أقف أمام مرآة روحي عارية من كلّ شيء..تتشابك الأصوات داخلي..هي صدى لنداءاتهم المريضة..اقتادوني إلى هناك..وجدت نفسي بين صبايا في عمر الزّهور، وكهلات راوغهنّ الزّمن لكن لم يفقدهنّ نضارتهنّ..بشبق مجنون كانوا يمزّقون أجسادنا..أظافرهم تغرز في أنوثتنا فتنزف الدّم قانيا..الصّور مشتّتة في مخيّلتي..أخجل من استحضارها..يقشعرّ بدني..يخيّل إليّ أنّ أيديهم الخشنة تعبث بجسمي العليل..تصطكّ أسناني..أتبلّل عرقا..أنكمش على نفسي، لكنّ أيديهم تبدو أسرع..تخترق كلّ ثنايا الجسد..تتماهى مع حدّة أسنانهم.. أتكوّر على نفسي حتّى لا تلمسني أيديهم الخشنة مرّة أخرى..يجافيني النّوم..أتلمّس جسدي علّني أجد مكانا لم تغرزه الرّضوض..
تقترب منّي يد..أزداد تكوّرا وانكماشا، وتزداد اليد إصرارا على التّشبّث بي..تمسك بـأذيال روحي العليلة ..تستدرّ طاقتي لنجدتها..إنّها صبيّة تتصارع مع كوابيسها..تصرخ..تتقلّب..تحاول أن تمزّق أجنحة الظّلام السّوداء..جسدها ينزف بغزارة..أنينها يضرم في قلبي نيرانا لا تنطفئ جذوتها..السّماء تهطل الدّماء بغزارة،لا يوقفها شيء..أشعر بتلك اليد الممتدّة إليّ ..أتخبّط كالغريقة..أتصارع مع ضعفي لنجدتها، لكنّ الموت يفتح فمه بشراهة..يشدّها إليه بشهيّة عاشق..يستلّ روحها مثلما استلّ أرواحنا جميعا وإن أبقى على أجسادنا الواهنة.. معتقلات كثيرات فارقن الحياة ..كأنّ الموت أشفق عليهنّ ممّا ينتظهرهنّ خارج تلك الدّائرة السّوداء.. ,وآخريات تم بيعهن بسوق النخاسة على أيدي هؤلاء .
تلاحقني كوابيس الماضي..تربك خطواتي..الخوف لا يغادرني بل يعرّي كلّ مكامن نفسي..أجرّ معي أذيال كرامة أضحت رمادا..ضعاف النفوس من أبناء جلدتي شاركوهم جرائمهم، مزّقوا نفسي وجسدي تمزيقا.. خانوا العرض..
الوحوش البشرية تطاردني ..أركض بسرعة حتى لا يمسكوني مجددا.. أجراس الصمت تقرع في اذني أقوى من صوت البرق والرعد ..الرياح تدفعني بقوة.. أسقط من فوق الجبل الشاهق.." النجدة ..النجدة .." تهزني يد فأقفز من مكاني لأهرب.. " عاودتك الكوابيس مجددًاً ..
حبيبتي، .أنت الأن في بيتنا بينَ ذراعي زوجك..قد تم انقاذك.. " مسحَ العرق المتصبب بغزارة على وجهي.. أريد أن أفجر نقمتي على أولئك الأوغاد، وأن أقتلع أفئدتهم، لعل هذا يوقظني من هذياني .لكنّ زوجي يمنعني من مقابلة الصّحفيّين ..لا يريدني أن أنبش في دفاتري القديمة..تجلدني نظراته المشفقة عليّ..أحترق بنار الخزي كلّما ضمّ إليه جسدي المتهالك..أزداد اختناقا..تتناوب عليّ علل الماضي والحاضر..كم أتمنّى أن أعاند مصيري..كم أتمنّى أن أصرخ عاليا " لا بد من مواجهتي للحياة وإلا صرعتني، حتى طبيبي النفسي أخبرني بذلك ..لا أريد الاختباء للأبد كالجرذ".
فتحت الباب على مصراعيه، ودعوت الصحفيين للداخل بينما كان زوجي يغادر البيت بصمت ملك يهجر مملكته المنهارة وبيده علمه الأسود ..بقيت عيني مسمرة على ظهره ورأسه المنحني.. وقلت في نفسي : لابد سيعود.
تقترب منّي يد..أزداد تكوّرا وانكماشا، وتزداد اليد إصرارا على التّشبّث بي..تمسك بـأذيال روحي العليلة ..تستدرّ طاقتي لنجدتها..إنّها صبيّة تتصارع مع كوابيسها..تصرخ..تتقلّب..تحاول أن تمزّق أجنحة الظّلام السّوداء..جسدها ينزف بغزارة..أنينها يضرم في قلبي نيرانا لا تنطفئ جذوتها..السّماء تهطل الدّماء بغزارة،لا يوقفها شيء..أشعر بتلك اليد الممتدّة إليّ ..أتخبّط كالغريقة..أتصارع مع ضعفي لنجدتها، لكنّ الموت يفتح فمه بشراهة..يشدّها إليه بشهيّة عاشق..يستلّ روحها مثلما استلّ أرواحنا جميعا وإن أبقى على أجسادنا الواهنة.. معتقلات كثيرات فارقن الحياة ..كأنّ الموت أشفق عليهنّ ممّا ينتظهرهنّ خارج تلك الدّائرة السّوداء.. ,وآخريات تم بيعهن بسوق النخاسة على أيدي هؤلاء .
تلاحقني كوابيس الماضي..تربك خطواتي..الخوف لا يغادرني بل يعرّي كلّ مكامن نفسي..أجرّ معي أذيال كرامة أضحت رمادا..ضعاف النفوس من أبناء جلدتي شاركوهم جرائمهم، مزّقوا نفسي وجسدي تمزيقا.. خانوا العرض..
الوحوش البشرية تطاردني ..أركض بسرعة حتى لا يمسكوني مجددا.. أجراس الصمت تقرع في اذني أقوى من صوت البرق والرعد ..الرياح تدفعني بقوة.. أسقط من فوق الجبل الشاهق.." النجدة ..النجدة .." تهزني يد فأقفز من مكاني لأهرب.. " عاودتك الكوابيس مجددًاً ..
حبيبتي، .أنت الأن في بيتنا بينَ ذراعي زوجك..قد تم انقاذك.. " مسحَ العرق المتصبب بغزارة على وجهي.. أريد أن أفجر نقمتي على أولئك الأوغاد، وأن أقتلع أفئدتهم، لعل هذا يوقظني من هذياني .لكنّ زوجي يمنعني من مقابلة الصّحفيّين ..لا يريدني أن أنبش في دفاتري القديمة..تجلدني نظراته المشفقة عليّ..أحترق بنار الخزي كلّما ضمّ إليه جسدي المتهالك..أزداد اختناقا..تتناوب عليّ علل الماضي والحاضر..كم أتمنّى أن أعاند مصيري..كم أتمنّى أن أصرخ عاليا " لا بد من مواجهتي للحياة وإلا صرعتني، حتى طبيبي النفسي أخبرني بذلك ..لا أريد الاختباء للأبد كالجرذ".
فتحت الباب على مصراعيه، ودعوت الصحفيين للداخل بينما كان زوجي يغادر البيت بصمت ملك يهجر مملكته المنهارة وبيده علمه الأسود ..بقيت عيني مسمرة على ظهره ورأسه المنحني.. وقلت في نفسي : لابد سيعود.
تعليق