سيجارة
بأناقة تامة؛ سدد السيجارة بعيدا، و كأنه تخلص من فكرة آثمة..
كذلك يفعل مع النساء عندما يحرقها لآخرها..
واصل سيره غير عابئ؛ أين يمكن أن تسقط بقايا مخلفاته، كذلك هو لا يعير اهتماما لما تبقى من الأجساد الطازجة التي يلتهمها يوميا، دوما يرفع سرواله كمن تخلص من جريمة أو فضيحة، هو لا يريدها أن تعرقل ضميره،،،
ظله طويل جدا، و كأنه يريد أن يحجب الشمس عن الأرض، كذلك أفعاله كانت مثل سحب عابثة بمصير الأنثى...
اهتزازات خفيفة بجيبه الأيسر، يحرص أن يضع الهاتف في مكان قريب من قلبه، حتى لا تفوته المصادفات الملتهبة.
-ألو
-أنتِ؟
-نعم، متى تعود للبيت؟
-ربما بعد العشاء، عندي موعد عمل..
قالها و هو يخرج تنهيدة و كأنه تخلص من قيد يضغط على صدره، ثم أخرج سيجاره، ربما هو يخطط لاصطياد امرأة أخرى، تعثرت أصابعه قليلا عندما أمسكها، و كأنما تلعثم لسانه بامرأة شهية.. أوقدها برقة مبالغ فيها، كان يمثل مشهدا من الخداع، قلص المسافة بين فمه و السيجارة، زادت حرارتها، و كأنها امرأة وقعت في شركه، أخذ نفسا عميقا، شهي هو النيكوتين عندما يسابق الهواء نحو الرأس، يتسلل بعمق في الدماغ، يتركك تهذي و تنتشي عن آخرك، المدخنون هم يعددون الزوجات، مالبورو هي امرأة قادمة من الغرب الأمريكي تمتطي صهوة الجنون و الإثارة، السيجار الكوبي يشبه أسطورة لاتينية، تكاد تكون أنثى غجرية تجوب تضاريس أحلامنا، سافر في شهوته بعيدا، و هو يفترس جسد السيجارة ببطء شديد،،،
اقترب من المحل، على الواجهة نساء بلاستيكية ترتدي ملابس داخلية، استرق نظرة خاطفة، مرر من خلالها التحية و دخل بسرعة، و كأنه يدخل حانة..
انزوى مع صديقه جانبا، و هو يهمس:
-أين هي؟
- إنها بداخل المقصورة..
-كيف تعرفت بها؟
-تدرك يا صديقي أن النساء أصبحت تأتي إلى هنا، كأنهن يفتتحن صفحة في الفايس للتعارف..
-سأدخل إذن...
مرة أخرى يسدد السيجارة بعيدا، هذة المرة في سلة المهملات، و كأنه يدرك أنه سيدخل سلة الجرائم...
في الزاوية كانت ترتعد، وجهها المبرقع و رأسها المتدلي مثل بندول يتأرجح بين الخطيئة و التوبة؛ يشيان باقترافها التمرد للمرة الأولى، جلس بجانبها، فاهتزت مثل موجة اقتربت من الصخور، همس لها:
-لا يليق بالقمر أن تحجبه الغيوم..
ازداد وقع اضطرابها، و انفلتت دمعة من بين رموشها، و كأنه الجليد يذوب على ذيل ورقة شجرة لا تهتم لوجودها..
امتدت يده مثل ثعبان؛ نحو وجهها ليرفع عنها الغطاء، رفعه ببطء راوح بين الرقة و الإغراء، انفجر وجهها في وجهه مثل رصاصة غادرت بندقية صياد، تسمرت يده و كأنه اصطدم بجدار مرآة:
-أنتِ؟ كيف؟
و كأنها تسممت من رائحة سجائره أجابت: أمسك عني جرائمك؛ و أرمي آخر سجائرك؛ قد صدقت الرؤيا
ثم أطلق رصاصة الرحمة، التي سددها تماما مثلما يسدد سجائره بعيدا:
-أنت طالق..
و رفع يديه عنها؛ كمن تخلص من أكبر جرائمه...
بأناقة تامة؛ سدد السيجارة بعيدا، و كأنه تخلص من فكرة آثمة..
كذلك يفعل مع النساء عندما يحرقها لآخرها..
واصل سيره غير عابئ؛ أين يمكن أن تسقط بقايا مخلفاته، كذلك هو لا يعير اهتماما لما تبقى من الأجساد الطازجة التي يلتهمها يوميا، دوما يرفع سرواله كمن تخلص من جريمة أو فضيحة، هو لا يريدها أن تعرقل ضميره،،،
ظله طويل جدا، و كأنه يريد أن يحجب الشمس عن الأرض، كذلك أفعاله كانت مثل سحب عابثة بمصير الأنثى...
اهتزازات خفيفة بجيبه الأيسر، يحرص أن يضع الهاتف في مكان قريب من قلبه، حتى لا تفوته المصادفات الملتهبة.
-ألو
-أنتِ؟
-نعم، متى تعود للبيت؟
-ربما بعد العشاء، عندي موعد عمل..
قالها و هو يخرج تنهيدة و كأنه تخلص من قيد يضغط على صدره، ثم أخرج سيجاره، ربما هو يخطط لاصطياد امرأة أخرى، تعثرت أصابعه قليلا عندما أمسكها، و كأنما تلعثم لسانه بامرأة شهية.. أوقدها برقة مبالغ فيها، كان يمثل مشهدا من الخداع، قلص المسافة بين فمه و السيجارة، زادت حرارتها، و كأنها امرأة وقعت في شركه، أخذ نفسا عميقا، شهي هو النيكوتين عندما يسابق الهواء نحو الرأس، يتسلل بعمق في الدماغ، يتركك تهذي و تنتشي عن آخرك، المدخنون هم يعددون الزوجات، مالبورو هي امرأة قادمة من الغرب الأمريكي تمتطي صهوة الجنون و الإثارة، السيجار الكوبي يشبه أسطورة لاتينية، تكاد تكون أنثى غجرية تجوب تضاريس أحلامنا، سافر في شهوته بعيدا، و هو يفترس جسد السيجارة ببطء شديد،،،
اقترب من المحل، على الواجهة نساء بلاستيكية ترتدي ملابس داخلية، استرق نظرة خاطفة، مرر من خلالها التحية و دخل بسرعة، و كأنه يدخل حانة..
انزوى مع صديقه جانبا، و هو يهمس:
-أين هي؟
- إنها بداخل المقصورة..
-كيف تعرفت بها؟
-تدرك يا صديقي أن النساء أصبحت تأتي إلى هنا، كأنهن يفتتحن صفحة في الفايس للتعارف..
-سأدخل إذن...
مرة أخرى يسدد السيجارة بعيدا، هذة المرة في سلة المهملات، و كأنه يدرك أنه سيدخل سلة الجرائم...
في الزاوية كانت ترتعد، وجهها المبرقع و رأسها المتدلي مثل بندول يتأرجح بين الخطيئة و التوبة؛ يشيان باقترافها التمرد للمرة الأولى، جلس بجانبها، فاهتزت مثل موجة اقتربت من الصخور، همس لها:
-لا يليق بالقمر أن تحجبه الغيوم..
ازداد وقع اضطرابها، و انفلتت دمعة من بين رموشها، و كأنه الجليد يذوب على ذيل ورقة شجرة لا تهتم لوجودها..
امتدت يده مثل ثعبان؛ نحو وجهها ليرفع عنها الغطاء، رفعه ببطء راوح بين الرقة و الإغراء، انفجر وجهها في وجهه مثل رصاصة غادرت بندقية صياد، تسمرت يده و كأنه اصطدم بجدار مرآة:
-أنتِ؟ كيف؟
و كأنها تسممت من رائحة سجائره أجابت: أمسك عني جرائمك؛ و أرمي آخر سجائرك؛ قد صدقت الرؤيا
ثم أطلق رصاصة الرحمة، التي سددها تماما مثلما يسدد سجائره بعيدا:
-أنت طالق..
و رفع يديه عنها؛ كمن تخلص من أكبر جرائمه...
تعليق