجّله تأريخا ل إِمِيسَا .
      بلا شك حزن كبير وذكرى تستحق أن تترافق مع " سكابا يا دموع العين "
      ما الذي جعلك أن تتذكر في هذا المساء ؟
      نص رقيق يحمل حكاية وذكرى
      تحياتي لك أخي سليمان ميهوبي
      فوزي بيترو
      ***
      جئت في الوقت يا عزيزي الدكتور فوزي سليم بيترو :
      {ما الذي جعلك أن تتذكر في هذا المساء ؟}
      سؤال حكيم مجرب :
      هو رهاب الربيع العربي، والذي ينتابني مع بداية شهر مارس حتى نهاية أفريل، بأهواله الليلية وتصوراته النهارية، تؤدي بي إلى نسيان لا إراديا كل ما سمعت أو رأيت أو شممت أو تذوقت أو لمست قبيل أو إبان أو بعد الربيع العربي، بما في ذلك أعز الناس لدي وأعز الأماكن عندي...
      وإن صار وأن نسيتك أنت أيضا يا أخي سليم، فرحماك بي حتى نهاية فصل الربيع، حين تعود لي ذاكرتي.
      مودتي الخالصة. صديقك.
      ***
      sigpic

      تعليق

      • الهويمل أبو فهد
        مستشار أدبي
        • 22-07-2011
        • 1475

        #4
        الاستاذ ميهوبي



        بين "هذا المساء" في بداية ذاكرة إميسا و "هذا المساء" في نهايتها، ما لعله بداية ذاكرة تمحو استرجاعيا كثافة نسيان (في ساعة ساحة). ههنا، ثمة تكرار أو اثنان (المساءان نفسهما حرفيا)! بل إنْ حذفت ما بينهما (أو لو غيّب النسيان ما بينهما) لكان "وَجْدُك" على حمص: "هذا المساء ... حتى هذا المساء"! أما ما بينهما، فستظل "الصورة المحفوظة لساعة الساحة" التي تنتظر إصبعا تمر. وتأكد أن إصبعك لم تكن الأولى وربما لن تكون الإصبع الأخير الذي ينبش ذاكرة إميسا. قَبْلك بقرون، ومثلك تماما، مرر ذات الإصبع مفكرٌ حصيفٌ وأديبٌ مفلقٌ وناقدٌ نافذ البصيرة هو الحمصي لونجاينوس (Longinus) صاحب أطروحة اللغة أو الاسلوب السامي (On the Sublime). هو نفسه أيضا شهد ربيعا داميا، ودمار دولة العرب التدمرية. فقد أشار على زنوبيا (وكان مستشارها) بالتحرر من هيمنة الأمبراطورية الرومانية فكان ما كان. لم تكن مصادفة أن تدور الرحى مع مستشار أمضى فترة ليست بالقليلة في شمال أفريقيا (في الاسكندرية تحديدا).



        نصك هذا (أو هذا المساء) هو نفسه شاهد تذكاري (monumental)، كل كلمة فيه تحيي ذكرى، بل كل كلمة هي جمعٌ من الذكريات (نواقيس تُقْرَع تباعا فتتداخل أصواتها)، ليصبح مع نهايته (حتى هذا المساء) ساعة ساحة إميسا أو طروس تاريخها وقد توالت على متوانها كتابة ومحو. هذا ما قالته إميسا: (النِّسْيَانُ لِمَنْ نَسَى. قَالَتْ إِمِيسَا بِدُعَابَةٍ حِينَ تَوَادّنا.)



        تحياتي وتقديري

        تعليق

        • م.سليمان
          مستشار في الترجمة
          • 18-12-2010
          • 2080

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
          الاستاذ ميهوبي



          بين "هذا المساء" في بداية ذاكرة إميسا و "هذا المساء" في نهايتها، ما لعله بداية ذاكرة تمحو استرجاعيا كثافة نسيان (في ساعة ساحة). ههنا، ثمة تكرار أو اثنان (المساءان نفسهما حرفيا)! بل إنْ حذفت ما بينهما (أو لو غيّب النسيان ما بينهما) لكان "وَجْدُك" على حمص: "هذا المساء ... حتى هذا المساء"! أما ما بينهما، فستظل "الصورة المحفوظة لساعة الساحة" التي تنتظر إصبعا تمر. وتأكد أن إصبعك لم تكن الأولى وربما لن تكون الإصبع الأخير الذي ينبش ذاكرة إميسا. قَبْلك بقرون، ومثلك تماما، مرر ذات الإصبع مفكرٌ حصيفٌ وأديبٌ مفلقٌ وناقدٌ نافذ البصيرة هو الحمصي لونجاينوس (Longinus) صاحب أطروحة اللغة أو الاسلوب السامي (On the Sublime). هو نفسه أيضا شهد ربيعا داميا، ودمار دولة العرب التدمرية. فقد أشار على زنوبيا (وكان مستشارها) بالتحرر من هيمنة الأمبراطورية الرومانية فكان ما كان. لم تكن مصادفة أن تدور الرحى مع مستشار أمضى فترة ليست بالقليلة في شمال أفريقيا (في الاسكندرية تحديدا).



          نصك هذا (أو هذا المساء) هو نفسه شاهد تذكاري (monumental)، كل كلمة فيه تحيي ذكرى، بل كل كلمة هي جمعٌ من الذكريات (نواقيس تُقْرَع تباعا فتتداخل أصواتها)، ليصبح مع نهايته (حتى هذا المساء) ساعة ساحة إميسا أو طروس تاريخها وقد توالت على متوانها كتابة ومحو. هذا ما قالته إميسا: (النِّسْيَانُ لِمَنْ نَسَى. قَالَتْ إِمِيسَا بِدُعَابَةٍ حِينَ تَوَادّنا.)



          تحياتي وتقديري
          ***
          أخي الحبيب الأستاذ الهويمل أبو فهد :
          لست أدري لم انفرجت شفتاي باسما وأنا أقرأ اسمك الكريم قبالة عنوان موضوعي. ربما هو من الود الذي أكنه لك، فباسمه إذن، التمس منك أن تشفق علي، فأنا لا أريد أن يكون مصيري كمصير لونجينوس (أو لونجن) بن إميسا.
          الواقع (من خلال القصة طبعا) أن بينيي وبين إميسا من جهة وبين زنوبيا وابن إميسا لونجينوس من جهة أخرى، يوجد تشابه واختلاف : أنا لا أريد أن أكون مستشارا لملكة تريد لنفسها مملكة من روما إلى آسيا الصغرى، بل أريد أن أكون محظي إميسا في مملكة لا تتعدى مساحتها مساحة ساحة الساعة. وأما التشابه الذي بيننا، فإني أطمع في أن تكون لي حكمة وخطابة مثل خطيبنا المفلق هذا يمكنني التأثير بها على إميسا لتخرج عن صمتها القاتل لي، من بين كل ذاك الخراب.
          شكرا على مرورك الممتع ولتعقيبك الجميل المفيد.
          ***
          sigpic

          تعليق

          • الهويمل أبو فهد
            مستشار أدبي
            • 22-07-2011
            • 1475

            #6
            عزيزي ميهوبي

            يسعدني أن تنفرج أساريرك وتفتر شفتاك عن ابتسامة دائمة، وتأكد أن الود متبادل. أما الإشفاق عليك فليس لي، ولنتركه لإميسا. وأملي أنك من الحصافة والحكمة بألّا يكون لونجن الحمصي انموذجك مع أنك لا تقل عنه بلاغة وفصاحة خطاب.

            كانت قصتك (القصيرة جدا) مكثفة بليغة معبرة فاستثارت بعض شجن، ومن النادر أن أجد طرحا يستثير شهية التعليق (ربما العيب فيّ لا فيما يطرح). نلتقي في قصة أخرى على كل خير وود


            تحياتي

            تعليق

            • م.سليمان
              مستشار في الترجمة
              • 18-12-2010
              • 2080

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
              عزيزي ميهوبي

              يسعدني أن تنفرج أساريرك وتفتر شفتاك عن ابتسامة دائمة، وتأكد أن الود متبادل. أما الإشفاق عليك فليس لي، ولنتركه لإميسا. وأملي أنك من الحصافة والحكمة بألّا يكون لونجن الحمصي انموذجك مع أنك لا تقل عنه بلاغة وفصاحة خطاب.

              كانت قصتك (القصيرة جدا) مكثفة بليغة معبرة فاستثارت بعض شجن، ومن النادر أن أجد طرحا يستثير شهية التعليق (ربما العيب فيّ لا فيما يطرح). نلتقي في قصة أخرى على كل خير وود


              تحياتي
              ***
              أطال الله في عمري وعمرك
              والود بيني وبينك حتى نلتقي مجددا
              أخي الحبيب الأستاذ الهويمل أبو فهد.
              ***
              sigpic

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سليمان ميهوبي مشاهدة المشاركة
                وَسَكَتَتْ إِمِيسَا وَنَسَيْتُ أَنَا.
                [align=justify]أخي الحبيب الأستاذ سليمان ميهوبي،
                قد تسكت حمص برهة حين يعلو صوت الإجرام اللامتناهي. لكنها - مثل شقيقتَيها حماة وحلب - لن تنسى. وسيكون لها ولشقيقتَيها وقفة مع المجرمين وحلفائهم من المستعربين، ومن شذاذ الآفاق الذين أتوا من أقاليم الشرق الجرداء النائية ..
                هذه المدن، أيها الأخ المغاربي، هي أقدم مدن مسكونة في العالم. وذاكرتها أقوى من يمحوها ماحٍ، أو من أن ينال منها خونة السماء والأرض.
                تقع حمص على مسافة أربعين كيلومترا من شقيقة روحها حماة. وكنا - ونحن صغار - نزورها باستمرار. وكان والدي، رحمه الله، يوقفنا عند مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه، للسلام عليه، فيسرد لنا وقائع صولاته وجولاته في صدر الإسلام.
                هذا تاريخ لا يُمحى، وهو أكبر من هؤلاء القتلة. سوف يذهبون إلى مزابل التاريخ، وتبقى حمص، شامة على جبين الدنيا.
                نعم، قد تسكت حمص برهة، لكننا لن ننسى .. وكيف ننسى، وقد زرعنا ما جرى في أكباد أكبادنا.
                تحياتي الطيبة.
                [/align]
                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • م.سليمان
                  مستشار في الترجمة
                  • 18-12-2010
                  • 2080

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                  [align=justify]أخي الحبيب الأستاذ سليمان ميهوبي،
                  قد تسكت حمص برهة حين يعلو صوت الإجرام اللامتناهي. لكنها - مثل شقيقتَيها حماة وحلب - لن تنسى. وسيكون لها ولشقيقتَيها وقفة مع المجرمين وحلفائهم من المستعربين، ومن شذاذ الآفاق الذين أتوا من أقاليم الشرق الجرداء النائية ..
                  هذه المدن، أيها الأخ المغاربي، هي أقدم مدن مسكونة في العالم. وذاكرتها أقوى من يمحوها ماحٍ، أو من أن ينال منها خونة السماء والأرض.
                  تقع حمص على مسافة أربعين كيلومترا من شقيقة روحها حماة. وكنا - ونحن صغار - نزورها باستمرار. وكان والدي، رحمه الله، يوقفنا عند مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه، للسلام عليه، فيسرد لنا وقائع صولاته وجولاته في صدر الإسلام.
                  هذا تاريخ لا يُمحى، وهو أكبر من هؤلاء القتلة. سوف يذهبون إلى مزابل التاريخ، وتبقى حمص، شامة على جبين الدنيا.
                  نعم، قد تسكت حمص برهة، لكننا لن ننسى .. وكيف ننسى، وقد زرعنا ما جرى في أكباد أكبادنا.
                  تحياتي الطيبة.
                  [/align]
                  ***
                  حضرة الدكتور عبد الرحمان السليمان أخي العزيز :
                  حقا! قبل دهرين أو يزيد نشأت إميسا، وإلى اليوم كم مرة حوصرت ودمرت، كم مرة ثارت وسجلت على قيد الوفاة، ثم إذا هي بعد كل قتلة وموتة قد عادت إلى الحياة. أمس شاهدت بضعة فيديوهات عن مظاهرات حمص الأولى، واستغربت : لم أر تشهر قطعة سلاح واحدة، لم أسمع تئز طلقة رصاصة واحدة : ما شاهدت وسمعت جماهير طيبة مسالمة وأناشيد الأناشيد السلمية. أي كلمة نطقت هناك، أي خظيئة اقترفت هناك، بعدئذ؟
                  قالت لي إميسا، يوم أن زار السفير الأمريكي حماة، ''شقيقة روحها'' : إنها ''ثورة مصلحة''. لكن، على حساب من؟ سألت.
                  تحيتي، مع كل الاحترام والتبجيل المستحقين لك.
                  ***
                  ***
                  sigpic

                  تعليق

                  يعمل...
                  X