تويت
المقامة الربيعيّة
قال بن سهوان:سأمتُ مقاطعة الخلاّنِ بجنب مقاعطة الزمانِ؛فولّيتُ وجهيَ شطر الدكانِ وإذا بقرين الصبا
يفاجئني سلامُهُ ويطربني في الزحامِ كلامُهُ ؛فشدّني إليه وقبّلنْ وحمَلني وحمّلنْ بحديث طريف ؛جميل ولطيفِ حتى أوقفْتهُ بباب دكاني ودعوته بالجلوس إلى إيواني ولمّا استوى وارتوى حمدَاللهَ فنشر ما انطوى:
إعلمْ يا صديقي أن الأمور تغيّرتْ والآمال تقهقرتْ والمياسر تيامنتْ والايسار انتشرت –فقاطعته:ومن مسببُ ذا التغييرِ فاستبدل الحمار بالبعيرِ! قال:الفاعل في الصحافة مجهولُ وفي السياسة مقبولُ وعند الشاعر مرذولُ والشعبُ هو المخذولُ
قال ابن سهوان فسألته:والربيع أين محصولهُ وما جنى الشعبُ وحاسوبه ومحمولهُ ؛فأجابني الصديقُ بتأدبِ:إنها حكاية الحمار والثعلب ؛لمّا نوى لكيدهِ وصيدهِ ؛فغرر به وأخبرهُ
أن جسدَهُ ؛لو كان عليه قرنان لغلب الغاب وأسدَهُ؛فصدّقه الحمار المسكين وسار معه ؛ وبصانع القرونِ قد جمعه ! وبعدما اُكلتا أذناه ؛ما نبتا قرناه وما رجع حُنينُ ولا خُفّاهُ ؛ثم اشتدّتْ حماسة الصديقِ وهو يبلع ريقا على ريقِ ؛ويسبّ السياسيين والمحتلّين ؛وآل "بوش" أجمعين منشدا:
لو في الربيع مكتسبْ**ما فار تنور العربْ
قد أضرموها فتنة**نارَ الوطيس في رجبْ
هم مهّدوا هم وحّدوا**قادوا البلاد للخِرَبْ
دقوا طبول الحرب في**أوطاننا كي تُغتصبْ
صدْقُ الرجالِ عيبهمْ**إذ صدّقوهُ مَن كذبْ
**
فاستهدفوا فرساننا**واعتقلوا شجعاننا
قالوا بمكر ثعلبيْ*** :نُحبّكم إخواننا
حتى غزوا أوطاننا*واستلبوا رغفاننا
**
ثم سعوا في الكَذبِ *** ورسْمهم للّعبِ
جاؤوا بتصنيع لهم *** مُدججٍ مُنقّـبِ
يُذبّح الطفل ولم*** يرحم ولم يكتئبِ
خطّوا على راياتهم*هذا ربيع العربِ
----------