حَدِيـثُ الشُّجُـون
***
هَلْ أَتَاكُمْ حَدِيثُ الشُّجُونِ
وَ الْبَيَاضِ اليَتِيمِ
المَدْفُونِ فِي الْأَحْدَاق.
أَمْ هَلْ أَتَاكُمْ نَبَأُ الدَّمْعِ التَّائِهِ
فِي أَدْغَالِ الدَّنَفِ
الْمَوْرُوثِ
سِرّاً مِنْ حَنَاجِرِ الأَفْــلاَكِ
وَ الرِّمَالِ الْجَوْفَاء.
التُّرْبُ دِيبَاجٌ
عَلَى عَرْشِ الْمِحَـاقِ
قَدِ اسْتَوَى،
وَ الْمِلْحُ زِينَةٌ عَجْفَاءُ قَدْ تَفَتَّـقَ
رِيقُـهَا الْمَحْمُومُ مَرْمَراً وَ عَقِيقاً
عَلَى جِيدِ سُبْحَةٍ سَوْدَاء.
تَدَبَّرْ أَيُّهَا الْعَزِيزُ،
فَبَطْنُ الْوَادِي قَدْ أَخْصَبَ فِي جَدْبِـهِ
وَ أَنْجَبَ خِصْيَانَا،
وَ إِنِّي أُنْذِرُكَ بِهِ ثَرَاءً يُزْجِي لَكَ
عُقْماً وَ خُسْرَانَا.
أَيُّهَا الْعَزِيزُ
ذَاكِرْ نَوْتَاتِ صُحُونِكَ الْفِرْعَوْنِيَّة،
وَ تَبَيَّنْ جَرْسَهَا الأَرْعَـن،
فَلَمْ يَعُدْ يُشَاكِلُ أَوْتَارَ الضَّوَامِرِ
مِنْهَا أَوْ لَحْـنَ الْأُرْغُـن.
وَ إِنِّي لَأَرَى نَظَرَاتٍ تَغْتَالُـكَ فِي
شَزْرِهَا الْمَرْقُونِ
عَلَى جَرِيدِ أَيَادِيكَ السَّوْ- ضَاء.
فِي زَحْمَةِ الْأَوْطَارِ
تَشَرَّبْ لَكَ قَصِيداً يَرْوِيكَ
ظَمَأً مِنْ ظِلَالِ
الْعَصَافِيرِ الْمُشَرَّدَة،
وَ ابْتَعْ لَكَ الرِّيَاضَ وَ الْغَوَانِي،
لِتَعْزِفَ لَكَ فِيهَا الْقِيَانُ
مَرَاثِيَـكَ الْآثِمَة،
وَ تَأَدَّبْ
فِي حَضْرَةِ الْأَكْوَار،
فَقَدْ فَاقَتْـكَ أَيَادٍ وَ ضَرْعاً،
إِذْ أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ بَعْدَ القَتْرِ سَبْعاً.
*******
تعليق